ثقافة

جديد كيفية الحوار الناجح

الحوار

الحوار (بالإنجليزيّة: Dialogue) هو مُحادثة تتمّ بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص من أجل الحديث حول موضوع ما، أو الوصول إلى حلٍّ لمشكلة مُعيّنة.[١] يُعرَّف الحوار بأنّه تبادل الآراء أو الأفكار حول قضية ما بهدف الوصول إلى اتّفاق حولها.[٢] من التعريفات الأخرى للحوار أنّه الحديث الذي يتمُّ بين أكثر من شخص ضمن عمل قصصيّ، أو مجموعة من المُمثّلين في المسرح أو السينما.[٣]

كيفيّة الحوار الناجح

يعدُّ تفعيل دور الحوار الناجح من الأمور الضروريّة التي لا يمكن الاستغناء عنها من وجهة نظر المُفكّرين في العديد من المجالات، مثل الإدارة، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة. ويَعتمد تطبيق الحوار النّاجح على وجود مجموعة من المَهارات الأساسيّة الآتية:[٤]

  • الإنصات: هو من المَهارات المُهمّة في أيّ جلسة حوار بين أكثر من مُتحاور، ويُؤثّر الإنصات على المُستمع للحوار في خمس حالات هي:
    • التجاهل: هو عدم الاهتمام في كلام المَحاور، مثل الانشغال بشيء ما، كالهاتف، أو قراءة مجلّة، أو مشهد خارج قاعة الحوار.
    • التظاهر: هو ليس إنصاتاً صادقاً أو تجاهلاً واضحاً، بل هو ظهور تعابير على الشخص تدلّ على أنّه مُنصت، ولكنّه يُفكّر بأشياء أخرى خارج موضوع الحوار.
    • الانتقاء: هو اختيار جزء مُحدّد من الحوار والتركيز عليه؛ إذ يختار المُستمِع ما يُهمّه في الحوار ويُهمل العناصر أو المَحاور الأخرى؛ لأنّه يبحث عن شيء يخصّه في كلام المحاور.
    • الانتباه: هو الإنصات الكامل لكافّة كلام المحاور، والفهم التام لمَضمونه، وليس بالضّرورة أنّ يكون المُستمع مُوافقاً عليه.
    • التفاعل: هو عدم اكتفاء المُستمع بالانتباه فقط، بل يتفاعل مع المحاور ويحاول مُناقشته والتعرّف على رأيه؛ وخصوصاً في حال وجود اختلاف في الآراء بين المُستمع والمحاور.
  • المهارات اللفظيّة: هي من المهارات الأساسيّة للحوار التي تُساهم في جعله مُؤثّراً على المُستمعين، ومن أهمّ هذه المهارات ما يأتي:
    • التأني في الحوار، ممّا يؤدي إلى وجود ثقة في الغالب بين أطرافه.
    • التركيز على أهمّ الكلمات أثناء الحوار.
    • الحرص على استخدام طُرق مُتنوّعة في تكرار الأفكار.
    • التنويع في نبرة الصّوت أثناء التكلّم، ممّا يُؤدّي إلى تقليل الشّعور في الملل.
    • تغيير طبيعة سرعة الحوار على نحو مُتدرّج، والتوقّف قبل وبعد الحديث عن الأفكار ذات الأهميّة.
    • تجنّب رفع الصوت (الصراخ)؛ إذ إنّ خفض الصّوت أثناء الحوار مع الأفراد الآخرين يُعتَبر مُؤثِّراً؛ لأنّ المُستمِعين ينجذبون إلى المحاور الذي يتحدّث بصوت مُنخفض، ويكون كلامه أكثر قبولاً عندهم.
  • المهارات غير اللفظيّة: هي عبارة عن مجموعة من المهارات التي تُقسَم إلى ثلاثة مُؤثّرات، هي:
    • تعابير الوجه: هي مجموعة من الإيماءات التي تعتمد على حركات عضلات الوجه، ومن المُهمّ استخدامها وتوظيفها في الحوار.
    • التواصل البصريّ: هو الاتّصال المُعتَمد على التّواصل بالعيون وتوزيع النظر بين الأفراد بالتّساوي.
    • حركة اليدين: هي من المهارات التي تُشكّل انطباعاً إيجابيّاً حول شخصيّة المحاور.
  • الأخلاق: هي عبارة عن صفة تُركِّز على الاهتمام في آداب الحوار، وتُعدُّ ذات تأثير أساسيّ على سير النقاش وتضمن استمراريّته بطريقة صحيحة؛ لذلك يجب تجنّب مجموعة من الأشياء التي لا تتوافق مع أساسيّات الأخلاق في الحوار، وهي:
    • عدم إصدار الأوامر أو استخدام الكلمات التي تحتوي على تعابير إلزاميّة.
    • عدم الأكل والشرب أثناء عقد الحوار إلّا في حال كان ضمن مائدة الطّعام.
    • تجنّب الانشغال عن الحوار بأيّ مُؤثّرات خارجيّة، مثل تلقّي مُكالمات هاتفيّة.

خصائص الحوار الناجح

يتميّز الحوار الناجح بمجموعة من الخصائص، منها:[٥]

  • وجود هدف مفهوم وواضح لموضوع الحوار.
  • عقد الحوار في مكان وزمان مُناسبين.
  • وجود استماع إيجابيّ بين أطراف الحوار، ممّا يُساهم في استمراريّته.
  • عدم تركيز الحوار على جزء مُعيّن منه على حساب الأجزاء الأخرى.
  • استخدام الحوار لأسلوب مختصر وواضح وبسيط دون وجود إطالة في الكلام، مع الاعتماد على مجموعة من الأمثلة والأدلة والشواهد.
  • يجب أنّ تكون نهاية الحوار إيجابيّة وهادئة.

أهميّة الحوار الناجح

إنّ الحوار الناجح يتميّز بأهميّة كبيرة في العديد من المجالات، هي:[٦]

  • الأهميّة المعرفيّة: هي التنميّة المعرفيّة والفكريّة التي تظهر في الحوار من خلال الأمور الآتية:
    • تنمية التّفكير: هي التأثير الكبير على الفكر من خلال تحفيزه ودعم طرح الأسئلة ومُناقشتها للإجابة عنها أثناء الحوار.
    • التحصيل المعرفيّ: من أهم الوسائل التي يُساهم الحوار في تحقيقها؛ إذ يعدُّ من أفضل الأساليب للحصول على المعرفة، ممّا يُؤدّي إلى زيادة الثقافة عند الإنسان.
  • الأهميّة النفسيّة: هي الأهميّة التي تدعم الثقة في النفس، والشّعور بتحقيق الإنجاز، والقدرة على تحمّل المسؤوليّة؛ إذ إنّ الحوار يُساهم في بناء ثقة قويّة بين أطرافه، ويجعلهم قادرين على تحقيق الفائدة المُرتبطة بالهدف من الحوار.
  • الأهميّة التربويّة: هي تفعيل دور الصدق في التواصل والتعامل، والاعتماد على دعم التفاهم، وتجنّب الصّراعات والنّزاعات بين أطراف الحوار، وتَنتج هذه الأهميّة عن تربية الأفراد على أساس الجدّ والصّدق في الحوار.
  • الأهميّة الاجتماعيّة: هي الأهميّة التي تعتمد على تعزيز التعاون والتفاعل؛ من أجل تحقيق أحسن وأفضل أنواع الحوار بين الأفراد.

آداب الحوار الناجح

يعتمد تنفيذ حوار ناجح على تميّزه بمجموعة من الآداب، من أهمّها ما يأتي:[٧]

  • الإخلاص والصدق: هو توفّر حُسن النيّة وسلامة المقصد في الحوار من خلال ابتعاد المحاور عن الرياء ومُحاولة التفوّق على الآخرين.
  • العدل: هو من الآداب الرئيسيّة للحوار، ويعتمد على قبول الآراء المُتنوّعة، وإبداء الإعجاب بالأفكار الجيّدة والنماذج الصحيحة.
  • حُسن الخلق والتّواضع: هما الالتزام بالأدب عموماً والتّواضع خصوصاً، فعندما يحترم المحاور الآخرين ويتميّز بخُلُقٍ كريم فإنّه يحصل على احترام المُستمعين.

المراجع

  1. “dialogue”, Oxford Dictionaries, Retrieved 3-4-2017. Edited.
  2. “dialogue”, Dictionary.com, Retrieved 3-4-2017. Edited.
  3. “تعريف ومعنى حوار في قاموس المعجم الوسيط”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2017. بتصرّف.
  4. خالد الجهاد، “عند مفترق الطريق إلى النجاح أو الفشل تقنية الحوار الناجح ومهارات التواصل مع الآخرين”، مجلة القافلة، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2017. بتصرّف.
  5. الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي، الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي – المحور السابع – الحوار الفعال – خصائص الحوار الإيجابي، صفحة 1، 2، 3. بتصرّف.
  6. د. محمود الشوبكي، وأ. سامي قاسم (2005)، أهمية الحوار وأثره على الدعوة والتعليم (بحث جامعي)، فلسطين: الجامعة الإسلامية بغزة، صفحة 88، 89، 90، 91. بتصرّف.
  7. د. عمر كامل، آداب الحوار وقواعد الاختلاف (بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي حول موقف الإسلام من الإرهاب) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 7، 8. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى