تاريخ الدول

من هو فاتح تونس

صورة مقال من هو فاتح تونس

مقالات ذات صلة

عقبة بن نافع فاتح تونس

يعود فضل فتح تونس للمرّة الأولى للصحابيّ عقبة بن نافع، وهو قائد إسلامي عظيم وُلد عام 622م، ويعود نسبه إلى عشيرة بني الفهريّ القرشية، ويرتبط عقبة بن نافع بقرابة مع الصحابي عمرو بن العاص، وفيما بعد أصبح نسل عقبة بن نافع يُعرف بالعقبيين أو الفهريين.[١]

بدأت قيادة عقبة بن نافع للجيوش الإسلامية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب واستمرّ بقيادة الجيوش وصولاً إلى عهد الخلفاء الأمويين معاوية بن أبي سفيان وولده يزيد، حيث قاد الفتح الإسلامي لبلدان المغرب العربي؛ كالجزائر، وتونس، وليبيا، والمغرب.[١]

بدأ عقبة بن نافع في الفتح الأوليّ لمدن شمال أفريقيا وتبعه في فتوحاته آل العاص، حيث بدأ من مدينة المرج القديمة ووصل إلى طرابلس عام 644م، وفي عام 670م قاد عقبة بن نافع جيشاً إسلامياً إلى شمال أفريقيا ومرّ خلال الصحاري المصرية وأسّس نقاطاً عسكريةً منتظمةً على طول طريقه، وفي منطقة تونس المعروفة الآن أسّس بلدة القيروان والتي يعني اسمها المعسكر حيث تقع بلدة القيروان على بعد 159 كم من مدينة تونس الحاليّة، وبهذا يكون الصحابيّ عقبة بن نافع مؤسّس مدينة القيروان التونسية التي لها ثقل ثقافيّ وتاريخيّ حتّى هذا اليوم.[١]

الفتوحات الإسلامية في تونس والمغرب العربي

استغرق العرب المسلمون حوالي 50 سنة في الفتوحات الإسلامية لإحكام سيطرتهم على مناطق وسط شمال أفريقيا، وهي اليوم غرب ليبيا وتونس وشرق الجزائر، فقد اتجه المسلمون لأول مرّة إلى القارة الأفريقية عام في 643م بقيادة الصحابيّ الجليل عمرو بن العاص وكان ذلك بعد 11 عام من وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم.[٢]

اتّجه الجيش الإسلامي إلى الإسكندرية ففتحها عمرو بن العاص ثمّ قّرر الاستمرار بالزحف غرباً، وكان معه القائد المسلم عقبة بن نافع فأرسله ابن العاص في هجمة عسكرية إلى الجنوب تصل إلى وسط ليبيا، وكانت ضربةً عسكريةً ناجحةً على الرغم من أنّ الجيش لم يكن باستطاعته اللجوء إلى أيّ من الموانئ والمدن الساحلية التي وصلها.[٢]

قرّرت الخلافة الأموية في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان استئناف الحملات العسكرية على شمال القارة الأفريقية بعد مرور 27 عاماً، فانتدب الخليفة الصحابيّ الجليل عقبة بن نافع لهذه المهمّة، وكانت مناطق الشمال الأفريقيّ تقع تحت حكم الدولة البيزنطية ومعقلها قرطاج، وأمّا السواحل والواحات فكانت تحت سيطرة القبائل الأمازيغية.[٢]

تابع القائد الإسلاميّ عقبة بن نافع تقدّمه حتّى وصل ساحل المحيط الأطلسي وغزا المغرب العربيّ وحاصر مدينة بوجيا الساحلية ومدينة طنجة، وسحق القوات الرومانية المتمركزة في موريتانيا.[٣]

تأسيس القيروان

تمركز جيش عقبة بن نافع في موقع استراتيجيّ ممتدّ على منطقة سهلية وآمنة حيث يبعد الموقع مسافة يوم واحد عن البحرية البيزنطية، ومسافة آمنة عن المرتفعات التي تقع تحت سيطرة القبائل الأمازيغية، وأطلق ابن نافع على هذا الموقع اسم القيروان وكان مركزاً للقوّات الإسلامية التي انطلقت منها الحملات العسكرية، وأسّس فيها مسجداً كبيراً وداراً لإدارة الحكم في المنطقة، وذكرت بعض المصادر التاريخية أنّ حملات عقبة بن نافع وصلت حتّى الساحل المغربيّ.[٢]

تأسّست القيروان عام 670م على يد الصحابي الجليل عقبة بن نافع، ويعود أصل اسم القيروان إلى اللغة العربية؛ فهي كلمة مشتقّة من اللغة الفارسية وتعني المعسكر أو مكان الراحة، وكان الهدف من تأسيس القيروان جعلها حاميةً إسلاميةً ومعسكراً للفتوحات وقاعدةً لانطلاقها، ومواصلة الفتوحات في القارة الأفريقية والزحف إلى الأندلس وصقلية ومالطا ليكونوا بوابةً لبدء الفتوحات في القارة الأوروبية.[٤]

دعّم عقبة بن نافع القيروان بثلاثة أبراج لمراقبة أيّ عدوّ يقترب من المدينة سواء من البيزنطيين أو حلفائهم الأمازيغ، فحصّن عقبة بن نافع مدينة القيروان بأفضل صورة ليتأكّد من أنّها لن تسقط بيد القبائل الأمازيغية وحلفائهم البيزنطيين، ومع استقرار سيطرة المسلمين على القارة الأفريقية جرى تحويل القيروان من موقع عسكري إلى مدينة وحامية إسلامية.[٤]

استشهاد عقبة بن نافع

تعرّض القائد الإسلامي عقبة بن نافع في عام 683م لكمين وهو في طريق عودته إلى دمشق بعد رحلة فتوحات لبلاد المغرب بين عاميّ 680-682م، حيث دبّر له هذا الكمين الملك الأمازيغيّ كسيلة بن لمزم، فانسحبت الجيوش الإسلامية من القيروان إلى مدينة المرج القديمة ولكنّهم أعادوها إلى الحكم الإسلاميّ عام 688م.[١][٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Uqba ibn Nafi”, dbpedia.org, Retrieved 15-2-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “Africa’s First City of Islam”, www.aramcoworld.com, Retrieved 16-2-2021. Edited.
  3. “Islamic Conquest of the Maghreb”, courses.lumenlearning.com, Retrieved 16-2-2021. Edited.
  4. ^ أ ب Afifa Thabet (13-6-2016), “Everyone Should Know Kairouan, a City of Peace, Knowledge and Power”، www.mvslim.com, Retrieved 10-3-2021. Edited.
  5. “Al-Andalus”, www.britannica.com, Retrieved 16-2-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى