محتويات
العمل الأدبي
العمل الأدبي عبارة عن عمل مكتوب يُمكن أن يكون شعراً أو نثراً أو خاطرة أو غيرها، ويُعبّر فيه الشاعر أو الكاتب أو الأديب عن صورة لفكرة أو تجربة مر بها أو مشاعر مُعيّنة انتابته، ويأمل أن يوصلها بشكل واضح ومفهوم إلى القارئ؛ بحيث يستطيع القارئ عيش نفس التجربة أو الفكرة التي مرّ بها الكاتب. هناك مجموعة من العناصر المُختلفة عادةً تتواجد في العمل الأدبي وبناءً عليها يتمّ نقد العمل والحُكم عليه.
عناصر العمل الأدبي
العاطفة
أول عناصر العمل الأدبي التي سنتطرّق لها هي العاطفة؛ حيث إنّ النص الجامد الذي لا يحرك مشاعر القارئ يبعث في نفسه شيئاً من الملل، ويجعله ينسى ما قرأ بعد وقت قصير لأنّه لم يترك أثراً في نفسه ولم يحرّك شيئاً في داخله، فتحريك المشاعر في نفس القارئ سواء كانت مشاعر الحزن أو الفرح أو شيء من الفكاهة أو حتى الخوف أو القلق ستجعل يتذكّر ما قرأ لمدة أطول، وسيتفاعل مع النص بشكل أفضل.
يجدر القول إنّ القارئ لن يشعر بشيء لم يتم التعبير عنه بكلمات مناسبة وكلمات موسيقية تخاطب العاطفة والأحاسيس وتثيرها، وعادةً ما تكون هذه المشاعر هي نفس المشاعر التي شعر بها الكاتب عند كتابته للنص، فهو يشارك إحساسه بشكل مكتوب مع قارئ مجهول وهنا قد تكمن صعوبة لا يتغلّب عليها سوى الكاتب الجيّد.
الأفكار
إن كانت العاطفة رسولاً للقارئ، فإن الفكرة الأساسية في النص هي الرسالة، ولا يمكن لرسول إيصال رسالة إن لم تكن موجودة! والفكرة هي التي تساعد على بناء هيكل مُحدّد الأركان والزوايا، فلا يمكن أن يكون النص عبارةً عن مجموعة من الأفكار المشتتة أو المتناقضة؛ بل يجب أن تكون هناك فكرة واحدة أساسيّة ويمكن أن يتم التطرق لأفكار فرعية مرتبطة بها؛ حيث إنّ القارئ يجب أن يعرف تماماً موضوع أو فكرة النص الأساسية بعد قراءته، دون أن يجد أي نوع من الغموض أو التشويش، فالفكرة هي عصب النص ومن دونها لن يكون.
يجب اختيار كلمات مناسبة في المعنى لتوضيح الأفكار، فإذا ما تمّ استخدام صور فنية كثيرة جداً بحيث تطغى على الفكرة الأساسية وتُفقدها معناها فإنّ المعنى قد يتأثر ولا يُظهر الفكرة على حقيقتها.
الخيال
عنصر الخيال يرتبط بعنصر العاطفة بشكل وثيق، فيجب على الكاتب أن يُلهم خيال القارئ وبالتالي يمس شعوره وعاطفته، ويجب توظيف الخيال في توضيح المعاني والأفكار، ويجب أن يكون الخيال منطقياً بحيث يوضّح ولا يطمس ويشوه تلك المعاني والأفكار، فالخيال إذا اقترب من المستحيل أصبح وهماً وشتت أية أفكار أرادها الكاتب في النص.
الأسلوب
يجب أن يكون الأسلوب مُوحّداً خلال العمل الأدبي الواحد، فهو يدل على الموضوع والفكرة الأساسية، كما يدلّ على الكاتب نفسه، فهو ثابت وواضح المعالم، والأسلوب الركيك والمتغير قد يُلقي على النص طبقةً ضبابية غريبة تفصل الأفكار وتشتتها، وبالتالي تفكك النص إلى أجزاء لكل منها أسلوب مختلف، وإن كانت تتحدث عن الموضوع نفسه أو الفكرة نفسها.
اللغة
تعتمد اللغة على الكلمات المُنتقاة، فقد تكون الكلمات فصيحة وبليغة أو عامية ودارجة، وانتقاء الكلمات يعتمد على الأسلوب وعلى الفكرة والموضوع، كما يعتمد على الكاتب نفسه، ويمكن أن يعتمد كذلك على القارئ أو الشريحة المستهدفة، وبغض النظر عن ذلك فاللغة يجب أن تكون سليمة وصحيحة دائماً، ومُوحّدة خلال العمل الأدبي كله.
الصورة الفنية
عادة ما تترك الصور الفنية وقعاً قويّاً في النفس على عكس السرد الروتيني، ويمكن أن تستخدم الصور لغرض التوضيح والشرح أو لغرض إثارة الخيال والمشاعر وإضافة حس جمالي إلى النص، وكثيراً ما يتمّ استخدام الصور في الشعر.