أسماك وبرمائيات

جديد ما هو غذاء الضفدع

الضفادع

يحبّ العديد من الأشخاص الضفادع على اختلاف أشكالها، فيلجؤون إلى تربيتها منزلياً كحيوانات أليفة، وقد يشعر البعض الآخر منهم بالنفور من الضفادع أو الاشمئزاز، وذلك بسبب شكلها ومظهرها، لكن لا شك بأنَّ الضفادع على مر التاريخ مُثِّلت في الروايات والقصص الخيالية مرات عديدة، فهناك رواية الأمير الضفدع، وهناك الشخصيّة الشهيرة في المسلسل الأطفال “افتح يا سمسم”، وهو الضفدع “كامل” أو “كيرميت” بالإنجليزية، فضلاً عن شخصيَّات أخرى كثيرة.

ينتمي حيوان الضفدع إلى مجموعة الفقاريّات، وهي نفس المجموعة التي تضمُّ الأسماك والزواحف والطيور وكذلك البشر، ويُصنَّف الضفدع على أنّهُ من البرمائيات كونه يقضي مراحل مختلفةً من حياته في البر والماء على حدِّ سواء. يعتبر الضفدع من رتبة البتراوات؛ وذلك لأنّه لا يمتلك ذيلاً؛ حيث إنّ البتراوات تُسمَّى باللاتينية “Anurans”، وهو دمج للكلمتين اليونانيَّتين “An” بمعنى “عديم” و”Oura” بمعنى “الذيل”، أي “الكائنات عديمة الذيل”.

وصف الضفدع

للضفادع سيقان خلفيّة طويلة نوعاً ما تُمكِّنها من القفز بسهولة لمسافاتٍ طويلة، وهذه هي وسيلتها الأساسية للحركة بشكلٍ عام، كما أنَّ لها أغشيةً رقيقةً بين أصابعها تساعدها على السِّباحة، وهي تستطيع المحافظة على توازنها خارج الماء وداخله، وإضافة إلى هذا كلّه فهي تستطيع تسلُّق جذوع الأشجار والجدران وحتى ألواح الزُّجاج، بفضل مادة مخاطيَّة لاصقة تفرزها غددٌ خاصَّة على أصابعها.[١]

للضّفدع عيونٌ جاحظة، وتغطّي عينه ثلاثة أغشية، واحدة منها تكون شفّافة كي تغطّي عين الضفدع وتحميها وهو في الماء، وكي يستطيع الرؤية جيداً، أمّا الغشاءان الآخران فأحدهما نصف شفَّافٍ ليسمح لبعض الضوء بالنفاذ، وأما الآخر فمعتمٌ تماماً. للضفدع أذنان: واحدة بكلّ جهة من رأسه، وفي بعض الأنواع تكون مغطّاةً برقعٍ من الجلد، ويمتلك الضفدع لساناً طويلاً لزجاً يُساعده على التقاط فرائسه، وله أسنان صغيرة مدبّبة بعض الشيء، وتكون في فكّه العلويّ، وهي موجودة لتساعده على إحكام قبضته على الفريسة فحسب دون مضغها، وذلك ليتمكّن من تفتيتها وبلعها لاحقاً.

الغذاء

يأكل الضفدع أنواعاً مُختلفة من القوت حسب الطور الذي يمرُّ به من حياته، فغذاء “أبي ذنيبة” (الضفدع حديث الفقس) مختلفٌ عن غذاء الضفدع البالغ، لكن الضَّفادع هي بالأساس حيوانات لاحمة، وعند مرحلة البلوغ، تقتات مُعظم أنواعها على الحشرات وما شابهَها من الكائنات اللافقارية الصَّغيرة، مثل العناكب، والحلازين، والبزاقات، وديدان الأرض، وبعض أسماك المياه العذبة.[٢] من جهةٍ أخرى، يُمكن أن تصطاد بعض أنواع الضفدع كبيرة الحجم طرائد ضخمة بعض الشيء، فمن المُحتمل أن تتغذى على أيِّ كائن يتَّسع داخل أفواهها، مثل الفئران الصَّغيرة، والسلاحف، والضفادع الأخرى الأصغر حجماً. على الرُّغم من ذلك، فإنَّ الضفادع لا تكثر من الأكل، فهي لا تتناول الطعام سوى ثلاث أو أربع مرَّاتٍ أسبوعياً.[٣]

يختلف غذاء صغار الضِّفدع عن أقربائهم مُكتملي النموّ، فعلى سبيل المثال، غالباً ما تقتات أفراخ هذه الحيوانات على النباتات فحسب. يتألَّف مُعظم غذاء أبي ذنيبة (الضفدع في مرحلة نموِّه الأولى) من الطحالب المائيَّة، إلا أنَّ بعض أنواع الضفادع الصَّغيرة قد تكون لاحمة، فهي قادرةٌ – أحياناً – على أكل الحشرات، أو الأسماك الصَّغيرة، أو حتى صغار الضفادع الأخرى، ولهذا السَّبب تقلُّ فرص أبي ذنيبة بالتحوُّل إلى ضفدع بالغٍ عندما يتأخر في نموِّه، لأنَّه من المُمكن أن يقتات عليه الصغار الآخرون.[٤]

بسبب طبيعة غذاء هذه الحيوانات فهي تؤدّي دوراً أساسياً في النظام البيئي، حيث إنَّها تقوم مَقام الحلقة الوُسطى بين الكائنات المفترسة الكبيرة، مثل الكلاب والذئاب والنمور، وبين الحشرات والمخلوقات الصَّغيرة، ودورها في الطبيعة جوهريٌّ جداً، فهي بتغذيها على المخلوقات الصَّغيرة تُساعد في الحفاظ على الغطاء النباتي، وبتوفير غذاءٍ جيِّد للكائنات المفترسة الأكبر منها حجماً.[٥]

الصَّيد

عندما يحتاج الضفدع إلى صيد فريسة، فهو عادةً ما يستقرُّ في مكانٍ ما، مستعيناً بقدرته على التموُّه بسبب لون جلده الداكن، وينتظر بصبرٍ ظهور طريدته كي يُمسك بها. تفتقر فُكوك الضفادع إلى الأسنان تقريباً، وبالتالي فهي لا تستطيع مضغ طعامها، ولذلك فعندما يصطاد الضفدع طريدة من نوعٍ ما، يحتاج إلى بلعها كُلِّها وهي على قيد الحياة، مثلما تبتلع الأفاعي طرائدها تماماً. لدى الضفدع بعض الأسنان في فكِّه العلويّ، إلا أنَّه لا يستخدمها للمضغ ولا العضِّ قطّ، وإنَّما يستفيد منها كوسيلة للتشبُّث بفريسته فحسب.[٦]

يمتاز الضفدع أيضاً بأنَّ له لساناً طويلاً ولزجاً جداً، مثل لسان الحرباء، فبُمجرِّد مُلامسته للفريسة تُصبح عاجزةً عن الهرب تقريباً، ويُمكنه عندما يصطاد أن يُطلِق لسانه ويعيده إلى داخل فمه خلال أقلّ من ثانية واحدة، ممَّا يجعل فرص فريسته بالإفلات محدودةً جداً. يرتبط اللسان بفك الضفدع السفلي عوضاً عن مؤخرة الفم، وذلك ليستطيع الامتداد لأقصى مسافةٍ مُمكنة عندما تدعو إلى ذلك الحاجة.[٧] من جهة أخرى، لدى الضفدع صفةٌ غريبة فيما يتعلَّق بالاقتتات، هي أنَّه يستفيد من عينيه أثناء ابتلاع طعامه. لعلَّك لاحظتَ من قبل، أثناء مشاهدتك لقطة مُقرَّبة في أحد البرامج الوثائقية أنَّ عيني الضفدع تبدوان وكأنَّهما تغوصان داخل رأسه عندما يبتلغ الطعام، وذلك في الحقيقة للمُساعدة على الدفع الطريدة عبر حلقه. لهذا السبب، تبدو هذه الكائنات وكأنَّها ترمش بعُيونها باستمرارٍ أثناء الأكل.[٦]

المراجع

  1. Federle, W.; Barnes, W. J. P.; Baumgartner, W.; Drechsler, P.; Smith, J. M. (2006), “Wet but not slippery: boundary friction in tree frog adhesive toe pads”، Journal of the Royal Society Interface Magazine، Issue 3، Page 10.
  2. “Basic Facts about Frogs”, Defenders of Wildlife، Retrieved 08-05-2016.
  3. “What do Frogs Eat?”, What Do They Eat Project، Retrieved 08-05-2016.
  4. Crump, Martha L. (1986). “Cannibalism by younger tadpoles: another hazard of metamorphosis”. Copeia (American Society of Ichthyologists and Herpetologists) 4 (4).
  5. Pimm, Stuart L. (27-09-2011), “The structure of food webs”، Theoretical Population Biology Newspaper، Issue 16 (2)، Page 144-158.
  6. ^ أ ب “What Do Frogs Eat and What Eats Frogs?”, Frog Life Cycle، Retrieved 08-05-2016.
  7. “Frog Feeding”, Reptile Webs، Retrieved 08-05-2016.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى