محتويات
مفهوم الاشتراكيّة العلميّة
الاشتراكيّة العلميّة هي عبارة عن نظريّة تصوّر وتعكس بشكلٍ حقيقي كافّة الحركات التي تجري في الطبيعة ويُدركها الفكر البشري، وهذه النظريّة تَعتبر أنّ التطوّر في الطبيعة هو عبارة عن حركةً ديالكتيكيّة. وعلى هذا الأساس فإنّ الاشتراكيّة العلميّة هي ذاتها النظريّة التي سميت لاحقاً بـ(الماركسيّة)، وهذا يعني أنّها مرادفة لها.
نبذة عن الاشتراكيّة العلميّة
الاشتراكيّة العلميّة هي عبارة عن نظامٍ بدايته رأسماليّة ليتمكّن من السيطرة على كافة وسائل الإنتاج، تليها فترة الشيوعيّة بعد أن تأخذ الدولة بالاضمحلال التدريجي، حيث تتحول ملكيّة وسائل الإنتاج إلى ملكيّةٍ عامة.
تُعتبر الاشتراكيّة العلميّة نتاج الأعمال الثوريّة والتي فرضتها التطوّرات الاقتصاديّة الرأسماليّة، بعد دخول وسائل الإنتاج في مراحل الاحتكار.
إنّ الاشتراكيّة العلميّة الماركسيّة هي واحدة من الأعمدة الثلاثة لماركس، وقد جاءت نتيجة تطوّر تاريخي للعلاقات الاقتصاديّة من وجهة نظر منظري الماركسيّة، حيث يرتب الماركسيون هذا التطوّر التاريخي وفقاً للمشاعيّة، والعبوديّة، والإقطاعيّة، والرأسماليّة التنافسيّة والكوسموبوليتيّة أو الرأسماليّة اللاقوميّة التي هي (الإمبرياليّة)، والاشتراكيّة والشيوعيّة التي هي (الاشتراكيّة العلميّة).
لا يعتبر الشيوعيون أنّ الاشتراكيّة العلميّة هي نهاية التاريخ، لأن تفكيرهم قائم وفق المنطق الجدلي، وهو عبارة عن منطق تفكير علمي يرتكز على القوانين الدياليكتيكيّة الثلاثة في تفسير الأحداث والظواهر.
قوانين الدياليكتيك الثلاث
قانون وحدة صراع المتناقضات
حيث تقضي الفكرة الجدليّة بأنّ كافة المتناقضات التي لها تأثير في بعضها تكون ضمن دائرة واحدة، وبأنّ كافة المتناقضات تكون في وحدةٍ واحدة.
من الجدير بالذكر أنّ الجوهر الماركسي قام بدراسة التناقضات التي أدّت إلى التطوّر لإانساني التاريخي عبر ظهور الطبقات وانقراضها، وهو التطوّر الأخلاقي للمجتمعات، وتجلّى هذا الأمر في كتاب (رأس المال) لعادل خضير وإسلام جمال، وكتاب البيان الشيوعي، إضافة للعديد من الكتب حول القوانين الدياليكتيكيّة، ومن أهمّها كتاب جوزيف ستالين (الماديّة التاريخيّة والدياليكتيكيّة).
قانون تحوّل الكم إلى الكيف
المضمون الذي يقوم عليه هذا القانون هو التزايد التدريجي في كافة التغيّرات التي تلحق الكم، والتي تكون في البداية غير ملموسة، وتعاني من الضعف، وعند وصولها لدرجةٍ معينة تؤدي إلى تغيّرات في الكيفيّة الجديدة، وذلك مقابل اختلاف الكيفيّة القديمة.
قانون نفي النفي
يعتبر هذا القانون أحد أسس المنطق الجدلي، حيث إنّه لا وجود لشيء مادي مستمر لمدى الحياة، إذ إن الحياة تبقى دائماً في تجددٍ مستمر وتطورٍ دائم، فكل شيء يسير نحو الزوال وهو غير دائم باستثناء المادة التي لا يمكن أن تفنى (بحسب النظريّة اللافوازيّة)، أما خصوم الماركسيّة فهم يعتبرون بأنّ المادة هي انعكاسٌ للوعي، وتوجد فقط في الدماغ البشري، حيث إنه لا وجود للمادةٍ بالمعنى الملموس.
يُعتبر مؤسس الفلسفة الجدليّة هو الفيلسوف الألماني (هيجل)، ومؤسس الماديّة الجدليّة هو (كارل ماركس)، حيث استمدّا المنطق الجدلي ببنيته الماديّة ليتحوّل إلى أساسٍ للفكر الماركسي، ومن هنا فإنّ الماركسيين يعتمدون المنطق الجدلي كأساسٍ لتفسير ظواهر العالم والعلم.