محتويات
حُبّ الوطن فطرة موجودة في قلب
حُبّ الوطن فطرة موجودة في قلب كلّ شخص سكن وترعرع وعاش فيه، وهو المكانُ الذي ينتمي الإنسان إليه، والذي مهما ابتعد عنه يبقى دائمَ الحنين للرجوع إليه، ففضله عظيم، وخيره وفير، كيف لا وهو الذي يحمينا ويُوفر لنا كرامة العيش، ويمنحنا من الاستقرار والطمأنينة والدفء ما لا يمنحه لنا أيُّ مكان آخر على هذه الأرض.
الوطن هو البيت والأمان
الوطن هو البيت والأمان، فلا يقوى على مغادرته أيّ إنسان، ولا ينسى ما يُقدمه له دومًا، فالإنسان المنتمي لوطنه بشكل صادق يظلّ دائم المحاولة للمحافظة عليه، وفعل ما يُساهم في تطوّره وارتقائه، والحرص على طلب العلم في سبيل النهضة ونشر الثقافة والوعي لمن حوله؛ لينشأ جيل ناضج واعٍ بأهميّة بناء الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعته.
جيل مسؤول يحمل همّ الوطن ويرعاه، ويُساند أفراده بعضهم ويُساعدون من يحتاج للمساعدة، ليكون وطنًا يعكس الحضارة والخُلق الرفيع، ويكون أبناؤه متكاتفين دومًا كالجسد الواحد، فالوطن يستفيد الإنسان من خيرات أراضيه من مياه وثمار وثروات طبيعيّة وغيرها الكثير، قال أحمد شوقي:
وطني لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
-
-
-
-
- نازعتني إليه في الخلدِ نفسي
-
-
-
يكون رد فضل الوطن ببذل الغالي والنفيس لرفعته، من خلال العلم والمعرفة، وحمل اسمه في المحافل الدولية، والدفاع عنه في وجه العدا، والمحافظة على مقدراته وممتلكاته، وفهم تاريخه، والتمسيك بأرضه الطاهرة.
الوطن في القلب والروح
إنّ للوطن أهمية عظيمة للإنسان، فلا يهنأ بالعيش من كان بلا وطن، ولا يستلذّ بأمر من شرّدته السُبُل، لذا من واجبنا أن نعمل لعمارته وإقامة الحقّ والعدل فيه، ونحن نجد أهميته العظيمة في ديننا الإسلاميّ إذ قال -سبحانه وتعالى- على لسان نبيّنا إبراهيم -عليه السلام- في قرآننا الكريم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).[١]
فهذا يدلّ على حبّ إبراهيم عليه السلام لوطنه وتعلّقه به، فنجده يرجو له الأفضل ويدعو الله تعالى ليجعله بلدًا آمنًا مليئًا بالخيرات لأهله، فنتعلّم من ديننا الكريم كيف نُحبّ الأوطان ولا ننسى فضلها علينا.
كما نتعلم من السيرة النبوية العطرة حب الوطن والانتماء للأرض، فعندما هاجر سيد الخلق محمد-صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، قال: “واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ“.[٢]
الوطن ليس مجرد مكان
عزيزٌ أنتَ يا وطني، فكما يُقال: “إنّنا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمّهاتنا”، فأنتَ الذي نحيا فيه ومن أجله، وأنتَ الذي مهما رأينا من جمال الأماكن إلا أنّك تبقى الأجمل في قلوبنا وعيوننا بكلّ ما فيك، وأنتَ الفخر الذي نشعر به كلّ يوم ونتعلّم مما شهدت أرضه من بطولات أجدادنا، فدمتَ لنا أيّها الوطن الغالي.