تعليم

أسماء الإشارة للبعيد

صورة مقال أسماء الإشارة للبعيد

تعريف أسماء الإشارة للبعيد

أسماء الإشارة للبعيد هي ما يدلُّ على مدلول مُعيّن وذلك بواسطة إشارة معنوية إذا كان المشار إليه معنى أو ذاتًا غير حاضرة، فالمشار إليه في أسماء الإشارة للبعيد يكون حاضرًا في الذّهن فقط، وأسماء الإشارة في اللغة العربيّة محدودة، وتصبح للبعيد إذا أضيف لها كاف الخطاب أو لام البعد وكاف الخطاب معًا في وقتٍ واحد.[١]

تعداد أسماء الإشارة للبعيد

وتنقسم أسماء الإشارة للبعيد إلى ثلاثة أقسام، ما يشار به إلى المفرد، وما يشار به إلى المثنى، وما يشار به إلى الجمع، ولكلّ من هذه الأقسام قسمان مذكر ومؤنّث:

ما يشار به إلى المفرد

تنقسم أسماء الإشارة التي تشير إلى المفرد البعيد إلى عدة أقسام منها:

ذلك

للمفرد المذكّر البعيد، وهو مؤلّف من: ذا ولام البعد وكاف الخطاب، وقد يثنّى اسم الإشارة هذا فيصبح “ذلكما” وقد يجمع فيصبح “ذلكم” وقد يأتي مجرّدًا عن اللام، وذلك على نحو: ذاك، ويستخدم هذا الاسم للإشارة للعاقل، مثل: ذلك الرجل.[٢]

فقد أشار اسم الإشارة هنا إلى حاضرٍ في الذّهن عاقل مفرد مذكّر هو الرجل، ويستخدم أيضًا للإشارة لغير العاقل على نحو: ذاك الكتاب، فقد أشار اسم الإشارة “ذاك” على غير عاقل مفرد مذكر حاضر في الذّهن وهو “الكتاب”.[٢]

تلك

للمفرد المؤنّث البعيد، وهو مؤلّف من: تي ولام البعد وكاف الخطاب، وقد يثنّى اسم الإشارة هذا فيصبح “تلكما” وقد يجمع فيصبح “تلكم”، ويشار بهذا الاسم للمفرد المؤنث سواء كان عاقلًا أم غير عاقل، وذلك على نحو: تلك فتاة.[٢]

فقد أشار اسم الإشارة هنا إلى مفرد مؤنّث عاقل حاضر في الذّهن وهو الفتاة، ومن ذلك أيضًا: تلك طاولة، فقد أشار هنا اسم الإشارة تلك إلى مفرد مؤنّث غير عاقل حاضر بالذّهن وهو “الطاولة”.[٢]

هناك

للإشارة إلى المكان البعيد، وهو مؤلّف من هنا وكاف الخطاب، أو هنالك: للإشارة إلى المكان البعيد أيضًا، وهو مؤلّف من هنا ولام البعد وكاف الخطاب، ويكون محل اسم الإشارة من الإعراب هنا في محل نصب على الظّرفيّة المكانيّة.[٣]

ثَمَّ

وهو اسم إشارة يُستعمل في اللغة العربية من أجل الإشارة إلى المكان البعيد، وقد يتصل باسم الإشارة “ثَمَّ” حرف التّاء فيصبح ثمّة، ويعرب ظرفًا أيضًا سواء قبل أن تدخل عليه التاء أم بعد دخولها.[٣]

ما يشار به إلى المثنى

من أسماء الإشارة التي تستعمل للمثنى البعيد ما يأتي:

ذانك

للمثنى المذكّر البعيدَين، وهو مؤلّف من ذانِ وكاف الخطاب، ويستخدم اسم الإشارة هذا للإشارة للمثنّى المذكّر البعيد، ويشمل هنا المثنى المذكر العاقل وغير العاقل، فيقال: ذانك رجلان، وذانك كتابان.[٤]

“ذانك” في الجملة الأولى قد أشارت إلى المثنّى الغائب العاقل الحاضر في الذّهن وهو “رجلان” و “ذانك” الأخرى قد أشارت إلى المثنى الغائب غير العاقل الحاضر في الذّهن وهو “كتابان”.[٤]

تانك

للمثنّى المؤنّث البعيدين، وهو مؤلّف من تانِ وكاف الخطاب، وهذا الاسم يستخدم للإشارة للمثنى المؤنّث البعيد سواء أكان مذكّرًا أم مؤنّثًا وذلك على نحو: تانك فتاتان، وتانك وردتان.[٤]

“تانك” الأولى قد أشارت إلى المثنى المؤنّث البعيد العاقل الحاضر في الذّهن وهو “الفتاتان”، و”تانك” الثانية قد أشارت إلى المثنّى المؤنث الغائب الحاضر في الذّهن غير العاقل وهو “وردتان”.[٤]

ما يشار به إلى الجمع

هو اسم واحد هو: أولئك، ويستعمل لجمع المذكر والمؤنّث البعيدين، وهو مؤلّف من أولاءِ والكاف للخطاب، فيستخدم للإشارة إلى جمع المذكّر وجمع المؤنّث البعيدين، سواء أكانوا عقلاء أم لم يكونوا كذلك، وذلك على نحو: أولئك فتيات، وأولئك فتيان.[٥]

فقد أشار اسم الإشارة الأوّل إلى الجمع المؤنّث الغائب الحاضر في الذّهن العاقل، أمّا الثّاني فقد أشار إلى الجمع المذكّر الغائب الحاضر في الذّهن العاقل، ومن ذلك أيضًا: أولئك كتب، وأولئك طاولات.[٥]

فقد أشار اسم الإشارة الأوّل إلى الجمع المذكر الغائب الحاضر في الذّهن غير العاقل، أمّا الثّاني: فقد أشار إلى الجمع المؤنّث الغائب الحاضر في الذّهن غير العاقل.[٥]

إعراب أسماء الإشارة للبعيد

إنّ أسماء الإشارة جميعها مبنيّة على حركة آخرها، وعليه يكون المبني على السكون منها “ذا، وتي، وهنا”، والمبني على الفتح منها هو “ثَمَّ، وثمّةَ”، والمبني على الكسر منها هو “أولاءِ” أمّا “ذان أو ذين، وتان أو تين” فإنّهما مُعربان، وتكون علامة رفعهما الألف وعلامة نصبهما وجرّهما الياء لأنّهما مثنّى.[٦]

وأمّا من حيث المحل فجميع أسماء الإشارة للبعيد تعرب بحسب موقعها من الكلام، فتعامل معاملة الاسم المعرفة الظّاهر، ومن ذلك:[٦]

  • قوله تعالى: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}.[٧]
    • ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، اللام للبعد والكاف للخطاب.
  • يقول حافظ إبراهيم:[٨] سال فيه النضارَ حتّى حسبنا ** أنّ ذاكَ النضارَ يجري نضارا
    • ذاك: ذا اسم إشارة مبني على السكون، في محل نصب اسم إنّ، والكاف للخطاب.
  • يقول حافظ إبراهيم:[٩] أمستْ بمدرجة الخطوب فما لها ** راعٍ هناك وما لها من والي
    • هناك: هنا اسم إشارة مبني على السكون، في محل نصب على الظرفية المكانية متعلّق باسم الفاعل راع، والكاف للخطاب.
  • يقول أبو فراس الحمداني:[١٠]كذاكَ الوداد المحض لا يرتجى له ** ثواب ولا يخشى عليه عقاب
    • كذاك: الكاف حرف جر، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والكاف للخطاب.
  • حضر ذلك الرجل.
    • ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون، في محل رفع فاعل، اللام للبعد والكاف للخطاب.
  • قابلتُ تلك الفتاة.
    • تلك: تي اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به اللام للبعد والكاف للخطاب.
  • قرأتُ الدّرس تلك القراءة.
    • تلك: تي اسم إشارة مبني على السكون، في محل نصب نائب مفعول مطلق اللام للبعد والكاف للخطاب.

أحكام خاصة بأسماء الإشارة للبعيد

لأسماء الإشارة للبعيد -وأسماء الإشارة عمومًا- أحكام تختصّ بها، ومنها ما يأتي:[٣]

  • اسم الإشارة للبعيد يجب أن يقترن بالكاف ليدلّ على معناه، وذلك على نحو: ” ذاك، تلك، تانك، ذانك، أولئك، هناك”.
  • جميع أسماء الإشارة مبنيّة على حركة آخرها، وتعرب بحسب موقعها من الإعراب، فمنها مبني على الكسر “أولاءِ”، ومنها مبني على السكون “ذا وتي وهنا”، ومنها مبني على الفتح “ثَمَّ وثمّةَ”.
  • أسماء الإشارة التي تدلّ على المثنّى فيها قولان، بعضهم جعلها تبنى على الألف في حالة الرفع وتبنى على الياء في حالتي الجر والنصب، وبعضهم قال إنّها معربة وعلامة رفعها الألف وعلامة نصبها وجرّها الياء، وذلك نحو: جاءت تانك الفتاتان، تانك: اسم إشارة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنّه مثنّى، والكاف للخطاب.
  • لكلٍّ من أسماء الإشارة دلالته الخاصّة، فمنها ما يدلّ على المؤنّث، ومنها ما يدلّ على المذكّر، ومنها ما يدلّ على جمع الإناث والذّكور، ومنها ما يدلّ على المكان.
  • أسماء الإشارة التي تدلّ على المكان “هنا، ثَمَّ، ثَمّةَ” تعرب مبنية في محل نصب على الظّرفية المكانية.
  • يمتنع وضع لام البعد لاسم الإشارة في عدّة مواضع، فلا توضع في أسماء الإشارة للمثنّى “ذانك، وتانك” وكذلك لا توضع في اسم الإشارة للجمع “أولاء”، وكذلك لا توضع في كل اسم إشارة سبق بـ “ها” التي للتنبيه.
  • إذا جاء اسم معرَّف بأل بعد اسم الإشارة وكان جامدًا، يعرب بدل من اسم الإشارة، وذلك على نحو: ذلك الرجل، أمّا إذا جاء بعد اسم الإشارة اسم معرّف بأل لكنّه من المشتقّات، يعرب صفة لاسم الإشارة، وذلك على نحو: ذلك القاضي.

أمثلة على أسماء الإشارة للبعيد

فيما يأتي مجموعة من الأمثلة المتنوعة على أسماء الإشارة للبعيد:

  • ذلك رجلٌ مؤدّبٌ.
  • تلك الفتاة جميلة.
  • ذانك طالبان مجتهدان.
  • تانك وردتان جميلتان.
  • في دمشق هنالك ولد أبي.
  • أولئك الشباب هم أمل الأمّة.

تدريبات على أسماء الإشارة للبعيد

فيما يأتي تدريبات متنوعة على أسماء الإشارة للبعيد:

صوب الخطأ

في الجمل الآتية مجموعة من الأخطاء، صوّبها لتغدو العبارة صحيحة:

  • يمكن أن تأتي أسماء الإشارة للبعيد مجرّدة عن الكاف.
  • كل اسم إشارة للبعيد يتّصل به لام البعد.
  • “ذاك” تستخدم للدلالة على المذكّر العاقل فقط.
  • تلك” اللام في اسم الإشارة السّابق من أصل اسم الإشارة والكاف للخطاب.
  • “هناك” اسم إشارة يدل على الزمان.

اضبط الكلمات التي تحتها خط

في الجمل الآتية كلمات وُضِعَ تحتها خط، اضبطها بالشكل المناسب:

  • رأيتُ تلك الفتاة.
  • أولائك الرجال يدافعون عن الوطن.
  • ذلك الحصان يركض مسرعًا.
  • درستُ دروسي تلك الدّراسة.
  • هناك في المدرسة بدأت مسيرتي التعليمية.
  • زرتُ تينك الأختين.

املأ الفراغ بالكلمة المناسبة

املأ الفراغات الآتية بما يناسبها من أسماء الإشارة المناسبة:

  • ……. علمٌ نافع.
  • …….. تلميذات نشيطات.
  • …….. مكان ولادتي.
  • …….. طفلان مهذّبان.
  • …….. طفلتان رقيقتان.
  • …….. تلاميذٌ مجتهدون.
  • …….. تلميذات مبدعات.

ختامًا، أسماء الإشارة للبعيد ينبغي أن تتصل بكاف الخطاب، وتكون دلالتها بحسب ما تدلّ عليه من جمع أو مفرد أو مثنّى، كذلك أيضًا بحسب المشار إليه؛ مؤنّث أو مذكّر، عاقل أو غير عاقل، وجميع أسماء الإشارة مبنية، إلّا ما دلّ على المثنّى منها، وتعرب جميعها بحسب موقعها من الإعراب، سواء أكان رفعًا أو نصبًا أو جرًا.

المراجع

  1. علي الجارم، مصطفى أمين، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 222. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث محمود حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 106. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 156. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث محمد خير حلواني، النحو الميسر، صفحة 100. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، القواعد الأساسية في النحو والصرف، صفحة 15. بتصرّف.
  6. ^ أ ب مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 127. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:2
  8. “سائلوا الليل عنهم والنهارا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021.
  9. “شبحاً أرى أم ذاك طيف خيال”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021.
  10. “أبو فراس الحمداني”، جود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى