محتويات
مقدمة
تحيط بنا الكثير من العوامل التي قد تؤذي صاحبها وتشحنه بالطاقة السلبية، التي تجعل تصرفاته وسلوكياته تظهر عليه بشكل انفعالات، فإذا كنت مشحون بالطاقة الإيجابية تظهر على أفعالك وكلامك وتصرفاتك من الطمأنينة، وراحة للنفس، وطاقتك الفعالة في العمل، فتكون شخص نشيطاً، أما إذا كان لديك طاقة سلبية تشعر بالخمول والاكتئاب والضيق، وعند معاملتك مع الناس قد تشعر أن جلوسك مع أحدهم يعطيك الطمأنينة والارتياح، وتقول: “يا ليتني أفضل جالس معه لوقت أكبر”، ولا تمل من جلوسك معه، وهناك شخصيات أخرى عندما تجلس معها تشعر أن حالتك أصبحت كئيبة، وتكون متضايقاً بعد أن تترك المجلس، رغم انهم لم يضايقوك بشيء؛ وذلك بسبب الطاقة السلبية التي حصلت عليها منهم، وذلك قد يكون لأن لديهم طاقة سلبية، أو لأن مشاعرهم غير صالحة، فما هو مفهوم الطاقة؟ وكيف نتخلص من الطاقة السلبية؟
الطاقة
هي عبارة عن هالة تكون محيطة بالشخص، وعلم الطاقة ليس علماً خرافياً، بل حقيقة علمية، وتكون هذه الحالة حجمها في اختلاف، فتكبر هذه الهالة كلما شعرت بالاتزان والطمأنينة، وتصغر كلما كنت متضايقاً وعصبياً ومكتئباً، ويمكننا التحكم في هذه الطاقة من خلال الأفكار التي تبنيها في داخلك، فكلما زادت الأفكار السلبية بداخلك زادت الطاقة السلبية بداخلك، وكلما زادت هذه الطاقة السلبية داخل الجسم زاد احتمال تحول الطاقة لأمراض.
كيف نتخلص من الطاقة السلبية
ويمكنك التخلص من الطاقة السلبية من خلال اتباع هذه النصائح:
ترك المجال لتحرر المشاعر
إذا كنت تشعر بالحزن أو الألم، وتحتاج للبكاء، فعليك بالبكاء، ولا تقوم بكبت هذه المشاعر بداخلك، فتراكم الأمور فوق بعضها البعض سيؤثر عليك بالسلب، وسيجعلك تفكر في الأمور لأوقات طويلة، وتشغل بالك وفكرك، وهذا سيؤدي لشحنك بالطاقة السلبية، لذلك، لا يجوز تخزين المشاعر وإخفاؤها بداخلك؛ لأنها ستظهر بشكل سلبي بطرق أخرى، فإذا شعرت بالحزن يمكنك البكاء والصراخ، فلا حرج عليك في فعل ذلك، وأن تخرج مشاعرك، ولا يعني ذلك أنك غير راضٍ عما قدر لك الله، فالصبر يعني تحمل المصائب، ولكن الحزن أحاسيس يشعر بها الفرد، ولا حرج في ذلك، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بكي عندما فقد ابنه إبراهيم، وقال: (إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن على فراقك يا ولدي إبراهيم)، فهذه إشارة أنه يجب تحرير مشاعرك من داخلك، وبالأخص للأشخاص الحساسين، ولكن إياك أن يؤثر ذلك على شخصيتك، فتحرر المشاعر لا يعني ضعف الشخصية.
تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية
كما يمكنك تحويل الطاقة الحركية إلى كهربائية، ويمكنك تحويل السلبية إلى إيجابية، وذلك من خلال بذل الطاقة وممارسة الرياضة والمشي، وكذلك يمكن للفتيات الرقص، فالرقص عند الفتيات كفيل بتغيير مزاجهم إلى الأفضل، ويجعلها تتخلص من الطاقة السلبية التي بداخلها، وبالنسبة للرجل يمكنه الركض أو ممارسة لعب الجمباز أو أي نوع من الرياضة، فإذا شعرت أن هناك هالة سلبية تحيط بك عليك بشحن جسمك بالطاقة من خلال اللعب والركض، وفعل الأشياء التي تزيد من نشاطك، ويمكنك ترتيب الغرفة أو الذهاب للمشي على شاطئ البحر، كل هذا يساعدك في تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية بطرق مناسبة؛ كي لا تضطر للعنف، وإخراج هذه الطاقة بطرق غير مناسبة.
تفريغ الطاقة السلبية من خلال خيالك
هناك بعض الأشخاص الذين يستفزونك ويثيرون أعصابك، فيسلبوا الطاقة الإيجابية منك، وتشعر أنهم أعطوك طاقة سلبية، أو قد يشتمك أو يظلمك أحد ولم تستطع مواجهة هذا الشخص، فيمكنك أن تأخذ حقك منه بخيالك، فتتخيل أن هذا الشخص أمامك وتعاتبه، ويمكنك مسك مخدة وضربها بشدة؛ لكي تقوم بتفريغ جميع المشاعر التي بداخلك لهذا الشخص، من خلال تخيلك أن الشخص هذا هو المخدة، بعد ذلك يمكنك الجلوس والتفكير بعد الشعور بأنك تخلصت من الطاقة السلبية، ووصلت لمرحلة الاسترخاء، فعليك بعدها بالتفكير: ماذا لو أنك فرغت طاقتك على هذا الشخص؟ مالذي كنت ستشعر به لو قمت بضرب هذا الشخص؟ وما العواقب التي كانت ستعود عليك بعد ضربك له؟ عندها ستعلم أن هذه أفضل طريقة، فقد قمت بتفريغ ما بداخلك بدون اللجوء للعنف، والحذر من وجود عواقب نحن في غنى عنها، فالعنف مع الأشخاص يزيد المشكلة لا يقللها، وضرب الشخص يجعلك تفرغ طاقتك، لكنك تبعث لنفسك قلقاً وتوتراً جديداً؛ بسبب انفعال العصبية الذي يجعل الناس تبتعد عنك بسببه، فعليك التدرب على أن تكون شخص هادئ من خلال التحكم في أعصابك، فالذي يتمتع بالطاقة الإيجابية يتمتع بالاتزان، ومقدرته على التحكم في سلوكياته وأفعاله.
إنجاز الأعمال والهوايات التي تحبها
الشخص الذي يحمل بداخله طاقة إيجابية تكون إرادته وعزيمته قليلة، لذلك، عليه أن يقوم بعمل أشياء تزيد من عزيمته وسعيه لتحقيق الانجازات، وذلك من خلال تفعيل دور هوايتك التي تشعرك من داخلك أنك شخص مميز، فتفتخر بذاتك، وبهذا تحصل على نسب عالية من الطاقة الإيجابية التي تزيد ثقتك من نفسك، فتجعلك أقل عرضة للحصول على الطاقة السلبية.
الشكوى للأشخاص
أي أن تقوم بفضفضة ما بداخلك، ويجب أن تكون الشكوى والتفريغ لأشخاص متخصصين؛ وذلك كي لا تنتقل الهالة السلبية التي بداخلك للشخص الآخر، وتكون شكواك لشخص تشعر اتجاهه بالأمان؛ كي تخرج ما بداخلك بشكل صحيح، وكي تضمن ألا توقع نفسك في مشاكل بسبب ما ستقوله.
الشكوى لله
يقول الله -عز وجل- على لسان نبيه يعقوب -عليه السلام- في القرآن الكريم عند حزنه وألمه على فراقه لأبنائه الأعزاء: “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون”، فكما نعلم الشكوى لغير الله -عزّ وجل- مذلة، ليس هذا فقط، بل للشكوى إلى الله قدرة كبيرة على شحن الإنسان بالطاقة الإيجابية، فمن حيث علم الطاقة، فقد أجمعت الدراسات أن وضع جبهة الرأس باتجاه مركز الأرض، فهذا يزيل الطاقة السلبية من داخل الجسم، ومركز الأرض هو القبلة، ووضع جبهة الرأس هو موضع السجود، فعندما تشعر أن هناك ضيق بصدرك يمكنك الجلوس بين أيدي الله، وتفضفض لله -عزّ وجل-، وقد تبكي وتخشع، فتدعوا إلى الله وأنت مقتنع وراضي بما سيأتي من الله، عندها ستشعر بابتهاج روحك، وتشعر كأنها صعدت إلى أفق بعيد، فتبدأ بالخشوع وتتمنى الجنة، فتنسى هموم الدنيا، والدعاء والابتهال يزيد من شحن الإنسان بالطاقة الإيجابية، ويقال إن هناك علاقة كبيرة بين شحن الطاقة الإيجابية والدعاء للغير في الغيب، فادعُ الله لك وللمقربين منك تحصل على الخير والسلام في الدنيا والآخرة.
الابتعاد عن الأشخاص السلبيين
المؤشر والدليل على أن أحدهم لديه طاقة سلبية هو إحساسك، فعليك أن تقلل من الجلوس بجوارهم، وتحصين نفسك، وعليك بالرقية والاستغفار، وهناك طرق لتلاشي الهالة التي قد تتصل بك، ومنها الجلوس بوضعية (رجل فوق رجل)، أو تكتيف الأيدي، أو يمكنك إبعاد الهالة من خلال المسح على صدرك باطمئنان.
توفير الطاقة الإيجابية قبل النوم
ذلك من خلال إيقاف التفكير في المواضع التي تشغلك قبل النوم، ويمكنك ذلك من خلال التأمل، فاغمض عينيك، وانظر في اتجاه محدد، ولا ترمش أبداً، وكذلك عليك أن تسبح وتستغفر، وتقرأ الأذكار، كما يمكنك قراءة القرآن، وهناك من ينصح بإبعاد الجوالات عن مكان السرير عند النوم؛ بسبب الذبذبات التي تخرج منه.