محتويات
أحكام التجويد
علم التجويد هو العلم الذي تتم به معرفة كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وذلك كما نطقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو علمٌ يؤخذ مشافهةً بالاستماع، ولا بد من الإشارة إلى أنه مع اتّساع رقعة الدولة الإسلامية في القرن الثاني من الهجرة كثر اللحن والخطأ في القرآن نتيجة دخول جماعات كثيرة من غير العرب في الإسلام، فأصبحت الحاجة ملحّةً لتدوين قواعد التجويد وأحكامه، علماً أن هذه الأحكام تتعلق بالحروف العربية وكيفيّة النطق بها، مع الأخذ بالاعتبار أنّ لكلِّ حرف طريقةٌ خاصّةٌ لنطقه تتحدّد بموقعه، وحركته، وحركة الحرف الذي يسبقه، ومن هذه الأحكام أحكام لفظ الجلالة التي سنعرفكم عليها في هذا المقال.
أحكام لفظ الجلالة
معنى التفخيم والترقيق
- يعرف التفخيم لغةً بأنّه التسمين، واصطلاحاً بأنّه سمنٌ يطرأ على الحرف أثناء نطقه، ممّا يؤدي إلى ملء الفم بصداه.
- يعرف الترقيق لغةً بأنّه التنحيف، واصطلاحاً بأنّه رقةٌ تطرأ على الحرف أثناء نطقه، ممّا يؤدّي إلى عدم ملء الفم بصداه.
أقسام الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق
- حروف مفخّمة دائماً: وهي حروف الاستعلاء (خ، وص، وض، وغ،و ط، وق، وظ )، والمجموعة في قولنا: “خصّ ضغط قِظ”.
- حروف مفخّمة مرّةً ومرقّقة أخرى: وهي: الراء، والألف، وغنة الإخفاء، ولام لفظ الجلالة.
- حروف مرقّقة دائماً: وهي باقي الحروف الهجائية.
حالات تفخيم اللام في لفظ الجلالة
الأصل في اللام إن كانت في غير لفظ الجلالة أن تنطق مرققةً، وذلك لأنها حرف مستفل، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحروف المستفلة هي تلك الحروف التي ينخفض اللسان عند نطقها نحو أسفل الفم، مما يقلل من التجويف الفمي، وبالتالي لا يصعد الصوت نحو الحنك الأعلى، وإنّما ينحدر إلى خارج الفم، وذلك لانعدام الفراغ اللازم لتردده فيه، فيعرف الصوت بذلك على أنّه صوتٌ نحيل، وليس له صدى، أي أنه صوتٌ مرقق، أمّا إذا كانت اللام في لفظ الجلالة، فإنّها مرّةً تنطق مفخّمةً، وأخرى مرققةً، وذلك حسب موقعها في الكلام، وفيما يأتي تفصيلها:
- إذا سبقها حرف مفتوح الحركة، أو إذا كانت في بداية الكلمة، مثل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ). [الإخلاص: 1]
- إذا سبقها حرف مضموم الحركة، مثل: (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ). [الهمزة :6]
- إذا سبقها حرف ساكن وما قبله مفتوح، مثل: (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا). [الجن: 4]
- إذا سبقها حرف ساكن وما قبله مضموم، مثل: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ). [نوح: 3]
حالات ترقيق اللام في لفظ الجلالة
- إذا سبقها حرف مكسور كسراً أصلياً، مثل: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ). [الزمر: 46]
- إذا سبقها سكونٌ عارض، مثل: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ). [الأنعام: 19]، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ السكون العارض هو ذلك السكون الذي كان أصلياً إلا أنّه حُرِّك بالكسرةِ منعاً لالتقاء ساكنين، علماً أنّه يصعب في اللغة العربية النطق بساكنين متتاليين، الأمر الذي يستدعي تحريك الأوّل منهما.
- إذا سبقها حرف ساكن، وما قبله مكسور، مثل: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ). [الزمر: 61]
قراءات لفظ الجلالة
- طريقة تفخيم اللام: يكون التفخيم بها عن طريق العمل بها في وسط اللسان، مع الإدخال بمخرجها قليلاً.
- توجيه تفخيم اللام بعد الفتح والضم: قسّم علماء اللغة لام لفظ الجلالة المفخّمة إلى محورين أساسيين، هما:
- التعظيم: أي أنّ الأمر مختصٌ بالله سبحانه وتعالى، وهو الربّ المعبود، وذلك للتفريق بين هذه اللام وبين غيرها من اللامات الواردة في الكلمات الأخرى، فالتعظيم مرتبطٌ بالاسم الشريف الخاص بالله وحده.
- المناسبة: التفخيم يناسبه الفتح والضمّ، وذلك لأنّهما يأتيان من أعلى الحنك، الأمر الذي يستدعي الترقيق في غير هذين الموضعين.