محتويات
تعريف وسائل وتقنيات التعليم
يرتبط مفهوم وسائل التعليم مع مفهوم تقنيات التعليم بشكلٍ كبير، ولا يُمكن الفَصل بينهما؛ حيث إنَّ تقنيات التعليم ظهرت؛ نتيجةً لتطوُّر مفهوم وسائل التعليم التي تُمثِّل بدورها جزءاً من نظام مُتكامِل، بحيث يضمُّ هذا الجزء مجموعة من المُكوِّنات تتخصَّص كلٌّ منها بتحقيق هدف مُحدَّد، وبناءً على ذلك يُمكن تعريف وسائل التعليم على أنَّها: الطُّرُق، والأدوات، والأجهزة التي يُمكن من خلالها تقويم، وتطبيق، وتخطيط المواقف التعليميّة، ونَقْل المعرفة إلى الطلّاب؛ بهدف الوصول إلى الأهداف التعليميّة، كما أنَّها تُمثِّل المُمارسات الفكريّة، والعمليّة التي يُمكن من خلالها تطوير العمليّة التعليميّة، وتحسينها، بالإضافة إلى تحسين أداء المُعلِّم، ومُساعدة الطالب على تنمية قُدراته، وزيادة مستوى فهمه، وإدراكه، وتوفير الجُهد، والوقت عليه.[١]
أمّا مفهوم تقنيات التعليم، فإنَّه يتَّسِع ليشمل مفهوم وسائل التعليم، وزيادة؛ حيث يُمكن تعريفها على أنَّها: تنظيم مُتكامِل يشمل مجموعة من الموادّ، والأجهزة، والأدوات، والمواقف التعليميّة التي يلجأ إليها المُعلِّم؛ لتوضيح فكرة ما، أو تغيير مفهوم غامض، أو شَرْح موضوع واجهت الطلبة صعوبةٌ في فَهْمه؛ ليُساهم في الوصول إلى حالة أفضل في عمليّة التعليم، والتعلُّم، كما أنَّها تهدف إلى رفع مستوى المناهج، وتحسين طُرُق التعليم، وأساليبه، بالإضافة إلى تحسين ظروف المُعلِّم، وتطوير قُدراته، والوصول إلى مستوىً عالٍ من الإدراك، والفَهْم عند المُتعلِّم.[١]
أهمّ وسائل وتقنيات التعليم
تتعدَّد وسائل، وتقنيات التعليم، ومن أهمّها:[٢]
- الرحلات التعليميّة: وتتمثَّل بنقل الطلبة بشكلٍ جماعيّ، وبصورة مُنظَّمة من الحالة التعليميّة، والتقليديّة إلى أرض الواقع، ومُشاهدة الحقائق التي يدرسونها في المنهج الدراسيّ؛ لرُؤيتها على طبيعتها الحقيقيّة، وبذلك يكون الهدف من الرحلة التعليميّة هو الإفادة، وتحقيق الدراسة العلميّة للبيئة، وليس الترفيه، والترويح، والسمر فقط، وتكمُن أهمّية الرحلة التعليميّة في تقوية إدراك الطالب، وتعزيز ثقته بنفسه، وتنمية شخصيّته، وخَلْق حالة من الشُّعور بالمسؤوليّة عنده، وتُوجَد العديد من الأماكن التي تُعتبَر مقصداً للرحلات التعليميّة، مثل: المصانع، والمزارع، والمتاحف، والمناجم، والأماكن الأثريّة، ومراكز التدريب المهنيّ، وغيرها من الأماكن.
- المعارض التعليميّة: وتتمثَّل في عرض الصور، والنماذج، والشرائح، والأفلام، وغيرها من الوسائل التي يُمكن من خلالها توصيل فكرة ما، أو معلومة مُعيَّنة إلى المُشاهد، وتتنوَّع هذه المعارض؛ تبعاً للهدف من العرض، ومنها:
- معرض الصفِّ الدراسيّ: وهو معرض يُعدِّه طلبة صفٍّ مُعيَّن بإشراف مُعلِّمهم؛ حيث يجمع الطلبة ما سيتمُّ عرضه داخل حجرة الدراسة، ويأتي طلّاب الصفوف الأخرى؛ لزيارته، والاطّلاع على مُقتنياته.
- المعرض المدرسيّ: ويضمُّ بعض معروضات الصفوف، بالإضافة إلى ما يتمّ عرضه من قِبل أعضاء جمعيّة النشاط التربويّ في المدرسة.
- المعرض العامّ بالمنطقة التعليميّة: ويضمُّ ما تمّ اختياره من المعارض المدرسيّة المختلفة، ويتمّ الاختيار بواسطة لجنة مُتخصِّصة، وتكون هذه المعارض عادةً في إحدى القاعات الخاصَّة بالمنطقة التعليميّة.
- المعرض العامّ على مستوى الدولة: ويضمُّ بعض ما تمّ عرضه في مختلف المناطق التعليميّة.
- اللوحات التعليميّة، أو التوضيحيّة: وهي اللوحات التي تُستخدَم في شرح المادّة الدراسيّة أمام الطالب، وتوضيحها، وهي على عِدَّة أنواع، ومن أهمّها:
- لوحة الطباشير، أو السبُّورة: وهي الوسيلة التعليميّة الأقدم، والأكثر انتشاراً، حيث يُوجَد منها اللوح الثابت المَطليّ باللون الأسود، أو الأخضر الغامق، ثمّ تطوَّرت في الكثير من المدارس، فأصبحت تتمثَّل بلوح خشبيّ أبيض اللون مُغطَّى بطبقة مصقولة تُسمَّى (الفورميكا)، ويُمكن الكتابة عليها باستخدام الألوان الزيتيّة، وتتميَّز هذه الألواح بقلَّة تكاليفها، وسُهولة استعمالها، ومرونتها؛ بحيث يُمكن استخدامها لمختلف الموادّ الدراسيّة.
- اللوحة الوبريّة: وتتمثَّل بلوح خشبيّ من نوع الأبلكاش، أو لوح كرتونيّ سميك، ومُغطَّى بطبقة من قماش الفانيلا ذات وجهَين وَبَريَّين، بحيث يتمّ إلصاق الرسومات التوضيحيّة، أو الصور، أو الأشكال، أو الأحرف، أو أيِّ مادّة سطحيّة ذات وزن خفيف، وعرضها عليها.
- لوحة الجُيوب: وهي تُشبه اللوحة الوبريّة، إلّا أنَّ الاختلاف هو أنَّ الموادّ لا يتمّ إلصاقها باللوح، بل وضعها في أماكن خاصَّة على شكل جُيوب في اللوح نفسه، وهي تُتيح مرونة، وسُهولة أكبر في الاستخدام.
- اللوحة المغناطيسيّة.
- اللوحة الكهربائيّة.
- لوحة المعلومات، أو اللوحة الإخباريّة.
- المُجسَّمات: وتتمثَّل بأشكال ذات أبعاد ثُلاثيّة، قد تُعبِّر عن شكل حيوان، أو نبات، أو عُضوٍ بشريّ، أو غيرها من الأشكال، وتُستخدَم المُجسَّمات في العمليّة التعليميّة؛ بسبب عدم المقدرة على جَلْب ما يُمثِّله المُجسَّم إلى الفصل المدرسيّ، مثل: الكائنات الحيَّة، والأجسام المادِّية الكبيرة نسبيّاً، كما يتمّ استخدام هذه المُجسَّمات في تجسيد الأشياء، والكائنات التي انقرضت، ولم يَعُد لها وجود.[٣]
- العيِّنات: وتتمثَّل بالموادّ، والأشياء ذات الطابع الحقيقيّ كما هي في الطبيعة، مثل: المعادن، والخشب، والصخور، والسوائل، والقماش، والنباتات.[٣]
- الرسوم: وهي تتمثَّل برسوم توضيحيّة، مثل: الخرائط، والرسوم البيانيّة، والرسوم التخطيطيّة المُبسَّطة، ويلجأ المُعلِّم إلى استخدام الرسوم؛ لصعوبة الحصول على صورة حقيقيّة، أو نموذج حيٍّ للشيء المُراد شرحه.[٣]
- الصُّور: وتُستخدَم؛ لتوضيح موضوع ما، ومن الجدير بالذكر أنَّه يجب على المُعلِّم أن يُحسن استخدامها؛ حتى تُحقِّق الهدف من العمليّة التعليميّة، وذلك بأن تتناسب مع مستوى الطلبة، وقُدراتهم، وأن تكون واضحة، وذات معلومات دقيقة.[٣]
- جهاز عرض البيانات (بروجكتور): وهو جهاز تقنيّ يحتوي على مِجهر، وضوء، ويسمح بعرض الصُّور الشفَّافة المصنوعة من الزُّجاج، أو البلاستيك؛ بحيث يُمكن للطالب رؤية ما لم يتمكَّن المُعلِّم من إحضاره إلى الصفِّ المدرسيّ، مثل: الأجسام الصغيرة، أو الأماكن، أو خلايا الدم، أو غيرها من الموادّ.[٣]
- الفيديو، والتلفاز، والأفلام، والحاسوب: وتُستخدَم في العمليّة التعليميّة؛ بهدف زيادة تركيز الطلبة على المادّة التعليميّة، وتحفيزهم، وتعزيز قُدراتهم، ويتمّ من خلالها عرض الأفلام الوثائقيّة، والشروحات المُصوَّرة، وتوضيح ما تتمّ دراسته بالإشارات السمعيّة، والبصريّة.[٣]
أهمّية استخدام التقنيات المُعاصرة في التعليم
تكمُن أهمّية استخدام التقنيات في العمليّة التعليميّة في النقاط الآتية:[٤]
- تحسين نوعيّة التعليم، من خلال مُكافحة الأمِّية، ومُراعاة الفروق الفرديّة، وحلِّ مشكلة ازدحام الفصول الدراسيّة.
- توفير فُرصة للخبرات الحسِّية، والواقعيّة.
- إثارة اهتمام الطلبة.
- إيجاد تعلُّم أعمق، وأكبر أَثَراً.
- تحفيز النشاط الذاتيّ عند الطلبة.
- تكوين الجوِّ النفسيّ، والتربويّ في البيئة المدرسيّة.
- تَخطِّي الحدود الزمانيّة، والمكانيّة.
المراجع
- ^ أ ب د.تيسير محمود نشوان، واقع توافر واستخدام تقنيات التعليم لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأقصى، صفحة 169،170. بتصرّف.
- ↑ -، الوسائل التعليمية-تقنيات التعليم، صفحة 28-34. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح -، الوسائل التعليمية، صفحة 120-138. بتصرّف.
- ↑ أماني النوفل، حنان المهيزع، وفاطمة آل برشيد، وفاء الحربي، تقنيات التعليم، صفحة 26،27. بتصرّف.