الغطاء النباتي

جديد تقرير عن عالم البيئة

عالِم البيئة

يختص عالِم البيئة (بالإنجليزية: Ecologist) بدراسة النظم البيئية المختلفة والعلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية مع بعضها ومع بيئاتها، مثل تفاعل الكائنات الحية في البيئة الصحراوية، أو الغابات، وغيرها من النظم البيئية، ويبحث عالِم البيئة أيضاً في تأثير غياب أحد الأنواع من الكائنات الحية في نظام بيئي معين، وتأثير عودته، أو دخول أنواع جديدة إلى النظام،[١] ويعود هذا العمل بالفائدة الكبيرة على ازدهار ورفاهية الإنسان، حيث يوفر معرفة متجددة بما يربط الإنسان مع الطبيعة، بما في ذلك إنتاج الغذاء، والحفاظ على الموارد الطبيعية من ماء وهواء، والمحافظة على استدامة التنوع البيولوجي.[٢]

مهام عالِم البيئة

قد تختلف مهام علماء البيئة من عالِم إلى آخر، وفيما يأتي أهمّ الواجبات التي يقوم بها عالِم البيئة:[١][٣][٤]

  • دراسة العلاقات بين الكائنات الحية ومواطنها، بدءاً من دراسة البكتيريا المجهرية التي تنمو في حوض الأسماك، ووصولاً إلى التفاعلات المعقدة بين آلاف النباتات والحيوانات الموجودة في الصحراء، ودراسة أنواع متعددة من البيئات، مثل بيئة الميكروبات التي تعيش في التربة، أو بيئة الحيوانات والنباتات في الغابات المطرية أو المحيطات.
  • دراسة الخصائص النباتية والحيوانية على مدى فترات زمنية طويلة، مثل أنماط تاريخ حياة الكائن الحي، ونظامه الغذائي، وسلوكه.
  • المساعدة على اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بالأنشطة البشرية، فمن خلال فهم علماء البيئة لكيفية عمل الطبيعة، يُمكن فحص العمليات البيئية، والآثار، وتحديد التغيّرات التي تحدثها هذه الأنشطة.
  • المساعدة على معرفة البيئة والأدوات التي نحتاجها لحمايتها، وتطوير واختبار الفرضيات حول السكان والمجتمعات للوصول إلى طرق نموذجية تُستخدَم في الصناعات المختلفة، وفي إنشاء المباني وتكوين المجتمعات، مما يجعلها أكثر كفاءة واستدامة.
  • تقييم التنوع البيولوجي للنظم البيئية، ودراسة تأثير الاضطرابات البيئية، مثل: التلوث، وتغيّر المناخ، والمساعدة على حل المشكلات البيئية، واستخدام تقنيات المحاكاة لتقييم وتوقع الآثار المحتملة للتغيّرات في النظام البيئي، ووضع الإجراءات المقترحة للحد منها، وتصميم ممارسات مستدامة.
  • إجراء بحوث ميدانية ومخبرية ونظرية، وجمع وتحليل عينات من المياه والتربة، وتحليل البيانات حول الظروف البيئية باستخدام الإحصائيات والنماذج الرياضية، ووضع خطط لمشاريع استعادة البيئة وحمايتها، وإعداد الإجراءات، والموارد، والجداول الزمنية، والميزانية اللازمة.
  • توفير بيانات ونصائح مفيدة للحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات، والأفراد عن كيفية إدارة النظم البيئية بحكمة، ونقل توصياتهم إلى أصحاب القرار وصانعي السياسات مرفقة بخرائط ورسومات بيانية معدة على برامج خاصة، ونشر نتائج الدراسات والبحوث لمشاركتها مع بقية العلماء والناس.

مجالات عمل عالِم البيئة

هناك العديد من المجالات التي يُمكن لعالِم البيئة العمل فيها، فقد يعمل في وكالات تابعة للدولة والحكومة، أو في المشاريع الصناعية والتجارية الخاصة أو التابعة للقطاع العام، ومن هذه المجالات:[١]

  • شركات الاستشارات البيئية: حيث توظف هذه الشركات علماء البيئة لتقييم الآثار البيئية لمشاريع العملاء، وتصميم ممارسات مستدامة لتقليل الآثار السلبية.
  • المنظمات الخاصة والحكومية: من مهام علماء البيئة هنا رصد واسترجاع النظم البيئية والسكانية المضطربة، والتقدم بطلب للحصول على تصاريح معالجة بيئية نيابة عن العملاء.
  • الميادين البحثية والمختبرات: يجري علماء البيئة والباحثين في المجال البيئي البحوث للإجابة على الأسئلة حول كيفية تفاعل الأحياء مع بيئاتهم.
  • إدارة المشاريع: قد يشغل علماء البيئة مناصب إدارية ويترأسون لجان خاصة بإعداد التقارير لتقديم المشورة لواضعي السياسات.
  • الكليات والجامعات: توظف الكليات والجامعات العديد من علماء البيئة كأساتذة وباحثين في هيئة التدريس، وقد يعملون في الحدائق العامة وأماكن الترفيه لتعليم الناس وتسليط الضوء على أهمية البيئة.

وقد تتطلب وظيفة علماء البيئة العمل في عدة مواقع، مثل: العمل الميداني، أو المكتبي أو في المختبرات، ففي العمل الميداني، يقوم عالِم البيئة بجمع العينات، ودراسة الحياة البرية والنباتات والنظم البيئية، كما يتطلب من عالِم البيئة في العمل الميداني حضور المؤتمرات والمنتديات العامة لشرح وتوضيح النتائج التي توصل إليها للعامة، والحكومة، والعاملين في المجالات الصناعية، أمّا فيما يخص العمل المكتبي لعالِم البيئة، فيقوم بإدخال البيانات، وتحليلها، وإعداد الخرائط المكانية، والمعلومات الجغرافية، وإجراء التحاليل الإحصائية، ويقوم بالتواصل مع الإدارات، والزملاء، والعملاء هاتفياً لتقديم نتائج التقارير لهم، كما يقوم بإعداد نماذج حاسوبية بناءً على النتائج التي حصل عليها؛ لمحاكاة النظم البيئية الموجودة على أرض الواقع، والبحث عن تكنولوجيا جديدة تخص علم البيئة، ويقوم بالتشاور مع المختصين في المجال، كما يقوم بالتخطيط والإعداد للبحث الميداني، وتجميع البيانات وإعداد التقارير والمقالات العلمية، أمّا في المختبر، فتتمّ معالجة العينات التي تمّ جمعها من الميدان، وإجراء التجارب المخبرية، وصيانة وإعداد المعدات للعمل الميداني.[٤]

المؤهلات المطلوبة من عالِم البيئة

تتطلب معظم الوظائف في علم البيئة الحصول على درجة بكالوريوس في العلوم كحد أدنى، مع اختصاص في علم النباتات (بالإنجليزية: Botany)، أو علم الحيوانات (بالإنجليزية: Zoology)، أو علم البيئة (بالإنجليزية: Ecology)، أو العلوم البيئية (بالإنجليزية: Environmental Science)،[٥] وقد تعزز المؤهلات العليا من درجة الماجستير أو الدكتوراه فرص التوظيف، لكن المؤهل العلمي ليس كافياً، فالعمل كعالِم بيئة يتطلب الكثير من التفاني والشغف تجاه علوم البيئة، كما يتطلب خلفية علمية قوية، ومهارات جيدة في الرياضيات، وفي استخدام الحاسوب، ومن المهم لعالِم البيئة تطوير مهاراته في الكتابة، والتحدث، والعمل الجماعي؛ لأنّ هناك جزءاً كبيراً من عمل عالِم البيئة مبني على التواصل مع الباحثين والاستشاريين، كما يتطلب عمل بعض علماء البيئة معرفة في الاقتصاد، والعلوم الاجتماعية، والهندسة.[٦]

ويُمكن أن ينضم الطالب قبل تخرجه إلى نادٍ لعلم البيئة، ويكتسب الخبرة العملية من خلال المشاركة في التدريب الميداني، أو التطوع في بعض المنظمات البيئية أو المتاحف أو حدائق الحيوانات، فالخبرة في العمل الميداني وجمع البيانات تكسب الطالب خلفية علمية قوية تساعده في وظيفته كعالِم بيئي.[٦]

أهمية عمل علماء البيئة

يثري عالِم البيئة معرفة الإنسان بعالمه، ويوفر معرفة جديدة لعلاقته مع الطبيعة؛ ليتمكن من الاستفادة منها مع الحفاظ عليها، وفيما يأتي بعض الأسباب التي توضح أهمية عمل عالِم البيئة:[٧]

  • المحافظة على البيئة: أدّى عدم فهم الإنسان للبيئة إلى تدهورها، كما أدّى إلى تعريض بعض أنواع الكائنات الحية إلى الخطر والانقراض، كما حدث لحيواني الماموث والقرش الأبيض، لذلك يساعد عمل عالِم البيئة على فهم البيئة، وفهم كيفية تأثير الأنشطة البشرية عليها، ومدى الضرر الذي تلحقه بها.
  • معرفة توزيع الموارد: يوفر علماء البيئة معرفة كافية بالموارد اللازمة لبقاء الكائنات الحية المختلفة، وكيفية التعامل معها، إذ إنّ نقص هذه الموارد يضر بالنظام البيئي، ويؤدي إلى المنافسة بين الكائنات الحية.
  • الحفاظ على الطاقة: يؤدي الافتقار إلى فهم البيئة إلى الإفراط في استغلال موارد الطاقة، مثل: الضوء، والغذاء، والإشعاع، مما يؤدي إلى نضوبها، فالطاقة مهمة لنمو وتطور جميع الكائنات الحية، وتساعد المعرفة التي يقدمها علماء البيئة على منع استنزاف موارد الطاقة، والحفاظ عليها للمستقبل.
  • تعزيز الصداقة بالبيئة: تساعد المعرفة بالبيئة على التكيف معها وتبني نمط حياة صديق بالبيئة لحمايتها.

فروع علم البيئة

علم البيئة علم واسع، يُمكن تقسيمه إلى تخصصات رئيسية، وتخصصات فرعية، وهي كالآتي::[٨]

  • التخصصات الرئيسية
    • علم البيئة الفسيولوجي أو علم وظائف الأعضاء البيئي: (بالإنجليزية: Physiological Ecology)، ويدرس تأثير البيئة الأحيائية وغير الأحيائية على فسيولوجيا الفرد، وتكيفه مع بيئته.
    • علم البيئة السلوكي: (بالإنجليزية: Behavioral Ecology)، ويدرس الأساس البيئي في تطور سلوك الحيوان، ودور السلوك في تمكين الحيوانات من التكيف في بيئاتها.
    • علم البيئة التجمعي: (بالإنجليزية: Population Ecology)، ويتعامل مع ديناميكية التجمعات للأنواع المختلفة من الكائنات الحية، وتفاعل هذه المجموعات مع العوامل البيئية المختلفة.
    • علم بيئة الجماعة، أو المجتمع البيئي: (بالإنجليزية: Community Ecology)، ويدرس العلاقات بين أنواع الكائنات الحية المختلفة داخل المجتمع البيئي.
    • علم بيئة النظم البيئية: (بالإنجليزية: Ecosystem Ecology)، ويدرس إنتاج وانتقال الطاقة والمواد خلال النظم البيئية المختلفة.
    • علم البيئة الطبي: (بالإنجليزية: Medical Ecology)، ويختص بقضايا صحة الإنسان التي تتأثر بالاضطرابات البيئية.
    • علم البيئة المناظر الطبيعية: (بالإنجليزية: Landscape Ecology) ويدرس التفاعلات بين العناصر المنفصلة للمناظر الطبيعية والأنماط المكانية، بما في ذلك دور الاضطرابات البيئية والتأثيرات البشرية.
    • علم البيئة العالمي: (بالإنجليزية: Global Ecology)، ويبحث في القضايا البيئية على المستوى العالمي.
    • علم البيئة التطوري: (بالإنجليزية: Evolutionary Ecology)، ويدرس التاريخ التطوري للكائنات الحية والتفاعلات بينها.
    • علم اللغويات البيئية: (بالإنجليزية: Ecolinguistics)، وينظر في العلاقة بين علم البيئة واللغة.
  • ويُمكن تقسيم علم البيئة إلى تخصصات فرعية على عدة أسس:
    • أساس الفئة المستهدفة: علم البيئة المختص بالحيوان، وعلم البيئة المختص بالنبات، وعلم البيئة المختص بالحشرات، وعلم البيئة المختص بالإنسان، وما إلى ذلك.
    • أساس الموطن البيئي: علم بيئة القطب الشمالي، وعلم بيئة المناطق الاستوائية، وعلم البيئة الصحراوية، وعلم البيئة المائية، وعلم البيئة الأرضي، وعلم بيئة الأراضي الرطبة، وعلم بيئة المناطق المعتدلة.
    • أساس التطبيق على الأنشطة البشرية: علم البيئة النظري (بالإنجليزية: Theoretical Ecology)، وعلم البيئة التطبيقي (بالإنجليزية: Applied Ecology).

وللتعرف أكثر على معلومات حول البيئة يمكنك قراءة مقال تعريف البيئة ومقال موضوع عن البيئة

المراجع

  1. ^ أ ب ت “What is an Ecologist?”, www.environmentalscience.org, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  2. “What is ecology?”, www.britishecologicalsociety.org, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  3. “What Is Ecology?”, www.esa.org, Retrieved 6-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Ecologist”, www.eco.ca, Retrieved 6-5-2020. Edited.
  5. “Ecologist”, www.science.unimelb.edu.au, Retrieved 7-5-2020. Edited.
  6. ^ أ ب “Ecologist Activities”, www.kids.nceas.ucsb.edu, Retrieved 7-5-2020. Edited.
  7. “Ecology”, www.byjus.com, Retrieved 7-5-2020. Edited.
  8. “Ecology”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 7-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى