أركان الإسلام والإيمان

متى ينتهي وقت صلاة العصر

متى ينتهي وقت صلاة العصر

إنّ انتهاءَ وقت صلاة العصر يكون مع غروب الشمسِ؛ أمّا وقت بدايته فيكون حين انتهاء وقت الظُّهر؛ أي عند الزيادةِ على مثلِ ظلّ الشيء، ومعناه عند جمهور الفقهاء أدنى زيادةٍ، أو حينَ الزيادة على مثلَي الظّل وذلك عند الإمام أبي حنيفة؛ وعليه فإنّ وقت انتهائها باتفاقٍ قُبيل غروب الشمس كما جاء في الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ)،[١][٢] وإنّ لصلاة العصر وقت فضيلةٍ واختيارٍ، ووقت اضطرارٍ؛ أما وقت الفضيلة؛ فهو ذاتُه وقت الاختيار؛ أي بعد أن يصير ظلّ الشيء مثله في حالِ عدم اصفرار الشمس، وأمّا الوقت الاضطراريّ؛ فيكون بأن يمتدّ وقت صلاة العصر إلى وقت قُبيل غروب الشمس بقليل، وهذا الوقت يسعُ المسلم أن يصلّيَ فيه ركعةً، والأفضل أن تُصلّى في وقت الفضيلة.[٣]

وقد جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يؤخّر العصر ما لم تصفرّ الشمس؛ لأنّه باصفرارها يدخل الوقت الاضطراريّ، فكونه -صلّى الله عليه وسلّم- كان يؤخّرها في حال تكون فيه الشمس بيضاء نقيّةً؛ فهو الوقت الاختياريّ،[٤] وينبغي على المسلم الحريص على صلاتِه ألّا يؤخّر وقت صلاة العصر؛ فالأفضل تعجيلها وأداؤها في أوّل وقتها، ولا يجوز تأخيرها إلّا لضرورةٍ؛ مثل الموظّفين الذين لا تسنح لهم الفرصة بأدائها في أوّل وقتها لطبيعة عملهم، وهذا ما يؤكّده حديث المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ)،[٥][٦] وتُكرَه صلاة العصر بعد اصفرار الشمس عند أكثر الفقهاء؛ وذلك لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا).[٧][٢]

حكم الصلاة بعد صلاة العصر

إذا صُلّيت صلاة العصر ولو بعد ساعةٍ من وقتها إلى مغيب قرص الشمس، فالنّهيُ يبدأ من وقت أداء العصر، وليس من ابتداء وقتها؛ لأنّ المسلم قد يتسنّى له أن يؤدّي العصر بعد دخول وقتها بفترةٍ، حتى لو كان وقتها قد دخل، وينبغي أن يُعلمَ أنّ ما يُمنع صلاته بعد أداء العصر هو صلاة التطوّع المحضة، أمّا صلاة التطوّع المرتبطة بسببٍ؛ كتحيّة المسجد، أو ركعتين بعد الوضوء، وركعتَي الطواف، وغيرها؛ فإنّه يجوز أن تُصلّى في أيّ وقتٍ على ما قاله أهل العلم.[٨]

فالنّهي في التطوّع بالصلاة بعد صلاتَيْ العصر والفجر يتعلّق بفعل الصلاة وأدائها، فالذي لم يُصلّ العصر أو الفجر بعد؛ يجوز له التطوّع قبل صلاتِه لهما، ومن قام بأداء الصّلاة فلا يجوز له التطوّع بصلاةٍ ليس لها سببٌ كما سبق ذكره، وعلى ذلك أكثر أهل العلم، وبه قال الشافعيّ وابن تيمية -رحمهما الله-، ويرى أبو حنيفة -رحمه الله- أن الامتناع عن التنفّل والتطوع بعد صلاة الفجر يكون بابتداء وقتها لا بعد أدائها فقط،[٩] أما صلاة العصر فلا خلاف أنّ ذلك يكون بعد أدائها، قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: “لا خلاف أن وقت الكراهة بعد العصر لا يدخل بمجرد دخول العصر، بل لا يدخل حتى يصلّيها”، ووافقة ابن تيمية -رحمه الله- ثم قال بعد ذلك: “…وهذا ثابت بالنص والاتفاق”، ونقل ابن قدامة -رحمه الله- مثل ذلك ثم قال: “لا نعلم في هذا خلافا عند من يمنع الصلاة بعد العصر”.[١٠]

منزلة صلاة العصر

إنّ لصلاة العصر منزلةً عظيمةً في الإسلام، فقد خصّها الله -عزّ وجلّ- بالذِّكر وبالحرص عليها؛ فهي الصلاة الوسطى، وتخصيصُها بالذكر جاء في قول الله -تعالى-:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)،[١١] وهذا يبيّن لنا أهميّة وفضلِ هذه الصّلاة عند الله -تعالى-، وعلى كلّ مسلمٍ أن يعتني بها وأن يتهيّأ لأدائها في وقتها على الدوام، وشأنُ المحافظة على الصّلوات كُلّها عظيمٌ، إلّا أنّ صلاة العصر جاء ذكرُها لمكانتِها، لذلك ينبغي على الرجل أن يحرص على صلاتها جماعةً في المسجد، وأن تتحرّى المرأة وقتها لأدائها فيه، وممّا جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ)،[١٢] وقال أيضاً: (من فاتته صلاةُ العصرِ، فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه).[١٣][١٤]

الصلاة في وقتها

إنّ للوقتِ في حياة المُسلم أهميّةً عظيمةً، وقد جاء الدّين الحنيف بتربيّة أبنائِه على الحرص على هذه الأوقات، فحدّد الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالمواقيتِ، وألزمنا بأدائها على مواعِيدها، ومن أهمّها الصّلاة، فجاء التحذير من التهاون فيها والتساهل في أدائها على ميقاتِها، فقال الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[١٥] ومن السّنة الشريفة ما جاء في حديثِ ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها)،[١٦] وما هذا إلّا لِيُعلّم الله -تعالى- عباده على الالتزام بالصّلاة، وتقدير مكانةِ المواعيد في الإسلام.[١٧]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 579، صحيح.
  2. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 666، جزء 1. بتصرّف.
  3. عطية بن محمد سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 10، جزء 40. بتصرّف.
  4. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 22، جزء 61. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612، صحيح.
  6. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 901، جزء 5. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 622، صحيح.
  8. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1190، جزء 5. بتصرّف.
  9. عَبد الله الطيّار، عبد الله المطلق، محمَّد الموسَى (1432هـ)، الفقه الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: دار مدار الوَطن، صفحة 365، جزء 1. بتصرّف.
  10. عيد بن سفر الحجيلي (1990-1993م)، كتاب تحقيق المقام فيما يتعلق بأوقات النهي عن الصلاة من أحكام، السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 233. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية: 238.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 594، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن نوفل بن معاوية الديلي، الصفحة أو الرقم: 477، صحيح.
  14. عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 101، جزء 7. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 103.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 85، صحيح.
  17. عبد الفتاح أبو غدة، قيمة الزمن عند العلماء (الطبعة العاشرة)، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، صفحة 9. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

متى ينتهي وقت صلاة العصر

إنّ انتهاءَ وقت صلاة العصر يكون مع غروب الشمسِ؛ أمّا وقت بدايته فيكون حين انتهاء وقت الظُّهر؛ أي عند الزيادةِ على مثلِ ظلّ الشيء، ومعناه عند جمهور الفقهاء أدنى زيادةٍ، أو حينَ الزيادة على مثلَي الظّل وذلك عند الإمام أبي حنيفة؛ وعليه فإنّ وقت انتهائها باتفاقٍ قُبيل غروب الشمس كما جاء في الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ)،[١][٢] وإنّ لصلاة العصر وقت فضيلةٍ واختيارٍ، ووقت اضطرارٍ؛ أما وقت الفضيلة؛ فهو ذاتُه وقت الاختيار؛ أي بعد أن يصير ظلّ الشيء مثله في حالِ عدم اصفرار الشمس، وأمّا الوقت الاضطراريّ؛ فيكون بأن يمتدّ وقت صلاة العصر إلى وقت قُبيل غروب الشمس بقليل، وهذا الوقت يسعُ المسلم أن يصلّيَ فيه ركعةً، والأفضل أن تُصلّى في وقت الفضيلة.[٣]

وقد جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يؤخّر العصر ما لم تصفرّ الشمس؛ لأنّه باصفرارها يدخل الوقت الاضطراريّ، فكونه -صلّى الله عليه وسلّم- كان يؤخّرها في حال تكون فيه الشمس بيضاء نقيّةً؛ فهو الوقت الاختياريّ،[٤] وينبغي على المسلم الحريص على صلاتِه ألّا يؤخّر وقت صلاة العصر؛ فالأفضل تعجيلها وأداؤها في أوّل وقتها، ولا يجوز تأخيرها إلّا لضرورةٍ؛ مثل الموظّفين الذين لا تسنح لهم الفرصة بأدائها في أوّل وقتها لطبيعة عملهم، وهذا ما يؤكّده حديث المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ)،[٥][٦] وتُكرَه صلاة العصر بعد اصفرار الشمس عند أكثر الفقهاء؛ وذلك لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا).[٧][٢]

حكم الصلاة بعد صلاة العصر

إذا صُلّيت صلاة العصر ولو بعد ساعةٍ من وقتها إلى مغيب قرص الشمس، فالنّهيُ يبدأ من وقت أداء العصر، وليس من ابتداء وقتها؛ لأنّ المسلم قد يتسنّى له أن يؤدّي العصر بعد دخول وقتها بفترةٍ، حتى لو كان وقتها قد دخل، وينبغي أن يُعلمَ أنّ ما يُمنع صلاته بعد أداء العصر هو صلاة التطوّع المحضة، أمّا صلاة التطوّع المرتبطة بسببٍ؛ كتحيّة المسجد، أو ركعتين بعد الوضوء، وركعتَي الطواف، وغيرها؛ فإنّه يجوز أن تُصلّى في أيّ وقتٍ على ما قاله أهل العلم.[٨]

فالنّهي في التطوّع بالصلاة بعد صلاتَيْ العصر والفجر يتعلّق بفعل الصلاة وأدائها، فالذي لم يُصلّ العصر أو الفجر بعد؛ يجوز له التطوّع قبل صلاتِه لهما، ومن قام بأداء الصّلاة فلا يجوز له التطوّع بصلاةٍ ليس لها سببٌ كما سبق ذكره، وعلى ذلك أكثر أهل العلم، وبه قال الشافعيّ وابن تيمية -رحمهما الله-، ويرى أبو حنيفة -رحمه الله- أن الامتناع عن التنفّل والتطوع بعد صلاة الفجر يكون بابتداء وقتها لا بعد أدائها فقط،[٩] أما صلاة العصر فلا خلاف أنّ ذلك يكون بعد أدائها، قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: “لا خلاف أن وقت الكراهة بعد العصر لا يدخل بمجرد دخول العصر، بل لا يدخل حتى يصلّيها”، ووافقة ابن تيمية -رحمه الله- ثم قال بعد ذلك: “…وهذا ثابت بالنص والاتفاق”، ونقل ابن قدامة -رحمه الله- مثل ذلك ثم قال: “لا نعلم في هذا خلافا عند من يمنع الصلاة بعد العصر”.[١٠]

منزلة صلاة العصر

إنّ لصلاة العصر منزلةً عظيمةً في الإسلام، فقد خصّها الله -عزّ وجلّ- بالذِّكر وبالحرص عليها؛ فهي الصلاة الوسطى، وتخصيصُها بالذكر جاء في قول الله -تعالى-:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)،[١١] وهذا يبيّن لنا أهميّة وفضلِ هذه الصّلاة عند الله -تعالى-، وعلى كلّ مسلمٍ أن يعتني بها وأن يتهيّأ لأدائها في وقتها على الدوام، وشأنُ المحافظة على الصّلوات كُلّها عظيمٌ، إلّا أنّ صلاة العصر جاء ذكرُها لمكانتِها، لذلك ينبغي على الرجل أن يحرص على صلاتها جماعةً في المسجد، وأن تتحرّى المرأة وقتها لأدائها فيه، وممّا جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ)،[١٢] وقال أيضاً: (من فاتته صلاةُ العصرِ، فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه).[١٣][١٤]

الصلاة في وقتها

إنّ للوقتِ في حياة المُسلم أهميّةً عظيمةً، وقد جاء الدّين الحنيف بتربيّة أبنائِه على الحرص على هذه الأوقات، فحدّد الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالمواقيتِ، وألزمنا بأدائها على مواعِيدها، ومن أهمّها الصّلاة، فجاء التحذير من التهاون فيها والتساهل في أدائها على ميقاتِها، فقال الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[١٥] ومن السّنة الشريفة ما جاء في حديثِ ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها)،[١٦] وما هذا إلّا لِيُعلّم الله -تعالى- عباده على الالتزام بالصّلاة، وتقدير مكانةِ المواعيد في الإسلام.[١٧]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 579، صحيح.
  2. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 666، جزء 1. بتصرّف.
  3. عطية بن محمد سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 10، جزء 40. بتصرّف.
  4. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 22، جزء 61. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612، صحيح.
  6. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 901، جزء 5. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 622، صحيح.
  8. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1190، جزء 5. بتصرّف.
  9. عَبد الله الطيّار، عبد الله المطلق، محمَّد الموسَى (1432هـ)، الفقه الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: دار مدار الوَطن، صفحة 365، جزء 1. بتصرّف.
  10. عيد بن سفر الحجيلي (1990-1993م)، كتاب تحقيق المقام فيما يتعلق بأوقات النهي عن الصلاة من أحكام، السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 233. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية: 238.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 594، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن نوفل بن معاوية الديلي، الصفحة أو الرقم: 477، صحيح.
  14. عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 101، جزء 7. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 103.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 85، صحيح.
  17. عبد الفتاح أبو غدة، قيمة الزمن عند العلماء (الطبعة العاشرة)، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، صفحة 9. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

متى ينتهي وقت صلاة العصر

إنّ انتهاءَ وقت صلاة العصر يكون مع غروب الشمسِ؛ أمّا وقت بدايته فيكون حين انتهاء وقت الظُّهر؛ أي عند الزيادةِ على مثلِ ظلّ الشيء، ومعناه عند جمهور الفقهاء أدنى زيادةٍ، أو حينَ الزيادة على مثلَي الظّل وذلك عند الإمام أبي حنيفة؛ وعليه فإنّ وقت انتهائها باتفاقٍ قُبيل غروب الشمس كما جاء في الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ)،[١][٢] وإنّ لصلاة العصر وقت فضيلةٍ واختيارٍ، ووقت اضطرارٍ؛ أما وقت الفضيلة؛ فهو ذاتُه وقت الاختيار؛ أي بعد أن يصير ظلّ الشيء مثله في حالِ عدم اصفرار الشمس، وأمّا الوقت الاضطراريّ؛ فيكون بأن يمتدّ وقت صلاة العصر إلى وقت قُبيل غروب الشمس بقليل، وهذا الوقت يسعُ المسلم أن يصلّيَ فيه ركعةً، والأفضل أن تُصلّى في وقت الفضيلة.[٣]

وقد جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يؤخّر العصر ما لم تصفرّ الشمس؛ لأنّه باصفرارها يدخل الوقت الاضطراريّ، فكونه -صلّى الله عليه وسلّم- كان يؤخّرها في حال تكون فيه الشمس بيضاء نقيّةً؛ فهو الوقت الاختياريّ،[٤] وينبغي على المسلم الحريص على صلاتِه ألّا يؤخّر وقت صلاة العصر؛ فالأفضل تعجيلها وأداؤها في أوّل وقتها، ولا يجوز تأخيرها إلّا لضرورةٍ؛ مثل الموظّفين الذين لا تسنح لهم الفرصة بأدائها في أوّل وقتها لطبيعة عملهم، وهذا ما يؤكّده حديث المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ)،[٥][٦] وتُكرَه صلاة العصر بعد اصفرار الشمس عند أكثر الفقهاء؛ وذلك لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا).[٧][٢]

حكم الصلاة بعد صلاة العصر

إذا صُلّيت صلاة العصر ولو بعد ساعةٍ من وقتها إلى مغيب قرص الشمس، فالنّهيُ يبدأ من وقت أداء العصر، وليس من ابتداء وقتها؛ لأنّ المسلم قد يتسنّى له أن يؤدّي العصر بعد دخول وقتها بفترةٍ، حتى لو كان وقتها قد دخل، وينبغي أن يُعلمَ أنّ ما يُمنع صلاته بعد أداء العصر هو صلاة التطوّع المحضة، أمّا صلاة التطوّع المرتبطة بسببٍ؛ كتحيّة المسجد، أو ركعتين بعد الوضوء، وركعتَي الطواف، وغيرها؛ فإنّه يجوز أن تُصلّى في أيّ وقتٍ على ما قاله أهل العلم.[٨]

فالنّهي في التطوّع بالصلاة بعد صلاتَيْ العصر والفجر يتعلّق بفعل الصلاة وأدائها، فالذي لم يُصلّ العصر أو الفجر بعد؛ يجوز له التطوّع قبل صلاتِه لهما، ومن قام بأداء الصّلاة فلا يجوز له التطوّع بصلاةٍ ليس لها سببٌ كما سبق ذكره، وعلى ذلك أكثر أهل العلم، وبه قال الشافعيّ وابن تيمية -رحمهما الله-، ويرى أبو حنيفة -رحمه الله- أن الامتناع عن التنفّل والتطوع بعد صلاة الفجر يكون بابتداء وقتها لا بعد أدائها فقط،[٩] أما صلاة العصر فلا خلاف أنّ ذلك يكون بعد أدائها، قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: “لا خلاف أن وقت الكراهة بعد العصر لا يدخل بمجرد دخول العصر، بل لا يدخل حتى يصلّيها”، ووافقة ابن تيمية -رحمه الله- ثم قال بعد ذلك: “…وهذا ثابت بالنص والاتفاق”، ونقل ابن قدامة -رحمه الله- مثل ذلك ثم قال: “لا نعلم في هذا خلافا عند من يمنع الصلاة بعد العصر”.[١٠]

منزلة صلاة العصر

إنّ لصلاة العصر منزلةً عظيمةً في الإسلام، فقد خصّها الله -عزّ وجلّ- بالذِّكر وبالحرص عليها؛ فهي الصلاة الوسطى، وتخصيصُها بالذكر جاء في قول الله -تعالى-:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)،[١١] وهذا يبيّن لنا أهميّة وفضلِ هذه الصّلاة عند الله -تعالى-، وعلى كلّ مسلمٍ أن يعتني بها وأن يتهيّأ لأدائها في وقتها على الدوام، وشأنُ المحافظة على الصّلوات كُلّها عظيمٌ، إلّا أنّ صلاة العصر جاء ذكرُها لمكانتِها، لذلك ينبغي على الرجل أن يحرص على صلاتها جماعةً في المسجد، وأن تتحرّى المرأة وقتها لأدائها فيه، وممّا جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ)،[١٢] وقال أيضاً: (من فاتته صلاةُ العصرِ، فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه).[١٣][١٤]

الصلاة في وقتها

إنّ للوقتِ في حياة المُسلم أهميّةً عظيمةً، وقد جاء الدّين الحنيف بتربيّة أبنائِه على الحرص على هذه الأوقات، فحدّد الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالمواقيتِ، وألزمنا بأدائها على مواعِيدها، ومن أهمّها الصّلاة، فجاء التحذير من التهاون فيها والتساهل في أدائها على ميقاتِها، فقال الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[١٥] ومن السّنة الشريفة ما جاء في حديثِ ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها)،[١٦] وما هذا إلّا لِيُعلّم الله -تعالى- عباده على الالتزام بالصّلاة، وتقدير مكانةِ المواعيد في الإسلام.[١٧]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 579، صحيح.
  2. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 666، جزء 1. بتصرّف.
  3. عطية بن محمد سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 10، جزء 40. بتصرّف.
  4. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 22، جزء 61. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612، صحيح.
  6. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 901، جزء 5. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 622، صحيح.
  8. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1190، جزء 5. بتصرّف.
  9. عَبد الله الطيّار، عبد الله المطلق، محمَّد الموسَى (1432هـ)، الفقه الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: دار مدار الوَطن، صفحة 365، جزء 1. بتصرّف.
  10. عيد بن سفر الحجيلي (1990-1993م)، كتاب تحقيق المقام فيما يتعلق بأوقات النهي عن الصلاة من أحكام، السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 233. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية: 238.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 594، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن نوفل بن معاوية الديلي، الصفحة أو الرقم: 477، صحيح.
  14. عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 101، جزء 7. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 103.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 85، صحيح.
  17. عبد الفتاح أبو غدة، قيمة الزمن عند العلماء (الطبعة العاشرة)، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، صفحة 9. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

متى ينتهي وقت صلاة العصر

إنّ انتهاءَ وقت صلاة العصر يكون مع غروب الشمسِ؛ أمّا وقت بدايته فيكون حين انتهاء وقت الظُّهر؛ أي عند الزيادةِ على مثلِ ظلّ الشيء، ومعناه عند جمهور الفقهاء أدنى زيادةٍ، أو حينَ الزيادة على مثلَي الظّل وذلك عند الإمام أبي حنيفة؛ وعليه فإنّ وقت انتهائها باتفاقٍ قُبيل غروب الشمس كما جاء في الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ)،[١][٢] وإنّ لصلاة العصر وقت فضيلةٍ واختيارٍ، ووقت اضطرارٍ؛ أما وقت الفضيلة؛ فهو ذاتُه وقت الاختيار؛ أي بعد أن يصير ظلّ الشيء مثله في حالِ عدم اصفرار الشمس، وأمّا الوقت الاضطراريّ؛ فيكون بأن يمتدّ وقت صلاة العصر إلى وقت قُبيل غروب الشمس بقليل، وهذا الوقت يسعُ المسلم أن يصلّيَ فيه ركعةً، والأفضل أن تُصلّى في وقت الفضيلة.[٣]

وقد جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يؤخّر العصر ما لم تصفرّ الشمس؛ لأنّه باصفرارها يدخل الوقت الاضطراريّ، فكونه -صلّى الله عليه وسلّم- كان يؤخّرها في حال تكون فيه الشمس بيضاء نقيّةً؛ فهو الوقت الاختياريّ،[٤] وينبغي على المسلم الحريص على صلاتِه ألّا يؤخّر وقت صلاة العصر؛ فالأفضل تعجيلها وأداؤها في أوّل وقتها، ولا يجوز تأخيرها إلّا لضرورةٍ؛ مثل الموظّفين الذين لا تسنح لهم الفرصة بأدائها في أوّل وقتها لطبيعة عملهم، وهذا ما يؤكّده حديث المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ)،[٥][٦] وتُكرَه صلاة العصر بعد اصفرار الشمس عند أكثر الفقهاء؛ وذلك لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا).[٧][٢]

حكم الصلاة بعد صلاة العصر

إذا صُلّيت صلاة العصر ولو بعد ساعةٍ من وقتها إلى مغيب قرص الشمس، فالنّهيُ يبدأ من وقت أداء العصر، وليس من ابتداء وقتها؛ لأنّ المسلم قد يتسنّى له أن يؤدّي العصر بعد دخول وقتها بفترةٍ، حتى لو كان وقتها قد دخل، وينبغي أن يُعلمَ أنّ ما يُمنع صلاته بعد أداء العصر هو صلاة التطوّع المحضة، أمّا صلاة التطوّع المرتبطة بسببٍ؛ كتحيّة المسجد، أو ركعتين بعد الوضوء، وركعتَي الطواف، وغيرها؛ فإنّه يجوز أن تُصلّى في أيّ وقتٍ على ما قاله أهل العلم.[٨]

فالنّهي في التطوّع بالصلاة بعد صلاتَيْ العصر والفجر يتعلّق بفعل الصلاة وأدائها، فالذي لم يُصلّ العصر أو الفجر بعد؛ يجوز له التطوّع قبل صلاتِه لهما، ومن قام بأداء الصّلاة فلا يجوز له التطوّع بصلاةٍ ليس لها سببٌ كما سبق ذكره، وعلى ذلك أكثر أهل العلم، وبه قال الشافعيّ وابن تيمية -رحمهما الله-، ويرى أبو حنيفة -رحمه الله- أن الامتناع عن التنفّل والتطوع بعد صلاة الفجر يكون بابتداء وقتها لا بعد أدائها فقط،[٩] أما صلاة العصر فلا خلاف أنّ ذلك يكون بعد أدائها، قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: “لا خلاف أن وقت الكراهة بعد العصر لا يدخل بمجرد دخول العصر، بل لا يدخل حتى يصلّيها”، ووافقة ابن تيمية -رحمه الله- ثم قال بعد ذلك: “…وهذا ثابت بالنص والاتفاق”، ونقل ابن قدامة -رحمه الله- مثل ذلك ثم قال: “لا نعلم في هذا خلافا عند من يمنع الصلاة بعد العصر”.[١٠]

منزلة صلاة العصر

إنّ لصلاة العصر منزلةً عظيمةً في الإسلام، فقد خصّها الله -عزّ وجلّ- بالذِّكر وبالحرص عليها؛ فهي الصلاة الوسطى، وتخصيصُها بالذكر جاء في قول الله -تعالى-:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)،[١١] وهذا يبيّن لنا أهميّة وفضلِ هذه الصّلاة عند الله -تعالى-، وعلى كلّ مسلمٍ أن يعتني بها وأن يتهيّأ لأدائها في وقتها على الدوام، وشأنُ المحافظة على الصّلوات كُلّها عظيمٌ، إلّا أنّ صلاة العصر جاء ذكرُها لمكانتِها، لذلك ينبغي على الرجل أن يحرص على صلاتها جماعةً في المسجد، وأن تتحرّى المرأة وقتها لأدائها فيه، وممّا جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ)،[١٢] وقال أيضاً: (من فاتته صلاةُ العصرِ، فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه).[١٣][١٤]

الصلاة في وقتها

إنّ للوقتِ في حياة المُسلم أهميّةً عظيمةً، وقد جاء الدّين الحنيف بتربيّة أبنائِه على الحرص على هذه الأوقات، فحدّد الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالمواقيتِ، وألزمنا بأدائها على مواعِيدها، ومن أهمّها الصّلاة، فجاء التحذير من التهاون فيها والتساهل في أدائها على ميقاتِها، فقال الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[١٥] ومن السّنة الشريفة ما جاء في حديثِ ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها)،[١٦] وما هذا إلّا لِيُعلّم الله -تعالى- عباده على الالتزام بالصّلاة، وتقدير مكانةِ المواعيد في الإسلام.[١٧]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 579، صحيح.
  2. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 666، جزء 1. بتصرّف.
  3. عطية بن محمد سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 10، جزء 40. بتصرّف.
  4. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 22، جزء 61. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612، صحيح.
  6. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 901، جزء 5. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 622، صحيح.
  8. محمد صالح المنجد، كتاب الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1190، جزء 5. بتصرّف.
  9. عَبد الله الطيّار، عبد الله المطلق، محمَّد الموسَى (1432هـ)، الفقه الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: دار مدار الوَطن، صفحة 365، جزء 1. بتصرّف.
  10. عيد بن سفر الحجيلي (1990-1993م)، كتاب تحقيق المقام فيما يتعلق بأوقات النهي عن الصلاة من أحكام، السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 233. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية: 238.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 594، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن نوفل بن معاوية الديلي، الصفحة أو الرقم: 477، صحيح.
  14. عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 101، جزء 7. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 103.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 85، صحيح.
  17. عبد الفتاح أبو غدة، قيمة الزمن عند العلماء (الطبعة العاشرة)، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، صفحة 9. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى