رسل و أنبياء

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ما هو عدد الانبياء والرسل واسمائهم

عدد الانبياء والرسل

يُعدُّ عددُ الأنبياءِ والرُسل مِن الأمور الغيبيّة التي لا يعلمُها إلا الله -تعالى-، لِقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١] أما عُرف منهم فهُم الذين جاء ذِكرُهُم في القُرآن أو الأحاديث الصحيحة، ويجبُ الإيمانُ بما عُلم مِن أسمائِهِم، وأن لله -تعالى- رُسلاً وأنبياءَ لا نعلم أسماءهم، فيجب الإيمان بهم إجمالاً، وقد جاء في ذِكرِ عدد الأنبياء والرّسل في بعضُ الأحاديث التي اختُلف في ثُبوتها بين الصحة وعدمها، حيث رُوي فيها أن عددهم مئةٌ وعشرونَ ألفاً، وقيل: مئةٌ وأربعةٌ وعِشرونَ ألفاً، والرُسلُ منهم ثلاثُ مئةٍ وثلاثة عشر، وقيل: ثلاثُ مئةٍ وخمسةَ عشر.[٢][٣]

وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ الله -تعالى- يُخبر بأنّه هُناك رُسلاً لم يقصُصهم على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لأنّه -سبحانه- لم يُفصّل للنبيّ جميع أخبارِ رُسله وأنبيائه، بل ذكر بعضهم بشكلٍ مُجمل، وفصّل له أخبار بعضِهِم،[٤] وذهب البعض إلى أنّ عددهم غيرُ معروف، باستثناء ما ذكرهم الله -تعالى- لنا في القُرآن، وهم خمسةٌ وعِشرون، لِقوله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]

أسماء الأنبياء والرسل

جاءَ ذِكرُ عددٍ مِنَ الأنبياء في القُرآن الكريم، ومنهم في السُّنة، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأنبياء والرُّسُل المذكورين في القُرآن الكريم: ذَكرَ الله -تعالى- لنا في كِتابه خمسةً وعِشرين نبيّاً ورسولاً؛ ثمانية عشر منهم جاء ذِكرُهم في موضعٍ واحدٍ مِن سورة الأنعام، وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسُليمان، وأيوب، ويُوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويُونُس، ولوط -عليهم السلام-.[٧]
وذلك في قوله -تعالى-: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٨] وأمّا الثمانيّةُ الباقون، فجاء ذِكرُهم في مواضِع مُتفرقة، وهم: آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومُحمد -عليهم الصلاة والسلام-.[٧]
  • الأنبياء المذكورين في السُّنة: ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القُرآنُ الكريم، كالنبيّ يوشع بن نون -عليه السلام-، وجاءَ ذِكره في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا؟ ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه).[٩][١٠]
ومما يؤكد على أنّه النبيّ يوشع بن نون -عليه السلام- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١١] وكذلك النبيّ شيث -عليه السلام-، حيث جاءَ عن ابن كثير عن أبي ذر مرفوعاً أنه “أُنزل عليه خمسون صحيفة”.[١٠]
  • الصالِحون المشكوكُ في نُبوّتهم: ذُكر بعضُ الصالحين الذين تعدّدت آراء العُلماء في كونهم أنبياء أم رِجالٌ صالحين، ومنهم:[١٢]
    • ذو القرنين وتُبّع: وجاء ذِكر ذي القرنين في قوله -تعالى-: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٣] ونفى عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- نُبوّته، في حين ذهب الفخرُ الرازيّ إلى أنه نبيّ، وأمّا تُبّع فجاء ذِكرهُ في عددٍ مِنَ الآيات، كقوله -تعالى-: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)،[١٤] والأفضل التوقّف في إثباتِ النُبوّة لَهُما، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا).[١٥]
    • الخَضر: وهو الرَجُل الذي ذهب إليه موسى -عليه السلام- لِطلب العِلمِ منه، ومما جاء في ذكره في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)،[١٦] فقال عددٌ من العلماء إنّه عبدٌ صالح.
ويرى جمهور العلماء أنّه نبيّ، فالعلم الذي معه هو من وحي الله -تعالى- له، ورحمتُهُ هي رحمة النُّبوة، وكذلك طلب موسى -عليه السلام- العلم منه وهو معصوم مِن رَجُلٍ غير معصوم، وتواضعهِ له، وما حصل معه من الأحداث التي تدلُّ على أنها وحيٌ من الله -تعالى-، كَقتله للغُلام، وغير ذلك، وفي نهاية القصة أخبر موسى -عليه السلام- بِقوله وبيانه لِحقيقة أمره: (رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري).[١٧][١٨][١٢]

خصائص الأنبياء والرسل

إنّ للأنبياء والرُسل العديد مِن الخصائص التي تُميّزُهُم عن باقي البشر، وهي كما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الاصطِفاء والاختيار، فقد اختارهم الله -تعالى- من بين البشر؛ لِسهولة الوصول إلى قُلوب البشر والتّفاهُم معهم، بخلاف لو كانوا مِن الملائكة، وميّزهم بتأديبهم، واختلافِ تفكيرهم وسُلوكهم، إلا من سار على طريقهم.
  • العِصمة مِن الشرك والضلال قبل النُّبوِّة وبعدها، وكذلك العِصمة في رسالتهم ودعوتهم، ونقلها للناس، فلا يُمكن للنبيّ نسيانُ ما أُوحيَّ إليه، أو النُقصانِ منه، أو كتمه؛ لِهداية الله -تعالى- لهم إلى الحق والصواب، لِقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى).[٢١]
  • يقظة القلب، فالنبيّ تنامُ عينهُ فقط من غير أن ينام قلبه، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّا معشرَ الأنبياءِ تنامُ أعيُنُنَا، ولَا تنامُ قلوبُنا).[٢٢]
  • التخييّر بين الموت والحياة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ)،[٢٣] ولكنهم -عليهم السلام- دائِماً يختارون ما عند الله -تعالى- على الدُنيا ومتاعها.
  • الحياة في قُبورهم، وتحريم الأرض على أكل أجسامِهِم، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[٢٤] بالإضافة إلى أنهم يُدفنون حيث يموتون، ويبقون أحياءً فيها يُصلّون، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنه رأى موسى -عليه السلام- يُصلِّي في قبره في رحلة الإسراءِ والمِعراج.
  • الشرف في النَّسب، والكمال في الخَلق والخُلق، والبراءة من العُيوب الخَلقيّة، وطهارةِ القلب، وكثرة الصبر، وجميعها من الرّجال الأحرار، لِقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ).[٢٥]
  • الوحي، فقد ميّزهم الله -تعالى- واختصّهم بالوحي والرِسالة عن باقي البشر، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢٦]
  • التصدُّق بما يبقى وراءهم، فلا يُورِّثون، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ)،[٢٧] وحُرمة الزواج بِنسائِهِم من بعدهم، لِقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).[٢٨]
  • رعي الغنم، فجميع الأنبياء قد عملوا في رعي الغنم.[٢٩]

ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل

إنّ للإيمانِ بِالأنبياءِ والرُسل العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:[٣٠][٣١]

  • شُكر الله -تعالى- وحَمْده على نعمة الأنبياء؛ حيث قاموا بِهداية الناس، وتعريفُهم بربِّهم، وكيفية عبادته.[٣٢]
  • إدراك المُسلم وعلمه بِرحمة الله -تعالى- عليه؛ من خلال إرسال الرُّسل، ليعرفّوه به -سبحانه وتعالى-، وبطريقه المُستقيم.
  • تحقيق الإيمان، والبُعد عن الضلال؛ حيث إنّ الإيمان بالأنبياءِ والرُسل من أُصول وأركان الإيمان، لِقوله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٣٣][٣٤]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد بن علي الزاملي عسيري (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، السعودية، كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  3. زين الدين أحمد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (هو شرح للمؤلف على كتابه هو المسمى قرة العين بمهمات الدين) (الطبعة الأولى)، بيروت، دار بن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  4. عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 7-8، جزء 141. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 164.
  6. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3124، صحيح.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 255/6، صحيح.
  12. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 21-25. بتصرّف.
  13. سورة الكهف، آية: 86.
  14. سورة الدخان، آية: 37.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  16. سورة الكهف، آية: 65.
  17. سورة الكهف، آية: 82.
  18. “قول جمهور العلماء في (الخضر)”، www.islamweb.net، 28-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2021. بتصرّف.
  19. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 6-12، جزء 110. بتصرّف.
  20. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 80-81. بتصرّف.
  21. سورة النجم، آية: 1-5.
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عطاء وأنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  23. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5791، صحيح.
  24. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/206، صحيح.
  25. سورة الأنبياء، آية: 7.
  26. سورة الشورى، آية: 51.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1761، صحيح.
  28. سورة الأحزاب، آية: 53.
  29. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
  30. محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، السعودية، دار بن خزيمة، صفحة 67. بتصرّف.
  31. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 459، جزء 3. بتصرّف.
  32. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية، دار أصداء المجتمع، صفحة 83. بتصرّف.
  33. سورة البقرة، آية: 177.
  34. عبد العزيز الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الأنبياء والرسل

الأنبياء مفردها نبيّ، والنبوة مشتقة من الإنباء، وفي اللغة: الإخبار، أمَّا اصطلاحاً: فالنبيُّ كل من نزل عليه الوحي من الله -تعالى- بواسطة ملَكٍ من الملائكة، وأجرى على يديه خوارق العادات تأييداً له، والرسول في اللغة: هوالمُرسَل، أمَّا اصطلاحاً: فهو إنسانٌ بعثه الله إلى خلقه ليُبلِّغهم الأحكام، والرسول أخص من النبي، فكل رسولٍ نبي، وليس كل نبيٍّ رسول.[١]

اختلف أهل العلم في الفرق بين الأنبياء والرُسل، وقد جمعهما قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[٢] فقالت طائفةٌ من أهل العلم: الأنبياء والرُسل واحد، فالنبيُّ رسول، والرسول نبيّ، والرسول مأخوذ من تحمل الرسالة، والنبيّ مأخوذ من النبأ وهو الإخبار؛ لأنه مُخبرٌ عن الله تعالى، وقيل: يختلف مسمى النبيّ عن مسمى الرسول، فالرسول أعلى منزلة من النبيّ؛ لذلك سميت الملائكة رسلاً، ولم يسمّوا أنبياء، واختلف القائلون بالفرق بين النبي والرسول على ثلاثة أقوال، وهي كالآتي:[٣]

  • الرسول هو الذي تنزل عليه الملائكة بالوحي، أمَّا النبيّ فهو الذي يُوحى إليه في نومه.
  • الرسول يُبعث إلى أمة، أمَّا النبيّ فهو المحدّث الذي لا يُبعث إلى أمة.
  • الرسول هو الذي يضع الشرائع ابتداءً، أمَّا النبيّ فهو الذي يحفظ، ويُطبق شريعة غيره من الرُسل.

أيدَّ الله -تعالى- الأنبياء بالمعجزات؛ للدلالة على صدقهم، والمعجزة: ما خرق عادة البشر من أمور لا تُستطاع إلا بقدرة الله تعالى، خصَّ بها الله -تعالى- أنبيائه، وينقسم ما خرج عن العادة إلى عشرة أقسام، وهي كالآتي:[٣]

  • ما يخرج جميع جنسه عن قدرة البشر؛ كإحياء الموتى، فقليل هذا وكثيره معجز.
  • ما يدخل جنسه في قدرة البشر، ولكن يخرج مقداره عن قدرة البشر، كقطع المسافات البعيدة جداً في مدة قصيرة؛ فيكون معجزاً لخرق العادة، واختُلِف في هذا النوع، فقال بعضهم: المعجز منه ما خرج عن القدرة، وقال آخرون: جميعه معجز لاتصاله بما لا يتميز عنه.
  • معرفة الأمور التي تخرج عن علم البشر كالإخبار بحوادث الغيب، وهذا القسم معجز بشرطين:
    • تكرار الشيء حتى يخرج عن حد الاتفاق.
    • عدم وجود سببٍ يُستدل به عليه.
  • ما خرج نوعه عن مقدور البشر، وإن كان جنسه داخلاً في مقدور البشر، كالقرآن الكريم؛ فإن أسلوبه ونوعه خارجٌ عن قدرة العرب الفصحاء، مع امتلاك العرب القدرة على الكلام والبلاغة.
  • ما كان فعله داخلاً في مقدرة البشر، ولكن مقدار وسرعة حصوله خارجٌ عن قدرة البشر، كالمرض المُزمِن فإن شفائه من قدرة البشر، ولكن شفائه في لحظة حدوثه خارج عن قدرة البشر، فكان بخرق العادةِ معجزاً.
  • عدم قدرة الإنسان على فعل ما كان داخلاً في قدرته، كإخبار الكاتب بعجزه عن الكتابة، وإخبار المتكلم بعجزه عن الكلام، فيكون هذا معجزاً في حق العاجز فقط.
  • إنطاق الحيوان أو تحريك الجماد، فإن كان باستدعائه أو إشارته فهو معجزٌ له، وإن كان من غير استدعاء ولا إشارة فإنه لا يكون معجزاً.
  • إظهار الشيء في غير زمانه؛ كإظهار فاكهة الصيف في الشتاء، وإظهار فاكهة الشتاء في الصيف، فإن كان حفظهما في غير زمانهما ممكناً، فلا معجزة في ذلك، وإن كان حفظهما في غير زمانهما غير ممكن، فإنه معجزٌ.
  • انفجار الماء، أوانقطاعه، وحدوث ذلك من غير أسباب، فإنه معجز.
  • إشباع العدد الكبير من الطعام القليل، وإرواء العدد الكثير من الماء القليل، فإنه معجزٌ في حقهم، ولا يكون معجزاً في حق غيرهم.

عدد الأنبياء والرسل وأسمائهم

جاءت السنة النبوية ببيان عدد الأنبياء، وعدد الرسل جملةً، عن أبي ذرٍ -رضي الله عنه- قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟ قال: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا)،[٤] وفي رواية أخرى عن أبي ذرٍ رضي الله عنه: (أنَّ الأنبياءَ مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرونَ ألفًا، وأنَّ الكُتبَ المنزَّلَةَ مائةٌ وأربعةُ كُتُبٍ)،[٥] وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم بعض أسماء الرُسل في مواضع متفرقةٍ في القرآن، فذكر الله -تعالى- منهم ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحد، قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٦] و ذكر الله -تعالى- أسماء سبعة آخرين في مواضع أُخرى في القرآن الكريم، وهم: آدم، وإدريس، وهود، وصالح، وشعيب، وذو الكفل، ومحمد خاتم النبيين، صلوات الله -تعالى- عليهم أجمعين.[٧]

اختلف أهل العلم في نبوة بعض من ذُكر في كتاب الله تعالى، وهم كالآتي:

  • الخَضر: الخَضر هو صاحب موسى عليه السلام، وقد ذُكرت قصته في سورة الكهف، وهو نبيٌّ عند الجمهور، وقيل: هو عبدٌ صالحٌ غير نبيٍّ، والآية تشهد بنبوَّته؛ لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحيٍ، وقيل: كان مَلَكاً أمر الله تعالى موسى -عليه السلام- أن يأخذ عنه ممَّا عنده من علم الباطن، والأول هو الصحيح.[٨]
  • لقمان: هو المذكور في السورة المسمّية باسمه، وذهب جمهور السلف إلى أنه لم يكن نبيّاً.[٩]
  • عُزيرٌ: قال ابن كثير: المشهور أن عُزيراً نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، وقيل: كان بين نبيِّ الله داود وسليمان، وقيل: بين نبيِّ الله زكريا ويحيى، وقيل: لما لم يبقَ في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بني إسرائيل.[١٠]

خصائص الأنبياء والرسل

الأنبياء مكلّفون كغيرهم من البشر، ولكن شرع الله في حقهم جملة من الأحكام تخصّهم، وهي كالآتي:[١]

  • تحريم الصدقة عليهم: من خصائص النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- تحريم الصدقة عليه، قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الصَّدَقَةَ لا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إنَّما هي أَوْسَاخُ النَّاسِ)،[١١] والظاهر أيضاً عدم حلِّ الصدقة في سائر الأنبياء.
  • أموالهم لا تورث عنهم بل تكون صدقةً: قال ابن تيمية: إن الله -تعالى- صان أنبيائه عن أن يُورِّثوا الدنيا؛ حتى لا يكون ذلك شبهةً لمن يقدح في نبُوَّتهم بأنهم جمعوا الدنيا وورَّثوها لورثِتِهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَقْتَسِمُ ورَثَتي دِينَارًا ولَا دِرْهَمًا ما تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، ومَئُونَةِ عَامِلِي فَهو صَدَقَةٌ).[١٢]
  • يُدفن الأنبياء حيث قُبضوا: حيث يُدفن الأنبياء حيث قُبضوا، وقد دُفن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجرة عائشة حيث توفي، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما دُفِنَ نبيُّ قطُّ إلا في مكانِهِ الذي تُوفِّيَ فيهِ فحُفِرَ لهُ فيهِ).[١٣]

المراجع

  1. ^ أ ب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (2001)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، الكويت: طبع الوزارة، صفحة 40-44، جزء 40. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية: 52.
  3. ^ أ ب الماوردي (1409)، أعلام النبوة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الهلال، صفحة 42-51. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 5669، صحيح.
  5. رواه الشوكاني، في الفتح الرباني، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1/484، إسناده حسن.
  6. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  7. عادل يوسف العزازي (18-1-2016)، “عدد الأنبياء والرسل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
  8. القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 16، جزء 11. بتصرّف.
  9. ابن كثير (1419)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 299، جزء 6. بتصرّف.
  10. ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 46، جزء 2. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 1072، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2776، صحيح.
  13. رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن مالك بن أنس، الصفحة أو الرقم: 24/394، صحيح من وجوه مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الأنبياء والرسل

الأنبياء مفردها نبيّ، والنبوة مشتقة من الإنباء، وفي اللغة: الإخبار، أمَّا اصطلاحاً: فالنبيُّ كل من نزل عليه الوحي من الله -تعالى- بواسطة ملَكٍ من الملائكة، وأجرى على يديه خوارق العادات تأييداً له، والرسول في اللغة: هوالمُرسَل، أمَّا اصطلاحاً: فهو إنسانٌ بعثه الله إلى خلقه ليُبلِّغهم الأحكام، والرسول أخص من النبي، فكل رسولٍ نبي، وليس كل نبيٍّ رسول.[١]

اختلف أهل العلم في الفرق بين الأنبياء والرُسل، وقد جمعهما قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[٢] فقالت طائفةٌ من أهل العلم: الأنبياء والرُسل واحد، فالنبيُّ رسول، والرسول نبيّ، والرسول مأخوذ من تحمل الرسالة، والنبيّ مأخوذ من النبأ وهو الإخبار؛ لأنه مُخبرٌ عن الله تعالى، وقيل: يختلف مسمى النبيّ عن مسمى الرسول، فالرسول أعلى منزلة من النبيّ؛ لذلك سميت الملائكة رسلاً، ولم يسمّوا أنبياء، واختلف القائلون بالفرق بين النبي والرسول على ثلاثة أقوال، وهي كالآتي:[٣]

  • الرسول هو الذي تنزل عليه الملائكة بالوحي، أمَّا النبيّ فهو الذي يُوحى إليه في نومه.
  • الرسول يُبعث إلى أمة، أمَّا النبيّ فهو المحدّث الذي لا يُبعث إلى أمة.
  • الرسول هو الذي يضع الشرائع ابتداءً، أمَّا النبيّ فهو الذي يحفظ، ويُطبق شريعة غيره من الرُسل.

أيدَّ الله -تعالى- الأنبياء بالمعجزات؛ للدلالة على صدقهم، والمعجزة: ما خرق عادة البشر من أمور لا تُستطاع إلا بقدرة الله تعالى، خصَّ بها الله -تعالى- أنبيائه، وينقسم ما خرج عن العادة إلى عشرة أقسام، وهي كالآتي:[٣]

  • ما يخرج جميع جنسه عن قدرة البشر؛ كإحياء الموتى، فقليل هذا وكثيره معجز.
  • ما يدخل جنسه في قدرة البشر، ولكن يخرج مقداره عن قدرة البشر، كقطع المسافات البعيدة جداً في مدة قصيرة؛ فيكون معجزاً لخرق العادة، واختُلِف في هذا النوع، فقال بعضهم: المعجز منه ما خرج عن القدرة، وقال آخرون: جميعه معجز لاتصاله بما لا يتميز عنه.
  • معرفة الأمور التي تخرج عن علم البشر كالإخبار بحوادث الغيب، وهذا القسم معجز بشرطين:
    • تكرار الشيء حتى يخرج عن حد الاتفاق.
    • عدم وجود سببٍ يُستدل به عليه.
  • ما خرج نوعه عن مقدور البشر، وإن كان جنسه داخلاً في مقدور البشر، كالقرآن الكريم؛ فإن أسلوبه ونوعه خارجٌ عن قدرة العرب الفصحاء، مع امتلاك العرب القدرة على الكلام والبلاغة.
  • ما كان فعله داخلاً في مقدرة البشر، ولكن مقدار وسرعة حصوله خارجٌ عن قدرة البشر، كالمرض المُزمِن فإن شفائه من قدرة البشر، ولكن شفائه في لحظة حدوثه خارج عن قدرة البشر، فكان بخرق العادةِ معجزاً.
  • عدم قدرة الإنسان على فعل ما كان داخلاً في قدرته، كإخبار الكاتب بعجزه عن الكتابة، وإخبار المتكلم بعجزه عن الكلام، فيكون هذا معجزاً في حق العاجز فقط.
  • إنطاق الحيوان أو تحريك الجماد، فإن كان باستدعائه أو إشارته فهو معجزٌ له، وإن كان من غير استدعاء ولا إشارة فإنه لا يكون معجزاً.
  • إظهار الشيء في غير زمانه؛ كإظهار فاكهة الصيف في الشتاء، وإظهار فاكهة الشتاء في الصيف، فإن كان حفظهما في غير زمانهما ممكناً، فلا معجزة في ذلك، وإن كان حفظهما في غير زمانهما غير ممكن، فإنه معجزٌ.
  • انفجار الماء، أوانقطاعه، وحدوث ذلك من غير أسباب، فإنه معجز.
  • إشباع العدد الكبير من الطعام القليل، وإرواء العدد الكثير من الماء القليل، فإنه معجزٌ في حقهم، ولا يكون معجزاً في حق غيرهم.

عدد الأنبياء والرسل وأسمائهم

جاءت السنة النبوية ببيان عدد الأنبياء، وعدد الرسل جملةً، عن أبي ذرٍ -رضي الله عنه- قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟ قال: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا)،[٤] وفي رواية أخرى عن أبي ذرٍ رضي الله عنه: (أنَّ الأنبياءَ مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرونَ ألفًا، وأنَّ الكُتبَ المنزَّلَةَ مائةٌ وأربعةُ كُتُبٍ)،[٥] وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم بعض أسماء الرُسل في مواضع متفرقةٍ في القرآن، فذكر الله -تعالى- منهم ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحد، قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[٦] و ذكر الله -تعالى- أسماء سبعة آخرين في مواضع أُخرى في القرآن الكريم، وهم: آدم، وإدريس، وهود، وصالح، وشعيب، وذو الكفل، ومحمد خاتم النبيين، صلوات الله -تعالى- عليهم أجمعين.[٧]

اختلف أهل العلم في نبوة بعض من ذُكر في كتاب الله تعالى، وهم كالآتي:

  • الخَضر: الخَضر هو صاحب موسى عليه السلام، وقد ذُكرت قصته في سورة الكهف، وهو نبيٌّ عند الجمهور، وقيل: هو عبدٌ صالحٌ غير نبيٍّ، والآية تشهد بنبوَّته؛ لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحيٍ، وقيل: كان مَلَكاً أمر الله تعالى موسى -عليه السلام- أن يأخذ عنه ممَّا عنده من علم الباطن، والأول هو الصحيح.[٨]
  • لقمان: هو المذكور في السورة المسمّية باسمه، وذهب جمهور السلف إلى أنه لم يكن نبيّاً.[٩]
  • عُزيرٌ: قال ابن كثير: المشهور أن عُزيراً نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، وقيل: كان بين نبيِّ الله داود وسليمان، وقيل: بين نبيِّ الله زكريا ويحيى، وقيل: لما لم يبقَ في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بني إسرائيل.[١٠]

خصائص الأنبياء والرسل

الأنبياء مكلّفون كغيرهم من البشر، ولكن شرع الله في حقهم جملة من الأحكام تخصّهم، وهي كالآتي:[١]

  • تحريم الصدقة عليهم: من خصائص النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- تحريم الصدقة عليه، قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الصَّدَقَةَ لا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إنَّما هي أَوْسَاخُ النَّاسِ)،[١١] والظاهر أيضاً عدم حلِّ الصدقة في سائر الأنبياء.
  • أموالهم لا تورث عنهم بل تكون صدقةً: قال ابن تيمية: إن الله -تعالى- صان أنبيائه عن أن يُورِّثوا الدنيا؛ حتى لا يكون ذلك شبهةً لمن يقدح في نبُوَّتهم بأنهم جمعوا الدنيا وورَّثوها لورثِتِهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَقْتَسِمُ ورَثَتي دِينَارًا ولَا دِرْهَمًا ما تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، ومَئُونَةِ عَامِلِي فَهو صَدَقَةٌ).[١٢]
  • يُدفن الأنبياء حيث قُبضوا: حيث يُدفن الأنبياء حيث قُبضوا، وقد دُفن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجرة عائشة حيث توفي، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما دُفِنَ نبيُّ قطُّ إلا في مكانِهِ الذي تُوفِّيَ فيهِ فحُفِرَ لهُ فيهِ).[١٣]

المراجع

  1. ^ أ ب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (2001)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، الكويت: طبع الوزارة، صفحة 40-44، جزء 40. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية: 52.
  3. ^ أ ب الماوردي (1409)، أعلام النبوة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الهلال، صفحة 42-51. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 5669، صحيح.
  5. رواه الشوكاني، في الفتح الرباني، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1/484، إسناده حسن.
  6. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  7. عادل يوسف العزازي (18-1-2016)، “عدد الأنبياء والرسل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
  8. القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 16، جزء 11. بتصرّف.
  9. ابن كثير (1419)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 299، جزء 6. بتصرّف.
  10. ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 46، جزء 2. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 1072، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2776، صحيح.
  13. رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن مالك بن أنس، الصفحة أو الرقم: 24/394، صحيح من وجوه مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى