من أشهر المعادن التي يتم تدوالها بين النّاس لأغراض الزّينة والحليّ معدنيّ الذّهب والفضّة، ويطلق عليهما مسمّى الحجران وقيل النقدان، وهما من أنفس المعادن وأشهرها استخداماً بين النّاس، فالرّجل وحين يريد أن يخطب امرأة تراه يقدّم لها الذّهب ويضع في يدها خاتماً من الذّهب، كما ترى الرّجال يضعون في أيديهم خاتماً من الفضّة للدّلالة على الارتباط، كما ترى كثيراً من النّساء يرغبون في اقتناء المزيد من قطع الذّهب لما يعطيه من زينةٍ لهنّ.
وقد عرف الإنسان ومنذ القدم قيمة معدنيّ الذّهب والفضّة واستخدموهما استخداماتٍ متنوّعة، فقد اهتم قدماء المصريّين والفراعنه بمعدن الذّهب واستخدموه في صنع توابيتهم وعرباتهم، كما استخدمت حضارات أخرى معدن الذّهب في صناعة الحليّ والنقود وغير ذلك من الأدوات، كما دخل الذّهب حديثاً في علم طبّ الأسنان حيث يتميّز بليونته، كما أنّه معدن غير قابل للتأكسد نتيجة التّفاعل مع العناصر المحيطة، ويعتبر رصيد الذّهب في أي بلدٍ من البلدان دلالةً على قوّة الاقتصاد كما يعدّ وسيلة للتحوّط من التّضخم والاضرابات الاقتصاديّة المختلفة، ويطلق على معدن الذّهب بالمعدن الآمن بسبب ثبات قيمته وارتفاع الطّلب عليه باستمرار، كما تستخدم بعض المؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النّقد الدولي معدن الذّهب معياراً ماليّا في تعاملاتها النّقديّة، وقد تفاخر كثيرٌ من الملوك عبر التّاريخ بحيازة معدن الذّهب لما يحمله من معاني الجّاه والسّلطان، وكذلك الحال مع معدن الفضّة الذي عرفه النّاس قديماً واستخدموه في الحلي والزّينة كما استخدم في جوانب أخرى مثل الجانب الطّبي حيث ثبت أنّ معدن الفضّة له قدرة عجيبة في قتل البكتيريا والفطريّات لذلك قام بعض النّاس قديماً بوضع قطعٍ من الفضّة في الماء الذي يرغبون بتنقيته للحصول على ماءٍ صحّي نقيّ من الشّوائب والبكتيريا.
وقد ورد ذكر الذّهب والفضّة في القرآن الكريم في قوله تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)، ويعلم من هذه الآية أنّ الذّهب والفضّة هي من زينة هذه الحياة الدّنيا ومتاعها الزّائل، أمّا ما يبقى كذخيرةٍ للمسلم تنفعه يوم القيامة فهي العبادة و الأعمال الصّالحة، كما ورد ذكر الذّهب والفضّة في أحاديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام ومنها حديث النّاس معادن كمعادن الذّهب والفضّة، خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، صدق رسول الله.