محتويات
تقديم المُبتدأ على الخَبَر
يُعدّ المُبتدأ أحد أركان الجملة الاسميّة، والمُسمّى من قِبل عُلماء النّحو بـ”المُسند إليه”، والمُبتدأ اسم مرفوع يَرِدُ أولّ الجملة الاسميّة، أمّا الخَبَر فهو الرّكن الثّاني للجُملة الاسميّة، والمُسمّى عن النُّحاة بـ”المُسند” والذي يُتوَصَّل من خلاله إلى المعنى المُراد من المُبتدأ لتكتمل فائدة الجُملة ومعناها.[١]ويجب الإشارة إلى أنّ المُسند إليه (المُبتدأ) يتقدّم على المُسند إليه (الخبر) في الجملة الاسميّة في الأصل وهذا التّقدُم إمّا أن يكون بالجواز أو الوُجوب، أمّا حالات تأخُرهِ فهي لأغراض مُعينة. وفيما يلي مِثال توضيحيّ للمُتبدأ والخبر:[٢]
المثال | الإعراب |
---|---|
العلمُ نُورٌ | العلمُ: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره. نُورٌ: خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّم الظّاهر على آخره. |
حالات تقديم المُبتدأ على الخَبَر
تقديم المُبتدأ على الخَبَر وجوباً
يتقدّم المُبتدأ على الخَبَر وُجوباً لبعض الأغراض الدّلاليّة والبلاغيّة، ومن الشّروط التي وضعها عُلماء النّحو لتقدُّم المُبتدأ على الخَبَر:[١]
- عدم القُدرة على التّمييز بين المُبتدأ والخَبَر في الكلام، أو أن يكون كلاهما معرفة أو نكرة تصلُح أن تكون مُبتدأ، ومِثال ذلك:[١]
الجملة | الإعراب |
---|---|
حاتمٌ أبوك | حاتمٌ: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّم الظّاهر على آخره. أبوك: خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الواو؛ لأنّه من الأسماء الخمسة وهو مُضاف، والكاف: ضمير مُتّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. |
- وُرود الخَبَر بصورة جُملة فعليّة، بالإضافة إلى أنّ فاعل الجُملة الفعليّة يكون ضميراً مُستتراً عائداً على المُبتدأ، وفي هذه الحالة لا يجوز تقديم الجُملة الفعليّة، لأنّها ستتحوّل من الجُملة الاسميّة إلى الفعليّة، ومِثال ذلك:[١]
الجملة | الإعراب |
---|---|
العُمُر يمضي | العُمُر: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الضّمة الظّاهرة على آخره. يمضي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدّرة منع من ظهورها الثّقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو). والجُملة الفعليّة (يمضي) في محلّ رفع خَبَر المُبتدأ. |
- دخول لام الابتداء على المُبتدأ، ولذلك لكون لام الابتداء تتصدّر الجُملة دائماً، وهذا ما يجعل المُبتدأ واجب التّقديم؛ لالتصاقه بها، ومِثال ذلك:[١]
الجملة | الإعراب |
---|---|
(لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ)[٣] | الّلام: لام الابتداء. أنتم: ضمير مُنفصل مبنيّ في محلّ رفع مُبتدأ. أَشَدُّ: خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الضّمة الظّاهرة على آخره. رَهْبَةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتح الظّاهر على آخره. فِي: حرف جرّ. صُدُورِهِم: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره، وهو مُضاف. و(هم): ضمير مُتّصل مبنيّ في محلّ جرّ مُضاف إليه. وشبه الجملة الاستئنافيّة (في صدورهم) لا محلّ لها من الإعراب، ومُتعلّقة بجملة (من الله). في: حرف جرّ. الله: لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. |
- حصر المُبتدأ والخَبَر بحرف (إلّا) أو (إنّما)، ومِثال ذلك:[١]
الجملة | الإعراب |
---|---|
(وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ)[٤] | الواو: حرف عطف. مَا: ما النّافية، مهي مُهملة. من حرف جرّ زائد. إِلَٰهٍ: مُبتدأ مجرور لفظاً، ومرفوع محلّاً. إِلَّا: أداة حصر. اللَّهُ: لفظ الجلالة خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة عن آخره. |
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[٥] | إنّ: حرف ناسخ، مُلغى لاتّصاله بما الكافّة. ما: ما الكافّة. الْمُؤْمِنُونَ: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه جمع مُذكّر سالم. إِخْوَةٌ: خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّم الظّاهر على آخره. |
تدريب: أعرِب/ي الجمل الآتية بناءً على ما سبق: |
---|
الجملة | الإعراب |
---|---|
(وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ)[٦] | الواو: (……………………………………………………) لَدَارُ: (……………………………………………………) الْآخِرَةِ: (............................................................) خَيْرٌ: (……………………………………………………) |
خالدٌ مُعلِّمُك | خالد: (……………………………………………………) مُعلِّمُك: (……………………………………………………) |
الطّائرةُ تُقلِع | الطّائرة: (……………………………………………………) تُقلِع: (……………………………………………………) |
وما هي إلّا حياةٌ واحدةٌ | الواو: (……………………………………………………) هي: (……………………………………………………) إلّا: (……………………………………………………) حياةٌ: (……………………………………………………) واحدةٌ: (……………………………………………………) |
تقديم المُبتدأ على الخَبَر جوازاً
يتقدّم المُبتدأ على الخَبَر في حالة الجواز وكذلك الخَبَر، لذلك قد لا يُورَد المُبتدأ في بداية الجُملة الاسميّة عند عدم وُجود خلل في معنى الجُملة، وكذلك في الأمثال العربيّة الفصيحة، ففي المَثَل العربيّ الوارد في الأمثلة يُقصد فيه أنّ الإنسان الذي لا يستطيع دفع الأذى عن نفسه عليه بالصّبر، فكأن الجملة تقول: (الصَّبرُ حيلةُ من لا حيلة له)، وفيما يلي أمثلة إعرابيّة:[٧]
الجملة | الإعراب |
---|---|
(حيلةُ من لا حيلة له الصّبرُ)[٨] | حيلةُ: خَبَر المُبتدأ مُقدّم مرفوع وعلامة رفعة الضّمة الظّاهره على آخره. الصّبرُ: مُبتدأ مُؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره. |
الجهلُ ظلامٌ | الجهلُ: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الضّمة الظّاهره على آخره. ظلامٌ: خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّم الظّاهر على آخره. |
ظلامٌ الجهلُ | ظلامٌ: خَبَر المُبتدأ مُقدّم جوازاً مرفوع وعلامة رفعه الضّم الظّاهر على آخره. الجهلُ: مُبتدأ مُؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهره على آخره. |
تقديم المُبتدأ على الفعل
ذكر عُلماء البلاغة أنّ للمُبتدأ حالات يتقدّم فيها على الفعل الوارد في الجُملة، وهذا ضمن بعض الأغراض البلاغيّة، ومنها:[٢]
- التّخصيص: في هذا الغرض تكون الجُملة فعليّة تبدأ بالفعل مِثل: (ساعدتني فرحٌ)، فجاز أن تتقدّم كلمة (فرحٌ) لتُصبح خبراً ولتتحوّل الجُملة الفعليّة إلى جُملة اسميّة: (فرحٌ ساعدتني)، كما جاز التّقديمُ هُنا لغرضٍ بلاغيّ هو التّخصيص، والذي يقتضي تخصيص “المُساعدة” بشخص معيّن دون الجميع، وهي فرح هُنا.
- إزالة الشّك من الأمر: يحدثُ في هذا الغرض البلاغيّ أن يتمّ إثبات الصّفة لشيء ما، دون حصره وتخصيصه به فقط، مِثل: (هُو يُعين المُحتاج)، فالقصدُ في الجُملة هُنا تأكيد حرصه على إعانة المُحتاج وإثبات هذه الصّفة للسّامع، وليس لتخصيص الإعانة به وحدة دون الجميع.
- تعجيل المسَرّة أو المساءة: يُستخدم هذا الغرض البلاغيّ عندما يُعبّر المُبتدأ عن شيء جيّد أو سيئ، مِثل: (الغيثُ يهطل).
- التّعظيم والتّحقير: يُستخدم في هذا الغرض البلاغيّ عندما يحمل المُبتدأ معنى التّعظيم مثل: الملك، القائد، الفارس، وغيرها، أو عندما يحمل المُبتدأ معنى التّحقير مِثل: الغبيّ، والجاهل، والفاشل، وغيرها، ومِثال ذلك جُملة: (الخليفة يَخطُب).
- الغَرابة: يتمّ استخدام هذا الغرض البلاغيّ عند إيراد المُبتدأ مع الحديث عنه بشكل غريب، مِثل: (الأصمُّ يسمع).
الشّرط | مثال عليه |
---|---|
التّخصيص | خالد يُراقبني |
إزالة الشّك من الأمر | هي تخيط الثّياب جِيدّاً |
تعجيل المسَرّة أو المساءة | الحربُ قادمة. |
التّعظيم والتّحقير | الغبي يُفسد الحِوار. |
الغرابة | الغُيومُ تتراقص. |
أمثلة على إعراب المُبتدأ
فيما يلي أمثلة إعرابيّة لحالات المُبتدأ بالإفراد والجمع على اختلاف أنواعه:[٩][١٠]
المثال | الإعراب |
---|---|
أرضُ الله واسعةٌ | أرضُ: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره. اللهِ: لفظ الجلالة مُضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. واسعةٌ: خَبَر المُبتدأ مرفوع بالضّم الظّاهر على آخره. |
الطّالبان نشيطان | الطّالبان: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنّه مُثنى. نشيطان: خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنّه مُثنى. |
الصّائمون مُكرَّمون | الصّائمون: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه جمع مذكر سالم. مُكرَّمون: خَبَر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه جمع مذكر سالم. |
المهذباتُ سِيرتُهن محمودةٌ | المهذباتُ: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره. سِيرتُهن: مُبتدأ ثانٍ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة وهو مُضاف، والهاء: ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مُضاف إليه. محمودةٌ: خَبَر المُبتدأ مرفوع بالضّم الظّاهر على آخره، والجملة الاسميّة (سيرتُهن محمودةٌ) في محلّ رفع خَبَر للمبتدأ الأول. |
النُّجوم جميلةٌ | النُّجوم: مُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره. جميلةٌ: خَبَر المُبتدأ مرفوع بالضّم الظّاهر على آخره. |
علامات إعراب المُبتدأ
إذن فنذكر علامات إعراب المُبتدأ باختصار كالآتي:[٩][١٠][١١]
- الضمّة: ←
- إذا كان المُبتدأ مُفرداً مثل قولنا: (الشمسُ ساطعةٌ)
- إذا كان المُبتدأ جمع تكسير مثل قولنا: (الأطباءُ مبدعون)
- إذا كان المُبتدأ جمعاً مؤنثاً سالماً مثل قولنا: (المعلماتُ رائعاتٌ)
- الواو: ←
- إذا كان المُبتدأ من الأسماء الخمسة مثل قولنا: (أخوك رائعٌ)
- إذا كان المُبتدأ جمعاً مذكراً سالماً مثل قولنا: (المعلمون مجتمعون)
- الألف: ←
- إذا كان المُبتدأ مُثنى مثل قولنا: (الطّالبان مُجتهدان).
لمعرفة المزيد عن المبتدأ والخبر بالتفصيل، يرجى قراءة المقال الآتي: بحث عن المبتدأ والخبر.
فيديو عن المُبتدأ والخَبَر
للتّعرف على المزيد شاهد الفيديو:
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح د. محمود سليمان ياقوت (1996)، النحو التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم، الكويت: مكتبة المنار الإسلامية، صفحة 257،265،288،291،292،293. بتصرّف.
- ^ أ ب د. فاضل صالح السامرائي (2000)، معاني النحو (الطبعة 1)، الأردن: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 150،158،159،160، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر، آية: 13.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 62.
- ↑ سورة سورة الحجرات، آية: 10.
- ↑ سورة النحل، آية: 30.
- ↑ د. عادل محمد جليوي الرفاعي (2016)، “التقديم والتأخير في الأمثال العربية الفصيحة”، حولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة، العدد 33، صفحة 2827،2828،2829. بتصرّف.
- ↑ أبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري، المستقصى في أمثال العرب ، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 70، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب حامد كمال عبد الله العربي، وداعا لصعوبة النحو (الطبعة الثانية)، الجيزة: أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، صفحة 34.
- ^ أ ب خالد بن عبد الله بن أبي بكر الأزهري (2017)، شرح الآجروميّة (الطبعة 1)، الكويت: دار الظاهرية للنشر والتوزيع، صفحة 156،157. بتصرّف.
- ↑ التثنية والجمع، إبراهيم سنوسي، صفحة 21.