أمراض الحساسية

أسباب الحساسية عند الأطفال

مقالات ذات صلة

أسباب الحساسية عند الأطفال

يكون الخلل في معظم حالات تفاعلات الحساسية في جهاز المناعة؛ ففي الوضع الطبيعي يعمل جهاز المناعة على مُكافحة الأجسام الغريبة والضّارة كالبكتيريا والفيروسات، لكن ما يحدث في حال الحساسية هو رد فعل عنيف من جهاز المناعة لمادّة غير ضارّة في الوضع العادي -كالأمثلة التي ذكرناها سابقاً-، إذ عادة لا يتحفّز هذا الرد عند التعرّض لهذه المواد إلّا لدى الطفل المُصاب بالحساسية، إذ عندها يُهاجم الجسم مُحفّزات الحساسية -باعتبارها مواد ضارة- بأجسام مُضادة هي الغلوبين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E)، والتي ترتبط بخلايا متخصّصة تُعرف بالخلايا الصارية (بالإنجليزية: Mast Cells) ليبدأ بعد ذلك تفاعل الحساسية بإطلاق الهستامين (بالإنجليزية: Histamine) وبعض المركبات الكيميائية الأخرى من هذه الخلايا عندما تلتصق مُحفّزات الحساسية بالأجسام المُضادة، وفي الواقع تختلف الأعراض الظاهرة على الطفل باختلاف نوع الأنسجة المتهيّجة؛ فمثلًا إذا تهيّجت أنسجة الأنف أو ما يجاورها جراء تفاعل الحساسية فسيُعاني الطفل من ظهور أعراض حساسية الأنف، أمّا بالنسبة لحساسية الرئة فإنّ الطفل قد يُعاني من أعراض الربو (بالإنجليزية: Asthma) كالسّعال والأزيز (بالإنجليزية: Wheeze) أمّا في حالات أخرى فستكون استجابة اجسم أكثر شدّة؛ حيث سيستجيب الجسم بالكامل لتفاعل الحساسية.[١]

مسبّبات الحساسية المنقولة عبر الهواء

تتناثر العديد من أكثر مُحفّزات الحساسية شيوعًا وتنتقل عبر الهواء، ويمكن الإشارة إلى العديد من أنواعها فيما يأتي:[٢]

  • حبوب اللقاح: تُعرف الحساسية لحبوب اللقاح علميًّا بالتهاب الأنف (بالإنجليزية: Hay Fever)، وتعتبر حبوب اللقاح سواء كانت من الأشجار أو الأعشاب أو الحشائش هي المُسبّب الأكبر للحساسية، وحقيقةً يكون هذا النوع من الحساسية موسميًّا نظرًا لأنّ هذه النباتات تنثر جزيئات دقيقة في الهواء لتلقيح نباتات أخرى، ويختلف موعد ظهور الأعراض على الطفل باختلاف نوع حبوب اللقاح التي يتحسّس منها.[٣]
  • عث الغبار: (بالإنجليزية: Dust Mites) العثّ من الكائنات الحيّة الدقيقة التي لا تُرى بالعين المُجرّدة، يعيش وينتقل عبر غُبار المنازل ويُعدّ أحد المُحفّزات الأكثر شيوعًا لنوبات عديدة من الحساسية السنوية والربو. يعيش العث كسابِقِه في الأماكن الرطبة والدافئة داخل المنازل والمدارس، ويمكن العثور عليه في:[٤]
    • الأسِرّة وعلى فرشات النوم والوسادات.
    • السجّاد.
    • أركان المنزل المُغطاة بالقماش كالأثاث والمفروشات.
    • الدُّمى المحشوّة.
    • الملابس.
  • العفن الغروي: (بالإنجليزية: Mould) ينتمي العفن الغروي لعائلة الفطريات التي تتكاثر بنشر أبواغ صغيرة في الهواء والتي باستنشاقها يبدأ تفاعل الحساسية كردّ فعل طبيعي من جسم الطفل لهذه الأجسام الغريبة. تختلف شدّة الحساسية للعفن الغروي من طفل لآخر، ويكون الأطفال أكثر عُرضة لهذا النوع من الحساسية نظرًا لضعف جهاز المناعة لديهم وعدم اكتماله وظيفيًّا؛ فقد تُسبب أبواغ هذا العفن نوبات مزمنة من الحساسية في الأطفال المُصابين بالرّبو. يتكاثر العفن الغروي وينمو في المناطق الرطبة والمعتمة داخل حدود البيت أم خارجه؛[٢]
    • في الخارج: يُمكن العثور على هذه الفطريات في الخارج مثلاً ضمن الظلال المعتمة والرطبة للأجسام، وأكوام السّماد وأجزاء من العشب، وألواح الخشب وأوراق الشجر المتعفّنة.
    • في الداخل: يكثُر العفن داخل المنزل في القبو والطوابق الأرضية، وأماكن تخزين الطعام، وفرشات النوم، والحمّامات، والسجّاد، ومكيّفات الهواء ومُرطّبات الجو.
  • الحيوانات المنزلية الأليفة: تحمل فِراء الحيوانات المنزلية الأليفة وشعرها الغبار أو حبوب اللقاح النباتية أو العديد من مُحفّزات الحساسية الأخرى، وليس هذا فقط ما يُسبب الحساسية؛ فقد يُعاني الطفل من حساسية للبروتين الموجود في لُعاب الحيوان أو وبره أو بوله، كما قد تنتشر مُحفّزات الحساسية من الحيوان عبر الهواء داخل المنزل وتستقر على أنف الطفل وعيونه فتُسبّب الحساسية، وقد وُجِد أنّ غسل الحيوان الأليف أسبوعياً يُقلل من فرص التحسُّس الناتجة عن تساقط شعره وأنّ إبقاءه خارج المنزل -إن أمكن- هو الحل الأمثل؛ فالحساسية من الحيوانات الأليفة قد تُسبّب كذلك الشَرَى الجسدي (بالإنجليزية: Hives) والحكّة.[٥]

مُسبّبات الحساسية الغذائية

تختلف حساسية الطعام عن عدم تحمّل الطعام (بالإنجليزية: Food Intolerance) من حيث المبدأ حتّى وإن تشابهت الأعراض بينهما؛ فالأولى تنتج عن تفاعل جهاز المناعة مع نوع معيّن من الطعام أمّا الثانية فلا دخل لجهاز المناعة في حدوثها. ومن الجدير العلم أنّه قبل تطوّر الحساسية لدى الطفل تجاه مادة غذائية معينة فإنّه يلزم أن يكون الطفل قد تعرّض لهذه المادة قبل ذلك، وإنّ ذلك قد يكون إمّا عن طريق حليب الأم، أو جراء تناولها لها مباشرة مرة واحدة على الأقل، وبالتالي عندما يتعرّض الطفل لمُحفّز الحساسية للمرة الثانية فإنّ أعراض الحساسية تظهر عليه،[٦] وقد تكون حساسية الطعام لدى الأطفال من البيض، أو السمك، أو الحليب، أو زبدة الفستق، وكذلك المأكولات البحرية كالسمك والقُريدس وسرطان البحر والسلطعون، بالإضافة إلى القمح أو الصويا، والمكسّرات، لكنّ معظم حالات حساسية الطعام تكون من الحليب وزبدة الفستق، وتُسبّب الأخيرة تفاعلات حساسية شديدة غالباً ما تستمر مدى الحياة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بحساسية السمك والمأكولات البحرية والجوز. أمّا حساسية البيض والصويا والحليب والقمح فغالبًا ما يتعافى منها الطفل.[٧]

يتحسس الأطفال من البروتين الموجود في الحليب البقري وتركيبات الحليب المحتوية على البروتين البقري، ويتواجد بروتين الحليب أيضاً كمكوّن خفي في العديد من الأطعمة الجاهزة كالبيض تماماً الذي تُشكّل الحساسية ضدّه تحديّاً أكبر لأهل الطفل مُقارنة بحساسية الحليب، لكن يمكن القول أنّ كلا نوعي الحساسية هنا يتعافى منها الطفل كما أشرنا ولا تستمر طوال العمر على عكس الحساسية ضد السمك والمأكولات البحرية التي تُعدّ من أنواع الحساسية الشائعة حتّى لدى البالغين والتي عادةً ما تُرافق المُصاب مدى الحياة، ورغم تعدّد أصناف المأكولات البحرية إلّا أنّ الحساسية ضد صنف منها لا يعني بالضرورة تحسّس المُصاب من الأصناف الأخرى. وعلى النقيض تماماً، تشيع حساسية الصويا لدى حديثي الولادة والأطفال الأكبر عُمراً، وتعتبر حساسية زبدة الفستق وثمار شجر الجوز كاللوز والبندق والكاشو وغيرها من أنواع الحساسية المتزايدة حدوثاً مع الوقت والتي قد لا تختفي مع تقدّم العمر. أمّا حساسية القمح فتكون بسبب بروتينات القمح الموجودة في الكثير من الأطعمة وبدرجات متفاوتة، وقد يختلط التشخيص أحياناً بين حساسية القمح والداء البطني (بالإنجليزية: Celiac Disease) إلّا أنّ الفرق بينهما كبير؛ فالداء البطني ناتج عن حساسية للغلوتين (بالإنجليزية: Gluten) الموجود في القمح والذرة والشعير، أمّا حساسية القمح قد تؤدي إلى مُضاعفات أسوء من الداء البطني وأنواع حساسية الطعام الأخرى؛ فمن الممكن أن تُهدّد الحياة.[٣]

مُسبّبات أخرى

توجد العديد من مسببات الحساسية التي لم يتم التطرق لها أعلاه، ويمكن بيانها فيما يأتي:

  • لدغات الحشرات كالنحل والدباير والنمل وغيرها،[٨] تظهر الحساسية هنا على هيئة انتفاخ واحمرار مكان اللدغة إضافة إلى الحكّة، وقد تكون مُضاعفاتها أكثر خطورة إن احتوت اللدغة على سُمّ الحشرة.[٣]
  • بعض أنواع الأدوية؛ التي تُسبّب الحساسية كالمُضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) ومُضادات التشنّجات (بالإنجليزية: Anti-seizure) وبعض مُضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs) كالأسبرين وغيرها.[٨]
  • المواد الكيميائية المكوّنة لبعض مُستحضرات التجميل أو مُنظّفات الملابس؛ حيث تُسبّب الشَرَى الجسدي كنتيجة لتفاعل الجلد معها، وعادةً لا يُصنّف هذا التفاعل كحساسية، ولكن قد يُعاني الطفل من الحساسية بسبب بعض المُحفّزات الكيميائية الأخرى كمُنظّفات المنزل والصبغات والمُبيدات الحشرية الموجودة على الأعشاب والنباتات.[٣]
  • تحسّس الجلد بمُلامسة مادّة معيّنة له تكون بمثابة مُحفّز للحساسية فيما يُعرف علمياً بالتهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact Dermatitis)، وينتج هذا الالتهاب عن عدد من المُسبّبات تتضمن:[٩]
    • البلّوط السّام أو السًماق السّام.
    • بعض المواد الكيميائية المنتشرة في الطبيعة كالنيكل (بالإنجليزية: Nickel)، والنيومايسين (بالإنجليزية: Neomycin)، والعطور، وغيرها.

المُسبّبات الشائعة لصدمة الحساسية

صدمة الحساسية هي تفاعل حساسية خطير وشديد يتطوّر بسرعة وبشكل مُفاجئ وقد يُسبّب الوفاة وعليه يجب الاتصال بالطوارئ فوراً ومُعالجة الطفل على الفور وبالطريقة المُناسبة عند ظهوره، وفي الواقع يصف طبيب الأطفال الإبينفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) كخيار العلاج الأول لصدمة الحساسية، وقد يتطلب الأمر أن يُبقي الأهل هذا الدواء في متناول اليد طوال الوقت إذا أُصيب الطفل سابقاً بصدمة الحساسية أو إذا امتلك عوامل خطر الإصابة بها، ومن الممكن أن تتشابه مُحفّزات صدمة الحساسية مع مُسبّبات الأنواع الأخرى من الحساسية؛ فقد تننتج عن لدغات الحشرات وبعض أنواع الأدوية كتلك التي ذكرناها سابقاً، إضافة إلى الأطعمة كالبيض والحليب والمأكولات البحرية وزبدة الفستق والمكسّرات.[٨]

أسباب الحساسية عند الرضع

لا تختلف أسباب الحساسية عند الرضّع كثيرًا عنها لدى الأطفال الأكبر عمرًا، لكنّ نادرًا ما تكون منقولة بالهواء كحبوب اللقاح والعث والعفن خلال السنة الأولى من العمر. غالبًا ما تكون حساسية الرُضّع من الطعام أو التهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزية: Eczema) أو ما يُعرف عامّة بالإكزيما خاصّة في حال وجود تاريخ عائلي مرضي بالإكزيما أو الربو أو التهاب الأنف أو أي أنواع أخرى من الحساسية.[١٠] تظهر نوبات الإكزيما لدى حديثي الولادة بسبب عدد من المُحفّزات كالصابون والحرارة وأنواع الأقمشة المزعجة لجلد الطفل، وتعتبر الإكزيما أحد أكثر اضطرابات الجلد شيوعًا لدى حديثي الولادة، ورغم اختلاف أنواعها إلّا أنّ الإكزيما الاستشرائية (بالإنجليزية: Atopic Eczema) هي الأكثر تشخيصاً.[١١]

نادراً ما تكون حساسية الرضّع بسبب عوامل بيئية؛ لأنّها تتطلّب ما يُقارب العام من التعرّض لها حتّى يُطوّر جسم الرضيع حساسية ضدّها، لكن قد تظهر بعض أعراض الحساسية التقليدية كالطفح الجلدي واحتقان الأنف من أسباب أخرى لا يزال الأطباء يجهلونها ولكن يعتقدون أنّ للجينات دوراً كبيراً في تحديدها. أمّا حساسية الطعام فتبدأ فور امتلاك الطفل القدرة على تناول الطعام، وكسابقاتها تكون الحساسية إمّا للبيض أو الحليب أو المأكولات البحرية أو القمح أو المكسّرات أوالصويا،[١٢] التي تُسبّب حساسية تكون أكثر شيوعاً في الرضّع منها في الأطفال. وحقيقةً تحتوي العديد من الأطعمة الجاهزة كالحليب على بروتينات الصويا؛ لذلك غالباً ما يتحسّس الرضيع المُصاب بحساسية الحليب البقري من تركيبات الحليب الجاهزة المحتوية على الصويا أيضاً.[٣] تظهر أعراض حساسية الحليب خلال أيام إلى أسابيع من أول جرعة حليب صناعي مُصنّع بتركيبة الحليب البقري، وتقل فرصة الإصابة بهذه الحساسية إذا ما رضع الطفل حليباً طبيعياً من أمّه. ورغم أنّ حساسية الحليب لا تعرف عُمراً مُعيّناً إلّا أنّ الأطفال أكثر عُرضة لها، وقد تنتهي عند مرحلة عمرية ما لدى بعض الأطفال وقد تستمر لدى البعض الآخر.[١٣]

يُسبّب الحفاض التهاب الجلد وهذا أمر شائع جداً لدى حديثي الولادة والأطفال، ولا يكون سبب الالتهاب الحفاض فقط؛ بل يكون بسبب حساسية للصبغات الموجودة في الحفاض أو مواد التنظيف المُستخدمة لغسيل الحفاضات القماشية.[١٤] تختلف كذلك أسباب التهاب الجلد التماسي في حديثي الولادة عنها في الأطفال الأكبر عمراً والبالغين؛ لأنّ الرُضّع غالباً ما تتم حمايتهم من عوامل البيئة الخارجية لذلك تكون الكريمات المُرطّبة والصابون هي الأسباب الأكثر شيوعاً للالتهاب الجلد التماسي في حديثي الولادة،[٩] أمّا مع نمو الطفل وزيادة عمره تتعدّد أسباب الإصابة بهذا النوع من الالتهاب بالإضافة إلى الحفاضات والمناديل المُعطّرة.[١٥]

الأطفال الأكثر عرضة للحساسية

قد تكون الحساسية أكثر شيوعاً في الأطفال لكنّ الإصابة بها لا تقتصر عليهم فقط؛ فالحساسية لا تتأثر بالعمر أو الجنس أو العرق أو الحالة الاقتصادية والاجتماعية للفرد، وقد تُصيب الحساسية الإنسان خلال أي مرحلة عمرية ومن الممكن أن تعاود الظهور مرّة أخرى وبعد سنوات عديدة من اختفائها.[١] تميل الحساسية للانتشار في العائلات، بمعنى أن إصابة أحد الوالدين بنوع ما من الحساسية تزيد من فرصة إصابة الطفل بالحساسية، وعليها يُقاس إذا ما كان الوالدين مُصابَين بالحساسية.[٨] لا يعني هذا أن يُصاب كافّة الأطفال بالحساسية حتّى وإن انتقلت بالجينات؛ فقد يُعاني أفراد العائلة الواحدة من أنواع مختلفة من الحساسية أو أن يُصاب أحد أفراد العائلة بحساسية لمادّة ما لم يُصب بها فرد آخر من العائلة. كما أنّ حساسية الطفل لمُحفّز واحد تجعله أكثر عُرضة للحساسية من أشياء أخرى،[٢] وتزداد هذه الفرصة مع وجود عدد من العوامل مثل:[١٦]

  • ولادة الطفل خلال فصل الربيع تجعله أكثر عُرضة للالتهاب الأنف مُقارنة بالأطفال المولودة في الفصول الأخرى.
  • إدخال الطعام لحياة الطفل أو صيغ الحليب القائمة على البروتين البقري أو الصويا قبل أن يُتم ثلاثة أشهر أو أربعة من العمر تزيد من فرص إصابته بحساسية الطعام أو الإكزيما.
  • تعرّض الطفل لدُخان السجائر يجعله يُعاني من أعراض تنفسيّة مرتبطة بالحساسية.

نظريات حول أسباب زيادة الحساسية عند الأطفال

لا تزال أسباب الحساسية غير واضحة بالكامل، ويعتقد الكثير من الخبراء أنّ لتلوّث الهواء أو نظافة المنازل الشديدة مُقارنة بالخارج تجعل مناعة الأطفال أضعف من أن تُقاوم الجراثيم، وهذا يزيد من نسب الإصابة بالحساسية. أمّا البعض الآخر فيرى أنّ قلّة تعرّض الأطفال للأحياء الدقيقة غير الضارة والموجودة على الجلد وفي الأمعاء والتربة والمياه غير المُعالجة تجعلهم أكثر عُرضة للحساسية. في جميع الأحوال، تدعم الفرضيتين فكرة عدم تعريض جهاز المناعة للحد الكافي من الجراثيم الذي يُساعده على مُقاومة مُسبّبات الحساسية، وهذا ما يجعله يتجاوب بحدّة وبطريقة غير مُبرّرة للمواد غير الضارة على خلاف الوضع الطبيعي للجسم. تقترح بعض الفرضيات الأخرى أنّ يكون تغيير النظام الغذائي أو نقص فيتامين د هما السبب في تطوّر الحساسية، لكن وبشكل عام لا يوجد دليل يعزي الحساسية لمُسبّب واحد فقط بل ترجح الكفّة لوجود مجموعة من العوامل مجتمعة.[١٦]

نصائح للوقاية من حساسية الأطفال

يُنصح دائماً بتهوية أرجاء المنزل كافّة جيّداً وتصليح ما يلزم إصلاحه من تسريب في مزامير الماء وتجفيف أيّة تجمّعات للماء منعاً لتكوّن العفن. يمكن أيضاً اتباع النصائح التالية لتقليل عثّ الغبار في المنزل:[٤]

  • الحفاظ على رطوبة المنزل ضمن حد 50% من رطوبة الجو الخارجي أو أقل واستخدام جهاز مزيل الرطوبة في الأماكن عالية الرطوبة من المنزل.
  • تغليف فرشات النوم وصناديق تخزين الملابس بأغطية تعزلها عن الغبار.
  • تجنّب استخدام وسادات الريش والرغوة وإن لزم الأمر فيُنصح بتغليفها قبل استخدامها.
  • غسل مفارش النوم بانتظام وبالماء الساخن لأنّ الماء البارد لا يقتل العث، أمّا الدمى المحشوة فيمكن وضعها في مُبرّد الثلاجة لقتل العث.
  • تقليل استخدام مُرطّبات الجو.
  • تجنّب فرش السجاد على كامل الأرضيات وتنظيفه باستمرار.

أمّا لتخفيف أعراض الحساسية من الحيوانات الأليفة نُقدّم النصائح التالية:[٤]

  • إبقاء الحيوان الأليف خارج غُرف النوم والأماكن التي يقضي فيها الطفل معظم وقته.
  • التخلّص من السجّاد بكافّة أنواعه إن أمكن أو شفطه من الغبار باستمرار.
  • منع الطفل من احتضان الحيوان الأليف أو تقبيله إن أمكن.
  • غسل اليدين جيّداً بعد اللعب مع الحيوان الأليف.

تجنّب مُحفّز الحساسية هو الطريق الأهم والأمثل لتفادي الحساسية وصدمة الحساسية؛ فإن كان الطفل مُصاباً بحساسية الطعام يجب إرشاده لغسل اليدين دائماً قبل تناول الطعام وعدم مُشاركته مع الآخرين أو حتّى عزل طعامه عن غيره إن لزم الأمر. من الضروري أيضاً أن يتعلّم الطفل كيف يولي انتباهه جيّداً لكيفية اختيار طعامه خارج المنزل في المدرسة أو المطعم. يُنصح كذلك بإعلام مُستضيفي الطفل في حال حضوره لحفلة في منزل آخر أو خروجه للّعب مع أقرانه بالحساسية التي يُعاني منها -إن وجدت- وبمكان تواجد حُقنة الحساسية وكيفية إعطائها في حال الحاجة إليها.[١٧] وعلى صعيد آخر فللتبغ والتدخين مضارهما كذلك؛ فتعرّض الطفل لهما قبل الولادة وبعدها يزيد من فرصة إصابته بالربو والصفير عند التنفّس. وعلى النقيض تماماً، يقي الإرضاع الطبيعي لمدّة 4-6 أشهر أو استخدام تركيبة الحليب المُناسبة من حساسية الحليب والتهاب الجلد التأتبي ويقوّي جهاز مناعة الطفل.[١٨]

فيديو عن الأكزيما الطفولية

للتعرف على المزيد من المعلومات حول الأكزيما الطفولية شاهد الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب “Allergies in Children”, www.cedars-sinai.org, Retrieved Jul.03.2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Allergy”, www.kidshealth.org.nz, Retrieved Jul.04.2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج “All About Allergies”, kidshealth.org, Retrieved Jul.05.2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Common Indoor Allergies in Children”, www.chop.edu, Retrieved Jul.05.2020. Edited.
  5. “Lighten Your Child’s Allergy Load”, www.webmd.com, Retrieved Jul.05.2020. Edited.
  6. “Food Allergies in Children”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved Jul.05.2020. Edited.
  7. “Children & Allergies”, acaai.org, Retrieved Jul.05.2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Allergies in Children”, www.allegropediatrics.com, Retrieved Jul.06.2020. Edited.
  9. ^ أ ب “Allergic Contact Dermatitis (Pediatric)”, www.skinsight.com, Retrieved Jul.06.2020. Edited.
  10. “Seasonal Allergies in Babies and Toddlers: Baby Allergies”, www.whattoexpect.com, Retrieved Jul.07.2020. Edited.
  11. “What to do if a baby has an allergic reaction”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved Jul.09.2020. Edited.
  12. “Infants and Allergies: What Should Parents Watch For?”, www.everydayhealth.com, Retrieved Jul.09.2020. Edited.
  13. “Milk Allergy in Infants”, kidshealth.org, Retrieved Jul.09.2020. Edited.
  14. “Diaper Dermatitis in Children”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved Jul.09.2020. Edited.
  15. “Contact dermatitis”, www.mayoclinic.org, Retrieved Jul.11.2020. Edited.
  16. ^ أ ب “Allergies in babies”, www.babycenter.com.au, Retrieved Jul.09.2020. Edited.
  17. “Allergic and anaphylactic reactions”, www.rch.org.au/kidsinfo, Retrieved Jul.03.2020. Edited.
  18. “PREVENTION OF ALLERGIES AND ASTHMA IN CHILDREN”, www.aaaai.org, Retrieved Jul.09.2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى