محتويات
تعريف الفعل اللازم
عرّف النحاة الفعل اللازم على أنه الفعل الذي لا يتعدى بأثره أكثر من فاعله، فدائرة تأثيره محصورة بفاعله، فهو ليس محتاجًا لمفعول به، بل يبقى في فاعله نفسه، كقولنا: قام زيد، ونامت هند.[١]
حظي هذا الفعل بأسماء متعددة بناء على هذا العمل الذي يقوم به، فقد سمّاه بعضهم بالفعل القاصر لقصوره عن المفعول به واقتصاره على فاعله، وقد سماه بعضهم بالفعل غير المجاوز لأنه لا يجاوز فاعله، وقد سماه بعضهم بالفعل غير الواقع لأنه لا يقع على المفعول به، وكلها أسماء مأخوذة من ظاهر عمله وتأثيره كما ترى.[١]
ما هو إعراب الفعل اللازم
الفعل اللازم يُعرَب الإعراب المشهور في إعراب أيّ فعل ماض أو مضارع، فكَوْن الفعل لازمًا لا يجعله ذلك مخصصًا بإعراب معين، فإنك لو قلت: “جاء خالد” فالفعل اللازم هنا “جاء“: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.[٢]
ولو قلت: "الطالبان قاما" فالفعل اللازم هنا "قاما": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وألف الاثنين: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.[٢]
كذلك الحال لو قلت: “ينام الطفل” فالفعل اللازم هنا “ينام”: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، إنّ إعراب الفعل اللازم هو ذاته إعراب الفعل الماضي والفعل المضارع، وعلامات الإعراب هي علامات إعراب الفعل الماضي والفعل المضارع.[٢]
الفرق بين الفعل اللازم والمتعدي
استقرأ العرب المواضع أو الخصائص التي تعتري الأفعال اللازمة، مما مكّنهم من جعل أوصاف تميز الفعل اللازم، فقالوا إنّ الفعل يكون لازمًا إن كان:[٣]
- من أفعال السجايا والطبائع
مثل: شجُع الغلام، كرُمت الزوجة.
- دلَّ على لون
مثل: احمرَّ وجه العروس، وابيضت الوجنتان.
- دل على هيئة
مثل: طالت اللحية، وقصر الثوب.
- دل على نظافة
مثل: طهُر السجاد، ونظُف البيت.
- دل على عيب
مثل: عَوِرَ الجندي، وعرج الشيخ.
- على وزن فعُل
مثل: شرُف العالم، وكبُر الطفل.
- على وزن انفعل
مثل: انكسر الزجاج، وانثنى القضيب.
- على وزن افعلل
مثل: اقشعرّ بدن الخائف، واطمأن الهارب.
- على وزن افعلّ
مثل: اغبرَّ الزجاج، وانسلّ السيف.
أمّا الفعل المتعدي فهو الفعل الذي لا يكتفي بفاعله، بل ينصب مَفعولًا ومفعولين، وقد حاول العلماء أن يضعوا طرائق تساعد على تمييز الفعل اللازم من الفعل المتعدي، [٤] مثل أن تضع للفعل هاء الغائب، ثم تضعه في جملة تامة؛ حيث يكون الفعل بعد اسم ليس مصدرًا ولا شبه جملة، فمثلًا الفعل “ضرب“، تقول: “المجرم ضربته” فنجد المعنى متزنًا، فنحكم على الفعل أنه متعدٍ.[٤]
مثلًا الفعل “نام”، تقول: “الرجل نامه” فنجد المعنى والأسلوب فاسدين. فهذه الطريقة الأولى للتمييز بين الفعل اللازم والفعل المتعدي،[٤] والطريقة الثانية أن تجعل الفعل اسم مفعول، أي على وزن مفعول، كمضروب ومسجون، فإن حصل المعنى المراد بعد ذلك دون الحاجة إلى جار ومجرور فهو فعل لازم.[٤]
هاتان الطريقتان -كما تراهما- نافعتان للمبتدئين، والغالب فيهما أنهما مجديتان، ولقد أبى بعض النحاة ذلك، وقال إنّ المسلك الصواب لتمييز الفعل اللازم من الفعل المتعدي أن ننظر لحكم اللغة ومفرداتها اللاتي استعملها العرب الأقحاح، وقد جاء التراث اللغوي كالمصباح المنير والقاموس المحيط ولسان العرب وأساس البلاغة وغيرها بالحكم على الأفعال إن كانت لازمة أو متعدية.[٤]
كيفية تحويل الفعل اللازم إلى فعل متعد؟
بسبب سعة اللسان العربي فإننا نستطيع أن نحول الفعل اللازم إلى فعل متعد، وذلك بإحدى الطرق التالية:[٥]
- نقله إلى باب “أفعل”
مثل الفعل “جلس” تقول: أجلس محمد زيدًا.
- نقله إلى باب “فعّل”، كالفعل “قام”
مثل الفعل “قام” تقول: قوَّم الرجل ابنَه.
- بواسطة حرف الجر، كالفعل “نام”
مثل الفعل “نام” تقول: نام الطفل على السرير.
أمثلة على الفعل اللازم
فيما يلي أمثلة متنوعة على الفعل اللازم:
- قال أبو نواس
قُل لِمَن يَبكي عَلى رَسمٍ دَرَس ** واقِفًا ما ضَرَّ لَو كانَ جَلَس[٦]
جلس: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
- قال تعالى: {أُولئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلبَسونَ ثِيابًا خُضرًا مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ نِعمَ الثَّوابُ وَحَسُنَت مُرتَفَقًا}.[٧]
حسنت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث حرف مبني لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
- قال تعالى: {ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ وَلا لِآبائِهِم كَبُرَت كَلِمَةً تَخرُجُ مِن أَفواهِهِم إِن يَقولونَ إِلّا كَذِبًا}[٨]
كبرت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث حرف مبني لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
- قال ابن الأبار البلنسي: وَتبْرِيَّةِ الأَكْمَامِ شَهْدِيَّةِ الجَنَى ** حَلَتْ وَتَحَلَّتْ زَاكِيَاتِ الخَلائِقِ[٩]
حلت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث حرف مبني لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
- قال حمزة الملك طمبل: نامت عيون الخائنين ** وعيون نجمك لا تخون[١٠]
حلت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث حرف مبني لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
- قال مهيار الديلمي: وصاحَبَ بعده الخلفاءُ تِرْبًا ** رفيقًا حين يجلِسُ أو يثورُ[١١]
يجلس: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
يثور: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
تدريبات على الفعل اللازم
فيما يأتي تدريبات متنوعة على الفعل اللازم
صوب الخطأ في الجمل التالية
- إنّ الفعل اللازم فعل يلزمه مفعول به، ولذلك سُمّي لازمًا.
- الفعل “قرأ” فعل لازم.
- الفعل اللازم يبقى لازمًا مطلقًا، فلا يمكن أن يُصبح متعديًا.
- الأفعال اللازمة معدودة محصورة بعشرة أفعال.
اضبط الكلمات التي تحتها خط
- جاء الرجل.
- ضربت اللص.
- اصفرّ ورق الأشجار.
- طاب الثمر.
املأ الفراغ بالكلمة المناسبة
- إنّ الكسول ميؤوس…..
- إنّ زيدًا……. الرجلُ.
- …… الشمس.
- المسجدَ…….
المراجع
- ^ أ ب مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 54-55. بتصرّف.
- ^ أ ب ت علي الجارم مصطفى أمين، النحو الواضح، صفحة 314-323. بتصرّف.
- ↑ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 55-56. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 152-154. بتصرّف.
- ↑ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ “قل لمن يبكي على رسم درس”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/10/2021.
- ↑ سورة الكهف، آية:32
- ↑ سورة الكهف، آية:5
- ↑ “أمولاي حق العبد تقرير عذره”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/10/2021.
- ↑ “مولاي قد نامت عيون”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/10/2021.
- ↑ “فكاكك أيها القلب الأسير”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/10/2021.
