النوافل

كيف تصلي النوافل

صلاة النافلة

فرضَ الله على المُسلِم في اليوم والليلة خمس فرائِض هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكل واحدةٍ من تلك الصلوات جاءت مَتبوعَةً بشيءٍ من السُّنَنِ التي تُؤدَّى معها في وقتها، بهدف ربط العبد بخالِقه مُباشَرةً في الشِّدة والرّخاء كما شَرعَ الله عزّ وجلّ بعضاً من النَّوافل التي تُؤدَّى في أوقاتٍ مخصوصة، حتى يبقى العبد على تواصلٍ دائمٍ بخالقه فلا يلجأ إلا إليه.

كيفيّة أداء صلاة النافلة

صلاةُ النَّافلة كالصَّلوات المفروضة تُؤدَّى بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أما وَقتُها: فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلي فيه النافلة باستثناء أوقات الكراهة وسيأتي ذكرها لاحقاً، وتُصلى النَّافلة في النَّهار ركعتين ركعتين فقط، ويُكره أن تًصلى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أما في الليل فتُصلى ركعتين ركعتين أو أربعاً بتسليمةٍ واحدة أو ستاً أو ثماني أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: (صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ)،[١] وإنما افترقت صلاة النَّهار عن صلاة الليل حتى لا تفوق صلاة النافلة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات؛ أما صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار،[٢] وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ (البيت من الشَعْر) فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٣]

أمّا عن كيفيتها التفصيلية: فهي صلاة كغيرها من الصّلوات يستفتحها المسلم بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع وسجود وقيام وقراءة وتشهد وتسليم.

تعريف الصَّلاة النافلة وأمثلة عليها

صلاة النّافلة: النوافل جمع نافلة، والنَّافلة لغةً: ما زاد على النَّصيب المقدَّر، أو الحق أو الفرض، أو ما يُعطيه الإمام للمجاهد زيادة عن سهمه، والنافلة أَعَمُّ من السُّنَّة، فهي تنقسم إلى: نوافل مُعَّينة، ومنها السُّنَنُ الرَّواتب وسيأتي ذكرها، وسنن مُطلَقَة ومثالها صلاة قيام الليل،[٤] وهناك تعريف آخر للنافلة هي: كل صلاةٍ غير الفرائض والسُّنن المؤكّدة، أي كلُّ صلاة غير الفرض، ويكون فعلها على سبيل التخيير لا على سبيل التَّكليف؛ فالمسلم يؤديها باختياره وبإرادته وليس لها وقتٌ مخصوصٌ كالفرائض والسُّنن المؤكّدة كصلاة العيدين وغيرهما.[٥] ومن الأمثلة على صلاة النافلة:

  • صلاة قيام الليل: هي ما يُصَلّى من النّوافل بعد صلاة العشاء قبلَ النَّوم،[٦] أما وقتها: فيبدأ بعدَ الانتهاء من أداء صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر الثّاني،[٧] وأما أفضل أوقاته فالثّلث الأخير من اللّيل.
  • صلاة الضّحى: وهي من النّوافل التي داوم الرّسول صلى الله عليه وسلّم عليها وحثّ الصّحابة على أدائها رضي الله عنهم، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: (أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ)،[٨] ولصلاة الضّحى أسماء أُخرى، منها: صَلاة الإشرَاق؛ وقد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها حيث يبدأ وقتها بعد شروق الشمس قدر رمح إلى قُبيل أذان الظهر بما يُقارب النصف ساعة، كما سُميّت بصلاة الأوابين،[٩] والأوابون هم التّوابون (كثيرو التّوبة)، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى).[١٠]
  • صلاة الاستخارة: وهي طلب الخِيَرة من الله تعالى في أَمرٍ من الأمور المَشروعَةِ أو المُباحَة.[١١] ووقت الاستخارة كوقت النَّافلة لا يحُدُّه زمنٌ إلا أن تكون في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها فيجوز للمسلم متى أهمَّهُ أمرٌ وأراد أن يطلب الخِيَرة من الله لذلك الأمر أن يتوجَّه إليه بالصلاة ويسأل حاجته.[١٢]
  • السُّنن الرواتب: سميت السنن الرواتب بذلك لأن الأصل المواظبة عليها، قال الشافعية: السنن الرواتب هي: السنن التابعة لغيرها، أو التي تتوقف على غيرها أو على ما له وقت معين كالعيدين والضحى والتراويح، وتُطلق على السنن الخاصة بالفرائض (قبلية وبعدية)؛ ولا يُشرع أداؤها وحدها بدون تلك الفرائض، ولم يقصر الشافعية السنن الرواتب على الصلاة فقد صرَّحوا بأن للصوم سُنناً راتبة كصيام ستٍّ من شوال،[٩] وعدد السنن الراتبة اثنتي عشرة ركعة، وتنقسم إلى قسمين:[١٣]
    • القسم الأول: السنن التي تُصلى قبل الفريضة، وتُسمى بالسنن القبلية، وهي ست ركعات وتفصيلها: ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات بتسليمتين قبل الظهر، ووقتها يبدأ بدخول وقت الصلاة إلى أن يشرع الإنسان في الفريضة.
    • القسم الثاني: السنن التي تُصلى بعد الفريضة وعددها ست ركعاتٍ أيضاً، وتُسمى بالسنن البعدية، وهي: ركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان بعد الظهر، ووقتها يبدأ من حين الانتهاء من الفريضة إلى أن يخرج وقت الفريضة.
  • سنن الصلوات غير الراتبة: للفروض الخمسة سننٌ غير السنن الراتبة سالفة الذكر وهي: ركعتيان بعد الظهر، وركعتان قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.
  • وهذه الصلوات ليست وحدها الأمثلة على صلاة النافلة؛ بل إن صلاة النافلة كل صلاةٍ ليست من الفرائض كما ذُكِر سالفاً، أو كلُّ صلاةٍ لها سبب كسُنَّة الوضوء وتحية المسجد وصلاة التراويح وغيرها من الصلوات.

حالات تُكره فيها صلاة النافلة

إن حُكم صلاة النافلة بين الجواز والاستحباب والسُّنية، بل إنها في بعض الأوقات تُصبح مكروهةً وذلك يرجع لسببين:

  • كراهة النّافلة بسبب الوقت: تُكره صلاة النافلة في أوقات مخصوصة هي: ما بعد أداء صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رُمح (من وقت الانتهاء من صلاة الفجر إلى وقت صلاة الضحى)، وفترة توسُّط الشمس في السماء (فترة زوال الشمس إلى أذان الظهر)، وما بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى ما بعد الغروب (من صلاة العصر إلى صلاة المغرب)، فإن ابتعد المسلم عن تلك الأوقات جاز له أن يُصلِّيها متى أراد.[١٢]
  • كراهة النافلة بسبب الجَماعة: تُكره صلاة النافلة في غير الأوقات سالفة الذكر إذا صادف أداؤها صلاة جَماعةٍ فلا يجوز حينها الانشغال بنافلة، فعن عبد الله بن بُحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً، وقد أُقيمت الصّلاة، يصلي ركعتين، فلما انصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لاثَ به النّاسُ، وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (آلصُّبح أربعاً، آلصُّبح أربعاً)،[١٤] وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أُقيمت صلاةُ الصُّبحِ فقُمْتُ لأُصلِّيَ الرَّكعتَيْنِ فأخَذ بيدي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: (أتُصلِّي الصُّبحَ أربعًا)،[١٥] فهذان الحديثان يُشيران إلى أنَّ الدخول مع الإمام في الصّلاة عند سماع الإقامة أولى من صلاة سُنَّة الفجر فَضلاً عن الانشغال بأداء نافلة، وقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية لمن فعل ذلك.[١٦]

مكان صلاة النافلة

تُصلى النَّوافل في المسجد أو في البيت، ولكن صلاتها في البيت أفضل من المسجد، باستثناء النَّوافل التي شُرعت فيها الجماعة كصلاة التراويح، فأداؤها في المسجد أفضل،[١٧] وذلك لما رُوي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظَنَنتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ)[١٨] وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا).[١٩]

المراجع

  1. رواه الحاكم، في معرفة علوم الحديث، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 106.
  2. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (1403)، الحجة على أهل المدينة (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار عالم الكتب ، صفحة 271-272، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 765، صحيح.
  4. مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 275-276، جزء 25. بتصرّف.
  5. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (2012)، الأصل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 253، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد رواس قلعجي، حامد صادق قنيبي (1988)، مُعجم لُغة الفقهاء (الطبعة الثانية)، عمان: دار النفائس، صفحة 276.
  7. محمد بن ابراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية، صفحة 606، جزء 2.
  8. رواه البزار، في البحر الزخار، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 10/72، إسناده حسن.
  9. ^ أ ب مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 134، جزء 27.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو ذر، الصفحة أو الرقم: 1/498.
  11. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، مختصر الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية ، صفحة 698، جزء 2.
  12. ^ أ ب سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ (1995)، حاشية البجيرمي على الخطيب، بيروت: دار الفكر، صفحة 428، جزء 1. بتصرّف.
  13. “ما حكم أداء السنة الراتبة البعدية قبل الفريضة ؟”، إسلام ويب، 18/6/2013، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2016.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن بُحينه، الصفحة أو الرقم: 663.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2469.
  16. أبو عبيدة مشهور بن حسن بن محمود آل سلمان (1996)، القول المبين في أخطاء المصلين (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار ابن القيم، صفحة 193. بتصرّف.
  17. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (1425)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الوطن، صفحة 330. بتصرّف.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 6113.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1187.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

صلاة النافلة

فرضَ الله على المُسلِم في اليوم والليلة خمس فرائِض هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكل واحدةٍ من تلك الصلوات جاءت مَتبوعَةً بشيءٍ من السُّنَنِ التي تُؤدَّى معها في وقتها، بهدف ربط العبد بخالِقه مُباشَرةً في الشِّدة والرّخاء كما شَرعَ الله عزّ وجلّ بعضاً من النَّوافل التي تُؤدَّى في أوقاتٍ مخصوصة، حتى يبقى العبد على تواصلٍ دائمٍ بخالقه فلا يلجأ إلا إليه.

كيفيّة أداء صلاة النافلة

صلاةُ النَّافلة كالصَّلوات المفروضة تُؤدَّى بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أما وَقتُها: فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلي فيه النافلة باستثناء أوقات الكراهة وسيأتي ذكرها لاحقاً، وتُصلى النَّافلة في النَّهار ركعتين ركعتين فقط، ويُكره أن تًصلى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أما في الليل فتُصلى ركعتين ركعتين أو أربعاً بتسليمةٍ واحدة أو ستاً أو ثماني أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: (صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ)،[١] وإنما افترقت صلاة النَّهار عن صلاة الليل حتى لا تفوق صلاة النافلة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات؛ أما صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار،[٢] وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ (البيت من الشَعْر) فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٣]

أمّا عن كيفيتها التفصيلية: فهي صلاة كغيرها من الصّلوات يستفتحها المسلم بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع وسجود وقيام وقراءة وتشهد وتسليم.

تعريف الصَّلاة النافلة وأمثلة عليها

صلاة النّافلة: النوافل جمع نافلة، والنَّافلة لغةً: ما زاد على النَّصيب المقدَّر، أو الحق أو الفرض، أو ما يُعطيه الإمام للمجاهد زيادة عن سهمه، والنافلة أَعَمُّ من السُّنَّة، فهي تنقسم إلى: نوافل مُعَّينة، ومنها السُّنَنُ الرَّواتب وسيأتي ذكرها، وسنن مُطلَقَة ومثالها صلاة قيام الليل،[٤] وهناك تعريف آخر للنافلة هي: كل صلاةٍ غير الفرائض والسُّنن المؤكّدة، أي كلُّ صلاة غير الفرض، ويكون فعلها على سبيل التخيير لا على سبيل التَّكليف؛ فالمسلم يؤديها باختياره وبإرادته وليس لها وقتٌ مخصوصٌ كالفرائض والسُّنن المؤكّدة كصلاة العيدين وغيرهما.[٥] ومن الأمثلة على صلاة النافلة:

  • صلاة قيام الليل: هي ما يُصَلّى من النّوافل بعد صلاة العشاء قبلَ النَّوم،[٦] أما وقتها: فيبدأ بعدَ الانتهاء من أداء صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر الثّاني،[٧] وأما أفضل أوقاته فالثّلث الأخير من اللّيل.
  • صلاة الضّحى: وهي من النّوافل التي داوم الرّسول صلى الله عليه وسلّم عليها وحثّ الصّحابة على أدائها رضي الله عنهم، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: (أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ)،[٨] ولصلاة الضّحى أسماء أُخرى، منها: صَلاة الإشرَاق؛ وقد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها حيث يبدأ وقتها بعد شروق الشمس قدر رمح إلى قُبيل أذان الظهر بما يُقارب النصف ساعة، كما سُميّت بصلاة الأوابين،[٩] والأوابون هم التّوابون (كثيرو التّوبة)، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى).[١٠]
  • صلاة الاستخارة: وهي طلب الخِيَرة من الله تعالى في أَمرٍ من الأمور المَشروعَةِ أو المُباحَة.[١١] ووقت الاستخارة كوقت النَّافلة لا يحُدُّه زمنٌ إلا أن تكون في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها فيجوز للمسلم متى أهمَّهُ أمرٌ وأراد أن يطلب الخِيَرة من الله لذلك الأمر أن يتوجَّه إليه بالصلاة ويسأل حاجته.[١٢]
  • السُّنن الرواتب: سميت السنن الرواتب بذلك لأن الأصل المواظبة عليها، قال الشافعية: السنن الرواتب هي: السنن التابعة لغيرها، أو التي تتوقف على غيرها أو على ما له وقت معين كالعيدين والضحى والتراويح، وتُطلق على السنن الخاصة بالفرائض (قبلية وبعدية)؛ ولا يُشرع أداؤها وحدها بدون تلك الفرائض، ولم يقصر الشافعية السنن الرواتب على الصلاة فقد صرَّحوا بأن للصوم سُنناً راتبة كصيام ستٍّ من شوال،[٩] وعدد السنن الراتبة اثنتي عشرة ركعة، وتنقسم إلى قسمين:[١٣]
    • القسم الأول: السنن التي تُصلى قبل الفريضة، وتُسمى بالسنن القبلية، وهي ست ركعات وتفصيلها: ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات بتسليمتين قبل الظهر، ووقتها يبدأ بدخول وقت الصلاة إلى أن يشرع الإنسان في الفريضة.
    • القسم الثاني: السنن التي تُصلى بعد الفريضة وعددها ست ركعاتٍ أيضاً، وتُسمى بالسنن البعدية، وهي: ركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان بعد الظهر، ووقتها يبدأ من حين الانتهاء من الفريضة إلى أن يخرج وقت الفريضة.
  • سنن الصلوات غير الراتبة: للفروض الخمسة سننٌ غير السنن الراتبة سالفة الذكر وهي: ركعتيان بعد الظهر، وركعتان قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.
  • وهذه الصلوات ليست وحدها الأمثلة على صلاة النافلة؛ بل إن صلاة النافلة كل صلاةٍ ليست من الفرائض كما ذُكِر سالفاً، أو كلُّ صلاةٍ لها سبب كسُنَّة الوضوء وتحية المسجد وصلاة التراويح وغيرها من الصلوات.

حالات تُكره فيها صلاة النافلة

إن حُكم صلاة النافلة بين الجواز والاستحباب والسُّنية، بل إنها في بعض الأوقات تُصبح مكروهةً وذلك يرجع لسببين:

  • كراهة النّافلة بسبب الوقت: تُكره صلاة النافلة في أوقات مخصوصة هي: ما بعد أداء صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رُمح (من وقت الانتهاء من صلاة الفجر إلى وقت صلاة الضحى)، وفترة توسُّط الشمس في السماء (فترة زوال الشمس إلى أذان الظهر)، وما بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى ما بعد الغروب (من صلاة العصر إلى صلاة المغرب)، فإن ابتعد المسلم عن تلك الأوقات جاز له أن يُصلِّيها متى أراد.[١٢]
  • كراهة النافلة بسبب الجَماعة: تُكره صلاة النافلة في غير الأوقات سالفة الذكر إذا صادف أداؤها صلاة جَماعةٍ فلا يجوز حينها الانشغال بنافلة، فعن عبد الله بن بُحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً، وقد أُقيمت الصّلاة، يصلي ركعتين، فلما انصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لاثَ به النّاسُ، وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (آلصُّبح أربعاً، آلصُّبح أربعاً)،[١٤] وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أُقيمت صلاةُ الصُّبحِ فقُمْتُ لأُصلِّيَ الرَّكعتَيْنِ فأخَذ بيدي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: (أتُصلِّي الصُّبحَ أربعًا)،[١٥] فهذان الحديثان يُشيران إلى أنَّ الدخول مع الإمام في الصّلاة عند سماع الإقامة أولى من صلاة سُنَّة الفجر فَضلاً عن الانشغال بأداء نافلة، وقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية لمن فعل ذلك.[١٦]

مكان صلاة النافلة

تُصلى النَّوافل في المسجد أو في البيت، ولكن صلاتها في البيت أفضل من المسجد، باستثناء النَّوافل التي شُرعت فيها الجماعة كصلاة التراويح، فأداؤها في المسجد أفضل،[١٧] وذلك لما رُوي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظَنَنتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ)[١٨] وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا).[١٩]

المراجع

  1. رواه الحاكم، في معرفة علوم الحديث، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 106.
  2. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (1403)، الحجة على أهل المدينة (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار عالم الكتب ، صفحة 271-272، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 765، صحيح.
  4. مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 275-276، جزء 25. بتصرّف.
  5. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (2012)، الأصل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 253، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد رواس قلعجي، حامد صادق قنيبي (1988)، مُعجم لُغة الفقهاء (الطبعة الثانية)، عمان: دار النفائس، صفحة 276.
  7. محمد بن ابراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية، صفحة 606، جزء 2.
  8. رواه البزار، في البحر الزخار، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 10/72، إسناده حسن.
  9. ^ أ ب مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 134، جزء 27.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو ذر، الصفحة أو الرقم: 1/498.
  11. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، مختصر الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية ، صفحة 698، جزء 2.
  12. ^ أ ب سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ (1995)، حاشية البجيرمي على الخطيب، بيروت: دار الفكر، صفحة 428، جزء 1. بتصرّف.
  13. “ما حكم أداء السنة الراتبة البعدية قبل الفريضة ؟”، إسلام ويب، 18/6/2013، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2016.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن بُحينه، الصفحة أو الرقم: 663.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2469.
  16. أبو عبيدة مشهور بن حسن بن محمود آل سلمان (1996)، القول المبين في أخطاء المصلين (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار ابن القيم، صفحة 193. بتصرّف.
  17. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (1425)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الوطن، صفحة 330. بتصرّف.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 6113.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1187.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

صلاة النافلة

فرضَ الله على المُسلِم في اليوم والليلة خمس فرائِض هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكل واحدةٍ من تلك الصلوات جاءت مَتبوعَةً بشيءٍ من السُّنَنِ التي تُؤدَّى معها في وقتها، بهدف ربط العبد بخالِقه مُباشَرةً في الشِّدة والرّخاء كما شَرعَ الله عزّ وجلّ بعضاً من النَّوافل التي تُؤدَّى في أوقاتٍ مخصوصة، حتى يبقى العبد على تواصلٍ دائمٍ بخالقه فلا يلجأ إلا إليه.

كيفيّة أداء صلاة النافلة

صلاةُ النَّافلة كالصَّلوات المفروضة تُؤدَّى بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أما وَقتُها: فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلي فيه النافلة باستثناء أوقات الكراهة وسيأتي ذكرها لاحقاً، وتُصلى النَّافلة في النَّهار ركعتين ركعتين فقط، ويُكره أن تًصلى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أما في الليل فتُصلى ركعتين ركعتين أو أربعاً بتسليمةٍ واحدة أو ستاً أو ثماني أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: (صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ)،[١] وإنما افترقت صلاة النَّهار عن صلاة الليل حتى لا تفوق صلاة النافلة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات؛ أما صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار،[٢] وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ (البيت من الشَعْر) فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٣]

أمّا عن كيفيتها التفصيلية: فهي صلاة كغيرها من الصّلوات يستفتحها المسلم بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع وسجود وقيام وقراءة وتشهد وتسليم.

تعريف الصَّلاة النافلة وأمثلة عليها

صلاة النّافلة: النوافل جمع نافلة، والنَّافلة لغةً: ما زاد على النَّصيب المقدَّر، أو الحق أو الفرض، أو ما يُعطيه الإمام للمجاهد زيادة عن سهمه، والنافلة أَعَمُّ من السُّنَّة، فهي تنقسم إلى: نوافل مُعَّينة، ومنها السُّنَنُ الرَّواتب وسيأتي ذكرها، وسنن مُطلَقَة ومثالها صلاة قيام الليل،[٤] وهناك تعريف آخر للنافلة هي: كل صلاةٍ غير الفرائض والسُّنن المؤكّدة، أي كلُّ صلاة غير الفرض، ويكون فعلها على سبيل التخيير لا على سبيل التَّكليف؛ فالمسلم يؤديها باختياره وبإرادته وليس لها وقتٌ مخصوصٌ كالفرائض والسُّنن المؤكّدة كصلاة العيدين وغيرهما.[٥] ومن الأمثلة على صلاة النافلة:

  • صلاة قيام الليل: هي ما يُصَلّى من النّوافل بعد صلاة العشاء قبلَ النَّوم،[٦] أما وقتها: فيبدأ بعدَ الانتهاء من أداء صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر الثّاني،[٧] وأما أفضل أوقاته فالثّلث الأخير من اللّيل.
  • صلاة الضّحى: وهي من النّوافل التي داوم الرّسول صلى الله عليه وسلّم عليها وحثّ الصّحابة على أدائها رضي الله عنهم، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: (أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ)،[٨] ولصلاة الضّحى أسماء أُخرى، منها: صَلاة الإشرَاق؛ وقد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها حيث يبدأ وقتها بعد شروق الشمس قدر رمح إلى قُبيل أذان الظهر بما يُقارب النصف ساعة، كما سُميّت بصلاة الأوابين،[٩] والأوابون هم التّوابون (كثيرو التّوبة)، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى).[١٠]
  • صلاة الاستخارة: وهي طلب الخِيَرة من الله تعالى في أَمرٍ من الأمور المَشروعَةِ أو المُباحَة.[١١] ووقت الاستخارة كوقت النَّافلة لا يحُدُّه زمنٌ إلا أن تكون في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها فيجوز للمسلم متى أهمَّهُ أمرٌ وأراد أن يطلب الخِيَرة من الله لذلك الأمر أن يتوجَّه إليه بالصلاة ويسأل حاجته.[١٢]
  • السُّنن الرواتب: سميت السنن الرواتب بذلك لأن الأصل المواظبة عليها، قال الشافعية: السنن الرواتب هي: السنن التابعة لغيرها، أو التي تتوقف على غيرها أو على ما له وقت معين كالعيدين والضحى والتراويح، وتُطلق على السنن الخاصة بالفرائض (قبلية وبعدية)؛ ولا يُشرع أداؤها وحدها بدون تلك الفرائض، ولم يقصر الشافعية السنن الرواتب على الصلاة فقد صرَّحوا بأن للصوم سُنناً راتبة كصيام ستٍّ من شوال،[٩] وعدد السنن الراتبة اثنتي عشرة ركعة، وتنقسم إلى قسمين:[١٣]
    • القسم الأول: السنن التي تُصلى قبل الفريضة، وتُسمى بالسنن القبلية، وهي ست ركعات وتفصيلها: ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات بتسليمتين قبل الظهر، ووقتها يبدأ بدخول وقت الصلاة إلى أن يشرع الإنسان في الفريضة.
    • القسم الثاني: السنن التي تُصلى بعد الفريضة وعددها ست ركعاتٍ أيضاً، وتُسمى بالسنن البعدية، وهي: ركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان بعد الظهر، ووقتها يبدأ من حين الانتهاء من الفريضة إلى أن يخرج وقت الفريضة.
  • سنن الصلوات غير الراتبة: للفروض الخمسة سننٌ غير السنن الراتبة سالفة الذكر وهي: ركعتيان بعد الظهر، وركعتان قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.
  • وهذه الصلوات ليست وحدها الأمثلة على صلاة النافلة؛ بل إن صلاة النافلة كل صلاةٍ ليست من الفرائض كما ذُكِر سالفاً، أو كلُّ صلاةٍ لها سبب كسُنَّة الوضوء وتحية المسجد وصلاة التراويح وغيرها من الصلوات.

حالات تُكره فيها صلاة النافلة

إن حُكم صلاة النافلة بين الجواز والاستحباب والسُّنية، بل إنها في بعض الأوقات تُصبح مكروهةً وذلك يرجع لسببين:

  • كراهة النّافلة بسبب الوقت: تُكره صلاة النافلة في أوقات مخصوصة هي: ما بعد أداء صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رُمح (من وقت الانتهاء من صلاة الفجر إلى وقت صلاة الضحى)، وفترة توسُّط الشمس في السماء (فترة زوال الشمس إلى أذان الظهر)، وما بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى ما بعد الغروب (من صلاة العصر إلى صلاة المغرب)، فإن ابتعد المسلم عن تلك الأوقات جاز له أن يُصلِّيها متى أراد.[١٢]
  • كراهة النافلة بسبب الجَماعة: تُكره صلاة النافلة في غير الأوقات سالفة الذكر إذا صادف أداؤها صلاة جَماعةٍ فلا يجوز حينها الانشغال بنافلة، فعن عبد الله بن بُحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً، وقد أُقيمت الصّلاة، يصلي ركعتين، فلما انصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لاثَ به النّاسُ، وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (آلصُّبح أربعاً، آلصُّبح أربعاً)،[١٤] وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أُقيمت صلاةُ الصُّبحِ فقُمْتُ لأُصلِّيَ الرَّكعتَيْنِ فأخَذ بيدي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: (أتُصلِّي الصُّبحَ أربعًا)،[١٥] فهذان الحديثان يُشيران إلى أنَّ الدخول مع الإمام في الصّلاة عند سماع الإقامة أولى من صلاة سُنَّة الفجر فَضلاً عن الانشغال بأداء نافلة، وقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية لمن فعل ذلك.[١٦]

مكان صلاة النافلة

تُصلى النَّوافل في المسجد أو في البيت، ولكن صلاتها في البيت أفضل من المسجد، باستثناء النَّوافل التي شُرعت فيها الجماعة كصلاة التراويح، فأداؤها في المسجد أفضل،[١٧] وذلك لما رُوي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظَنَنتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ)[١٨] وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا).[١٩]

المراجع

  1. رواه الحاكم، في معرفة علوم الحديث، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 106.
  2. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (1403)، الحجة على أهل المدينة (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار عالم الكتب ، صفحة 271-272، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 765، صحيح.
  4. مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 275-276، جزء 25. بتصرّف.
  5. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (2012)، الأصل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 253، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد رواس قلعجي، حامد صادق قنيبي (1988)، مُعجم لُغة الفقهاء (الطبعة الثانية)، عمان: دار النفائس، صفحة 276.
  7. محمد بن ابراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية، صفحة 606، جزء 2.
  8. رواه البزار، في البحر الزخار، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 10/72، إسناده حسن.
  9. ^ أ ب مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 134، جزء 27.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو ذر، الصفحة أو الرقم: 1/498.
  11. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، مختصر الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية ، صفحة 698، جزء 2.
  12. ^ أ ب سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ (1995)، حاشية البجيرمي على الخطيب، بيروت: دار الفكر، صفحة 428، جزء 1. بتصرّف.
  13. “ما حكم أداء السنة الراتبة البعدية قبل الفريضة ؟”، إسلام ويب، 18/6/2013، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2016.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن بُحينه، الصفحة أو الرقم: 663.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2469.
  16. أبو عبيدة مشهور بن حسن بن محمود آل سلمان (1996)، القول المبين في أخطاء المصلين (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار ابن القيم، صفحة 193. بتصرّف.
  17. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (1425)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الوطن، صفحة 330. بتصرّف.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 6113.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1187.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

صلاة النافلة

فرضَ الله على المُسلِم في اليوم والليلة خمس فرائِض هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكل واحدةٍ من تلك الصلوات جاءت مَتبوعَةً بشيءٍ من السُّنَنِ التي تُؤدَّى معها في وقتها، بهدف ربط العبد بخالِقه مُباشَرةً في الشِّدة والرّخاء كما شَرعَ الله عزّ وجلّ بعضاً من النَّوافل التي تُؤدَّى في أوقاتٍ مخصوصة، حتى يبقى العبد على تواصلٍ دائمٍ بخالقه فلا يلجأ إلا إليه.

كيفيّة أداء صلاة النافلة

صلاةُ النَّافلة كالصَّلوات المفروضة تُؤدَّى بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أما وَقتُها: فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلي فيه النافلة باستثناء أوقات الكراهة وسيأتي ذكرها لاحقاً، وتُصلى النَّافلة في النَّهار ركعتين ركعتين فقط، ويُكره أن تًصلى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أما في الليل فتُصلى ركعتين ركعتين أو أربعاً بتسليمةٍ واحدة أو ستاً أو ثماني أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: (صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ)،[١] وإنما افترقت صلاة النَّهار عن صلاة الليل حتى لا تفوق صلاة النافلة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات؛ أما صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار،[٢] وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ (البيت من الشَعْر) فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٣]

أمّا عن كيفيتها التفصيلية: فهي صلاة كغيرها من الصّلوات يستفتحها المسلم بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع وسجود وقيام وقراءة وتشهد وتسليم.

تعريف الصَّلاة النافلة وأمثلة عليها

صلاة النّافلة: النوافل جمع نافلة، والنَّافلة لغةً: ما زاد على النَّصيب المقدَّر، أو الحق أو الفرض، أو ما يُعطيه الإمام للمجاهد زيادة عن سهمه، والنافلة أَعَمُّ من السُّنَّة، فهي تنقسم إلى: نوافل مُعَّينة، ومنها السُّنَنُ الرَّواتب وسيأتي ذكرها، وسنن مُطلَقَة ومثالها صلاة قيام الليل،[٤] وهناك تعريف آخر للنافلة هي: كل صلاةٍ غير الفرائض والسُّنن المؤكّدة، أي كلُّ صلاة غير الفرض، ويكون فعلها على سبيل التخيير لا على سبيل التَّكليف؛ فالمسلم يؤديها باختياره وبإرادته وليس لها وقتٌ مخصوصٌ كالفرائض والسُّنن المؤكّدة كصلاة العيدين وغيرهما.[٥] ومن الأمثلة على صلاة النافلة:

  • صلاة قيام الليل: هي ما يُصَلّى من النّوافل بعد صلاة العشاء قبلَ النَّوم،[٦] أما وقتها: فيبدأ بعدَ الانتهاء من أداء صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر الثّاني،[٧] وأما أفضل أوقاته فالثّلث الأخير من اللّيل.
  • صلاة الضّحى: وهي من النّوافل التي داوم الرّسول صلى الله عليه وسلّم عليها وحثّ الصّحابة على أدائها رضي الله عنهم، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: (أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ)،[٨] ولصلاة الضّحى أسماء أُخرى، منها: صَلاة الإشرَاق؛ وقد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها حيث يبدأ وقتها بعد شروق الشمس قدر رمح إلى قُبيل أذان الظهر بما يُقارب النصف ساعة، كما سُميّت بصلاة الأوابين،[٩] والأوابون هم التّوابون (كثيرو التّوبة)، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى).[١٠]
  • صلاة الاستخارة: وهي طلب الخِيَرة من الله تعالى في أَمرٍ من الأمور المَشروعَةِ أو المُباحَة.[١١] ووقت الاستخارة كوقت النَّافلة لا يحُدُّه زمنٌ إلا أن تكون في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها فيجوز للمسلم متى أهمَّهُ أمرٌ وأراد أن يطلب الخِيَرة من الله لذلك الأمر أن يتوجَّه إليه بالصلاة ويسأل حاجته.[١٢]
  • السُّنن الرواتب: سميت السنن الرواتب بذلك لأن الأصل المواظبة عليها، قال الشافعية: السنن الرواتب هي: السنن التابعة لغيرها، أو التي تتوقف على غيرها أو على ما له وقت معين كالعيدين والضحى والتراويح، وتُطلق على السنن الخاصة بالفرائض (قبلية وبعدية)؛ ولا يُشرع أداؤها وحدها بدون تلك الفرائض، ولم يقصر الشافعية السنن الرواتب على الصلاة فقد صرَّحوا بأن للصوم سُنناً راتبة كصيام ستٍّ من شوال،[٩] وعدد السنن الراتبة اثنتي عشرة ركعة، وتنقسم إلى قسمين:[١٣]
    • القسم الأول: السنن التي تُصلى قبل الفريضة، وتُسمى بالسنن القبلية، وهي ست ركعات وتفصيلها: ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات بتسليمتين قبل الظهر، ووقتها يبدأ بدخول وقت الصلاة إلى أن يشرع الإنسان في الفريضة.
    • القسم الثاني: السنن التي تُصلى بعد الفريضة وعددها ست ركعاتٍ أيضاً، وتُسمى بالسنن البعدية، وهي: ركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان بعد الظهر، ووقتها يبدأ من حين الانتهاء من الفريضة إلى أن يخرج وقت الفريضة.
  • سنن الصلوات غير الراتبة: للفروض الخمسة سننٌ غير السنن الراتبة سالفة الذكر وهي: ركعتيان بعد الظهر، وركعتان قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.
  • وهذه الصلوات ليست وحدها الأمثلة على صلاة النافلة؛ بل إن صلاة النافلة كل صلاةٍ ليست من الفرائض كما ذُكِر سالفاً، أو كلُّ صلاةٍ لها سبب كسُنَّة الوضوء وتحية المسجد وصلاة التراويح وغيرها من الصلوات.

حالات تُكره فيها صلاة النافلة

إن حُكم صلاة النافلة بين الجواز والاستحباب والسُّنية، بل إنها في بعض الأوقات تُصبح مكروهةً وذلك يرجع لسببين:

  • كراهة النّافلة بسبب الوقت: تُكره صلاة النافلة في أوقات مخصوصة هي: ما بعد أداء صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رُمح (من وقت الانتهاء من صلاة الفجر إلى وقت صلاة الضحى)، وفترة توسُّط الشمس في السماء (فترة زوال الشمس إلى أذان الظهر)، وما بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى ما بعد الغروب (من صلاة العصر إلى صلاة المغرب)، فإن ابتعد المسلم عن تلك الأوقات جاز له أن يُصلِّيها متى أراد.[١٢]
  • كراهة النافلة بسبب الجَماعة: تُكره صلاة النافلة في غير الأوقات سالفة الذكر إذا صادف أداؤها صلاة جَماعةٍ فلا يجوز حينها الانشغال بنافلة، فعن عبد الله بن بُحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً، وقد أُقيمت الصّلاة، يصلي ركعتين، فلما انصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لاثَ به النّاسُ، وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (آلصُّبح أربعاً، آلصُّبح أربعاً)،[١٤] وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أُقيمت صلاةُ الصُّبحِ فقُمْتُ لأُصلِّيَ الرَّكعتَيْنِ فأخَذ بيدي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: (أتُصلِّي الصُّبحَ أربعًا)،[١٥] فهذان الحديثان يُشيران إلى أنَّ الدخول مع الإمام في الصّلاة عند سماع الإقامة أولى من صلاة سُنَّة الفجر فَضلاً عن الانشغال بأداء نافلة، وقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية لمن فعل ذلك.[١٦]

مكان صلاة النافلة

تُصلى النَّوافل في المسجد أو في البيت، ولكن صلاتها في البيت أفضل من المسجد، باستثناء النَّوافل التي شُرعت فيها الجماعة كصلاة التراويح، فأداؤها في المسجد أفضل،[١٧] وذلك لما رُوي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظَنَنتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ)[١٨] وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا).[١٩]

المراجع

  1. رواه الحاكم، في معرفة علوم الحديث، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 106.
  2. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (1403)، الحجة على أهل المدينة (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار عالم الكتب ، صفحة 271-272، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 765، صحيح.
  4. مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 275-276، جزء 25. بتصرّف.
  5. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (2012)، الأصل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 253، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد رواس قلعجي، حامد صادق قنيبي (1988)، مُعجم لُغة الفقهاء (الطبعة الثانية)، عمان: دار النفائس، صفحة 276.
  7. محمد بن ابراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية، صفحة 606، جزء 2.
  8. رواه البزار، في البحر الزخار، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 10/72، إسناده حسن.
  9. ^ أ ب مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 134، جزء 27.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو ذر، الصفحة أو الرقم: 1/498.
  11. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، مختصر الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية ، صفحة 698، جزء 2.
  12. ^ أ ب سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ (1995)، حاشية البجيرمي على الخطيب، بيروت: دار الفكر، صفحة 428، جزء 1. بتصرّف.
  13. “ما حكم أداء السنة الراتبة البعدية قبل الفريضة ؟”، إسلام ويب، 18/6/2013، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2016.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن بُحينه، الصفحة أو الرقم: 663.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2469.
  16. أبو عبيدة مشهور بن حسن بن محمود آل سلمان (1996)، القول المبين في أخطاء المصلين (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار ابن القيم، صفحة 193. بتصرّف.
  17. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (1425)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الوطن، صفحة 330. بتصرّف.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 6113.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1187.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

صلاة النافلة

فرضَ الله على المُسلِم في اليوم والليلة خمس فرائِض هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكل واحدةٍ من تلك الصلوات جاءت مَتبوعَةً بشيءٍ من السُّنَنِ التي تُؤدَّى معها في وقتها، بهدف ربط العبد بخالِقه مُباشَرةً في الشِّدة والرّخاء كما شَرعَ الله عزّ وجلّ بعضاً من النَّوافل التي تُؤدَّى في أوقاتٍ مخصوصة، حتى يبقى العبد على تواصلٍ دائمٍ بخالقه فلا يلجأ إلا إليه.

كيفيّة أداء صلاة النافلة

صلاةُ النَّافلة كالصَّلوات المفروضة تُؤدَّى بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أما وَقتُها: فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلي فيه النافلة باستثناء أوقات الكراهة وسيأتي ذكرها لاحقاً، وتُصلى النَّافلة في النَّهار ركعتين ركعتين فقط، ويُكره أن تًصلى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أما في الليل فتُصلى ركعتين ركعتين أو أربعاً بتسليمةٍ واحدة أو ستاً أو ثماني أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: (صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ)،[١] وإنما افترقت صلاة النَّهار عن صلاة الليل حتى لا تفوق صلاة النافلة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات؛ أما صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار،[٢] وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ (البيت من الشَعْر) فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٣]

أمّا عن كيفيتها التفصيلية: فهي صلاة كغيرها من الصّلوات يستفتحها المسلم بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع وسجود وقيام وقراءة وتشهد وتسليم.

تعريف الصَّلاة النافلة وأمثلة عليها

صلاة النّافلة: النوافل جمع نافلة، والنَّافلة لغةً: ما زاد على النَّصيب المقدَّر، أو الحق أو الفرض، أو ما يُعطيه الإمام للمجاهد زيادة عن سهمه، والنافلة أَعَمُّ من السُّنَّة، فهي تنقسم إلى: نوافل مُعَّينة، ومنها السُّنَنُ الرَّواتب وسيأتي ذكرها، وسنن مُطلَقَة ومثالها صلاة قيام الليل،[٤] وهناك تعريف آخر للنافلة هي: كل صلاةٍ غير الفرائض والسُّنن المؤكّدة، أي كلُّ صلاة غير الفرض، ويكون فعلها على سبيل التخيير لا على سبيل التَّكليف؛ فالمسلم يؤديها باختياره وبإرادته وليس لها وقتٌ مخصوصٌ كالفرائض والسُّنن المؤكّدة كصلاة العيدين وغيرهما.[٥] ومن الأمثلة على صلاة النافلة:

  • صلاة قيام الليل: هي ما يُصَلّى من النّوافل بعد صلاة العشاء قبلَ النَّوم،[٦] أما وقتها: فيبدأ بعدَ الانتهاء من أداء صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر الثّاني،[٧] وأما أفضل أوقاته فالثّلث الأخير من اللّيل.
  • صلاة الضّحى: وهي من النّوافل التي داوم الرّسول صلى الله عليه وسلّم عليها وحثّ الصّحابة على أدائها رضي الله عنهم، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: (أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ)،[٨] ولصلاة الضّحى أسماء أُخرى، منها: صَلاة الإشرَاق؛ وقد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها حيث يبدأ وقتها بعد شروق الشمس قدر رمح إلى قُبيل أذان الظهر بما يُقارب النصف ساعة، كما سُميّت بصلاة الأوابين،[٩] والأوابون هم التّوابون (كثيرو التّوبة)، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى).[١٠]
  • صلاة الاستخارة: وهي طلب الخِيَرة من الله تعالى في أَمرٍ من الأمور المَشروعَةِ أو المُباحَة.[١١] ووقت الاستخارة كوقت النَّافلة لا يحُدُّه زمنٌ إلا أن تكون في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها فيجوز للمسلم متى أهمَّهُ أمرٌ وأراد أن يطلب الخِيَرة من الله لذلك الأمر أن يتوجَّه إليه بالصلاة ويسأل حاجته.[١٢]
  • السُّنن الرواتب: سميت السنن الرواتب بذلك لأن الأصل المواظبة عليها، قال الشافعية: السنن الرواتب هي: السنن التابعة لغيرها، أو التي تتوقف على غيرها أو على ما له وقت معين كالعيدين والضحى والتراويح، وتُطلق على السنن الخاصة بالفرائض (قبلية وبعدية)؛ ولا يُشرع أداؤها وحدها بدون تلك الفرائض، ولم يقصر الشافعية السنن الرواتب على الصلاة فقد صرَّحوا بأن للصوم سُنناً راتبة كصيام ستٍّ من شوال،[٩] وعدد السنن الراتبة اثنتي عشرة ركعة، وتنقسم إلى قسمين:[١٣]
    • القسم الأول: السنن التي تُصلى قبل الفريضة، وتُسمى بالسنن القبلية، وهي ست ركعات وتفصيلها: ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات بتسليمتين قبل الظهر، ووقتها يبدأ بدخول وقت الصلاة إلى أن يشرع الإنسان في الفريضة.
    • القسم الثاني: السنن التي تُصلى بعد الفريضة وعددها ست ركعاتٍ أيضاً، وتُسمى بالسنن البعدية، وهي: ركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان بعد الظهر، ووقتها يبدأ من حين الانتهاء من الفريضة إلى أن يخرج وقت الفريضة.
  • سنن الصلوات غير الراتبة: للفروض الخمسة سننٌ غير السنن الراتبة سالفة الذكر وهي: ركعتيان بعد الظهر، وركعتان قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.
  • وهذه الصلوات ليست وحدها الأمثلة على صلاة النافلة؛ بل إن صلاة النافلة كل صلاةٍ ليست من الفرائض كما ذُكِر سالفاً، أو كلُّ صلاةٍ لها سبب كسُنَّة الوضوء وتحية المسجد وصلاة التراويح وغيرها من الصلوات.

حالات تُكره فيها صلاة النافلة

إن حُكم صلاة النافلة بين الجواز والاستحباب والسُّنية، بل إنها في بعض الأوقات تُصبح مكروهةً وذلك يرجع لسببين:

  • كراهة النّافلة بسبب الوقت: تُكره صلاة النافلة في أوقات مخصوصة هي: ما بعد أداء صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رُمح (من وقت الانتهاء من صلاة الفجر إلى وقت صلاة الضحى)، وفترة توسُّط الشمس في السماء (فترة زوال الشمس إلى أذان الظهر)، وما بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى ما بعد الغروب (من صلاة العصر إلى صلاة المغرب)، فإن ابتعد المسلم عن تلك الأوقات جاز له أن يُصلِّيها متى أراد.[١٢]
  • كراهة النافلة بسبب الجَماعة: تُكره صلاة النافلة في غير الأوقات سالفة الذكر إذا صادف أداؤها صلاة جَماعةٍ فلا يجوز حينها الانشغال بنافلة، فعن عبد الله بن بُحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً، وقد أُقيمت الصّلاة، يصلي ركعتين، فلما انصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لاثَ به النّاسُ، وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (آلصُّبح أربعاً، آلصُّبح أربعاً)،[١٤] وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أُقيمت صلاةُ الصُّبحِ فقُمْتُ لأُصلِّيَ الرَّكعتَيْنِ فأخَذ بيدي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: (أتُصلِّي الصُّبحَ أربعًا)،[١٥] فهذان الحديثان يُشيران إلى أنَّ الدخول مع الإمام في الصّلاة عند سماع الإقامة أولى من صلاة سُنَّة الفجر فَضلاً عن الانشغال بأداء نافلة، وقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية لمن فعل ذلك.[١٦]

مكان صلاة النافلة

تُصلى النَّوافل في المسجد أو في البيت، ولكن صلاتها في البيت أفضل من المسجد، باستثناء النَّوافل التي شُرعت فيها الجماعة كصلاة التراويح، فأداؤها في المسجد أفضل،[١٧] وذلك لما رُوي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظَنَنتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ)[١٨] وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا).[١٩]

المراجع

  1. رواه الحاكم، في معرفة علوم الحديث، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 106.
  2. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (1403)، الحجة على أهل المدينة (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار عالم الكتب ، صفحة 271-272، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 765، صحيح.
  4. مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 275-276، جزء 25. بتصرّف.
  5. أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (2012)، الأصل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 253، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد رواس قلعجي، حامد صادق قنيبي (1988)، مُعجم لُغة الفقهاء (الطبعة الثانية)، عمان: دار النفائس، صفحة 276.
  7. محمد بن ابراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية، صفحة 606، جزء 2.
  8. رواه البزار، في البحر الزخار، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 10/72، إسناده حسن.
  9. ^ أ ب مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 134، جزء 27.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو ذر، الصفحة أو الرقم: 1/498.
  11. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، مختصر الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية ، صفحة 698، جزء 2.
  12. ^ أ ب سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ (1995)، حاشية البجيرمي على الخطيب، بيروت: دار الفكر، صفحة 428، جزء 1. بتصرّف.
  13. “ما حكم أداء السنة الراتبة البعدية قبل الفريضة ؟”، إسلام ويب، 18/6/2013، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2016.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن بُحينه، الصفحة أو الرقم: 663.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2469.
  16. أبو عبيدة مشهور بن حسن بن محمود آل سلمان (1996)، القول المبين في أخطاء المصلين (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار ابن القيم، صفحة 193. بتصرّف.
  17. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (1425)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الوطن، صفحة 330. بتصرّف.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 6113.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1187.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى