إسلام

ما الفرق بين البلاء والابتلاء

صورة مقال ما الفرق بين البلاء والابتلاء

مقالات ذات صلة

الفرق بين البلاء والابتلاء

البلاء والابتلاء كلاهما من الله -عز وجل- يبلو ويختبر بهما عباده ليميزَ الصادق الصالح من الكاذب الطالح، أو ليُكفِّرَ ذنوب المؤمن ويرفع درجاته، قال -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)،[١] وكلاهما يكونان بالسرّاء والضراء، وكلاهما أيضاً بمعنى الاختبار والامتحان.[٢]

وقد فرّق بعض أهل العلم بينهما من عدّة حيثيات، وممّا ذكروه في ذلك ما يأتي:

الفرق من حيث العموم والخصوص

فرّق بعض أهل العلم بين البلاء والابتلاء من حيث العموم والخصوص، فقالوا إن البلاء أعمّ، فهو ينزل على المؤمن والكافر، أمّا الابتلاء فينزل على المؤمن خاصّة حتى يختبره الله -عز وجل-، فهو أخصّ من البلاء، وينزل حتى يُرى هل سيصبر أم يسخط؟ وهل سيحمد الله أم سيكون قوله سخطاً وتضجُّراً؟ ومن الأمثلة على ذلك:[٣]

  • ابتلاء الله لسيدنا إبراهيم -عليه السلام-

ابتلى الله -تعالى- نبيّه إبراهيم -عليه السلام-، فأمره بذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام-، وفي الحقيقة لم يُرد الله -سبحانه- إنفاذ هذا الأمر، وإنّما كان للاختبار والابتلاء، ثمّ لمّا نجح سيّدنا إبراهيم في هذا الاختبار وسلّم أمره لله -تعالى- فدى الله ابنه إسماعيل بكبشٍ عظيم.

  • ابتلاء الله لسيدنا موسى -عليه السلام-

ابتلى الله نبيّه موسى -عليه السلام- بأنْ أرسل له ملك الموت ابتلاءً واختباراً له، ولو أراد الله -عز وجل- أن ينفذ ذلك لقبض روحه مباشرة من أول مرة، لكن لم يحصل ذلك في المرة الأولى لأنّ القصد حينها كان الابتلاء والاختبار لا الإنفاذ.

الفرق من حيث استعمال اللفظ

يُطلق البلاء والابتلاء على الاختبار والامتحان بالسرّاء والضراء، وبالخير والشرّ، لكن قيل إن لفظ الابتلاء إذا أُطلق دون تقييدٍ دلّ غالباً على الابتلاء بالضرّ والأمور الصعبة الشاقّة، وإذا أُريد به الخير قُيِّد في الاستعمال به، يقول الخازن: “الابتلاء يكون في الخير وفي الشر، وإذا أطلق كان في الشر غالباً، فإذا أريد به الخير قُيِّد به”.[٤]

الفرق من حيث المراد منهما

إنّ كِلا اللّفظين يدلّان على التمحيص والاختبار، والمؤمن الصابر عليهما له ثوابٌ عظيم عند الله، ولكن قيل إنّ المراد من الابتلاء هو الاختبار والنّقمة، أمّا البلاء فقد يُراد به النعمة، وقد يُراد به النقمة، وقد يكون للاختبار، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[٥]

  • المراد من الابتلاء

يقول الحافظ ابن حجر: “الابتلاء بلفظ الافتعال يراد به النقمة والاختبار”، مثل قول الله -تعالى-: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ)،[٦] فقوله “مُبْتَلِيكُم” من أي مختبركم، وهي من ابتليته أي اختبرته.

  • المراد من البلاء: قيل إنّ لفظ البلاء من الأضداد، إذْ يُطلق ويُراد منه النقمة أو النعمة أو الاختبار، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:
    • النّعمة: مثل قول الله -تعالى-: (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا)،[٧] والبلاء هنا بمعنى النعمة والعطيّة.
    • النّقمة: مثل قول الله -تعالى-: (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ).[٨]
    • الاختبار: مثل قول الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ).[٩]

المراجع

  1. سورة الملك، آية:2
  2. “الفرق بين البلاء والابتلاء”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/10/2022. بتصرّف.
  3. حسن أبو الأشبال، شرح صحيح مسلم، صفحة 8، جزء 58. بتصرّف.
  4. أبو فيصل البدراني، فقه الابتلاء وأقدار الله المؤلمة، صفحة 16. بتصرّف.
  5. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 190، جزء 7. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:249
  7. سورة الأنفال، آية:17
  8. سورة الأنفال، آية:18
  9. سورة محمد، آية:31

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى