منوعات إسلامية

جديد كيف ابكي من خشية الله

نحنُ في عالم يكثر فيهِ العجائب كتعلّق شخص بمحبوبهِ والبكاءِ عليهِ من شدّة الحب أو تدمع أعيننا على مسافر عزيز على قلبنا، فالدموع لا تنزل إلى على الأحباب والغاليين على قلوبنا، فما بالك عندما تدمعُ أعينكَ من حبّكَ للهِ أو الخوفُ منهُ ومن الآخرة وملاقاةِ الله والحساب بين يديهِ، إنّ من أعظم الأمور أن تدمعُ أعينك من الخوف والخشية من الله تعالى العظيم بصفاتهِ والمنزّهُ عنها، فهذه الصفة يفتقدها الكثير في عصرنا الحالي لغفلتهم عن الآخرة والحساب والويل العظيم الذي سوف سنلقاهُ بعد موتنا، هل بكت أعينك في يوم من الأيام الخوف من الله وحسابهِ !، هل تذكرت عذاب القبر!، هل بكيت يوماً لأنّكَ دعوت الله واستجاب لكَ من شدّةِ الحبّ في الله، على الأغلب والكثيرُ منّا سيقول لا، لماذا!، لأنّكَ غافلُُ وبعيد عن الله تعالى، فقد وعدَ الله أنّ العين التي تبكي خشيةَ منهُ لن تمسّها النار لعظمة ذلك الشعور الذي لم أجد الذّ منهُ عندما تستشعر قربَ الله منك عند معصيتهِ، فجميعنا نخطء والله يحبّ التوابين الذي يبكون على ما فعلوهُ من ذنوب، فلماذا لا تبكي! إسأل نفسك وسأقول لك لماذا لا تبكي.

كيف تبكي من خشية الله

إنّ من أخطر الأمور التي قد يصل إليها الشخصُ فينا هي أن يموتَ قلبهُ أو ضميرهُ أو عقلهُ، فهنا حتماً إن لم تبكي من خشية الله فاعلم أنّ هناك شيء ميّت فيك يجب أن تحييهِ وتداويهِ.

إحياء القلب

القلب كأي عضلة موجودة في داخلنا تحيا وتموت مع الأيّام ولكن إيّاكَ أن يموت عن ذكر الله والإستغفار والتوبة وتأنيب القلب والمشاعر، فإن مات القلب قد ماتت الرحمة والشفقة في داخلك، على الأقل لا تجعلها تموت من المشاعر الربانيّة فحاول أن تحييها بقراءتكَ للقرآن الكريم والإستغفار وأن تتذكّر يوماً ستكون وحيداً يوم ملاقاةِ الله، فقلبكَ خلقَ لكي يتعلّق بالله ولم يخلق لأي أحد سوى الله، فاجعل محبّتكَ فالله وحياتكَ وطيبتكَ لله سبحانهُ وتعالى ومهما عصفت الحياة بك، فكلّنا زائلون فلا تعلّق قلبكَ بشيء في الدنيا واجعل وجهتكَ الآخرة لملاقاة ربّ الأرباب عزّ وجل، فلتكن جميع عواطفك وأحاسيسك وعيناك مع الله ستجد نفسك تبكي على يوم تتمنّى لو ترجعُ فيه يوم.

إحياء العقل

من الأمور التي ممكن أن تكتشفها في حياتك هي أنّ الله لا يعبد بجهالة فهذه نعمةُُ يغفلُ عنها الكثيرون الذين ماتت عقولهم لعدم تدبّرهم لآيات الله تعالى وعدم التمعّن في خلق الله وعظمتهِ، فإذا الدنيا لم يعرف حدودها لغاية اليوم فما بالك بالذي خلقها، حل حاول عقلك لو قليلاً وقلبك أن يشعر بتلك العظمة، فعندما يقول الله سبحانهُ وتعالى وويلُُ للمصلين الذي هم عن صلاتهم غافلون، هل شعرتَ بالعقاب الذي ممكن أن تلقاهُ أنّب قلبك وعقلك ولا تجعل صغائر الدنيا هي أكبرُ همّك فكلّنا زائلون وما على الزائر الاّ الرحيل.

إحياء الضمير

العجيب في الضمير يرتبط بهِ كلّ شيء العقل والقلب والروح والنفس، فإذا مات الضمير مات كلّ شيء فيك، فأنت والحيوان لا فرق بينكما، ما أصعبها أن يموت ضميرك فقد خسرت نفسك أما نفسك ، قف أمام المرآة وقل لنفسك أين أنا من هذه الدنيا !، إذا متّ ماذا أعددتُ للقاء الله !، قل لنفسك أيضاً هل أنا نادم على ما فعلتُ وتذكّر معاصيك حتّى ولو كانت صغيرة واحيي ضميرك ولا تبالي بمن حولك واصبر واجلس واختلي في الليل وحيداً إقرأ القرآن أو أستمع إليهِ إجلس وحيداً فالوحدة هو الشيء الذي ممكن أن أضمنهُ لك، فإن أردت ونيساً لك فليكن الله، وماذا تريد أفضل من أن يكون معك سوا الله، إترك الدنيا ولو يوم أو ساعة أو دقائق فلا تعلم لربّما يحبّكَ الله ويهديكَ إليهُ، فوالله عندما أجلس وحيداً وأذكر الله على المعاصي التي إرتكبتها فكلّنا خطائون ولكنّ الله يحبّ التوابين أشعر بتلك العظمة عند سماع القرآن فأبكي وأبكي وأصرخ من البكاء على الدنيا الحقيرة التي جعلتني أبتعد فيها عن الله وعن الأشخاص الذين جعلوني أركض وراء الحرام، تركتها ليس خوفاً من أحد ولكن خوفاً من الله، فعندما كنت أبكي من خشية الله أشعر بهمّ الدنيا قد أزيلت عن صدري، أما آن للذين آمنو أن تخشع قلوبهم لذكر الله!، وسأقول لكَ إجلس وحاسب نفسك وكن طيّباً لتكن حياتك طيّبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى