فقهاء وأئمة

سيرة الإمام مالك

مقالات ذات صلة

الإمام مالك

إنّ الناظر في تاريخ المسلمين يجد أنّه تاريخٌ حافلٌ بذكر العلماء، والأعلام العِظام، والقادة، والدُّعاة، والذين برعوا في شتّى مجالات العلوم وأصناف المعارف، ومن بين هؤلاء العلماء والشخصيات المؤثرة في الأمة الإسلاميّة والعالميّة ككلّ؛ شخصيّة إسلاميّة لها ما لها من المكانة العلميّة، كما لها دورها في التاريخ الإسلامي وتغيير ملامحه في علم الفقه تحديداً، وقد تركت تلك الشخصيّة تُراثاً عظيماً في الفقه، والحديث، والأدب، والتفسير، ذلك الشّخص هو إمام دار الهجرة، وصاحب أحد أبرز المذاهب الفقهيّة؛ الإمام مالك صاحب المذهب الفقهيّ الثاني بعد أبي حنيفة النعمان.

اسم الإمام مالك ونسبه

الإمام مالك هو (مالك بن أنس بن مالك، بن أبي عامر (اسمه نافع) بن عمرو بن الحارث، بن غيمان، بن خُثيل، بن عمرو، بن الحارث -ذي أصبح، بن عوف، بن مالك، بن زيد، بن شدّاد، بن زرعة، وهو من يعرب بن قحطان)، أبوه هو: أنس بن مالك أحد رواة الحديث، أمّا جدّه مالك فهو من كبار التابعين، وقد كان جدّه من أفاضل الناس وعلمائهم في عصره، وكان ممّن يكتبون المصاحف عندما جمع عثمان المصاحف، وهو أحد الأربعة الذين حملوا عثمان بن عفّان إلى قبره ليلاً، وغسّلوه، ودفنوه بعد مقتله رحمهم الله جميعاً ورضي عنهم، أمّا أمّه فاسمها العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزديّة.[١]

وُلِد الإمام مالك بن أنس في خلافة سليمان بن عبد الملك، في المدينة المُنوّرة، في منطقة ذي المروة تحديداً، وكان مولده بعد أن انتقل جدّه أو أبو جدّه من اليمن إلى الحجاز، وكانوا ينتمون إلى ذي أصبح من اليمن، وقد اختلف العلماء في مولده، ولكنّ الأشهر عندهم أنّه وُلِد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، وهو قول يحيى بن بكير. وللإمام مالك من الأولاد أربعة، هم: يحيى، ومحمّد، وحمّاد، وفاطمة أمّ أبيها أو أمّ البنين.[٢]

علم الإمام مالك وصبره

الإمام مالك -رحمه الله- من أسرة فيها الأب والجدّ وأب الجدّ جامعون لحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد تلهّى الإمام مالك في مطلع حياته بتربية الحمام، فاستنهضه والده لطلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ولعلّ نقطة التحوُّل في حياته كانت عندما عرض والده عليه وعلى أخيه مسألةً فأصاب أخوه، وأخطأ هو، فقال له والده: ألهتك الحمام عن طلب العلم، فغضب مالك لذلك، وانقطع إلى ابن هرمز يطلب منه العلم سبع سنين، ثمّ انتقل يطلب العلم على يد ربيعة الرّأي، وقيل إنّه بدأ بطلب العلم عند ربيعة الرأي؛ حيث كانت أمّه توصيه بأن يذهب إليه؛ ليتعلّم من أدبه قبل علمه.[٣]

كان الإمام مالك حريصاً على تلقّي العلم من العلماء الكبار، وقد منحه الله -سبحانه وتعالى- مواهب تُعينه على طلب العلم؛ أهمّها الحفظ والفهم، في وقتٍ ساء فيه حفظ الناس؛ فقد كان -رحمه الله- يذهب إلى سعيد بن المسيب، وعروة، والقاسم، وحميد، وغيرهم، يسمع من كلّ واحد منهم نحو خمسين حديثاً إلى مئة، ثمّ ينصرف وقد حفِظها من غير أن يخلط بينها، ولم يعتمد على ضبط صدره فقط فيما يرويه، بل اعتمد على الكتابة أيضاً، فقد رُوِي عنه أنّه قال: كتبتُ بيدي نحو مئة ألف حديث. لم يقتصر الإمام مالك على علمَي الحديث والفقه، فقد برع في القرآن الكريم، وتفسيره، وتجويده وقراءته، وكان خبيراً في علم الكلام، وعلم الفلك؛ فله كتاب يبحث في علم النجوم، وحساب الزمان، ومنازل القمر، وكان كذلك أديباً وكاتباً ولغوياً.[٤][٥][٦]

مبدأ الإمام مالك في الفقه هو ذاته مبدأ أهل الحجاز، وقد بنى مذهبه على نصّ القرآن الكريم، وظاهره، وعمومه، ومفهومَي المخالفة والموافقة، والتنبيه على العلّة، وعلى السُّنة النبويّة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، وعمل أهل المدينة، وقول الصحابيّ، وسدّ الذرائع، أمّا فيما يخصّ مراعاة الخلاف فقد كان الإمام مالك يراعيه مرّةً ولا يراعيه في الأخرى، وكلُّ تلك الأمور من أصول مذهب الإمام مالك التي قام عليها فقهه.[٧]

شيوخ الإمام مالك وتلاميذه

الشيوخ

تلقّى الإمام مالك -رحمه الله- العلم على أيدي عدد كبير من العلماء، ومنهم: إبراهيم بن أبي عبلة، وإبراهيم بن عقبة، وأبو بكر بن نافع، وأبو عبيد الله مولى ابن أزهر، وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبو بكر بن عمر العمري، وإسماعيل بن أبي حكيم، وإسماعيل بن محمد بن ثابت، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي، وزياد بن أبي زياد، وزياد بن سعد ، وزيد بن أبي أنيسة، وزيد بن أسلم، وأبو ليلى الأنصاري، وزيد بن رباح، والسائب بن يزيد.[٨]

التلاميذ

للإمام مالك -رحمه الله- الكثير من التلاميذ، منهم: السفيانان، وشعبة، وابن مهدي، وابن جريج، والليث، وابن المبارك، والشافعي، والزهري شيخه، ويحيى بن سعيد الأنصاري وهو شيخه، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن يحيى الأندلسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري.[٩]

مؤلّفات ابن مالك

يُعدّ كتاب الموطّأ للإمام مالك بن أنس -رحمه الله- أكثر الكتب شُهرةً عنه، ومن مؤلفاته ما يأتي:[١٠]

  • كتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر.
  • رسالته في الأقضية.
  • رسالته في الفتوى.
  • رسالته إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ.
  • كتابه في التفسير لغريب القرآن.
  • كتاب السِّيَر من رواية القاسم عنه.

وفاة ابن مالك

مرِض الإمام مالك قبل وفاته اثنين وعشرين يوماً، ثمّ توفّاه الله -سبحانه وتعالى- يوم الأحد؛ في العاشر من شهر ربيع الأول، سنة مئة وتسع وسبعين من الهجرة النبويّة الشريفة، وقال ابن سعد: (لأربع عشرة خلت منه)، وقال ابن نافع: كان عمر الإمام مالك حينها سبعةً وثمانين عاماً، كان أثناءها مُفتياً في المدينة ستّين سنةً، وقال الواقدي: كان عمره تسعين عاماً.[١١]

المراجع

  1. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 21-29. بتصرّف.
  2. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة -مالك بن أنس (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلميّة ، صفحة: 13-15. بتصرّف.
  3. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 46-47. بتصرّف.
  4. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 5-6. بتصرّف.
  5. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 46-48. بتصرّف.
  6. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة-مالك بن أنس (الطبعة الثانيّة)، بيروت: دار الكتب العلميّة، صفحة: 18-22. بتصرّف.
  7. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة-مالك بن أنس (الطبعة الثانيّة)، بيروت: دار الكتب العلميّة ، صفحة: 54. بتصرّف.
  8. مالك بن أنس (2004)، الموطأ (الطبعة الأولى)، الامارات: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيريّة والإنسانيّة، صفحة: 27، جزء: 1. بتصرّف.
  9. “الإمام مالك بن أنس”، www.islamstory.com، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2017. بتصرّف.
  10. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 303-304. بتصرّف.
  11. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 380. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الإمام مالك

إنّ الناظر في تاريخ المسلمين يجد أنّه تاريخٌ حافلٌ بذكر العلماء، والأعلام العِظام، والقادة، والدُّعاة، والذين برعوا في شتّى مجالات العلوم وأصناف المعارف، ومن بين هؤلاء العلماء والشخصيات المؤثرة في الأمة الإسلاميّة والعالميّة ككلّ؛ شخصيّة إسلاميّة لها ما لها من المكانة العلميّة، كما لها دورها في التاريخ الإسلامي وتغيير ملامحه في علم الفقه تحديداً، وقد تركت تلك الشخصيّة تُراثاً عظيماً في الفقه، والحديث، والأدب، والتفسير، ذلك الشّخص هو إمام دار الهجرة، وصاحب أحد أبرز المذاهب الفقهيّة؛ الإمام مالك صاحب المذهب الفقهيّ الثاني بعد أبي حنيفة النعمان.

اسم الإمام مالك ونسبه

الإمام مالك هو (مالك بن أنس بن مالك، بن أبي عامر (اسمه نافع) بن عمرو بن الحارث، بن غيمان، بن خُثيل، بن عمرو، بن الحارث -ذي أصبح، بن عوف، بن مالك، بن زيد، بن شدّاد، بن زرعة، وهو من يعرب بن قحطان)، أبوه هو: أنس بن مالك أحد رواة الحديث، أمّا جدّه مالك فهو من كبار التابعين، وقد كان جدّه من أفاضل الناس وعلمائهم في عصره، وكان ممّن يكتبون المصاحف عندما جمع عثمان المصاحف، وهو أحد الأربعة الذين حملوا عثمان بن عفّان إلى قبره ليلاً، وغسّلوه، ودفنوه بعد مقتله رحمهم الله جميعاً ورضي عنهم، أمّا أمّه فاسمها العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزديّة.[١]

وُلِد الإمام مالك بن أنس في خلافة سليمان بن عبد الملك، في المدينة المُنوّرة، في منطقة ذي المروة تحديداً، وكان مولده بعد أن انتقل جدّه أو أبو جدّه من اليمن إلى الحجاز، وكانوا ينتمون إلى ذي أصبح من اليمن، وقد اختلف العلماء في مولده، ولكنّ الأشهر عندهم أنّه وُلِد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، وهو قول يحيى بن بكير. وللإمام مالك من الأولاد أربعة، هم: يحيى، ومحمّد، وحمّاد، وفاطمة أمّ أبيها أو أمّ البنين.[٢]

علم الإمام مالك وصبره

الإمام مالك -رحمه الله- من أسرة فيها الأب والجدّ وأب الجدّ جامعون لحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد تلهّى الإمام مالك في مطلع حياته بتربية الحمام، فاستنهضه والده لطلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ولعلّ نقطة التحوُّل في حياته كانت عندما عرض والده عليه وعلى أخيه مسألةً فأصاب أخوه، وأخطأ هو، فقال له والده: ألهتك الحمام عن طلب العلم، فغضب مالك لذلك، وانقطع إلى ابن هرمز يطلب منه العلم سبع سنين، ثمّ انتقل يطلب العلم على يد ربيعة الرّأي، وقيل إنّه بدأ بطلب العلم عند ربيعة الرأي؛ حيث كانت أمّه توصيه بأن يذهب إليه؛ ليتعلّم من أدبه قبل علمه.[٣]

كان الإمام مالك حريصاً على تلقّي العلم من العلماء الكبار، وقد منحه الله -سبحانه وتعالى- مواهب تُعينه على طلب العلم؛ أهمّها الحفظ والفهم، في وقتٍ ساء فيه حفظ الناس؛ فقد كان -رحمه الله- يذهب إلى سعيد بن المسيب، وعروة، والقاسم، وحميد، وغيرهم، يسمع من كلّ واحد منهم نحو خمسين حديثاً إلى مئة، ثمّ ينصرف وقد حفِظها من غير أن يخلط بينها، ولم يعتمد على ضبط صدره فقط فيما يرويه، بل اعتمد على الكتابة أيضاً، فقد رُوِي عنه أنّه قال: كتبتُ بيدي نحو مئة ألف حديث. لم يقتصر الإمام مالك على علمَي الحديث والفقه، فقد برع في القرآن الكريم، وتفسيره، وتجويده وقراءته، وكان خبيراً في علم الكلام، وعلم الفلك؛ فله كتاب يبحث في علم النجوم، وحساب الزمان، ومنازل القمر، وكان كذلك أديباً وكاتباً ولغوياً.[٤][٥][٦]

مبدأ الإمام مالك في الفقه هو ذاته مبدأ أهل الحجاز، وقد بنى مذهبه على نصّ القرآن الكريم، وظاهره، وعمومه، ومفهومَي المخالفة والموافقة، والتنبيه على العلّة، وعلى السُّنة النبويّة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، وعمل أهل المدينة، وقول الصحابيّ، وسدّ الذرائع، أمّا فيما يخصّ مراعاة الخلاف فقد كان الإمام مالك يراعيه مرّةً ولا يراعيه في الأخرى، وكلُّ تلك الأمور من أصول مذهب الإمام مالك التي قام عليها فقهه.[٧]

شيوخ الإمام مالك وتلاميذه

الشيوخ

تلقّى الإمام مالك -رحمه الله- العلم على أيدي عدد كبير من العلماء، ومنهم: إبراهيم بن أبي عبلة، وإبراهيم بن عقبة، وأبو بكر بن نافع، وأبو عبيد الله مولى ابن أزهر، وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبو بكر بن عمر العمري، وإسماعيل بن أبي حكيم، وإسماعيل بن محمد بن ثابت، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي، وزياد بن أبي زياد، وزياد بن سعد ، وزيد بن أبي أنيسة، وزيد بن أسلم، وأبو ليلى الأنصاري، وزيد بن رباح، والسائب بن يزيد.[٨]

التلاميذ

للإمام مالك -رحمه الله- الكثير من التلاميذ، منهم: السفيانان، وشعبة، وابن مهدي، وابن جريج، والليث، وابن المبارك، والشافعي، والزهري شيخه، ويحيى بن سعيد الأنصاري وهو شيخه، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن يحيى الأندلسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري.[٩]

مؤلّفات ابن مالك

يُعدّ كتاب الموطّأ للإمام مالك بن أنس -رحمه الله- أكثر الكتب شُهرةً عنه، ومن مؤلفاته ما يأتي:[١٠]

  • كتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر.
  • رسالته في الأقضية.
  • رسالته في الفتوى.
  • رسالته إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ.
  • كتابه في التفسير لغريب القرآن.
  • كتاب السِّيَر من رواية القاسم عنه.

وفاة ابن مالك

مرِض الإمام مالك قبل وفاته اثنين وعشرين يوماً، ثمّ توفّاه الله -سبحانه وتعالى- يوم الأحد؛ في العاشر من شهر ربيع الأول، سنة مئة وتسع وسبعين من الهجرة النبويّة الشريفة، وقال ابن سعد: (لأربع عشرة خلت منه)، وقال ابن نافع: كان عمر الإمام مالك حينها سبعةً وثمانين عاماً، كان أثناءها مُفتياً في المدينة ستّين سنةً، وقال الواقدي: كان عمره تسعين عاماً.[١١]

المراجع

  1. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 21-29. بتصرّف.
  2. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة -مالك بن أنس (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلميّة ، صفحة: 13-15. بتصرّف.
  3. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 46-47. بتصرّف.
  4. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 5-6. بتصرّف.
  5. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 46-48. بتصرّف.
  6. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة-مالك بن أنس (الطبعة الثانيّة)، بيروت: دار الكتب العلميّة، صفحة: 18-22. بتصرّف.
  7. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة-مالك بن أنس (الطبعة الثانيّة)، بيروت: دار الكتب العلميّة ، صفحة: 54. بتصرّف.
  8. مالك بن أنس (2004)، الموطأ (الطبعة الأولى)، الامارات: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيريّة والإنسانيّة، صفحة: 27، جزء: 1. بتصرّف.
  9. “الإمام مالك بن أنس”، www.islamstory.com، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2017. بتصرّف.
  10. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 303-304. بتصرّف.
  11. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 380. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الإمام مالك

إنّ الناظر في تاريخ المسلمين يجد أنّه تاريخٌ حافلٌ بذكر العلماء، والأعلام العِظام، والقادة، والدُّعاة، والذين برعوا في شتّى مجالات العلوم وأصناف المعارف، ومن بين هؤلاء العلماء والشخصيات المؤثرة في الأمة الإسلاميّة والعالميّة ككلّ؛ شخصيّة إسلاميّة لها ما لها من المكانة العلميّة، كما لها دورها في التاريخ الإسلامي وتغيير ملامحه في علم الفقه تحديداً، وقد تركت تلك الشخصيّة تُراثاً عظيماً في الفقه، والحديث، والأدب، والتفسير، ذلك الشّخص هو إمام دار الهجرة، وصاحب أحد أبرز المذاهب الفقهيّة؛ الإمام مالك صاحب المذهب الفقهيّ الثاني بعد أبي حنيفة النعمان.

اسم الإمام مالك ونسبه

الإمام مالك هو (مالك بن أنس بن مالك، بن أبي عامر (اسمه نافع) بن عمرو بن الحارث، بن غيمان، بن خُثيل، بن عمرو، بن الحارث -ذي أصبح، بن عوف، بن مالك، بن زيد، بن شدّاد، بن زرعة، وهو من يعرب بن قحطان)، أبوه هو: أنس بن مالك أحد رواة الحديث، أمّا جدّه مالك فهو من كبار التابعين، وقد كان جدّه من أفاضل الناس وعلمائهم في عصره، وكان ممّن يكتبون المصاحف عندما جمع عثمان المصاحف، وهو أحد الأربعة الذين حملوا عثمان بن عفّان إلى قبره ليلاً، وغسّلوه، ودفنوه بعد مقتله رحمهم الله جميعاً ورضي عنهم، أمّا أمّه فاسمها العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزديّة.[١]

وُلِد الإمام مالك بن أنس في خلافة سليمان بن عبد الملك، في المدينة المُنوّرة، في منطقة ذي المروة تحديداً، وكان مولده بعد أن انتقل جدّه أو أبو جدّه من اليمن إلى الحجاز، وكانوا ينتمون إلى ذي أصبح من اليمن، وقد اختلف العلماء في مولده، ولكنّ الأشهر عندهم أنّه وُلِد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، وهو قول يحيى بن بكير. وللإمام مالك من الأولاد أربعة، هم: يحيى، ومحمّد، وحمّاد، وفاطمة أمّ أبيها أو أمّ البنين.[٢]

علم الإمام مالك وصبره

الإمام مالك -رحمه الله- من أسرة فيها الأب والجدّ وأب الجدّ جامعون لحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد تلهّى الإمام مالك في مطلع حياته بتربية الحمام، فاستنهضه والده لطلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ولعلّ نقطة التحوُّل في حياته كانت عندما عرض والده عليه وعلى أخيه مسألةً فأصاب أخوه، وأخطأ هو، فقال له والده: ألهتك الحمام عن طلب العلم، فغضب مالك لذلك، وانقطع إلى ابن هرمز يطلب منه العلم سبع سنين، ثمّ انتقل يطلب العلم على يد ربيعة الرّأي، وقيل إنّه بدأ بطلب العلم عند ربيعة الرأي؛ حيث كانت أمّه توصيه بأن يذهب إليه؛ ليتعلّم من أدبه قبل علمه.[٣]

كان الإمام مالك حريصاً على تلقّي العلم من العلماء الكبار، وقد منحه الله -سبحانه وتعالى- مواهب تُعينه على طلب العلم؛ أهمّها الحفظ والفهم، في وقتٍ ساء فيه حفظ الناس؛ فقد كان -رحمه الله- يذهب إلى سعيد بن المسيب، وعروة، والقاسم، وحميد، وغيرهم، يسمع من كلّ واحد منهم نحو خمسين حديثاً إلى مئة، ثمّ ينصرف وقد حفِظها من غير أن يخلط بينها، ولم يعتمد على ضبط صدره فقط فيما يرويه، بل اعتمد على الكتابة أيضاً، فقد رُوِي عنه أنّه قال: كتبتُ بيدي نحو مئة ألف حديث. لم يقتصر الإمام مالك على علمَي الحديث والفقه، فقد برع في القرآن الكريم، وتفسيره، وتجويده وقراءته، وكان خبيراً في علم الكلام، وعلم الفلك؛ فله كتاب يبحث في علم النجوم، وحساب الزمان، ومنازل القمر، وكان كذلك أديباً وكاتباً ولغوياً.[٤][٥][٦]

مبدأ الإمام مالك في الفقه هو ذاته مبدأ أهل الحجاز، وقد بنى مذهبه على نصّ القرآن الكريم، وظاهره، وعمومه، ومفهومَي المخالفة والموافقة، والتنبيه على العلّة، وعلى السُّنة النبويّة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، وعمل أهل المدينة، وقول الصحابيّ، وسدّ الذرائع، أمّا فيما يخصّ مراعاة الخلاف فقد كان الإمام مالك يراعيه مرّةً ولا يراعيه في الأخرى، وكلُّ تلك الأمور من أصول مذهب الإمام مالك التي قام عليها فقهه.[٧]

شيوخ الإمام مالك وتلاميذه

الشيوخ

تلقّى الإمام مالك -رحمه الله- العلم على أيدي عدد كبير من العلماء، ومنهم: إبراهيم بن أبي عبلة، وإبراهيم بن عقبة، وأبو بكر بن نافع، وأبو عبيد الله مولى ابن أزهر، وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبو بكر بن عمر العمري، وإسماعيل بن أبي حكيم، وإسماعيل بن محمد بن ثابت، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي، وزياد بن أبي زياد، وزياد بن سعد ، وزيد بن أبي أنيسة، وزيد بن أسلم، وأبو ليلى الأنصاري، وزيد بن رباح، والسائب بن يزيد.[٨]

التلاميذ

للإمام مالك -رحمه الله- الكثير من التلاميذ، منهم: السفيانان، وشعبة، وابن مهدي، وابن جريج، والليث، وابن المبارك، والشافعي، والزهري شيخه، ويحيى بن سعيد الأنصاري وهو شيخه، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن يحيى الأندلسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري.[٩]

مؤلّفات ابن مالك

يُعدّ كتاب الموطّأ للإمام مالك بن أنس -رحمه الله- أكثر الكتب شُهرةً عنه، ومن مؤلفاته ما يأتي:[١٠]

  • كتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر.
  • رسالته في الأقضية.
  • رسالته في الفتوى.
  • رسالته إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ.
  • كتابه في التفسير لغريب القرآن.
  • كتاب السِّيَر من رواية القاسم عنه.

وفاة ابن مالك

مرِض الإمام مالك قبل وفاته اثنين وعشرين يوماً، ثمّ توفّاه الله -سبحانه وتعالى- يوم الأحد؛ في العاشر من شهر ربيع الأول، سنة مئة وتسع وسبعين من الهجرة النبويّة الشريفة، وقال ابن سعد: (لأربع عشرة خلت منه)، وقال ابن نافع: كان عمر الإمام مالك حينها سبعةً وثمانين عاماً، كان أثناءها مُفتياً في المدينة ستّين سنةً، وقال الواقدي: كان عمره تسعين عاماً.[١١]

المراجع

  1. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 21-29. بتصرّف.
  2. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة -مالك بن أنس (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلميّة ، صفحة: 13-15. بتصرّف.
  3. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 46-47. بتصرّف.
  4. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 5-6. بتصرّف.
  5. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 46-48. بتصرّف.
  6. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة-مالك بن أنس (الطبعة الثانيّة)، بيروت: دار الكتب العلميّة، صفحة: 18-22. بتصرّف.
  7. محمد بن علوي المالكي الحسني (2010)، إمام دار الهجرة-مالك بن أنس (الطبعة الثانيّة)، بيروت: دار الكتب العلميّة ، صفحة: 54. بتصرّف.
  8. مالك بن أنس (2004)، الموطأ (الطبعة الأولى)، الامارات: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيريّة والإنسانيّة، صفحة: 27، جزء: 1. بتصرّف.
  9. “الإمام مالك بن أنس”، www.islamstory.com، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2017. بتصرّف.
  10. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 303-304. بتصرّف.
  11. عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس-إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، سوريا: دار القلم، صفحة: 380. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى