ثقافة إسلامية

متى يكون وقت السحر

متى يكون وقت السحر

يُطلق وقت السّحر على الوقت السابق لوقت طلوع الفجر، ومنه أُخذ السّحور؛ حيث يكون في وقت السّحر،[١] ويبدأ وقت السّحر في آخر اللّيل، وقيل إنّه يبدأ عند بدء الثلث الأخير من اللّيل، ونظراً للاختلاف الواقع بين البلدان في المواقع والأزمان فإنّه لا يمكن حساب الوقت الذي يبدأ فيه وقت السّحر،[٢] ويستمرّ هذا الوقت إلى حين طلوع الفجر، وقال فيه الغزاليّ إنّه السدس الأخير من اللّيل.[٣] ويعدّ وقت السّحر من المواضع التي يستجيب الله فيها دعاء العباد، فقد قيل عن بعض العلماء إنّ يعقوب -عليه السّلام- لمّا قال: (سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبّي)،[٦] انتظر وقت السّحر ليقولها فيه، كون هذا الوقت أرجى لإجابة الدعاء.[٧] وكان طاوس بن كيسان لا ينام في هذا الوقت، ففي ذات ليلة ذهب إلى رجلٍ يسأله، فلمّا وصل ردّ عليه أحدٌ من خلف الباب، وأخبره أنّ الرجل نائم، فتعجّب كيف لمؤمنٍ أن ينام في ذلك الوقت، وفيه قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمعاذ بن جبل -رضيَ…

وقت السحر 

يُطلق وقت السّحر على الوقت السابق لوقت طلوع الفجر، ومنه أُخذ السّحور؛ حيث يكون في وقت السّحر،[١] ويبدأ وقت السّحر في آخر اللّيل، وقيل إنّه يبدأ عند بدء الثلث الأخير من اللّيل، ونظراً للاختلاف الواقع بين البلدان في المواقع والأزمان فإنّه لا يمكن حساب الوقت الذي يبدأ فيه وقت السّحر،[٢] ويستمرّ هذا الوقت إلى حين طلوع الفجر، وقال فيه الغزاليّ إنّه السدس الأخير من اللّيل.[٣]

مقالات ذات صلة

فضل وقت السحر

}

ويعدّ وقت السّحر من المواضع التي يستجيب الله فيها دعاء العباد، فقد قيل عن بعض العلماء إنّ يعقوب -عليه السّلام- لمّا قال: (سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبّي)،[٦] انتظر وقت السّحر ليقولها فيه، كون هذا الوقت أرجى لإجابة الدعاء.[٧]

وكان طاوس بن كيسان لا ينام في هذا الوقت، ففي ذات ليلة ذهب إلى رجلٍ يسأله، فلمّا وصل ردّ عليه أحدٌ من خلف الباب، وأخبره أنّ الرجل نائم، فتعجّب كيف لمؤمنٍ أن ينام في ذلك الوقت، وفيه قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمعاذ بن جبل -رضيَ الله عنه-: (وصلاةُ الرجلِ من جوفِ الليلِ، ثم تلا قولَه: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتى بلغ (يَعْمِلُونَ)).[٨][٧]

العبادات المستحبة في وقت السحر

يوجد العديد من العبادات التي يمكن للمسلم فعلها في وقت السّحر، نذكر بعضها فيما يأتي:

  • الدعاء

فقد روى عمرو بن عبسة -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أقربُ ما يكونُ الرَّبُّ مِنَ العَبدِ في جَوفِ اللَّيلِ الآخِرِ؛ فإنِ اسْتطعتَ أنْ تكونَ ممَّنْ يذكُرُ اللهَ في تلكَ السَّاعةِ فكُنْ).[٩][١٠]ّ

  • تأخير صلاة الوتر

إنّ وقت السّحر من الأوقات التي صلّى بها رسول الله صلاة الوتر، كما رغّب الإسلام بتأخير الوتر إلى وقت السّحر إن كان المسلم متيقّنا من قدرته على أدائها، فقد روت أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- فقالت: (أوترَ رسولُ اللَّهِ، من أوَّلِه، وآخِرِه، وأوسطِهِ، وانتَهى وِتْرُه إلى السَّحَرِ).[١١][١٢]

  • الاستغفار

فالسّحر هو أفضل وقت للاستغفار، وقد قال الله في وصف المؤمنين بأنّهم يتحرّون أوقات السّحر للاستغفار، قال -تعالى-: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)،[١٣] ثمّ جعل جزاؤهم: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).[١٤][١٥]

المراجع

  1. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 380، جزء 74. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 5116، جزء 11. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت :وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، صفحة 222، جزء 39. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 381، جزء 74. بتصرّف.
  5. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:758، صحيح .
  6. سورة يوسف ، آية:98
  7. ^ أ ب صالح المغامسي ، تأملات قرآنية، صفحة 12، جزء 13. بتصرّف.
  8. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن معاذ بن جبل ، الصفحة أو الرقم:2866 ، صحيح لغيره.
  9. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج شرح السنة، عن عمرو بن عبسة ، الصفحة أو الرقم:61، إسناده حسن.
  10. صهيب عبد الجبار (2014)، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 292-293، جزء 32. بتصرّف.
  11. رواه الألباني ، في صحيح النسائي ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1680، صحيح .
  12. عبد الله البسام (2003)، توضيح الأحكام من بلوغ المرام (الطبعة 5)، مكة المكرمة :مكتبة الأسدي ، صفحة 419، جزء 2. بتصرّف.
  13. سورة الذاريات ، آية:18
  14. سورة آل عمران ، آية:135-136
  15. أمين الشقاوي (2013)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (الطبعة 8)، صفحة 504، جزء 3. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock