إسلام

المد العارض

صورة مقال المد العارض

مقالات ذات صلة

المد العارض

تلاوة القرآن الكريم من أجلِّ العبادات التي أمر بها الله ورسوله، ويجب على القارئ أن يأتي بالتلاوة مُجوَّدة كما قرأها النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أحكام التجويد المد، والمد نوعان: مد طبيعي ومد فرعي والمد الفرعي له سببان: الهمز أو السكون، والمد العارض سببه وجود السكون العارض، ولذلك فهو يسمى المد العارض للسكون.

والمد العارض للسكون هو: أن يأتي بعد حرف المد حرف متحرك في آخر الكلمة ثم يسكن هذا الحرف وسبب سكونه هو الوقف الذي عرض على هذه الكلمة، بقطع النظر عن الحرف الأخير في الكلمة سواء كان همزة أو غيرها.[١]

سبب تسميته بالعارض للسكون

سمي هذا المد بالمد العارض للسكون بسبب وجود سكون عارض للقارئ عرض عليه بسبب وقف القارئ على الكلمة التي فيها المد، والسكون قد يكون أصلياً ويبقى موجوداً سواء وصل القارئ هذه الكلمة التي تنتهي بسكون أصلي بما بعدها أو وقف عليها، فيبقى السكون موجوداً في حال الوصل والوقف.[٢]

وقد يكون السكون عارضاً وهو عندما يكون الحرف الأخير من الكلمة متحركاً ولكنه أصبح ساكناً بسبب الوقف عليه، فيسمى سكون عارض بسبب تعرض الكلمة للوقف، حيث إن العرب تبدأ الكلام بمتحرك وتقف على ساكن.

أمثلة المد العارض للسكون

كثرت الأمثلة على هذا المد في القرآن الكريم فلا تخلو آية منه، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

  • قوله -تعالى-: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)،[٣] فالوقف على كلمة “الدين” فيه مد عارض للسكون في حرف الياء، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها انتفى المد العارض للسكون.
  • قوله -تعالى-: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)،[٤] فالوقف على كلمة “ينفقون” فيه مد عارض للسكون في حرف الواو، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها انتفى المد العارض للسكون.
  • قوله -تعالى-: (لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)،[٥] فالوقف على كلمة “الأنهار” فيه مد عارض للسكون في حرف الألف، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها انتفى المد العارض للسكون.
  • قوله -تعالى-: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ)،[٦] فالوقف على كلمة “السماء” فيه مد عارض للسكون في حرف الألف، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها انتفى المد العارض للسكون، ومما يلاحظ أن هذا المد جاء بعده همزة قطع مما يعني وجود مد آخر يشترك مع المد العارض وهو المد الواجب المتصل، وسنتحدث عنه في أقسام المد العارض للسكون.
  • قوله -تعالى-: (وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ)،[٧] فالوقف على كلمة “مآب” فيه مد عارض للسكون في حرف الألف، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها انتفى المد العارض للسكون، ومما يلاحظ أن هذا المد جاء قبله همزة قطع مما يعني وجود مد آخر يشترك مع المد العارض وهو مد البدل، وسنتحدث عنه في أقسام المد العارض للسكون.

مقدار المد في المد العارض للسكون

يخير القارئ في المد العارض للسكون بين ثلاثة وجوه وهي: القصر بحيث يمد حرف المد حركتين فقط، أو التوسط فيمد القارئ حرف المد أربع حركات، أو الإشباع وهو أن يمد حرف المد ست حركات، ومقدار الحركة يعرف من خلال المشافهة من المقرئين وهو بحسب نوع التلاوة التي يقرأ بها القارئ.

ومما لا بد منه أن القارئ يجب عليه أن يسير على ميزان واحد في القراءة في المد العارض للسكون؛ فلو بدأ القارئ تلاوته بمد العارض للسكون بالقصر فينبغي عليه أن يستمر بالقصر طول القراءة وهكذا في التوسط والإشباع.

أقسام المد العارض للسكون

ينقسم المد العارض للسكون إلى أربعة أقسام:[٨]

  • أولاً: المد العارض للسكون المطلق، وهو عندما يكون المد طبيعياً في حال الوصل، ومثاله هو الحالات الثلاثة الأولى في الأمثلة التي بيناها سابقاً، ففي حال الوصل يكون المد طبيعياً يمد بمقدار حركتين، وفي حال الوقف على الكلمة فالقارئ مُخيَّر بين القصر بحركتين أو التوسط بأربع حركات أو الإشباع بست حركات.
  • ثانياً: المد الواجب المتصل العارض للسكون، فيجتمع في هذه الحالة مدَّان؛ الأول هو الواجب المتصل بسبب وقوع همزة القطع نهاية الكلمة بعد حرف المد سواء وصلها القارئ بما بعدها أو وقف عليها، ومد العارض للسكون في حال الوقف على الكلمة فيكون المد عند الوقف مداً عارضاً للسكون.

ومثاله في الحالة الرابعة التي ذكرناها في الأمثلة السابقة، فيمدها القارئ أربع حركات أو خمس وجوباً بسبب المد الواجب، ويمدها جوازاً ست حركات بسبب العارض للسكون.

  • ثالثاً: المد البدل العارض للسكون وهو كما جاء في المثال الخامس في الأمثلة السابقة، فيأتي همز قبل حرف المد فيكون مد بدل ويكون حرف المد كذلك بعده سكون عارض فيكون مداً عارضاً للسكون، ويمد بالقصر أو التوسط أو الإشباع.
  • رابعاً: المد اللين العارض للسكون، ومثاله: (وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)،[٩] فالواو في كلمة “خوف” لينة لأنه مفتوح ما قبلها، ويجوز للقارئ فيها القصر أو التوسط أو الإشباع.

المراجع

  1. يحيى الغوثاني، تيسير أحكام التجويد المستوى الأول، صفحة 21. بتصرّف.
  2. محمود علي بسة، العميد في علم التجويد، صفحة 100. بتصرّف.
  3. سورة الفاتحة، آية:4
  4. سورة الحج، آية:35
  5. سورة آل عمران، آية:198
  6. سورة البقرة، آية:144
  7. سورة ص، آية:25
  8. أحمد الحفيان، الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم، صفحة 56. بتصرّف.
  9. سورة قريش، آية:4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى