محتويات
المبشرات بالجنة
اعتاد الناس على تداول أسماء المبشرين بالجنة من الرجال، وهم معروفون مشهورون بين الناس؛ لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذكر وبشر غيرهم منهم الصحابيات، فالمبشرات بالجنة من الصحابيات ذُكرن في عدة أحاديث صحيحة، وهذا من عاجل بشرى المؤمن أن يُبشر بالجنة وهو يمشي على الأرض.
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحِرص على تبشير أصحابه بما يسرهم، ومن النساء اللواتي بٌشرنَّ بالجنة؛ أم المؤمنين خديجة وعائشة، وابنة رسول الله فاطمة الزهراء، وأم سليم والمرأة السوداء وأم عمار بن ياسر -رضي الله عنهم جميعاً-، وفيما يأتي سيرة مختصرة عن بعضهن.
خديجة بنت خويلد
ذكر العراقي في نسب أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-: “خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ الْقُرَشِيَّةُ الْأَسَدِيَّةِ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.[١]ولدت قبل الفيل بخمسة عشر سنة.[١]
كانت قد تزوجت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن عمل معها بالتجارة، وأنجبت منه الإناث والذكور، وتوفيت بعد البعثة بسبع سنوات،[١]كانت -رضي الله عنها- أول من أسلم من النساء، وقد بشرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وأقرأها الله -عز وجل- السلام وبشرها ببيت في الجنة.
دليل ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي، وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ). [٢]
فاطمة بنت رسول الله
وُلدت فاطمة الزهراء قبل المبعث بقليل، وماتت بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمسة أشهر، من أجلِّ فضائلها أنَّها بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بنت سيد الخلق وحبه وبضعته، المبشرة بالجنة بل هي سيدة نساء أهل الجنة، وهي أول من لحق بأبيها بعد موته.
وثبت ذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (وإنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، فَبَكَيْتُ لذلكَ، ثُمَّ إنَّه سَارَّنِي، فَقالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ فَضَحِكْتُ لذلكَ)،[٣]وقد ثبت حديث آخر صحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تبشيرها بالجنة وهو: (فاطمةُ سيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ).[٤]
عائشة بنت أبي بكر
عائشة هي: بنت أبي بكر الصِّدِّيق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي،[٥]ولدت -رضي الله عنها- بعد البعثة بأربع أو خمس سنوات، وتوفيت سنة سبع وخمسين.[٦]
هي زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان قد كنَّاها بأم عبد الله، هي أحب النساء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي ممن فضَّلها رسول الله على النساء وبشرها أنَّها زوجه في الآخرة، من أكثر الصحابيات رواية للحديث فهي الفقهية العالمة الورعة الصابرة المبتليه الثابتة بحادثة الإفك، المبرأة من فوق سبع سماوات بآيات تتلى إلى قيام الساعة.
وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن بشرها بالجنة فقال: (أَما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي زَوْجَتِي في الدنيا والآخرةِ؟ قُلْتُ: بلى، قال: فَأنْتِ زَوْجَتِي في الدنيا والآخرةِ).[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت العراقي ، طرح التثريب في شرح التقريب، صفحة 142_143.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3820.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عائشة ، الصفحة أو الرقم:2450.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:515، إسناده حسن.
- ↑ ابن سعد ، الطبقات الكبرى، صفحة 58.
- ↑ ابن عساكر ، تاريخ دمشق، صفحة 200.
- ↑ رواه الألباني ، في السلسلة الصحيحة ، عن عائشة ، الصفحة أو الرقم:255، صحيح .