مدينة تازة
مدينة تازة هي إحدى المدن المغربية، تقع في الجهة الشرقية من مدينة فاس، وتبعد عنها ما يقارب المئة كيلومتر، وهي حلقة الوصل بين المغربيْن الشرقي والغربي، وهي أيضاً نقطة تحول بين حوض إيناون الخصب من الجهة الغربية الممتد إلى الجهة السفلية من سهل سايس، وحوض ملوية الشبه جاف، كما أنها تشكل حلقة وصل بين كل من مقدمة الريف الشمالي والجهة الشرقية الجنوبية من المحيط الأطلسي، وتقدر مساحتها بحوالي 37 كيلومتراً مربع، بينما نصف مليون نسمة.[١][٢]
وبما أن مدينة تازة تحتل مكاناً متميزاً ومرتفعاً عن سطح البحر 585 متراً، فكانت منذ القدم تستخدم وبشكل أساسي لأغراض عسكرية أمنية، ولكن هذا لا يعني انعدام الحياة البشرية المستقرة فيها، فهي تضم العديد من المخلفات البشرية، التي تدل بشكل واضح على الاستقرار الآدمي هناك، فقد عثر على العديد من النقوش في المغارات، والأواني الفخارية، والأدوات الحجرية والمعدنية بالإضافة إلى العظام.[٢]
طبيعة مدينة تازة
يغلب على مدينة طازة الطابع الجبلي، ولكنها تمتاز باحتوائها على كمّ وفير من المياه الطبيعية والعذبة، كما أنها تضم ما يقارب 125 مغارة، ولعل أكبرها حجماً وأكثرها أهمية مغارة فريواطو، ويبلغ مساحة هذه المغارة 2.178 متراً، بينما يصل عمقها إلى 271 متراً، ومغارة شيكر وتبلغ مساحتها 3.765 متراً وعمقها حوالي 146 متراً.[٣]
المسجد الأعظم في تازة
بناء المسجد تضم مدينة تازة المسجد الأعظم كما يطلق عليه سكان المدينة، ويسمى أيضاً بالمسجد الكبير، وشُيّد هذا المسجد على يد الموحدين في بداية القرن السادس من الهجرة، ولكن تمّ بناؤه في عهد المرينيين، فقاموا ببناء القسم الثاني منه، وأضافوا إلى بنائه ست بلاطات، وأضافوا القبة المشرفة إلى المحراب، وتعّد من أهم القباب زخرفة وتصميماً وفتوناً ورونقاً وزخرفة، كما أنها تعّد أكثرها جمالاً.
ثريا المسجد في عام 694 هجرياً أمر أبو يعقوب يوسف المريني بتعليق ثريا فريدة من نوعها من حيث الجمال في المسجد، فأضافت عليه لمسة غاية في الجمال، كما تعّد هذه الثريا إحدى مفاخر المغرب، وتم تركيبها بأيدي مغربية، حيث كانت تحمل لمسة من الجمال الأندلسي، ويبلغ وزن هذه الثريا 32 قنطاراً، وتحتوي 514 شعلة إضاءة تعمل بالكهرباء.
والجدير بالذكر أنها في الماضي كانت تتكون من أسرجة، كما أنه منقوش عليها بعض الآيات من سورة النور، وهي: قال تعالى: ” اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ”، إلى قوله” “مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ”، وآخر آيتين من سورة البقرة وهما قال تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ”، إلى قوله: وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”، كما أنها تضم بعض الأبيات الشعرية، وذلك جرياً على العادة المغربية في تزيين مساجدهم ومنازلهم.
المراجع
- ↑ “A Day in Taza, Morocco”, www.journeybeyondtravel.com, Retrieved 10-8-2018. Edited.
- ^ أ ب “Taza”, www.britannica.com, Retrieved 10-8-2018. Edited.
- ↑ “تازة.. في جوفها مغارات وعلى أديمها تهميش”، ajialpress.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2018. بتصرّف.