محتويات
وسائل التواصل الاجتماعي
تُعرّف وسائل التواصل الاجتماعي بأنّها مجموعة من التطبيقات والبرامج والمواقع الإلكترونية التي تسمح للمُستخدِمين بالتواصل مع أشخاص آخرين عبر شبكة الإنترنت العالمية، وتُستخدم هذه الوسائل من خلال أجهزة الكمبيوتر، أو أجهزة الهواتف الذكية،[١]، وقد تطوّر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي منذ أكثر من عقدٍ من الزمان؛ حيث تحوّلت من مجرّد أداةٍ ترفيهية إلى أداةٍ فاعلة تدخل في شتّى مناحي الحياة بالنسبة للعديد من الأشخاص حول العالم، فأصبحت تلك الوسائل جزءاً من السياسة، والمجتمع، والعمل، والحياة المنزلية، وغيرها من المجالات الأخرى.[٢]
تُؤثّر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على ثقافة المُجتمع، واقتصاده، ونظرته الشاملة للعالم، كما أنّها تسمح بطرح العديد من القضايا المُجتمعية ومُناقشتها؛ كالقضايا الصحية، والاختلافات الثقافية، والعلاقات العامة، حيث تتباين تأثيرات هذه الوسائل على المُجتمعات ما بين سلبية وإيجابية.[٣]
الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع
تُوضحّ النقاط الآتية أهم التأثيرات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع:[٤]
- تعزيز الإنتاجية العلمية: تُعزّز وسائل التواصل الاجتماعي الإنتاجية العلمية للمجتمعات، حيث تسمح لمجموعاتٍ من المُستخدِمين الذين يشتركون في نفس الاهتمامات العلمية في مجالات عدّة؛ كالصحة، والسياسة، والاقتصاد، وغيرها، من التواصل معاً لتبادل معارفهم وخبراتهم.
- منصة إعلامية حرة: تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة منصة إعلامية تُمكّن الأشخاص من التعبير عن آرائهم عبرها بحريّة دون التقيّد بأيّ قوانين قمعيّة تمنع حرية التعبير.
- تسهيل التواصل مع الآخرين: تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي طريقةً سهلةً للتواصل مع المُستخدمين الآخرين، أو التعرّف عليهم أينما كانوا دون التقيّد بالحدود الجغرافية، الأمر الذي من شأنه كسر الحواجز الثقافية بين المجتمعات المختلفة.[٤][٥]
- زيادة الوعي بالقضايا المُجتمعية: تسمح وسائل التواصل الاجتماعي لأفراد المُجتمعات بمُناقشة قضايا مهمّة بالنسبة لتلك المُجتمعات سواء كانت قضايا بيئية، أو أخلاقية، أو غيرها، ممّا يزيد من وعي الناس بتلك القضايا، فضلاً عن أنّ التطرّق لتلك القضايا والتوعية بها جعل كفّة ميزان القوة الإعلامية تميل لصالح الجمهور، وهو ما يصعب على منصات الإعلام التقليدية تحقيقه.[٦]
- تعزيز القوة الاقتصادية: حيث تستخدم العديد من شركات الأعمال والتجارة وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التواصل مع زبائنهم والتسويق لمُنتجاتهم، كما تتميز وسائل التواصل الاجتماعي اقتصادياً نظراً لقلة الكُلفة المالية اللازمة لعمل إجراءات اقتصادية بحثيّة في سوق مُعيّن.[٧]
- تقليل نسبة البطالة: حيث تُتيح وسائل التواصل الاجتماعي نشر العديد من فرص العمل عبر منصّاتها، وتُشير الدراسات إلى أنّ نسبة 60% من أصحاب العمل يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن الموظفين، كما أنّ ما نسبته 19% منهم يختارون شخصاً ما لشغر وظيفة مُعينة تبعاً للمعلومات التي تتوافر عن هذا الشخص عبر حسابات منصّات التواصل الاجتماعي الخاصة به، ذلك وفقاً لاستبيان أجراه موقع (Career Builder) عن التوظيف في وسائل التواصل الاجتماعي عام 2016م.[٦]
الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع
تُوضّح النقاط الآتية أهم الآثار السلبية التي تعود على المجتمع نتيجةً لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعيّ:[٨]
- الحدّ من التواصل المباشر: تحدّ وسائل التواصل الاجتماعي من التواصل وجهاً لوجه بين أفراد المُجتمع، حيث تُجرى العديد من الاتصالات عبر هذه الوسائل من خلال مُحادثات كتابية عبر لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو الهاتف المحمول، وهذا الأمر من شأنه التأثير على مهارات التواصل الحقيقي مع الآخرين سلباً والحدّ منها.
- صعوبة إيصال المشاعر: تحدّ وسائل التواصل الاجتماعي من القدرة على التواصل العاطفي بين أفراد المجتمع، حيث يقتصر الأمر خلالها بإرسال الرموز التعبيرية للتعبير عن الحزن أو السعادة، ولكن هذه الرموز التي يتمّ استخدامها لا تُفسّر بالضرورة حقيقة مشاعر صاحبها، ويُؤثّر هذا الأمر على العلاقات بين الأفراد.
- التسبّب بالكسل: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أحياناً سبباً في شعور أفراد المجتمع بالكسل، حيث يُعدّ الاستخدام المُريح الذي تُوفّره هذه الوسائل في سبيل التواصل مع الآخرين أسهل من عناء الذهاب إليهم ومُقابلتهم بشكل شخصي على سبيل المثال، الأمر الذي يخلق نوعاً من الخمول والكسل لدى الشخص.
- التأثير على العلاقات الأُسرية: لوسائل التواصل الاجتماعي دور في انشغال أفراد العائلة الواحدة عن بعضهم؛ وذلك لأنّ كلّ واحدٍ منهم يقضي ساعاتٍ طويلة في استخدام تلك المواقع بدلاً من التواصل مع باقي أفراد عائلته وتعزيز علاقاته معهم.
- نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة: يُمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل بعض الأشخاص بهدف نشر الإشاعات بين أفراد المُجتمع وتضليلهم بالأخبار الكاذبة.[٩]
- انتهاك الخصوصية: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أحياناً سبباً في العديد من المشكلات التي يواجهها المستخدم نتيجة انتهاك خصوصيته عبر تلك المواقع، سواء من خلال الوصول إلى المُحتوى الشخصي الخاص به عبر تلك الوسائل، أو من خلال معرفة الموقع الجغرافي الحالي له.[٩]
- التأثير سلباً على صحة أفراد المجتمع: لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في التأثير سلباً على صحة مُستخدِميها، وخاصةً فيما يتعلّق بعدم حصولهم على قسطٍ كافٍ من النوم.[٩]
- التنمّر الإلكتروني: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أحياناً أداةً يُساء استخدامها ضد أطفال المُجتمع حيث تُعرّضهم للتنمّر الإلكتروني، ومن شأن هذا الأمر التأثير على الأطفال وصحتهم النفسية؛ حيث يُمكن أن يتسبّب بإصابتهم بالاكتئاب والقلق.[٩]
- تنمية بعض العادات السيئة: تتسبّب وسائل التواصل الاجتماعي أحياناً بخلق عاداتٍ سيئة لأفراد المُجتمع؛ كإهمال بعضهم البعض أثناء التحدُث، أو التشتُت أثناء القيادة، فضلاً عن أنّ الاستخدام المُستمرّ لتلك المواقع قد يدفع الأفراد إلى تأجيل مهامهم.[٩]
المراجع
- ↑ “social media”, dictionary.cambridge.org, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ↑ “The Impact of Social Media: Is it Irreplaceable?”, knowledge.wharton.upenn.edu,26-7-2019، Retrieved 8-12-2020. Edited.
- ↑ Jyoti Suraj Harchekar (25-7-2020), “Impact of Social Media on Society”، www.ijert.org, Retrieved 8-12-2020. Edited.
- ^ أ ب Jacob Amedie (2015), The Impact of Social Media on Society, USA: Santa Clara University, Page 4. Edited.
- ↑ Selami Salgur, HOW DOES THE USE OF SOCIAL NETWORKING AFFECT FAMILY COMMUNICATION OF TEENAGERS?, Page 22. Edited.
- ^ أ ب “Understanding The Impacts of Social Media: Pros and Cons”, www.simplilearn.com,13-11-2020، Retrieved 8-12-2020. Edited.
- ↑ Mohammed Kemal, “Impact of social media on society”، www.researchgate.net, Retrieved 8-12-2020. Edited.
- ↑ Marilyn Price-Mitchell, “Disadvantages of Social Networking: Surprising Insights from Teens”، www.rootsofaction.com,6-9-2019, Retrieved 8-12-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Elise Moreau (10-4-2020), “The Pros and Cons of Social Networking”، www.lifewire.com, Retrieved 8-12-2020. Edited.