الصداقة
الصداقة هي العلاقة المميزة والفريدة التي تجمع بين شخصين وأكثر تربطهم عدة أمور مشتركة بينهم، كالاهتمامات والتجارب والقيم والمبادئ والاحتياجات، وكلما زادت الأمور المشتركة بين هؤلاء الأشخاص، كلما كان قضاء وقتهم سوياً أكثر متعة بالنسبة لهم،[١] كما وتجمعهم العديد من المشاعر، كمشاعر المحبة والعاطفة القوية، وقدرتهم على التفاهم والتعاطف، وصدقهم واحترامهم المتبادل فيما بينهم، وإخلاصهم ووفائهم لبعضهم البعض، بالإضافة لمشاعر السعادة والمرح والبهجة التي تصاحبهم أثناء تواجدهم معاً، كما أن الصداقة تعني مساندة الأصدقاء لبعضهم البعض في كل الأوقات والظروف، وتقديم الدعم والاهتمام والنصائح باستمرار، ومشاركة تجارب الحياة والخبرات فيما بينهم.[٢]
نصائح عن الصداقة
لا بد من اتباع بعض النصائح للحفاظ على علاقة صداقة قوية ومستمرة، ومنها:[٣]
الاختيار الجيد للأصدقاء
يؤثر الأصدقاء على بعضهم البعض في العديد من الجوانب، كطريقة التفكير والتصرفات المتبعة وطبيعة المشاعر المنتابة والعديد من الجوانب الأخرى، فإذا ما اختار الشخص أصدقاؤه جيداً فإنهم سيؤثرون سلباً عليه في عدة أمور مثل بث مشاعر الإحباط والفشل، أو التشجيع على السلوكيات الخاطئة، أما إذا كان الاختيار جيداً حينها سيكونون أصدقاءً حقيقيين يضيفون لحياته المشاعر الإيجابية كالسعادة والأمل والسلام الداخلي، والتحفيز المستمر.
تخصيص وقت للتواصل
من أهم مقومات الصداقة الاهتمام بالأصدقاء عن طريق التواصل معهم بشكل مستمر، فقد تكثُر الظروف الشخصية ومشاغل الحياة، وقد تقل اللقاءات بسبب تتباعد المسافات، إلا أن الصداقة تحتاج إلى تخصيص وقت للاطمئنان على الأصدقاء وتفقد أحوالهم ومساعدتهم وإشعارهم بالاهتمام، عن طريق اللقاءات والخروج سوياً إن أمكن ذلك، أو التواصل عبر الرسالة النصية والمكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني في حال عدم التمكن من اللقاء.
الاعتذار عن الخطأ
جميع الناس مُعرضين لارتكاب الأخطاء، وفي أي علاقة صداقة فإنه من المحتمل حدوث بعض الأخطاء والمشاكل الناجمة عن سوء فهم لبعض الموقف بين الأصدقاء، أو التسرع في اتخاذ القرار، أو التعصب للرأي الشخصي وغيرها من الأسباب، ولذلك فإن الاعتذار واجب عندما يدرك أحد الأطراف بأنه قد أخطأ، وهذا التصرف لا يدل على الضعف، بل على العكس فإنه يعتبر علامة من علامات نضج الإنسان واتزانه وحبه الكبير لأصدقائه.
التعبير عن التقدير والمحبة
لا بد للشخص من إظهار تقديره ومحبته لأصدقائه لإشعارهم بأهميتهم وأهمية صداقتهم في حياته، ويكون ذلك من خلال التعبير الصريح عن هذه المشاعر، والاهتمام بهم وتذكر مناسباتهم الخاصة ومشاركتهم فيها إن أمكن ذلك، أو الاعتذار عن التغيب في حال عدم القدرة على الحضور، وتقديم الهدايا من فترةٍ لأخرى، وفعل الأمور التي من شأنها إسعادهم.[٤]
مشاركتهم في الظروف الصعبة
تظهر المعادن الحقيقية للأصدقاء في الظروف الصعبة، والتي يحتاج فيها الشخص للشعور بأنه ليس وحيداً ويمكنه مشاركة مشاعره مع من يفهمه ويصغي إليه، وهذه هي الغاية الأسمى من الصداقة، والصديق الجيد هو من لا يتردد في تقديم المساعدة مهما كان الظرف.[٤]
طلب النصيحة من الأصدقاء
حينما يستشير الشخص أصدقاؤه في بعض الأمور المتعلقة بحياته، سواء أكانت حول اتخاذ قرارٍ يُشعره بالحيرة، أو للاستفادة من آرائهم وتجاربهم، فإن ذلك يشعرهم بتقديره واهتمامه لرأيهم، كما أن ذلك يساعده على التفكير بصورة أوسع وأكثر شمولاً؛ لأن الأصدقاء قادرين على توضيح الأمور لبعضهم من منظورٍ مختلف.[٤]
الأمانة والصدق
التحلي بالأمانة والصدق من شأنه أن يبني ثقة متبادلة بين الأصدقاء، ويضمن علاقة خالية من الأكاذيب والخداع والتي تنتهي بنتائج سلبية تضر جميع الأطراف، وكلما زاد الشعور بالأمانة والصدق زاد اعتماد الأصدقاء على آراء بعضهم البعض، وزادت قدرتهم على الانفتاح والتصارح ومشاركة الأسرار مع بعضهم البعض، ويشمل هذا الأمر إعطاء الآراء الحقيقية والنصائح للأصدقاء حتى وإن كانت مخالفةً لما يظنونه، بشرط التعبير عنها بطريقة لا تؤذي مشاعرهم.[٤]
تفهم الطرف الآخر
يجب على الأصدقاء أن يتفهموا بعضهم البعض، فكل شخص يختلف في طريقة تفكيره وتعبيره عن مشاعره وسلوكياته وشخصيته، وبالتالي يجب عدم التسرع في الحُكم على الأصدقاء بسبب تصرفات بدرت منهم قد لا تمثل حقيقية نواياهم أو ما يشعرون به، بل محاولة فهم الأسباب الحقيقية خلف هذه التصرفات، كما أن ظروف الحياة الشخصية قد تؤثر عليهم وعلى قراراتهم وتصرفاتهم وإن لم تكن واضحة للجميع.[٤]
عدم التحدث عن الأصدقاء بسوء
قد تحدث بعض المشكلات بين الأصدقاء وقد تتزايد مشاعر الغضب اتجاه تصرفاتهم أو ردود أفعالهم، ولكن مهما بلغ حجم هذه المشكلات يجب عدم التحدث عن الأصدقاء بسوء، أو التقليل من شأنهم واحترامهم أمام الآخرين، أو إفشاء أسرارهم، فهذا من شأنه تدمير علاقة الصداقة، كما أنه يتيح الفرصة للآخرين لانتقادهم أو إثارة الإشاعات عنهم.[٤]
التشجيع والتحفيز
تزداد قوة الصداقة وأثرها الإيجابي على حياة الأصدقاء من خلال التشجيع والتحفيز، فالأمر لا يتعلق بموضوعٍ مؤقت بل هو أسلوب تعامل بين الأصدقاء، فالإطراء على صفاتهم الجيدة ونقاط قوتهم، والثناء على مهاراتهم وقدراتهم، وتشجيعهم على الاستمرار والنجاح والتفوق يحفزهم للتغلب على كل الصعوبات، وزيادة شعورهم بالثقة بالنفس، وإيمانهم بأنهم يمتلكون أصدقاءاً يحبونهم بصدق ويتمنون لهم الخير على الدوام.[٤]
فوائد الصداقة
للصداقة الجيدة والقوية أهمية وفوائد كثيرة تعود على الشخص وعلى من حوله، منها:[٥]
- تعزيز شعور الشخص بالسعادة والفرح والانتماء، والتقليل من إحساسه بالتوتر والقلق والحزن.
- تحسين ثقة الشخص بنفسه وتقديره لذاته وإيمانه بقدراته ومهاراته.
- المساعدة على التعامل مع الصدمات النفسية الصعبة وتجاوزها، كفقدان الوظيفة أو حالات الانفصال وغيرها.
- التشجيع على ممارسة العادات الجيدة والمفيدة كالرياضة، وتناول الأكل الصحي، وغيرها.
- الشعور بالتفاؤل والأمل وزيادة رضى الشخص عن حياته.[٦]
- التمتع بصحة أفضل، فوجود الأصدقاء يقلل من نسبة التعرض للأمراض النفسية، ويزيد من سرعة التعافي منها.[٦]
المراجع
- ↑ .Alex Lickerman M.D (15-12-2013), “The True Meaning of Friendship”، www.psychologytoday.com, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ↑ Marie Miguel (14-5-2020), “Define Friend: A Good Understanding Of The Friend Definition”، www.betterhelp.com, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ↑ MARYDEL MITCH FLORES, “15 Ways to Build Strong and Lasting Friendships”، www.inspiringtips.com, Retrieved 18-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Trudi Griffin (2-4-2020), “How to Maintain a Friendship”، www.wikihow.life, Retrieved 19-5-2020. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (24-8-2019), “Friendships: Enrich your life and improve your health”، www.mayoclinic.org, Retrieved 19-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Jennifer Abbasi, “Why Friends Make Us Happier, Healthier People”، www.happify.com, Retrieved 20-5-2020. Edited.