الإنسان له دور بارز في تكوين شخصيته وصقلها، وجعلها بالشكل الذي يبتغيه؛ وذلك لأنه يمتلك قدراتٍ ومواهبٍ وملكاتٍ توجد فيه ولا توجد في غيره من الناس، وتظهر في تفاعله وتعامله معهم، وتحتاج منه أن يكتشفها؛ لقوله تعالى: “بل الإنسان على نفسه بصيرة”، فاكتشافها يؤدّي إلى صقل شخصيته وتكوينها، ولهذا سنتعرف فيما يلي عن كيفية تكوين الشخصية فتمعن معي أيها القارئ لتتعلم.
محتويات
مفهوم الشخصية
هي مجموعة من السمات الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية التي تميّز الإنسان عن غيره، وتظهر في علاقاته الاجتماعية والتعاونية مع الناس.
العوامل المؤثرّة في تكوين الشخصية
وهي على النحو التالي:
- العوامل البيولوجية: وتتمثل في العامل الوراثي، والعامل الفسيولوجي.
- العوامل الاجتماعية: وتتمثل في الأسرة، والأصدقاء، والمدرسة، والمسجد، والطبقة الاجتماعية، والأدوار الاجتماعية.
- العوامل الأخرى: وتتمثل في التعليم، والثقافة، والغذاء، ووسائل الإعلام، والتطور التكنولوجي.
أنماط الشخصيات
وهي خمسة أنماط كما يلي:
- الشخصية الناجحة: تحقق أهدافها وتنظم وقتها وتتميز عن غيرها.
- الشخصية الجادة: تمشي بخطوات ثابتة لتحقيق أهدافها ولا تضيع الوقت وتتعامل بحزم.
- الشخصية الباحثة: تبحث لترتقي ولتعلو وتحاول أن تصل.
- الشخصية المسقطة: تحاول إسقاط من حولها ليكونوا مثلها في تأخر.
- الشخصية المثبطة: انهزامية لا تتفاءل وتثبط من حولها.
كيف تتعرف على شخصيتك
لتتعرف على شخصيتك عليك القيام بما يلي:
- اكتشف شخصيتك ذاتياً: فتعرفك على شخصيتك يتطلب منك اكتشافها بنفسك ذاتياً، فأنت تعرف وتفهم مفاتيحها وكنوزها، وتقدر أن تطلق العنان لمهاراتك ومواهبك لتصقلها ولتكون دليلاً لها، وقيم نفسك بموضوعية فأقر بنقاط قوتك وعززها، وبنقاط ضعفك وقومها.
- استمع لما يقوله الآخرون وخذ بآرائهم وتقبل النقد: فهذا من شأنه أن يكون صورةً لك عن شخصيتك، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “رحم الله عبداً أهدى إلي عيوبي”، فلا يوجد إنسان كامل، فسأل الآخرين وخذ آرائهم مباشرة حول شخصيتك وتقبل النقد بصدر رحب.
ومما سبق يجب عليك معرفة شخصيتك بنفسك أولاً، ثم من خلال الآخرين.
أساسيات تكوين الشخصية
وتتمثل فيما يلي:
- ثق بنفسك.
- اقتنع بالتغيير فهو ممكن وليس مستحيل.
- تحلى بالأخلاق الحسنة.
- كن ذا إرادة وعزيمة.
- حافظ على هدفك.
- اشعر بالمسؤولية.
- قدر غيرك.
معوّقات تكوين الشخصية
هناك مجموعة من المعوقات عليك التخلص منها؛ لتضمن تكوين شخصية ناجحة وهي:
- نظرتك السلبية تجاه شخصيتك.
- عدم إيمانك بأهدافك التي تريد تحقيقها.
- حب النفس.
- الشك بالآخرين.
- تأثير الناس من حولك على تطلعاتك ومستقبلك.
مبادئ تكوين الشخصية
هناك مبادئ أساسية يجب على الإنسان التمسك بها عند تكوين شخصيته، وهذه المبادئ تنقسم لقسمين:
مبادئ تنمية الشخصية على صعيد الفرد
- أخلص عملك لله.
- خذ بالأسباب وتوكل على الله.
- كن خيراً لأهل بيتك أولاً.
- اهتم بلياقتك البدنية بممارسة التمارين الرياضية.
- لا تساوم على شرفك وكرامتك.
- سر نحو تحقيق أهدافك.
- أتقن عملك واستمر فيه.
- حافظ على السرية في كل شيء.
- ارتقِ بشخصيتك.
- كن إدارياً ناجحاً، واقتصادياً محنكاً.
- تحمل الضغوط وأدر الأزمات.
مبادئ تنمية الشخصية على صعيد العلاقات مع الآخرين
- افهم طبيعة عملك ودورك فيه.
- كن قدوة لغيرك في التعامل.
- احرص على العمل ضمن فريق.
- لا تتكبر وساعد الآخرين.
- تقبل النقد واعترف بأخطائك.
- دافع عن الآخرين.
- شاور الآخرين، وخذ بالرأي الأرجح.
- خاطب الناس حسب شخصياتهم.
- تعلم من تجارب الآخرين، وخذ من خبراتهم.
- قدر الآخرين واعترف بجهودهم.
- تعلم الاستماع والإنصات لوجهة نظر الآخرين.
- لا تسئ التعامل مع الآخرين.
- كن ناصحاً ومقوماً للآخرين.
خطوات تكوين الشخصية
هذه الخطوات تنقسم لمرحلتين كما يلي:
تكوين الشخصية ذاتياً
- الإرادة والعزيمة: كن صاحب إرادة وعزيمة قوية فهما محركان داخليان يحفزانك على تحقيق أهدافك التي تسعى إليها، وللقيام بأعمالك؛ للوصول للنجاح.
- الرؤية والرسالة: يجب أن تكون لك رسالة تحدد ماهية مسارك في الحياة، ورؤية تحدد غايتك وأمنياتك.
- الأهداف والأولويات: ضع لنفسك أهدافاً، ورتبها حسب الأولوية؛ لتضمن إنجازها.
- التخطيط الجيد: تعلم مهارات التخطيط الجيد، وخطط لنفسك لتصل إلى أهدافك.
- التطبيق المتقن: نفذ ما خططته بإتقان؛ لتصل للإنجاز.
- الإدارة الفعالة للوقت: نظم وقتك بنجاح؛ تضمن السير بخطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافك ومن ثم التميز.
- تفاءل ولا تيأس: تفاءل بالخير تجده، ولا تيأس بل ثق بنفسك واستمر.
- لا تخف تقلبات العمل: قد ينجح العمل ويكون دافعاً للتميز والاستمرار، وقد يفشل فلا تيأس فالفشل أول خطوة للنجاح.
- فكر بإيجابية: بالتفكير تتكون شخصيتك، وتنمى مهاراتك؛ لتبدع وتتميز.
- اسعَ للإبداع: فالإبداع سر التألق والنجاح، فتعلم مهارات التفكير الإبداعي ونمّي ذكاءك، واجعل أعمالك كلها إبداعية؛ لتتميز بها عن غيرك.
- التقييم الذاتي: قيم نفسك بموضوعية؛ فذلك حافز لك على التميز.
تكوين الشخصية اجتماعياً
- اهتم بمنظرك: فهذا يعطي لغيرك انطباعاً عنك.
- الصمت البناء: استمع وأنصت للآخرين، واحفظ لسانك فإنه سيف ذو حدين.
- الابتسامة المعبرة: ابتسم فدينك حث على الابتسامة، فهي صدقة، تكسر بها الحواجز، وتكسب بها قلوب الآخرين.
- تعلم فن الاتصال والتواصل: اكتسب مهارات فن الاتصال والتواصل لتتعامل جيداً مع الآخرين، واستخدم لغة الجسد لتكون أقوى في التفاعل والتعبير.
- البعد عن العشوائية والارتجالية والاندفاعية: فلا تتسرّع بإصدار الأحكام، فإن تسرعت بإصدار الحكم فإنك قد تخسر شيئاً فتندم عليه طول حياتك.
- التوازن بين الحاجات: وازن بين حاجاتك المادية والروحية، وبين الفردية والاجتماعية، وبين العقل والجسد، وبين العلم والعمل.
- حل المشكلات: اتبع خطوات حل المشكلات، وحلّها أولاً بأول ولا تجعلها تتراكم، واستمع لوجهات النظر المختلفة، واحكم بموضوعية.
- كن لبقاً في التعامل: فتعاملك بلين ورفق دليل شخصيتك، وابتعد عن الغضب فقد نهاك الرسول الكريم عنه فقال: “لا تغضب”.
- التزم بمواعيدك: فالتزامك بالمواعيد دليل لاهتمامك بالآخرين، ومحل تقدير لهم.
- كن صاحب قرار: استمع للآخرين، وخذ بالرأي الأرجح وكن صاحب قرار ودافع عنه.
وفي النهاية اعلم عزيزي القارئ أن الناس يختلفون في شخصياتهم، فمنهم من له هدف وغاية ويسعى لتحقيقها، ومنهم من يسير بدون أهداف ويهدر وقته دون استفادة، ومنهم من يكون إمعة يتحكم فيه الآخرون، ومنهم من يكون صاحب قرار، ومما سبق اعلم أنك وحدك من تملك مفاتيح تكوين شخصيتك، فشخصيتك يجب أن تكون نابعة من داخلك، لا أن تكون منقادة يحركها من يريد أن يحركها، فلا تترك المجال لأي شخص أن يسيطر على أرائك وأفكارك الخاصة، ولا تستجب لكل ما يقوله الآخرين، بل كن مستقلاً برأيك صاحب قرار فعود نفسك على اتخاذ قراراتك وتحمل النتيجة، وكن واثق بشخصيتك، وكن هادئاً مقنعاً في التحاور.
وأخيراً إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فتحكم بشخصيتك ونمها وحفزها؛ لتصل إلى النجاح والإنجاز، ومن ثم التألق والتميز، فتكون صاحب بصمة تعرف بشخصيتك المتميزة.