منوعات

نشأة المسرح العربي

صورة مقال نشأة المسرح العربي

تاريخ المسرح العربي

لقد عرف العالم العربي المسرح للمرة الأولى في جمهورية مصر العربية عن طريق المصري في عهد نابليون بونابرت، وذلك في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، حيث كان معه في بداية الأمر رجلان من البعثات الفرنسية وهما من كبار الموسيقيين الفرنسيين، فأرسل نابليون بونابرت رسالة إلى حكومة الديركتوار.[١]

حيث طلب فرقة من الممثلين الذين يقومون بالتمثيل المسرحي وكان ذلك في منزل كريم بك ببولاق وأطلق على المسرح الأول في مصر مسرح الجمهورية والفنون وأول مسرحيتين أُقيمتا في ذلك المسرح هما: مسرحية الطحانين، ومسرحية زايس وفلكور أو مسرحية بونابرت في القاهرة.[١]

بدأت الفكرة تتطور لمّا زار مارون النقاش الإسكندرية ورأى المسرح فيها فخطر له أن يُؤلف أول فرقة مسرحية عربية، وقد أتمّ ذلك الفعل لمّا عاد إلى بيروت، فألف فرقة مسرحية من أصدقائه ودرّبهم على التمثيل فقدموا أول مسرحية ممثلة من رواية البخيل، ثم بدأ ذلك الفن يتغلغل في أنحاء الدول العربية وصار محط أنظار للكثيرين.[١]

عوامل تأخر نشأة المسرح العربي

برزت مجموعة من العوامل أسهمت في تأخّر نشأة المسرح العربي ومن أهمها:

العامل الديني

إنّ المسرح في أصله قد نشأ عن الإغريق واليونان من أجل تلبية الحاجة الدينية عندهم؛ أي أنّ المسرح في بدايته عند كل من الإغريق واليونان قد ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالوثنية، وهذا أدى بشكل أو بآخر إلى تأخر ظهور هذا الفن عند العرب الذين يدينون بالتوحيد، ويرفض الإسلام أن يتّبع أبناءه أي من الوثنية.[٢]

وفي العصر الجاهلي كان العرب يميلون إلى التوحيد، بمعنى آخر إنّ الوثنية كانت بعيدة عن الفطرة العربية وبما أنّ المسرح كان قد ارتبط بالوثنية فصار ظهوره عند العرب غاية في الصعوبة.[٢]

العامل الاجتماعي

إنّ المسرح يفرض وجود المرأة؛ حيث لا يمكن أن يكون الممثلون من الرجال فقط بل لا بدّ من وجود العنصر الأنثوي الذي تكتمل المسرحية به، وقد اختلف العرب عن الإغريق والرومان في هذه الناحية؛ حيث إنّ الإغريق لا مشكلة لديهم بظهور المرأة على المسرح وتأديتها للأجوار.[٢]

أمّا العربي فكان يعدّ ذلك الفعل امتهانًا للمرأة؛ حيث لا يُمكن لها أن تأخذ موقعًا بين الرجال على خشبة المسرح وتؤدي الأدوار إلى جانبهم، فأدى ذلك إلى ضعف إمكانية استقبال الفن المسرحي في المجتمع العربي.[٢]

العامل الفني

إنّ العرب هم أهل الشعر وأهل القافية والوزن وقد جعلوا من الوزن والقافية شرطًا ليتميز الكلام النثري عن الكلام الشعري، والمسرحية تكون عادة طويلة ولا يُمكن ضبط أبياتها من البداية إلى النهاية على الوزن والقافية نفسها، وكان الشعر العربي في أصله تعبيرًا عمّا يحس به الشاعر من انفعالات وخلجات نفسية تظهر كلامًا على لسانه.[٢]

أمّا الشعر المسرحي فكان عبارة عن قصة يؤديها الممثلون؛ أي لا يكون الشعر الخاص بالمسرحية وليد انفعالات، بمعنى آخر إنّ الظروف التي عاشها المجتمع العربي لم تكن أرضًا خصبة لظهور مثل ذلك الفن.[٢]

خصائص المسرح العربي

برزت مجموعة من الخصائص للمسرح العربي من أهمها:[٣]

  • وجود موضوع أو قصة

إنّ المسرحية في أصلها تُعالج قضية من القضايا، وهو الخامة الأولى لنجاح المسرحية.

  • وجود شخصيات تمثل القصة

إنّ أيّ قصّة تحتاج إلى شخوص متعددة من أجل أدائها بطريقة جيدة وإيصال الفكرة لعقل المشاهد بشكل واضح.

  • وجود الصراع

إنّ العمل المسرحي لا بدّ أن يقوم على فكرة الصراع ما بين قوتين الخير والشر الفضيلة والرذيلة.

  • وجود الحوار

بما أنّ المسرحية تقوم على قصة ولا بدّ من وجود شخصيات تمثل القصة فإنّه في نهاية الأمر لا بدّ من الحوار الذي يخلق الجو ما بين الشخصيات.

محاور المسرح العربي

وقف المسرح العربي مع مجموعة من المحاور والقضايا من أهمها:[٤]

  • المحور الاجتماعي

كان المسرح العربي في فترة من الفترات بمثابة المرآة العاكسة للقضايا الاجتماعية التي يعاني منها الإنسان في المجتمع العربي.

  • المحور الأخلاقي

اعتقد روّاد المسرح في تلك الآونة أنّ للمسرح دورًا مهمًّا في رفع السوية الأخلاقية للمجتمع، خاصّة عنده تعرضه لفكرة الأخلاقيات.

  • المحور السياسي

عالج المسرح العربي بعض القضايا السياسية وكان له أثر واضح فيها، وقد تبيّن ذلك عند صراع الخديوي وصنوع لما استاء الخديوي من مسرحية الوطن والحرية.

  • المحور الوطني

لما اندلعت ثورة مصر عام 1919م وفر المسرح غطاء عاطفيًا عظيمًا للثورة وتعاطف مع الثوار وشجعهم على الحركات الثورية ضد المستعمر.

أول مسرحية عربية

بدأت الكتابة للمسرح العربي على يد مارون النقاش ، وذلك حينما ذهب إلى الإسكندرية في جمهورية مصر العربي ورأى المسرح فيها، أُعجب كثيرًا بهذا الفن غير المعروف بداية في العالم العربي، فعاد إلى لبنان وأسس أول فرقة مسرحية كانت من أصدقائه ودربهم على الأداء المسرحي وعرض أول مسرحية لهم وهي البخيل.[٥]

أشهر كتاب المسرح العربي

برز مجموعة من الكتاب في ساحة المسرح العربي من بينهم:

مارون النقاش

عاش ما بين عامي (1817م – 1855م) استطاع أن يكون صاحب أول عمل مسرحي وهو عمل البخيل على الأراضي اللبنانية وانطلقت المسرحيات العربية من بعد عمله.[١]

سعد الله ونوس

عاش ما بين عامي (1947م – 1997م)، وهو واحد من أشهر رواد المسرح في سوريا، وقد استطاع أن يكون من أهم الكتاب المسرحيين بسبب القضايا التي عالجها وقد نشأ في بيئة اجتماعية ساعدته على النبوغ.[٦]

توفيق الحكيم

عاش ما بين عامي (1898م – 1987م) وهو كاتب مسرحيّ يُعدّ من الكتّاب الروّاد للمسرحية العربية، ولد لأب مصري وأم تركيّة، بدأ إنتاجه الكبير بعد عودته من باريس فكتب كثيرًا من المسرحيات التي تُرجمت إلى عدة لغات ومُثّلت في مسارح باريس وبوخارست.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث سيد إسماعيل، تاريخ المسرح العربي، صفحة 14. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح علي صابري، المسرحية نشأتها ومراحل تطورها، صفحة 12. بتصرّف.
  3. رابح ذياب، رؤية العالم في الخطاب المسرحي السياسي السوري، صفحة 52. بتصرّف.
  4. بحث على الإنترنت، لى أي مدى عكس المسرح القضايا الاجتماعية، صفحة 2. بتصرّف.
  5. إسماعيل ناجي، توفيق الحكيم، صفحة 15. بتصرّف.
  6. رابح ذياب، رؤية العالم في الخطاب المسرحي، صفحة 113. بتصرّف.
  7. محمد خير رمضان اليوسف، تتمة الأعلام، صفحة 95 – 97. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى