اسئلة تاريخية

جديد لماذا سميت بلاد الشام بهذا الاسم

مقالات ذات صلة

تسمية بلاد الشام

يُطلق اسم بلاد الشام على الأراضي الجغرافيّة التي تشمل كلّاً من سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن،[١] وقد تعدّدت آراء اللغويين والجغرافيين حول تسمية بلاد الشام، فبلاد الشام في اللغة العربية قد تعامل معاملة المؤنّث أو المذكّر، وقد تٌنطق بالهمزة فيقال لها “شأم”، أو تترك الهمزة فتنطق “شام”، وتباينت الأسباب التي من أجلها أُطلِق على المنطقة اسم بلاد الشام، فمنهم من قال لكثرة الشامات البيض والسود الموجودة في تراب وحجارة أراضيها، فالشام جمع شامة.[٢][٣][٤]

في حين قال آخرون أنّ شام بمعنى الطيب، ولذلك أُطلق على المنطقة هذا الاسم نظراً لوقوعها شمال الكعبة المشرفة، أو وفقاً لآراء أخرى نسبة إلى سام ابن نوح عليه السلام الذي كان أول من نزل بها، وكلمة سام تنطق شام باللغة الساميّة التي كانت سائدة آنذاك، إذ استبدلت السين بالشين بسبب كثرة تداول الكلمة،[٢][٣][٤] وفي تفسيرٍ آخر فإنّ منطقة بلاد الشام تتميّز بكثرة قراها التي تعدّ قريبة من بعضها البعض، ولذلك أخذَ العرب بالتوجّه شمالاً إلى ناحيتها في ترحالهم، أي أنّها منطقة ذات الشمال، ولهذا أُطلقَ عليها اسم شام الذي يعني جهة الشمال.[٥]

تسمية بلاد الشام عبر الحضارات

تعدّ منطقة بلاد الشام إقليماً حضاريّاً واحداً منذ أقدم العصور، فقد شكّلت المنطقة الموجودة بينَ جبال طرطوس، وسيناء، والبحر الأبيض المتوسّط، وبادية الجزيرة العربيّة موطناً للعديد من الحضارات، ولذلك أُطلقَ عليها العديد من المسمّيات عبرَ التاريخ، مثل:[٦][٧]

  • بلاد أمورو: يعدّ هذا الاسم من أقدم وأهمّ المسمّيات التي أُطلقت على بلاد الشام، وهو اسم أطلقَه سكان العراق القديم على المنطقة الواقعة غربيّ بلادهم، والتي كانَ يُطلق عليها قديماً اسم بلاد مارتو.
  • سوريا: هو اسم لاتيني ذو أصل ساميّ من الكلمة “shryn”، وقد ذُكرَ في المصادر اليونانيّة القديمة، في حين يعتقد آخرون أنّه مشتقّ من اسم مدينة صور الفينيقيّة، ومن التفسيرات الأخرى لأصل اسم سوريا بأنّه جاءَ في معاهدة عُقدت بينَ الحيثيين والأشوريين تحتَ اسم سريانا، وقد شاعَ هذا الاسم في عهد السلوقيين، كما اقتُبسَ في العصور الميلاديّة من قبل الرومان القدماء، وتناقله العرب، إذ ذُكرَ في بعض الكتب مثل كتاب البلدان لياقوت الحمويّ.
  • بلاد خاتي أو حاتي: هو اسم أطلقه الأشوريون على بلاد الشام قديماً، وقد ذُكر لأوّل مرة في كتابات الملك أسرحدون.
  • رتنو العليا والسفلى: أُطلقَ هذا الاسم على بلاد الشام من قبل المصريين في زمن المملكة المصريّة الوسطى، أي بينَ عاميّ 2133-1786 ق.م، إذ تدلّ رتنو العليا على سوريا ولبنان، في حين ترمز رتنو السفلى لفلسطين، وقد فُصلَ بينَ المنطقتين في التسمية بسبب وجود سهل يزرعيل أو ما يُدعى بمرج ابن عامر الذي كانَ يعمل كفاصل جغرافيّ بينَهما.

تسمية دول بلاد الشام

يُطلق على كلّ دولة من دول بلاد الشام اسماً خاصّاً بها، وفيما يأتي أسباب اختيار هذه المسمّيات:

  • الأردن: أُطلق على الأردن هذا الاسم نسبةً لنهر الأردن الذي يمرّ في أراضيها، إذ تعني كلمة الأردن باللغة الآراميّة النهر المتعرّج شديد الانحدار.[٨]
  • فلسطين: لم تُعرف فلسطين قديماً بهذا الاسم، فقد دَلّت النقوش الموجودة على مسلّة أدريميّ، والمصادر المسماريّة القديمة، ورسائل تلّ العمرانيّة أنّ اسم فلسطين القديم كانَ “أرض كنعان”، وذلك منذ القرن 18 ق.م، كما وردَ في السجلّات الأشوريّة على أنّه “فلستيبا”، وإلى جانب ذلك أُطلقَ على فلسطين اسم “فلستو” بحسبما ذكرَ أحد الملوك الأشوريون في عام 800 ق.م، ولم يبدأ المسمّى “فلسطين” بالظهور على صورته الحاليّة إلّا بعدما صيغَ الاسم بحسب الأسس الآراميّة، فقد أُطلقَ عليها اسم “بالستين” التي يقصد بها الأرض الساحليّة الواقعة في الجزء الجنوبيّ من سوريا، والممتدّة حتى سيناء جنوباً، وغور الأردن شرقاً.[٩]
  • لبنان: يعود أصل الاسم إلى الكلمة الساميّة “لبن” التي تعني أبيض، فبسبب وجود العديد من القمم الجبليّة في لبنان، والتي تكون مغطّاة بالثلوج في فصل الشتاء أُطلقَ عليها اسم لبنان.[١٠]
  • سوريا: اشتقّ اسم سوريا من الكلمة اليونانيّة القديمة “أسيريان”، والتي أُطلقت على الأشوريين فيما مضى، فقد كانت سوريا جزءاً من الامبراطوريّة الأشوريّة لمدّة طويلة.[١١]

المراجع

  1. ممدوح عبدالحليم الخرابشة (2002)، استقرار القبائل العربية في بلاد الشام قبل الفتح الاسلامي، عمان-الأردن: كلية الدراسات العليا-الجامعة الأردنية، صفحة 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مبارك الطراونة (2010)، الحياة الإجتماعية في بلاد الشام في عصر المماليك الجراكسة، الأردن: دار جليس الزمان، صفحة 41. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبدالسلام الجبوري (2014)، المشيدات الوقفية والخيرية، الأردن: دار الكتاب الثقافي، صفحة 23. بتصرّف.
  4. ^ أ ب د. محمد علي (1-3-1990)، “الأصول العربيّة لفلسطين”، مجلة الفيصل، العدد 158، صفحة 41. بتصرّف.
  5. ارواد العلان (2009)، فارس وبيزنطة، سوريا: دار رسلان، صفحة 126،127. بتصرّف.
  6. احمد الفتلاوي (7-6-2011)، “بلاد الشام (التسمية)”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2020. بتصرّف.
  7. هشام أبو حاكمة (2014)، تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرائيل وتاريخ اليهود في العصور القديمة، الأردن: دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية، صفحة 32. بتصرّف.
  8. أحمد الحيدرية، “درس الأردن منذ العصور القديمة وحتى نهاية الدولة العثمانية”، www.joacademy.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2020. بتصرّف.
  9. “فلسطين عبر التاريخ”، www.info.wafa.ps، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2020. بتصرّف.
  10. إسكندر نجار (2018)، قاموس لبنان، لبنان: دار الساقي، صفحة 1. بتصرّف.
  11. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 329. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى