محتويات
أيُوحِشُني الزّمانُ
أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي
-
-
-
- وَيُظْلِمُ لي النّهارُ وَأنتَ شَمْسي
-
-
وَأغرِسُ في مَحَبّتِكَ الأماني
-
-
-
- فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي
-
-
لَقَدْ جَازَيْتَ غَدْراً عن وَفَائي
-
-
-
- وَبِعْتَ مَوَدّتي، ظُلْماً، ببَخْسِ
-
-
ولوْ أنّ الزّمانَ أطاعَ حكْمِي
-
-
-
- فديْتُكَ مِنْ مكارهِهِ بنَفسي
-
-
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى إذْ ربضْ
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى إذْ ربضْ
-
-
-
- ونبّهْتَهُ إذْ هدا فاغتمضْ
-
-
وما زلْتَ تبسُطُ مسترسلاً
-
-
-
- إليه يدَ البغْيِ لمّا انقبضْ
-
-
حذارِ حذارِ فإنّ الكريمَ
-
-
-
- إذا سيمَ خسفاً أبَى فامتعضْ
-
-
فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ
-
-
-
- ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ
-
-
وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ
-
-
-
- وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ
-
-
إذا رِيغَ فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ
-
-
-
- مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ
-
-
وهلْ واردُ الغمرِ منْ عدّهِ
-
-
-
- يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ
-
-
إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً
-
-
-
- فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ
-
-
أرَى كُلّ مِجْرٍ أبَا عَامِرٍ
-
-
-
- يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ
-
-
أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي
-
-
-
- إذا وَتَرِي بِالمَنَايَا انْقَبضْ
-
-
فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي
-
-
-
- وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ
-
-
وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ
-
-
-
- فغادرْتُهُ ما بِهِ منْ حبضْ
-
-
أبَا عامرٍ أيْنَ ذاكَ الوفاءُ
-
-
-
- إذِ الدّهرُ وسنانُ والعيشُ غضّ
-
-
وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ مِنْ
-
-
-
- مصادقَتي الواجبَ المفترضْ
-
-
تَشُوبُ وَأمْحَضُ مُسْتَبْقِياً
-
-
-
- وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ
-
-
أبنْ لي ألمْ أضطلِعْ ناهضاً
-
-
-
- بأعباء برّكَ فيمنْ نهضْ
-
-
ألَمْ تَنْشَ مِنْ أدَبي نَفْحَة ً
-
-
-
- حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ
-
-
ألَمْ تَكُ مِنْ شِيمَتي غَادِياً
-
-
-
- إلى تُرَعٍ ضَاحَكْتُها فُرَضْ
-
-
ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ
-
-
-
- لحالَيْكَ مِنْ صِحّة ً أوْ مَرَضْ
-
-
ولا عادَني منْ وفاءٍ سرورٌ
-
-
-
- وَلا نَالَني لِجَفَاءٍ مَضَضْ
-
-
يعزّ اعتصارُ الفتى وارداً
-
-
-
- إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ
-
-
إنّي ذكرْتُكِ بالزّهراء مشتاقاً
إنّي ذكرْتُكِ بالزّهراء مشتاقاً
-
-
-
- والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا
-
-
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ في أصائِلِهِ
-
-
-
- كأنهُ رَقّ لي فاعْتَلّ إشْفَاقَاًً
-
-
والرّوضُ عن مائِه الفضّيّ مبتسمٌ
-
-
-
- كما شقَقتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقَاً
-
-
يَوْمٌ كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ
-
-
-
- بتْنَا لها حينَ نامَ الدّهرُ سرّاقَاً
-
-
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ
-
-
-
- جالَ النّدَى فيهِ حتى مالَ أعناقَاً
-
-
كَأنّ أعْيُنَهُ إذْ عايَنَتْ أرَقى
-
-
-
- بَكَتْ لِما بي فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَاً
-
-
وردٌ تألّقَ في ضاحي منابتِهِ
-
-
-
- فازْدادَ منهُ الضّحى في العينِ إشراقَاً
-
-
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ
-
-
-
- وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَاً
-
-
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا
-
-
-
- إليكِ لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
-
-
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ
-
-
-
- فلم يطرْ بجناحِ الشّوقِ خفّاقَاً
-
-
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى
-
-
-
- وافاكُمُ بفتىً أضناهُ ما لاقَى
-
-
لوْ كَانَ وَفّى المُنى في جَمعِنَا بكمُ
-
-
-
- لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَاً
-
-
يا علقيَ الأخطرَ الأسنى الحبيبَ إلى
-
-
-
- نَفسي إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَاً
-
-
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ مذ زمَن
-
-
-
- ميدانَ أنسٍ جريْناً فيهِ أطلاقاً
-
-
فالآنَ أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ
-
-
-
- سلوْتُمُ وبقينَا نحنُ عشّاقَا
-
-
أضْحَى التّنائي بَديلاً منْ تَدانِينَا
أضْحَى التّنائي بَديلاً منْ تَدانِينَا
-
-
-
- وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
-
-
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبّحَنا
-
-
-
- حَيْنٌ فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
-
-
مَنْ مبلغُ الملبسِينا بانتزاحِهمُ
-
-
-
- حُزْناً معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
-
-
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
-
-
-
- أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
-
-
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
-
-
-
- بِأنْ نَغَصَّ فَقالَ الدهر آمينَا
-
-
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا
-
-
-
- وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
-
-
وَقَدْ نَكُونُ وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا
-
-
-
- فاليومَ نحنُ ومَا يُرْجى تَلاقينَا
-
-
يا ليتَ شعرِي ولم نُعتِبْ أعاديَكم
-
-
-
- هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
-
-
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
-
-
-
- رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَاً
-
-
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
-
-
-
- بِنا ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
-
-
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه
-
-
-
- وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
-
-
بِنْتُم وَبِنّا فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا
-
-
-
- شَوْقاً إلَيكُمْ وَلا جَفّتْ مآقِينَا
-
-
نَكادُ حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا
-
-
-
- يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
-
-
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا فغَدَتْ
-
-
-
- سُوداً وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
-
-
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا
-
-
-
- وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
-
-
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
-
-
-
- قِطَافُها فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
-
-
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
-
-
-
- كُنْتُمْ لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا
-
-
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا
-
-
-
- أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا
-
-
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً
-
-
-
- مِنْكُمْ وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
-
-
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
-
-
-
- مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
-
-
وَاسألْ هُنالِكَ هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
-
-
-
- إلفاً تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
-
-
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا
-
-
-
- مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
-
-