صلاة الجماعة
لقد فرض الله على الناس إقامة الصلاة؛ كأحد الأركان الخمسة، وهي أوّل الأعمال التي يحاسب عليها العبد يوم القيامة، ولكنه لم يرد للإنسان بأن يؤدي الصلاة وحده وفي عزلة عن المجتمع الذي يعيش فيه، فحثّه على أداء الصلاة جماعة مع الناس إن استطاع لذلك سبيلاً، فأكّد على صلاة الجماعة ليلتقي المسلم بإخوانه لقاءً إيمانياً تتجلّى فيه معاني العبودية لله تعالى، وفي هذه المقالة نتحدّث عن صلاة الجماعة من حيث الكيفية، والحكم، وفضلها.
كيفية صلاة الجماعة
صلاة الجماعة تدل على أنّ عدد المصلين اثنان فأكثر، يجتمعون لأداء صلاة معينة معاً، فإذا كان عدد المصلين اثنين وأرادا أداء صلاتهما جماعة؛ فإن أحدهما يقف كإمام والآخر يقف وراءه قليلاً نحو جهة اليمين، وليس خلفه مباشرة، أمّا إن كان عدد المصلين ثلاثة فأكثر؛ فإنه يجتمع المصلون ومن ثم تقام للصلاة، ويقف الإمام وخلفه المصلون في صفوف منتظمة ومستقيمة ويقفون بشكل متراص وسويّ، وينوي المصلون نية الاقتداء بالإمام، فعندما يكبّر الإمام تكبيرة الإحرام فإن المصلّون يكبّرون أيضاً، والإمام هو من يجهر في صلاته في قراءة القرآن الكريم، أمّا المأمومين فلا يجهرون، وإنّما يستمعون إلى قراءة الإمام بخشوع، وبعد ذلك يتابع المصلّون الإمام في جميع أفعال الصلاة، إلى أن يخرجوا من الصلاة بالتسليم.
حكم صلاة الجماعة
صلاة الجماعة سنة مؤكدة لأنّ النبي عله السلام حرص عليها في حياته، وهي فرض كفاية على جماعة المسلمين، ما عدا صلاة الجمعة حيث أنّ حكمها الشرعيّ هو فرض عين، ويستحبّ أن تؤدى في المسجد، ويجوز أن تصلّى في غيره.
فضل صلاة الجماعة
- بيّن النبي محمد صلى الله عليه وسلّم أن صلاة الجماعة أفضل من أداء الصلاة بشكل فرديّ بخمس وعشرين درجة، وأنّ الله يمحو عن الشخص بكلّ خطوة يخطوها وهو في طريقه إلى المسجد سيّئة ويثاب على كلّ خطوة درجة أيضاً، والمقصود بالدرجة هي الحسنة، فتعتبر هذه الصلاة فرصة كبيرة لمحو السيئات ومضاعفة الحسنات.
- إذا أنهى المسلم صلاة الجماعة في المسجد، ومن ثم جلس فيه، فإنّ الملائكة تدعو لهذا المصلّي بالرحمة والمغفرة إلى أن ينتقض وضوءه.
- تذيب الفوارق بين الناس، فالمأمومين يقفون بجانب بعضهم البعض، دون أي تفريق على أساس العرق أو اللون أو المكانة الاجتماعية أو المكانة العلمية.
- تربط صلاة الجماعة أبناء المجتمع المسلم بروابط قوية؛ حيث إن الله المعبود واحد، وغاية المصلين واحدة، ويؤمهم في الصلاة إمام واحد.