محتويات
النفاس
تُشير كلمة النفاس (بالإنجليزية: postpartum) إلى الفترة التي تلي الولادة، والتي تمتدّ لستة أسابيع تقريباً، تتميّز هذه الفترة باضطراب المشاعر؛ فهي فترة الفرح لوجود طفل جديد في حياة الزوجين، وهي في الوقت ذاته فترة التكيّف مع المسؤوليات الجديدة، والشفاء من آلام الولادة، واضطراب فترات النوم.[١]
على الرّغم من أهميّة العناية بالطفل في هذه الفترة إلا أنه يجب على الأم أن تعتني أيضاً بنفسها؛ إذ تعاني أغلب الأمهات في هذه الفترة من التقلّبات المزاجية، والشعور بكآبة النفاس، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية.[١] تُذكر هنا أهمّ الأمور التي تهم المرأة في مرحلة النفاس.
نصائح للمرأة النفاس
الرضاعة الطبيعية
تُنصح الأم بالبدء بالرضاعة الطبيعيّة للطفل بعد الولادة مباشرةً، لما في ذلك من فوائد للطفل والأم في الوقت نفسه، ومن هذه الفوائد:[٢][٣]
- تبني علاقة حميمة بين الأم والرضيع؛ فالرّضاعة الطبيعية تمنح الطفل الحنان والغذاء، والشعور بالحماية، وفرصة أكبر للتطوّر والنمو بشكل أفضل.
- تزيد من انقباضات الرحم التي تساعد على الشفاء بشكل أسرع، وتُقلّل من نزيف ما بعد الولادة بفضل هرمون الأوكسيتوسين الذي يُفرزه الجسم خلال الرّضاعة.
- تُقلّل من توتر الأم والطفل؛ بتأثير هرمونات البرولاكتين، والأوكسيتوسين، وتُقلّل نسبة الاضطرابات النفسية لدى الأمهات المرضعات واكتئاب ما بعد الولادة.
- تساعد على حرق السعرات الحرارية، وفقدان الوزن الزائد.
- تقي الأم من خطر الإصابة بسرطان المبيض والثدي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وفرط دهون الدم.
- تقلّل من العبء المادّي، وتُوفّر ثمن شراء الحليب الصناعي.
- تقي الطفل من العديد من الأمراض مثل: الإصابة بفيروسات المعدة، وأمراض الجهاز التنفّسي السفلي، والتهابات الأذن، والتهاب السحايا، وتقلّل خطر الإصابة بأنواع معينة من الأمراض السرطانية خاصة سرطان الدم، وأمراض القلب، والسكري.
- تقي الطفل من متلازمة موت الرضع المفاجئ (CDC).
العناية بالجرح
للعناية بجرح الولادة وتخفيف الألم ينصح بالآتي:[٤]
- استخدام وسادة أثناء الجلوس للحصول على الراحة.[٤]
- استخدام الماء الدافئ لغسل المنطقة بعد التبوّل.[٤]
- تناول مسكنات الألم والمليّنات لتخفيف الآلام عند الإخراج.[٤]
- تبريد الجرح بوضع كيس من الثلج، مع استخدام مِنشفة رقيقة بين الجرح والثلج.[٤]
- تغيير الفوط اليوميّة بشكلٍ منتظم لتجنّب التلوثات المهبلية.[٥]
- استخدام غسول مهبلي يومي، في حال عدم وجود تلوّث، واستخدام غسول مِهبلي علاجي في حال وجود تلوّث جرثومي أو فطري.[٥]
الانتباه لاحتقان الثدي
تُعاني الكثير من النّساء من آلام الثدي والاحتقان بعد الولادة، وعند الرضاعة الطبيعيّة، وفيما يلي بعض النصائح للتقليل من الاحتقان:[٦]
- شفط القليل من الحليب عند الشعور بثقل في الثديين، أو إذا كانت الأمّ بعيدةً عن الطفل عند موعد الوجبة.
- تدليك الثدي بحركةٍ دائرية؛ مما يليّن الثدي ويُخفّف الاحتقان.
- إرضاع الطفل من كلا الثديين كل مرة.
- وضع كمّادات باردة على الثدي أو الاستحمام بماء فاتر قبل الرضاعة.
- وضع أوراق الملفوف الباردة على الصدر (وليس على الحلمة) أثناء الليل يُخفّف الاحتقان.
الاهتمام بالتغذية
من أهمّ النصائح الغذائية التي يجب على الأم الالتزام بها في فترة النفاس لتفادي المَشاكل التي تنتج عن سوء التغذية:[٧]
- تناول عدّة وجبات صغيرة متوازنة خلال اليوم؛ بحيث تحتوي على خمس حصصٍ من الخضار والفاكهة، وحصّتين من الحليب وبدائله، بالإضافة لمصادر البروتين المتنوّعة من بقوليات، ودواجن، وأسماك، وألياف، وأطعمة غنيّة بالكالسيوم، وأحماض دهنية أساسية مثل أوميغا 3.
- تناول مصادر غنية بالحديد مثل: اللحوم، والدواجن، والكبد، والخضار الورقية الخضراء، والفاكهة المجففة، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والمكسرات.
- تجنّب الأغذية التي تُسبّب الغازات مثل: الزهرة، والكرنب، والملفوف، والمقالي، حتى لا يتغير طعم الحليب، ولتخفيف الانتفاخ.
- تناول ما لا يقل عن لترين ونصف من الماء؛ لتعويض السوائل التي فقدها الجسم، وزيادة إفراز الحليب.
- تناول بعض المُكمّلات الغذائيّة بعد استشارة الطبيب، ومنها: فيتامين د اللازم لتقوية العظام، ومكمّلات الحديد لتقوية الدم.
- تناول المَشروبات الطبيعيّة الساخنة، مثل اليانسون، والبابونج، والزنجبيل لتزويد الجسم بالسوائل، ومضادّات الأكسدة، ومضادات الالتهابات، والمَعادن، والفيتامينات، ولتخفيف الغازات.
التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة
تُعاني واحدةٌ من كل سبع نساء من اكتئاب ما بعد الولادة (PPD)، تبدأ الأعراض عادةً في غضون بضعة أسابيع من الولادة، ويُمكن أن تشمل: تقلّب المزاج، واضطراب العلاقة مع الطفل، وصعوبة في التّفكير أو اتخاذ القرارات. الطريقة الأكثر فعاليّةً لتشخيص وعلاج هذه الحالة هي استشارة الطبيب الذي سيُقيّم الأعراض ووضع خطة علاج. قد تستفيد الأم من العلاج النفسي، ومضادات الاكتئاب، أو من الاثنين معا، وهناك أيضاً بعض الأمور التي يُمكن القيام بها في المنزل للمُساعدة في التعامل مع الحياة اليومية ومنها:[٨][٩]
- أن تمنح الأم نفسَها وقتاً خاصاً بها: يمكن للأم أن تحصل على ساعة واحدة على الأقل كل أسبوع لنفسها، يمكن ترك الطفل مع والده أو مع أي شخص آخر بالغ، وموثوق، يمكن استغلال هذه الساعة بالخروج في نزهة، أو النوم، أو مشاهدة فيلم سينمائي، أو ممارسة اليوغا والتأمّل، أو مجرّد الاستمتاع مع كتاب وكوب من شاي البابونج.
- ممارسة التمارين الرياضية: أشارت دراسةٌ أنّ ممارسة النشاط البدني لها تأثير مضاد للاكتئاب؛ حيث يمكن وضع الطفل في عربة وممارسة رياضة المشي واستنشاق الهواء النقي؛ فالهواء النّقي والشمس المُشرقة وممارسة القليل من التمارين الرياضية لمدة عشر دقائق عدة مرات خلال اليوم ستحسّن مزاج الأم.
- النوم لفترة كافية: الأم التي لا تحصل على ساعات نوم كافية تكون أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب؛ لذا من المفيد للأم أن تذهب للنوم مبكّراً، وأن تحصل على قيلولة لمدّة ساعة كل يوم.
- تناول الأغذية الغنية بأوميغا 3: وفقاً لمقال نشرته مجلة الاضطرابات العاطفية فإنَّ نقص أوميغا 3 في الجسم يزيد من احتمال التعرّض لاكتئاب ما بعد الولادة، ومن المصادر الغنيّة بأوميغا 3: المأكولات البحرية، وزيت السمك، وزيت بذور الكتان.
- التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وتجنّب العزلة، ومشاركة الآخرين خاصةً الزوج الهموم والمشاعر السلبية تقلّل من فرص الاكتئاب.
التخلص من الإمساك
تُعاني مُعظم الأمّهات بعد الولادة من الإمساك، ولمنع وتخفيف أعراض الإمساك ينُصح بالآتي:[١٠][١١]
- اتباع نظام غذائي غنيّ بالألياف، مع الكثير من الفاكهة والخضروات، والحبوب الكاملة.
- شرب الكثير من السوائل، خاصّةً الماء، وعصير الفاكهة، والسوائل الدافئة.
- تناول المُليّنات، مثل (كوليس).
- عدم الدفع بشدة أثناء التبرّز.
- ممارسة الرياضة مثل المشي كلّ يوم.
- عدم تجاهل الرّغبة في التبرّز وإن كانت مؤلمة؛ فعندما يطول الانتظار يُصبح البراز صلباً أكثر الأمر الذي سيجعل الألم أسوأ.
المعاشرة الزوجية
يجب مراعاة الأمور الآتية عند التفكير بالمُعاشرة الزوجية بعد الولادة:.[١٢]
- الامتناع عن المعاشرة الزوجية طالما أنّ دم النفاس أو حيض ما بعد الوضع لم يتوقّف.
- في حال توقّفَ دم النفاس يُمكن البدء بالمُعاشرة الزوجيّة بعد التئام الجرح وذَوبان القطب.
فيديو عن النفاس
للتعرف على المزيد من المعلومات حول فترة النفاس شاهد الفيديو.
المراجع
- ^ أ ب Valencia Higuera, “Recovery and Care After Delivery”، Health Line, Retrieved 24-12-2016. Edited.
- ↑ “فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل معاً “، ويب طب، 3-12-2012، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016. بتصرّف.
- ↑ “How breastfeeding benefits you and your baby”, Baby Centre, Retrieved 24-12-2016. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج “Labor and delivery, postpartum care”, Mayo Clinic ,24-3-2015، Retrieved 24-12-2016. Edited.
- ^ أ ب تلوثات المهبل بعد الولادة، ويب طب، 23-10-2012، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016. بتصرّف.
- ↑ “صحة المرأة بعد الولادة من احتقان الصدر ولغاية تقلصات الرحم “، ويب طب، 13-9-2013، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016. بتصرّف.
- ↑ “التغذية الأمثل خلال فترة النفاس”، ويب طب، 19-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016. بتصرّف.
- ↑ Ashley Marcin (Reviewed on 12-10-2016), “7 Ways to Cope with Postpartum Depression”، Health Line, Retrieved 24-12-2016. Edited.
- ↑ “Postpartum depression”, Baby Centre,11/2016، Retrieved 24-12-2016. Edited.
- ↑ “Postpartum: First 6 Weeks After Childbirth Common Problems”, Web Md, Retrieved 24-12-2016. Edited.
- ↑ “Postpartum constipation”, Baby Centre, Retrieved 24-11-2016. Edited.
- ↑ “الجُماع بعد الولادة”، بيبي سنتر آرابيا، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016. بتصرّف.