محتويات
ماليزيا في فجر التاريخ
سكنَ الهنود القُدماء قديماً في المنطقة التي تُعرَف اليومَ باسم شبه جزيرة الملايو (إحدى أقاليم ماليزيا)، وأسَّسوا فيها ثقافتَهم الخاصّة، واعتنقوا الدين الهندوسيّ، والبوذيّ، واستخدموا السنسكريتيّة للكتابة، وبعد ذلك بدأت الممالك بالسيطرة على المنطقة التي تضمُّ ماليزيا حاليّاً، وتُعَدُّ إمبراطوريّة لانغكاسوكا أُولى هذه الممالك، حيث سيطرَت هذه الإمبراطوريّة على المنطقة الواقعة في شمال شبه جزيرة الملايو، كما أنّ مملكة فونان في كمبوديا تمكَّنت من السيطرة على الجزء الشماليّ من ماليزيا، واستمرَّ حُكمها للمنطقة حتى القرن السادس للميلاد، أمّا في القرن الثامن للميلاد، فقد خضعت مُعظم شبه الجزيرة الماليزيّة لسيطرة إمبراطوريّة سريفيجايا، وقد أحكمَت هذه المملكة سيطرتَها على المنطقة حتى القرن الثالث عشر، إذ إنّها سقطَت على يد إمبراطوريّة ماجاباهيت التي تمكَّنت من السيطرة على المنطقة، بالإضافة إلى سواحل جزيرة بورنيو.[١]
ومن الجدير بالذكر أنّ القُوّات البُرتغاليّة في بداية القرن السادس عشر تمكَّنت من إنشاء مُستعمَرة لها في ملقا بعد أن احتلَّتها، أمّا فيما بَعد فقد تمّ إنشاء سَلطنة بيراك في الشمال، وسَلطنة جوهور في الجنوب، إلّا أنّ سقوط ملقا أدّى فيما بعد إلى التنازُع بين أطراف مختلفة على مضيق ملقا، حيث انتهى هذا التنازُع بسيطرة الهولنديّين (بالتعاوُن مع سَلطنة جوهور) على المضيق في عام ألف وستِّمئة وواحد وأربعين.[١]
ماليزيا تحت السيطرة البريطانية
في عام ألف وسبعمئة وستّة وثمانين، استطاعت شركة الهند الشرقيّة البريطانيّة السيطرة على جزيرة بينانغ الماليزيّة، وجعلت منها مرفأً تجاريّاً مهمّاً، فبدأ النفوذُ التجاريّ البريطانيّ بالتوسُّع في شبه جزيرة الملايو، وتمكَّنت القُوّات البريطانيّة من السيطرة على ملقا في عام ألف وثمانمئة وأربعة وعشرين، وذلك بعد توقيع معاهدة مع هولندا تقضي بأن يتمَّ تقسيمُ أرخبيل الملايو بين البريطانيّين، والهولنديّين، وقد سعى الجانب البريطانيّ جاهداً؛ لتحقيق الاتِّحاد بين بينانغ، وسنغافورة، وملقا، فتحقّقَ لهم ذلك في عام ألف وثمانمئة وستّة وعشرين، إذ أصبحت كلّها معاً وحدةً إداريّة، وبذلك أسَّس البريطانيّون مستوطنات المضائق التي أصبحت في عام ألف وثمانمئة وسبعة وستّين مُستعمَرةً تابعة للتاج البريطانيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ النُّفوذ البريطانيّ استمرَّ بالتّوسُع في ماليزيا حتى وصلَ إلى مدينتَي صباح، وساراواك.[٢]
ماليزيا في القرن العشرين
انتهَت السيطرة البريطانيّة على الأراضي الماليزيّة في عام ألف وتسعمئة واثنين وأربعين؛ حيثُ تمكَّنت القُوّات اليابانيّة من غَزو البلاد، علماً بأنّ الاحتلال اليابانيّ لماليزيا استمرَّ حتى عام ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين، أمّا في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين، فقد تمّ ضَمُّ المناطق التي كانت خاضعةً للحُكم البريطانيّ جميعها في شبه جزيرة الملايو (باستثناء سنغافورة) ضمن اتِّحاد واحد يُسمَّى (اتِّحاد الملايو)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الاتِّحاد نال استقلاله عام ألف وتسعمئة وسبعة وخمسين.[٣]
وممّا لا بُدّ من التطرُّق إليه أنّه كان قد تمّ فيما بعد ضَمُّ سنغافورة، وصباح، وساراواك إلى اتِّحاد الملايو، فتأسَّست بذلك دولة ماليزيا في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين، إلّا أنّ سنغافورة لم تستمرّ في الاتِّحاد؛ إذ انسحبت منه في عام ألف وتسعمئة وخمسة وستّين، وبدأت البلاد بذلك مرحلةً جديدةً في تاريخها، فحرصت الحكومة الماليزيّة على النهوض بالاقتصاد الوطنيّ، وذلك من خلال الاعتماد على الصادرات، والصناعة، والسياحة، والخدمات، إلى أن أصبحت ماليزيا دولةً مُزدهِرةً، ومُتطوِّرة على مستوى عالٍ، ورفيع.[٣]
المراجع
- ^ أ ب -، بلدان العالم، صفحة 397. بتصرّف.
- ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 146-147، جزء الثاني والعشرون. بتصرّف.
- ^ أ ب “Malaysia”, www.cia.gov, Retrieved 17-1-2019. Edited.