محتويات
الأسماك
الأسماك هي إحدى مجموعات الحيوانات الفقاريّة، وتضمّ حوالي 30.000 نوعٍ، وتعيش في المُسطّحات المائيّة المالحة والعذبة في أنحاء العالم جميعها، وأغلب أنواع الأسماك على الأرض من ذوات الدّم البارد؛ أي تعتمد حرارة أجسامها على البيئة المحيطة بها، ولا يُستَثنى من ذلك سوى نوعٍ واحدٍ، هو سمك الأوباه. للأسماك الحيّة أنواع بدائيّة عديمة الفكّ، وأسماك غضروفيّة، مثل: القرش، والشّفنين، وأخرى عظميّة متنوّعة، وتنتشر بأعدادٍ كبيرةٍ، وتشملُ سائر الأسماك الأخرى.[١]
قد يتراوح طول الأسماك من 10ملم إلى أكثر 20م، وأهمُّ ما يُميّزها عن غيرها من الحيوانات أنَّها تتنفَّسُ عبر فتحاتٍ موجودةٍ على جانبي أجسامها تُسمَّى الخياشيم، وتغطّي أجسامها -أحياناً- طبقة من الحراشف، ولها زعانف لمساعدتها على السّباحة. وللأسماك قيمةٌ عظيمة؛ فهي مصدر غذاءٍ أساسيّ لدى العديد من سكّان العالم، ولها دورٌ مهمٌّ في تجارة الحيوانات الأليفة، كما تدخل في بعض الأبحاث الطبيّة والعلميّة، ولكنَّها تتضرَّرُ كثيراً؛ بسبب تأثير أنشطة الإنسان على بيئاتها الطبيعيّة، ومن ذلك: تلويث البحار، وتدمير موائلها الطبيعيّة، والصّيد الجائر.[١]
كيفيّة تكاثر الأسماك
التّلقيح
تتكاثر معظم الأسماك جنسيّاً، ويكون ذلك عن طريق اتّحاد البويضة التي تضعها الأنثى والحيوان المنويّ الذكريّ معاً؛ لتشكيل بويضةٍ مُخصَّبةٍ بعد عمليّتَي التّلقيح والإخصاب، ثمَّ اختلاط جيناتهما لإنتاج الأجنَّة، والغالبُ بين الأسماك أن تكونَ هذه العمليّة خارج جسم الأنثى، حيث تُخرِج الأنثى بيضها إلى الماء، ويُخرِج الذّكر بعدها حيواناتِه المنويّة فوق البيض؛ أي إنّ عمليّتي التّخصيب والتّلقيح تتمّان خارج الجسد وفي الماء. وتعتمدُ الأسماك ذات الهيكل العظميّ البالغ عددها نحو 24.000 نوعٍ على التّخصيب الخارجيّ للتّكاثر؛[٢] حيث تضع آلاف البيوض غير المخصّبة.[٣]
ولكنَّ بعض أنواع الأسماك تعتمدُ على التّلقيح الدّاخليّ، فيتمّ التّزاوج بطريقةٍ طبيعيةٍ بين الذّكر والأنثى، ويحدث التحام البويضة مع الحيوانات المنويّة داخل جسد الأنثى، وقد تضعُ الأنثى بيوضاً كبيرة الحجم وقليلة العدد، ترعاها بنفسها حتّى تقفس، أو قد تفقسُ البيضة داخل جسمها مُسبقاً، ومن ثمَّ تلدُ صغاراً جاهزين للسّباحة والحركة، وتعتمدُ على هذه الطريقة مجموعة تُسمّى الأسماك الغضروفيّة، ومن أهمّ أنواعها أسماك: القرش، والشّفنين، والأسماك الرئويّة.[٢]
تختلف طريقة التّكاثر بين هاتين المجموعتين من الأسماك بأنّ عدد البيُوض التي تضعها الأسماك الغضروفيّة يكون أقلَّ بكثيرٍ، وتحتوي هذه البيوض كميّةً كبيرةً من المُحّ، الذي تتغذّى عليه الأجِنّة لتنموَ، حتّى تفقس، أمّا الأسماك العظميّة فإنَّها تضعُ بيوضاً صغيرةً جداً؛ قد يقلّ قطرها عن ملليمترٍ واحدٍ، ولا يمكن أن يتجاوز في أقصى حالاته -لدى سمك الشبّوط– 15ملم، يُضاف إلى ذلك أنّ عدد البيوض التي تضعها هذه الأسماك هائل، ولا تحتوي الواحدة منها إلا مقداراً ضئيلاً من المُحّ؛ لتغذية الأجنّة.[٢]
الجنس
رغم تكاثُر الأسماك جنسيّاً إلّا أنّ فئات الأجناس لديها تختلفُ بين أنواعها اختلافاً كبيراً، والصّفة الغالبة لدى معظم الأسماك هي الثنائيّة الجنسيّة؛ أي وجود الذّكر والأنثى، إلا أنَّ لبعض أنواعها حالاتٍ خاصّةً؛ فالجنسُ الوحيد لدى العديد من الأسماك التي تعيش في أعماق المحيط المظلمة يكون الخنثى، فلكلّ سمكةٍ منها أعضاء ذكريّة وأنثويّة في الوقت ذاته؛ وذلك لأنَّ هذه الأسماك قليلة العدد، وتعيشُ في مناطق مُتباعدةٍ عن بعضها في المياه، ولهذا يصعبُ عليها العثور على شريكٍ لو كانت ذكوراً وإناثاً، بينما يُمكن لأيّ سمكتَين تلتقيان من هذه الأنواع أن تتناسلا مباشرةً، وبعضُ الأسماك أيضاً أحاديّة الجنس (بالإنجليزيّة: Unisexual)؛ حيث تضعُ الأنثى بيوضاً تنمو دون تلقيحٍ حقيقيٍّ من ذكرٍ آخر، ولا تُنتِج سوى أسماكاً أنثى.[٢]
وضع البيوض
تهتمّ ذكور الأسماك وإناثها ببيوضها أو صغارها بطريقةٍ تختلفُ من نوعٍ إلى آخر؛ فبعض الأنواع تشرعُ بتحضير أعشاشٍ تضع فيها بيوضها، وقد يكون ذلك بحفر رمال قاع البحر، أو بناء أجزاء من نباتاتٍ مائيّةٍ مع بعضها، أو حتّى نفث فقاعاتٍ من الهواء؛ لتطير إلى سطح الماء، كما قد تحمي بعض الأسماك بيُوضَها داخل أفواهها، مثل: سمك السلّور، ولوضع البيض يُمكن أن تهاجر الأسماك لمسافاتٍ شاسعة من المُحيط إلى مجاري الأنهار العذبة التي فقست منها وهي صغيرة، مثل: سمك السّلمون، وتكثُر الهجرات المُتبايِنة بين مجموعات الأسماك؛ في سبيل وضع البيُوض فقط.[٤]
تُترَك غالبيّة بيُوض الأسماك البحريّة؛ لتعوم كما هي في المُحيط المفتوح، أمّا أسماك المياه العذبة أو تلك التي تعيشُ قريباً من السّواحل فتميلُ إلى تخبئة بيوضها بين الرّمال والأعشاب، واحتماليّة نجاة صغار الأسماك حتّى تكبُر ويكتمل نموّها قليلة جداً، فمعظمها تموتُ وهي صغيرة جداً، وفي العادة لا تنجو سوى بضعُ أسماكٍ من بين مئات آلاف البيوض التي تضعها الأمّ، وفي بعض الحالات قد لا تنجو سوى أسماكٍ قليلةٍ من كلّ مليون بيضةٍ.[٤]
دورة الحياة
تختلف مدّة فقس البيض من حالةٍ إلى أخرى؛ ففي المياه الدّافئة تفقس البيوض بسُرعةٍ أكبر من تلك الموضوعة في مياهٍ باردةٍ، حيث تفقسُ بيوض الأسماك الاستوائيّة عادةً في أقلّ من أربع وعشرين ساعةً بعد وضعها، أمّا أسماك المياه الباردة فمنها ما يحتاج إلى أربعة أو خمسة شهورٍ. وفي أوضاعٍ نادرةٍ يُمكن أن يهتمَّ الأبوان بحماية صغارهما فترةً قصيرةً بعد التّفقيس، ولكنّ الغالب هو تركُ الأبوين الصّغار لتلقّي مصيرها،[٥] وتتفاوتُ كذلك الفترة التي تحتاجها السّمكة حتّى تنضج؛ ففي العديد من الحالات يُصبح السّمك جاهزاً للتكاثر قبل أن يبلغ عمره السّنة، وفي المُقابل تحتاج بعض الأسماك أكثر من عشر سنواتٍ ليكتمل نموّها،[٣] وتستمرّ معظم الأسماك بالنموّ ما دامت على قيد الحياة، وقد تعيشُ عدّة سنواتٍ، في حين تُعمِّر بعض أنواعها لما يزيدُ عن خمسين عاماً.[٥]
فيديو ماذا تعرف عن الأسماك؟
للتعرف على معلومات عن الأسماك شاهد الفيديو.
المراجع
- ^ أ ب Lynne R. Parenti, Stanley H. Weitzman,, “Fish | Animal”، Encyclopedia Britannica, Retrieved 24-01-2017.
- ^ أ ب ت ث “Fish Reproduction Chapter One”, pages: 12-23, University of California Press, Retrieved 24-01-2017.
- ^ أ ب “Fish Reproduction”, Northeast Fisheries Science Center, Retrieved 24-01-2017.
- ^ أ ب Lynne R. Parenti, Stanley H. Weitzman,, “Fish – Reproduction”، Encyclopedia Britannica, Retrieved 24-01-2017.
- ^ أ ب هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة: 105-115، جزء 2 (أ).