زوجات النبي محمد
تزوج النبي -عليه السلام- من إحدى عشرة زوجة، ويرجع سبب زواجه لحكم تعليمية واجتماعية وتشريعية وسياسية،[١] حيث كانت أول زوجة له هي السيدة خديجة بنت خويلد، فكانت المؤنسة والمؤيدة له بمالها، ومنها أنجب الأولاد، ولم يتزوج عليها أحد في حياتها وفاءً لها، ثم بعد ذلك بدأت الحكمة من تعدد زواجه تظهر جليًا، وأما الحكمة التعليمية الاجتماعية فظهرت في زواجه من السيدة عائشة بنت أبو بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب؛ وذلك لتوثيق العلاقة مع أعزّ أصحابه، ولتعليمهن الأحكام الشرعية، وأما الحكمة السياسية فزواجه من جويرية بنت الحارث، التي كانت سببًا في إسلامها وإسلام والدها، وهو زعيم قبيلة بني المصطلق، وأمّا السبب التشريعي فهو في زواجه من زينب بنت جحش الملقبة بأم المساكين، وفيما يأتي بيان ذلك.[٢]
من هي أم المساكين
هي زَينبُ بنتُ جَحشٍ رضي الله عنها الملقبة بأمّ المساكين، ابنة عمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمُّها أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم، كانت معروفة بصلاحها وكثرة صيامها، ويدها المعطاءه السخية للفقراء، والمساكين فلقبت بأم المساكين، زوّجها النبي -عليه السلام- بمولاه زيد بن حارثة، وقد تبناه النبي -عليه السلام- فكان يُنادى بزيد بن محمد،[٣] حيث روى عبد الله بن عمر: “أنَّ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ، مَوْلَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما كُنَّا نَدْعُوهُ إلَّا زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ حتَّى نَزَلَ القُرْآنُ “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هو أقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ””،[٤] لكن الحياة بينه وبين زينب لم تطل، حيث ساءت العلاقة بينهما؛ فقد كانت تقلل من شأنه، وتعايره؛ لأنّه كان عبدًا مملوكًا قبل أن يتبناه النبي الكريم، فهي كانت ذات نسب، ولكن الحكمة الربانية تجلّت والتي من شأنها حُرّم التبني، فأمر الله -تعالى- النبي -عليه السلام- أن يتزوج من زينب، فخشي النبي من أقوال الكفار؛ أن يقولوا محمد قد تزوج من زوجة ابنه، فنزلت الآية وفيها عتاب له،[٢] حيث قال الله تعالى: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}،[٥] فتزوجها النبي الكريم بلا ولي ولا شاهد،[٦] وكانت تفتخر بذلك أمام أمهات المؤمنين، فكَانَتْ تَقُولُ: “إنَّ اللَّهَ أنْكَحَنِي في السَّمَاءِ”.[٧]
if (checkScenario(“MPU”) == “mobile” || checkScenario(“MPU”) == “tablet”) {
document.getElementById(‘article_content_mpu_mobile_tablet’).insertAdjacentHTML(‘beforebegin’, ‘
‘);
}
دور المرأة في الإسلام
أوصى النبي -عليه السلام- بالمرأة سواء كانت بنتًا أو أختًا أو زوجًة أو أمًا،[٨] حيث رُوي عن أبي هريرة أنّه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ”،[٩] وقد مارست المرأة أدوارًا مختلفة منذ بعثة النبي عليه السلام؛ فكانت رمزًا للاحتواء؛ كالسيدة خديجة، ورمزًا للصمود؛ كذات النطاقين،[١٠] وكانت من الصابرات المبادرات في الهجرة النبوية؛ كأمثال أم سلمة رضي الله عنها عندما منعوها من ابنها وزوجها، وفرقوا بينهم فلم تهاجر؛ حتى نال الحزن من جسمها، ثم أفرجوا عنها وهاجرت،[١١] فتبقى المرأة المسلمة هي السراج المنير في هذه الحياة، والأمل المنتظر في كلّ الدروب، فيجب الترفق بهن.
المراجع[+]
- ↑ “تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب “.حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم:”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ↑ “أم المساكين”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4782، صحيح.
- ↑ سورة سورة الأحزاب، آية: 37.
- ↑ “خطبة ( أمهات المؤمنين )”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 7421، صحيح.
- ↑ “المرأة في الإسلام”، www.alukah.net، 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 333، صحيح.
- ↑ “دور المرأة فى اليوم التاريخى .”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ “الصحابيات المهاجرات”، www.alukah.net. بتصرّف.