محتويات
الوسائل التعليميّة
مرَّت الوسائل التعليميّة بتطوُّرات كبيرة؛ نتيجة التقدُّم والتطوُّر التكنولوجيّ الكبير الذي حدث في الآونة الأخيرة، ونتيجة لهذه التطورات، سُمِّيَت الوسائل التعليميّة بمُسمّىً آخر، وهو تكنولوجيا التعليم؛ وذلك لأنّه أكثر شموليّة من السابق، كما أنّه لم يقتصر فقط على الأدوات والأجهزة لتحقيق الأهداف التعليميّة، بل تعدَّى ذلك ليصبحَ عِلماً يهتمّ بتجنيد وتوظيف النظريّات العلميّة؛ للوصول إلى نتاجات تعليميّة وتعلُّمية تتميَّز بالتطوُّر، والتقدُّم، والرُّقي.[١]
وقد تعدَّدت تعاريف الوسائل التعليميّة، حيث عُرِّفت بأنّها تلك الأدوات، والموادّ، والأجهزة، التي تساعد المُعلِّم على تطوير عمليّة التعليم والتعلُّم، كما عُرِّفت بأنّها كلّ طريقة، وأسلوب، ووسيلة، تساعد الطلاب والمُتعلِّمين على فَهْم واستيعاب المعلومة التي يتمّ تَلقِّيها، أمّا بالنسبة إلى المُسمّى الحديث لها (تكنولوجيا التعليم)، فقد عُرِّف على أنّه عِلم يُسخِّر النظريّات، والمُستحدَثات العلميّة؛ لتحقيق نتاجات تعليميّة فعّالة، بأساليب سهلة، وذات تكلفة قليلة؛ فهي لا تقتصر على الأدوات، والاجهزة، بل تشمل أيضاً البرامج، والأساليب المُسخَّرة في المجالَين: التعليميّ، والتربويّ.[١]
وسائل وأساليب تعليميّة للرياضيّات
استخدام التلفاز والبرامج التعليميّة
يُعَدّ التلفاز من الوسائل التكنولوجيّة التي لا يمكن الاستغناء عنها، ويستطيع المُعلِّم ترسيخ هذه الوسيلة لخدمة التعلُّم والتعليم، من خلال توجيه الطلّاب إلى بعض القنوات، والبرامج التعليميّة التي تَخدمُ وتفيدُ المنهج الذي يدرسونه، كما أنّ بإمكان المُعلِّم مشاهدة برنامج مع الطلّاب عَبر التلفاز يُشرَح فيه تاريخ الأعداد وتطوُّرها، وإثبات نظريّات رياضيّة عديدة، أو متابعة برنامج تظهر فيه أهمّية الرياضيّات، ونبذة عن حياة أشهر علماء الرياضيّات؛ ممّا يزيد من قيمة هذه المادّة لدى الطلّاب، والتعرُّف إلى المصطلحات الرياضيّة، والمادّة التي يتمّ تلقِّيها بشكل أفضل.[٢]
استخدام الكمبيوتر
لا يتوقَّف استخدام الكمبيوتر على عَرْض البرامج التعليميّة، والتخزين، والتنظيم فقط، بل يمكن من خلاله إجراء العديد من العمليّات الرياضيّة الصعبة والمُعقَّدة؛ ممّا يُوفِّر الوقت، والجهد، والدقّة، كما أنّه يمكن من خلال الحاسوب إجراء رسومات بيانيّة، وتصميمات، وطبعها بألوان جميلة؛ ممّا يَجذبُ الطالب للتعلُّم، وباستطاعة المُعلِّم أيضاً إجراء الامتحانات على الحاسوب؛ ممّا يُوفِّر الوقت، والجهد، حيث يُعتبَرُ في الوقت نفسه أسلوباً تعزيزيّاً فوريّاً للطالب، وذلك من خلال معرفة صحّة إجابته، والتعرُّف إلى أخطائه.[٢]
وسيلة جدول الضَّرْب مُتعدِّد الاستخدامات
يلزم لصُنْع وسيلة الضَّرب مجموعة من الخامات والموادّ، وهي: مسامير، مُربَّعات مصنوعة من الفلّين، أو الخشب، صندوق مصنوع من الخشب، ولصناعة هذه الوسيلة لا بُدَّ من اتّباع مجموعة من الخطوات، وهي على النحو الآتي:[٣]
- إحداث ثقب أو فراغ في الصندوق، وذلك من الجهتَين: العُليا، والسُّفلى.
- وَضْع المُربَّعات في المسمار، ثمّ تثبيت المسمار بشكل جيّد.
- كتابة الأرقام على المُربَّعات، إذ إنّ كلّ مُربَّع أو عمود يحتوي على جزء مُعيَّن، حيث يحتوي على أحد الأعداد (المضروب)، وعمود آخر يُمثِّل المضروب فيه، أمّا العمود الثالث فيحتوي على حاصل الضرب؛ أي الناتج، و من الممكن كتابة هذه الأعداد بعد عمليّة التثبيت، كما تتمّ إضافة عمود بين الأرقام، بحيث يحتوي على رَمز الضرب، وعمود آخر يحتوي على رَمز المساواة.
- ويتمّ استعمال هذه الوسيلة من خلال سؤال المُعلِّم عن ناتج إحدى عمليّات الضرب، كالسؤال عن ناتج العمليّة الآتية: (2×5)، مع تغطية الإجابة، وتكليف أحد الطلبة بحلِّها أمام جميع الطلبة، ومن ثمّ التحقُّق من الناتج، من خلال إظهار حاصل الضرب الموجود على الوسيلة، أمّا الهدف التربوي الذي تسعى إليه هذه الوسيلة، فهو إشعال روح المُشارَكة والمُنافَسة بين الطلبة، كما أنّها تهدف إلى تنمية تفكير الطلّاب، وقدراتهم.[٣]
وسيلة حجم الهَرَم
تُقدِّم هذه الوسيلة بُرهاناً ملموساً وحِسّياً لحجم الهَرَم، حيث يبقى هذا البرهان راسخاً في ذِهن الطالب، طالما أنّه تمّ التوصُّل إليه بطُرُق محسوسة، وفي ما يأتي خطوات الوصول للبرهان:[٣]
- إحضار مُكعَّب من الكرتون المُقوّى.
- تعيين رأس للمُكعَّب، وإخراج ثلاثة خطوط مستقيمة منها، باستخدام أداة حادّة لشَقّ مكان الخطوط.
- الحرص على أن تسير الخطوط في اتّجاهات مختلفة، بحيث تلتقي الخطوط الثلاثة الخارجة من الرأس نفسه في قُطر المُكعَّب.
- تجزئة المُكعَّب من خلال هذه الخطوط إلى ثلاثة أشكال، بحيث يُمثِّل كلّ منها هَرَماً، وبهذا تتشكَّل ثلاثة أهرامات.
- ومن هنا يُستنتَج بأنّ حَجم الهَرَم الواحد يُساوي ثلث حَجم المُكعَّب.
مخروط إدجار ديل للوسائل التعليمية
صنَّف الباحث إدجار ديل (بالإنجليزيّة: Edgar Dale) الأمريكيّ الجنسيّة في عام1967م الوسائل التعليميّة على شكل مخروط إلى ثلاثة أصناف، بناءً على الخبرة التعليميّة المُكتسَبة لدى المُتعلِّم أثناء عملية التعلُّم، حيث تبدأ قاعدته بالتعلُّم المباشر، وتنتهي قمّته بالتعلُّم من خلال الكلمات والرموز، وفيما يأتي توضيحٌ لهذه الوسائل:[١]
- الوسائل المحسوسة: وهي الوسائل التي يستخدمُ فيها الطالب أو المُتعلِّم أغلب حواسّه، من خلال الأداء والعمل، وتُقسَم الوسائل المحسوسة إلى ما يأتي:
- المُمارَسة الواقعيّة: وهي تفاعُل الطالب مع البيئة الواقعيّة المحيطة به، كإجرائه لتجربة مخبريّة تُمثِّل الواقع.
- المُمارَسة المُعدّلة للواقع: وهي تفاعُل الطالب مع نماذج ووسائل تُعدِّل الواقع، كمُجسَّم المجموعة الشمسيّة، أومُجسَّم الكرة الأرضيّة.
- الخبرات المُمثّلة: وهي عبارة عن تمثيل الأحداث، كالأحداث التاريخيّة؛ وذلك بهدف إيصال الأهداف التعليميّة بشكل تفاعُليّ.
- الوسائل شبه المحسوسة: حيث يُركِّز المُتعلِّم في هذه الوسيلة على حاسّتَي البصر، والسَّمع، ومنها ما يأتي:
- العروض التعليميّة العمليّة، مثل التجارب المخبريّة.
- الدراسات الميدانيّة، والتي تتضمَّن الزيارات الخارجيّة، والرحلات.
- المعارض، والتلفاز المدرسيّ، والمتاحف.
- التسجيلات الصوتيّة، مثل الإذاعة المدرسيّة.
- الوسائل المُجرَّدة، وتُقسَم إلى:
- الرموز البصريّة: وهي عبارة عن تفاعُل المُتعلِّم واستقباله للمعلومات، من خلال اللوحات، والرسومات، والخرائط، حيث تحتوي كلّ منها على رموز تُمثِّل دلالات مُحدَّدة، وعند معرفة الطالب لهذه الرموز، وما تُمثِّله بالضبط، فإنّه يَسهلُ عليه تَلقِّي المعلومة، والتفاعُل معها بسهولة.
- الرموز اللفظيّة: وهي عبارة عن تعبيرات (لفظيّة رمزيّة)، يتفاعل معها الطالب، من خلال المعنى، والرموز، حيث يتعلَّق هذا الرمز بالدلالة على فكرة ومعلومة مُعيَّنة.
المراجع
- ^ أ ب ت ” الوسائل التعليمية”، www.sst5.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب د.طلال كابلي، الوسائل التعليمية في تدريس الرياضيات، صفحة 272-275. بتصرّف.
- ^ أ ب ت بواسطة نائل جواد الناطور، أساليب تدريس الرياضيات المعاصرة، صفحة: 174,175,172بتصرّف.