فن الكتابة والتعبير

تعبير عن وقت الفراغ

تعبير عن وقت الفراغ

وقت الفراغ

إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فالوقت الذي يذهب هباءً دون أن يستفيد منه صاحبه وبالتالي يذهب من عمره، لذلك يجب علينا أن نحسن استغلال وقت الفراع، فالذي يحسن استغلال وقته في سبيل منفعته لا يجد وقت فراغ.

ينشأ وقت الفراغ من عجز وتكاسل الإنسان، فالذي يضع أهدافاً لحياته ويسعى لتحقيقها فإنه سيتخلص من هذه المشكلة. فكثيراً ما يقع في هذه المشكلة من لا عمل له، وعليه يجب على كل فرد أن يشغل نفسه في ما يفيده ويفيد حياته، فنجد الكبار في السن ومن أُحيلوا إلى التقاعد ظنّوا أن رسالتهم في الحياة قد انتهت، وأنّ لا دور لهم، لذلك تجد الكثير منهم من يملك وقت فراغ كبير، لكنهم يجب أن يجدوا أعمالاً لأنفسهم وأن يشغلوا أنفسهم. أيضاً الكثير من الطلاب من يشعر بالملل والفراغ في العطل الرسمية بعد الإنتهاء من الامتحانات النهائية، وهنا يأتي دور أولياء الأمور بأن يوجّهوا أبنائهم الوجهة الصحيحة ليستثمروا وقتهم، وتسجيلهم في المخيمات الصيفية، أو النوادي الرياضية لكي لا يقعوا في مشكلة وقت الفراغ .

قال العلماء قديماً: (إذا ذهب يومٌ ذهب بعضك)، وهذا دليل أن كل دقيقة تذهب هباءً منثوراً تذهب من عمرك. وقد صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال: (نعمتان مغبون فيهما ابن آدم، الصحة والفراغ)، وقد صدق الشاعر أيضاً حين قال:

دقات قلب المرء قائلةً له

إن الحياة دقائق وثوان

وهناك بعض الإرشادات في كيفية استغلال الوقت وعدم قتله:

  • القراءة: فالقراءة تُنمّي فكر الإنسان الروحي والنفسي، وبالقراءة تنهض الأمم وتجعلها في مقدمة الشعوب.
  • المحاضرات والندوات: وبها ننمي قابلية الحوار لدينا، وتثري المعرفة لدينا، وتجعلنا قادرين على إدارة أي حوار.
  • مشاهدة وسائل الإعلام المرئية كالتلفاز، والمسموعة كالمذياع.
  • الحاسوب والإنترنت: الحاسوب شأنه شأن باقي الوسائل في استغلال الوقت، ولكن يجب أن يُستغَل بطريقة سليمة ولا يكون فيه إهدار للوقت، ويجب أن نستغلّه أحسن استغلال.
  • إتاحة الفرصة لممارسة الهوايات تساعد وبشكل كبير على استغلال وقت الفراغ، مثل لعب كرة القدم، وممارسة السباحة، والرسم، وغيرها الكثير من الهوايات.
  • تحديد أوقات لعمل رحلات وزيارات لبعض الأماكن التي يستطيع الإنسان من خلالها استغلال وقته، مثل زيارة الأماكن التراثية، والأماكن الدينية المقدسة.
  • زيارة الأصدقاء والأقارب، فهذا يساعد على التقارب الاجتماعي، والترفيه، والتسلية.

كل هذه النشاطات من شأنها أن تريح نفس الإنسان، ولا تشعره بالروتين القاتل، وتساعده في إدارة وقته بالشكل الصحيح. لذلك علينا أن نتذكر دائماً أن الوقت الذي يذهب لا يعود، وأن الله سيحاسبنا على ما يضيع من عمرنا هباءً.

معنى الوقت

قد يفهم البعض أن الوقت يمثل مجرد مقياس مثل الثواني أو الدقائق أو الساعات أو السنوات، وهذا يُعتبر الفترة الزمنية فقط، حيث إن المفهوم للوقت يدمّر روح المبادرة، ويحبط البواعث الإبداعية، ولا يحقق إنجازاً في الوقت المخصص، فإذا كان لدينا أسبوع لإنجاز مهمة معينة سوف تستغرق أسبوعاً، وإذا منحنا عشرة أيام لإنجازها سوف تستغرق عشرة أيام، فالمَهمّات تزداد وتنكمش لاستيعاب كل الوقت المخصص لها.

إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فالوقت الذي يذهب هباءً دون أن يستفيد منه صاحبه فإنه يذهب من عمره ، لذلك يجب علينا أن نحسن استغلال وقت الفراع ، فالذي يحسن إستغلال وقته في سبيل منفعته لا يجد وقت فراغ. قيل إنّ وقت الفراغ (ملعب الشيطان)، وفي نفس الوقت يُمثّل النشاط الذي نقوم به في وقت الفراغ واحداً من العناصر الهامة للشّعور بالرضا العام عن الحياة، وهو يحتلُّ أهميةً كُبرى لدى الفتيات اليافعات اللواتي يقضين معظم أوقاتهن بمشاهدة التلفاز، والمحادثة على الشبكة الالكترونية، والتكلم من خلال الهاتف. ولابأس بهذه النشاطات إن كانت ضمن حدود، ليس إن بدأت تمتد إلى ساعاتٍ طوال طاغيةً بذلك على عددٍ لا يحصى من الخيارات الأخرى التي تجلب المتعة والفائدة في الوقت ذاته، فكيف تستمتعين بأوقات فراغك دون أن تشعري بالممل، أو تقوم بنشاطات قد تسيء إليك؟

هذه بعض من الاقتراحات التي يمكنك أن تستمتعي من خلالها بأوقات فراغك:

  • مارسي الرياضة حتى لو كنت راضية عن وزنك؛ فهي ترفع من لياقتك الجسدية، وتحسّن المزاج، وتُضفي عليك شعوراً بالرّضا عن الذات.
  • اخرجي إلى الهواء الطلق، وحاولي تأمّل الطبيعة من حولك، انصتي إلى صوت العصافير، وتأمّلي السماء بصفائها أو بغيومها، تأمّلي تنوّع الألوان وتناغمها من حولك. ستدركين أنك جزء من هذا الكون الواسع الذي خلقه الله لتنعمي فيه وتستمتعي بكل ما سخّره الله لسعادتك.
  • أغلقي سماعة الهاتف واذهبي لملاقاة صديقاتك في مكانٍ ما، واحرصي على التكلّم في مختلف أمور الحياة الممتعة منها.
  • ابدأي بقراءة قصة أو مجموعة شعرية، فهي تغذّي المخيلة، وتشبع حاجة الفتاة للإيمان بالحب بدلاً من الانجراف وراء المشاعر الغريزية تجاه أشخاص غير مناسبين لها.

الفراغ نعمة

لقد اعتبر الإسلام وقت الفراغ لدى المسلم نعمة عظيمة تستحق التقدير والإستثمار، فهو فرصة مناسبة لتجديد النشاط وترويح النفس، وشحذ الهمم، بل هو مظهر تكريم للإنسان، وتقدير لجهوده، ولهذا يحذرنا الإسلام من هدر وقت الفراغ وعدم تقدير نعمته. ففي الحديث الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). فالصحة لدى المسلم ـ وهما متوفران لدى الشباب – من أعظم النعم التي يكثر هدرها وإضاعتهما بأبخس الأثمان وأتفه الشواغل، لهذا جاء الهدي النبوي يدعونا للاستفادة منهما على الوجه الصحيح بالأنشطة المفيدة الممتعة بما يُعزّز دعم شخصية المؤمن، والتزامه بقيمة وفضائله، وينمّي فيها حب العطاء، وخدمة المجتمع، والنصح لكل مسلم.

لا ريب أن حسن استثمار الشاب المسلم لوقت فراغه دليل خوفه من الله تعالى، وشعوره بمراقبته، وسبيل هام لتكوين شخصيته على أُسس سليمة من العقيدة والسلوك والعطاء، وهو أسلوب أمثل للوقاية من كل انحراف وتحلل. أما تقاعس الشباب في فراغه أو انشغاله بالعبث أو المحرمات فإمارة على ضعف المؤمن، ومفتاح لانحراف شخصيته.

من كلمات الحسن البصري في اغتنام فرص هذه النعمة العظيمة قوله رحمه الله: (ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادٍ من قبل الحق: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد مني بعمل صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة). وفي الحديث الذي رواه أبو برزة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسده فيم أبلاه).

كيف أستفيد من وقتي

وقت الفراغ هو الوقت الذي يمكن للإنسان اختيار النشاط الذي يريد أن يعمله، أي لا يكون ملزماً بعمل شيء مثل الدراسة أو أداء مهنة، وفي هذا الوقت يمكن القيام بالكثـيـر من الأعمال مثـل أداء أعـمال تطوعية، وممارسة الهوايات، ولعب الرياضة، ومشاهدة التليفزيون، أو بالسفر والرحلات.

إن البحث عما قد تميل إليه النفس لتنميتها وتطورها مطلب هام، فهل تميل للقراءة أم الرياضة أم الفنون أم النشاط العلمي؟ هناك وسائل كثيرة لكسب المعرفة والمهارات المختلفة علاوة على الترويح عن النفس، وتمضية وقت الفراغ بما يعود بالنفع على صاحبه ومنها:

  • المسجد: هناك كثير من الخبرات لا نستطيع تعلمها في المدرسة أو في الأسرة، مثل تعلم تلاوة القرآن، وكيفية صلاة الجماعة، والإجابة عن بعض الأسئلة الفقهية.
  • الدورات التدريبية: الارتباط بالدورات التدريبية والتي من شأنها أن تنمي الثقافة وتشغل وقت الفراغ بما يعود بالنفع والفائدة، ومنها دورات الحاسب الآلي، ودورات الإسعافات الأولية، أو اللغة الإنجليزية، أو تعلم رياضة نبيلة كالسباحة أو ركوب الخيل.
  • الروابط العائلية: تخصيص جزء من وقت الفراغ لالتقاء الآباء مع الأبناء؛ فالأسرة مؤسسة تربوية فيها امتصاص طرق التفكير والتعبير، وفيها يكتسب الدين، واللغة، والتقاليد، والعادات، وطريقة الكلام. فلابد أن يشعر الأبناء بالدفئ والحنان من آبائهم، ويساعد ذلك أن يقضوا معاً أوقات فراغهم بشكل منظم، وأن يشمل ذلك نواحي الأنشطة التي يحبها الأبناء ويفضلونها، من أنشطة رياضية، وفنية، وألعاب، ومسابقات ثقافية.
  • الأنشطة الرياضية بكل أنواعها، سواء في المؤسسات التعليمية، أو في النوادي، فهي تزوّد بالنشاط وبالصحة البدنية.
  • الصحافة: هناك تجد أخبار الرياضة، والسياسة، والعلوم، والفنون، وشؤون المنزل.
  • البرامج التليفزيونية: علينا أن نحرص على مشاهدة البرامج المفيدة التي تضيف معلومة جديدة أو مهارة يمكن أن نتعلمها.
  • القراءة: والقراءة مجالاتها متنوعة، فيجب اختيار النشاط الذي يعود بالفائدة على دينك ودنياك.
  • تدعيم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، سواء صداقة جديدة مفيدة، أو خدمات اجتماعية تُقدّمها.
  • الأعمال التطوعية: فالعمل التطوعي له مجالات مختلفة ليس كما يظنه البعض أنه مقتصر على الأعمال الدينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى