محتويات
'); }
إصلاح ذات البين
من الأمور الوقائيّة التي اعتمدها الإسلام للحفاظ على قوّة المجتمع المسلم إصلاح ذات البين، ومعناه العمل الدؤوب على إزالة أسباب الفرقة والنزاع بين المسلمين من خلال الوفاق والتحابب بين المتخاصمين، وقد حثَّ الإسلام على إصلاح ذات البين، من خلال جملةٍ من التوجيهات المباركة والنصوص القرآنيّة الكريمة، والأحاديث النبويّة الشريفة، وهناك عدّة سبلٍ يمكن انتهاجها لإصلاح ذات البين، وهناك عواقب وخيمةٌ تترتب على إفساد ذات البين.
مشروعية إصلاح ذات البين
تعدّدت النصوص الشرعيّة التي تدعو إلى إصلاح ذات البين، لتشمل معظم أشكال النزاع والخصومة، ومن أمثلة ذلك:
'); }
- قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [لحجرات:10]
- قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أُخبركُم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قال إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ)[صحيح].
سبل لإصلاح بين ذات البين
- توفُّر النيّة الصادقة في الإصلاح مع غياب المصالح الشخصيّة فيه.
- اعتماد معايير العدل وتقوى الله بعيداَ عن نزعات الهوى التي تأتي بنتائج عكسية، ولا تحقق رضى كافّة أطراف النزاع.
- اعتماد آداب النصح بشكلٍ عام، والتي منها: أسلوب تقديمه، واختيار العبارات المناسبة لذلك، مع اعتماد السرّ فيه.
- حفظ خصوصيات أطراف النزاع وعدم تجاهلها أو إهمالها.
- عدم إفشاء ما يجب إسراره للضرورة التي تقتضي ذلك، ولما في الإفشاء من عرقلةٍ لجهود الإصلاح.
- العدل، وذلك بالوقوف بين المتخاصمين، بنفس المسافة، إلى حين إعادة الحقّ لأصحابه، والمصالحة في نهاية الأمر.
- الحوار، وذلك بانتهاج الحوار بين المتخاصمين أسلوباً للإصلاح لما له من أثرٍ عظيمٍ في تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.
- النصح الوعظ والإرشاد، وذلك بتوضيح فضل إصلاح ذات البين، وبيان عواقب إفساد البين، وذلك في الدنيا والآخرة.
- القضاء أوالتحكيم، وذلك متى استلزم الإصلاح ذلك، لفضّ النزاع، وبيان مسبباته، وبالتالي بيان الحقوق.
شروط المصلح ين الناس
- العلم الكافي بسبل الإصلاح وطرائقه، ومعرفة بعض الوقائع التي تمّ الصلح حولها، ليقيس ما يلزم فيه القياس.
- السيرة الحسنة، والأخلاق القويمة؛ لما في ذلك من أثرٍ في قبول الإنسان المصلح والارتياح إلى رأيه.
- الإخلاص في مساعي الصلح، وعدم وجود مسعى دنيويّ في ذلك، والوقوف من جميع أطراف النزاع بدرجةٍ متساويةٍ.
الآثار المترتبة على إفساد ذات البين
- ضياع جذوة الالتزام بالدين وانعدام أثره، لقوله صلى الله عليه وسلم عن إفساد ذات البين بأنّه الحالقة التي تحلق الدين، كما يُحلق الشعر.
- تسمّم العلاقات الاجتماعية بين الناس، وانتشار الخصومة، وتفكّك روابط الألفة والمحبة، وبالتالي تفكك المجتمع وانهياره.
- توتر الفرد وقلقه وعدم شعوره بالطمأنينة.
- نيل غضب الله وسخطه، في الحياة الدنيا، والعذاب يوم القيامة.