محتويات
'); }
نظريات تخطيط المدن
هي مجموعةٌ من النظريات الهندسيّة التي ارتبطت بالثورة الصناعيّة في أوروبا، والهدف من هذه النظريات تطوير الوسائل، والطّرق المُستخدمة في تخطيط المُدن من أجل إعادة بنائها، أو العمل على بناء مدنٍ جديدة صالحة للعيش البشريّ بعد الانتهاء من تنفيذ مخططاتها على أرض الواقع.
اهتمّت نظريات تخطيط المُدن في الوصول إلى شكلٍ جديدٍ للمُدن الحديثة، والتي تحتوي على كافّة المباني من العمارات، والمنازل، والمصانع، والمرافق العامة، والبنوك، والمدارس، وغيرها من الأماكن الأخرى التي تتناسبُ مع التطور الصناعيّ في المُدنِ الأوروبية. وتعرف هذه النظريات باللغة الإنجليزية بمصطلح (Town Planning Theories)
'); }
فوائد نظريات تخطيط المدن
تتميّز نظريات تخطيط المُدن بمجموعةٍ من الفوائد، ومنها:
- تحقيق الحدود المناسبة لتوفير المساكن الملائمة للسكن.
- المساعدة في تخصيص أماكن مناسبة مع بيئات العمل العامّة، والخاصّة.
- المُساهمة في تخطيط الطّرق التي تربط بين الأماكن المختلفة في المدن.
- توفير كافّة الخدمات العامّة للسكان؛ كوسائل النقل، والمتنزهات، والملاعب الرياضية، ومواقف السيارات، وغيرها من المرافق العامة الأخرى.
أنواع نظريات تخطيط المدن
نظرية المدينة الخطية
هي من أقدم نظريات تخطيط المُدن، والتي عُرفت في القرن التاسع عشر من خلال المهندس الإسباني من أصل سوري والمعروف باسم ماتا، وتشير هذه النظريّة إلى ضرورة خلط المدينة مع الريف، وأنّ فكرةَ وجود عماراتٍ سكنية هي فكرةٌ خاطئة، لذلك يجب أن تمتلك كل أسرة منزلاً خاصاً بها يحتوي على حديقةٍ خاصةٍ به، وأن يكون مستقلّاً عن باقي المنازل الأخرى من خلال الاستعانة بأسوارٍ تحيطُ به من كافّة الجهات، ولكن بشرطٍ أن تقعَ كافّة المنازل على خطٍّ واحدٍ، أي ألّا تكون متناثرةً في أكثر من مكان ممّا يُساهمُ في التخلّصِ مِن أيّ عوائق تنتج عن تباعد المنازل عن بعضها البعض، وقد ساهمت هذه النظريّة في الوصولِ إلى العديدِ مِن الحُلولِ في تأسيسِ المُدن السكنيّة الحديثة.
نظرية المدينة الحدائقية
تُعرفُ أيضاً باسم (مدينة الغد)، وتعود هذه النظريّة إلى عام 1898م، وقام المهندس البريطاني هوارد بصياغتها، وتُعتبر هذه النظريّة أحدثَ مِن نظريّة المدينة الخطيّة، وتعتمد على فكرة مساعدة سكّان المدينة على التخلّص من المشاكل السكنيّة من خلال تقديم العديد من الوسائل التي توفّر الراحة لهم، ولكن بالاعتماد على فكرة تحويل حياة المدينة إلى حياة القرية، ولكن بمبانٍ، وأماكن مدنيّة ولكنّها تتميّزُ بأنّها هادئةٌ مقارنةً بالمُدنِ العادية، وتحتوي على مساحاتٍ خضراء واسعة تُساهم في المحافظة على نقاء الهواء، وتوفّرُ مناظرَ جميلة، ومُناسبة للتنزّه، ويرى هوارد أنّ أفضل طريقةٍ لتطبيقِ هذه النظرية تعتمدُ على تحويل المدينة إلى شكلٍ دائري، حتى تُقلّل من نسبة الاكتظاظ السكانيّ، والوقت الذي يتمّ هدره في الوصولِ إلى مكانٍ ما.
نظرية المُدن التابعة
ظهرت هذه النظرية لأول مرةٍ في عام 1922م على يد المهندس أنوين، والذي كان متأثّراً بأفكار المهندس هوارد حول المدينة الحدائقيّة، واقترح في هذه النظرية فكرة إضافة ضواحٍ سكنيّة مرتبطة بمركزِ المدينة، من خلال المحافظة على فكرة الشكل الدائريّ في المدينة الحدائقية، وأضافَ بأنّه من المهم توفير شبكة مواصلات من أجل تسهيل وصول السكّان إلى مهنهم، وأعمالهم في الوقت المناسب، وهكذا أطلق على الضواحي السكنية اسم المُدن التابعة بصفتها مُدناً صغيرةً، وتتبع للمدن الكبيرة الرئيسيّة.