كيمياء

جديد نشأة المركبات العضوية

المركبات العضويّة

تُعرف الكيمياء العضويّة بكيمياء مركبات الكربون وتسمى organic chemistry، وتعود تسميتها بمركبات الكربون لتنسجم مع تصنيف المركبات حسب المصادر؛ حيث تصنف إلى عضويّة ولا عضويّة، فالمركبات اللاعضويّة يمكن الحصول عليها من الفلزات، أما المركبات العضويّة فيمكن الحصول عليها من مصادر حيوانيّة ونباتيّة يتم إنتاجها من متعضيات حيّة.

نشأة المركبات العضويّة

كان هناك اعتقاد سائد بين الكيميائيين أنّ المركبات العضويّة عائدة إلى المتعضيات الحية وظلّ الاعتقاد سائداً حتى عام 1850 ميلادي وكانوا يقولون أيضاً إنّ المركبات العضويّة لا يمكن تحضيرها من المواد غير العضويّة، وفيما يأتي نعرض التسلسل الزمني لنشأة المركبات العضويّة وتاريخها.

في العصر القديم والعصور الوسطى

عرف الإنسان البدائي العديد من المركبات العضويّة، فاستخلص العديد منها من النباتات مثل الصبغات والمواد المخدرة والكثير غيرها من المواد العلاجيّة، حيث كان التداوي بالأعشاب سائداً آنذاك، وحتى في يومنا هذا لا زال تصنيع الكثير من الأدوية معتمداً وبصورة مباشرة على طب الأعشاب الذي أساسه المركبات العضويّة، ومن هذه الأدوية الأسبرين.

في القرنين السادس عشر والسابع عشر اهتم السيميائيون كثيراً في المواد اللاعضويّة ولم يعطوا المواد العضويّة أي اهتمام يُذكر، وكانوا يحاولون تطبيق الكيمياء على الطب وإنتاج العوامل الطبيّة، لكن رغم كلّ البحوثات والاهتمامات لم تحصد النتائج المرجوّة من البحث، وكان السبب في عزوف بعضهم عن دراسة المواد العضويّة هو أنّ أغلبها ذو منشأ حي، مما يزيد من صعوبة تحليلها.

في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

في عام 1776 ميلادي عالج العالم شيله السكر من خلال حامض الآزوت ليحصل على حمض عضوي تمكن من خلاله من إنتاج بعض المواد العضويّة، الأخرى وبعض الأحماض، وتحضير الجليسرين من الدهون، لكن بعض الكيميائيين انتقدوا اكتشافه وقالوا إنّ السر يكمن في السكر الآتي من القصب، وبعد شيله بعام أجرى العالم لافوازييه عدة تجارب استخلص من خلالها أنّ الجزء الأغلب من المواد العضويّة هو الكربون، والأكسجين، والهيدروجين، كما حضر لافوازييه بعض المشتقات الطبيعيّة من جزيئات لا عضويّة.

في عام 1806 ميلادي أطلق العالم برزيليوس اسم الكيمياء العضويّة على كلّ المركبات الموجودة في الطبيعة، وبعد عشر سنوات أي في عام 1816 ميلادي درس العالم مايكل شيفرويل الصابون المصنَّع من الدهون والقلويات، وفصل الأحماض التي تشكّل الصابون عند اتحادها مع القلويات، وبعد برزيليوس جاء الكثير من العلماء بالكثير من الاكتشافات والنظريات حول الكيمياء العضويّة.

في القرنين العشرين والواحد والعشرين

في القرن العشرين تحوّل مفهوم المركبات العضويّة وتوسع من كونه متعلقاً بالمركبات الطبيعيّة مثل الدهون النباتيّة والسكريات إلى مفهوم المركبات المحتوية على عنصر الكربون بشكل أساسي، وتمكّن العلماء من الحصول على مركبات عضويّة من أخرى غير عضوية، مثل الحصول على ثاني أكسيد الكربون والكربونات بالاصطناع الضوئي، وفي عام 1925 ميلادي وضع العالم فارادي نظريته عن البنية العطريّة لحلقة البنزين المعتمدة على أنّ لهذا المركب بنية حلقيّة متناظرة بالتناوب مع ثلاثة روابط ثنائيّة وثلاثة روابط ثلاثيّة.

في عام 1930 ميلادي وضع العالم بولنغ نظريته حول الروابط والتي تعتمد على ما يُعرف بالرنين resonance أو ما يُعرف بالنظريّة الكميّة، أما روبنسون وإنجولد فوضحوا الآليّة التي تنتقل فيها الإلكترونات خلال التفاعلات العضويّة، وتم تقديم تحليل بنية المركبات العضويّة بسبب استعمال تقنيات الليزر والرنين المغناطيسي النووي.

في القرن الواحد والعشرين جاء عصر جديد من عصور المركبات العضويّة، وتطورت طرق استعمال كلّ الموارد الممكنة بطريقة حكيمة ومعقولة، وكان في الوقت ذاته اتجاه نحو تقليل استهلاك الوقود الذي تعمل عليه المحركات، مما يوفر بيئة نظيفة خالية من ملوّثات الاحتراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى