الآداب

نشأة الكوميديا عند الإغريق

صورة مقال نشأة الكوميديا عند الإغريق

مقالات ذات صلة

نشأة الكوميديا عند الإغريق

يشير أرسطو إلى أن أصل الكوميديا يعود إلى الريف؛ ولقد تعددت الروايات تجاه نشأة هذا المصطلح إلا أن تحديد بدايته مازال مجهولا، وحتى أسماء الأشخاص الذين بدؤوا به لم تحدد تماماً؛ ويعود ذلك لأنها لم تؤخذ على محمل الجد.[١]

في البداية كان المتطوعون هم من يتوسعون بدائرة الكوميديا دون أي مساندة أخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يستطع الشاعر الكوميدي في البداية الحصول على جوقة من الكوميديين، بل إن الناس لا يذكرون الشعراء المسميين بالكوميديين من الأصل.[١]

إن البحث عن بدايات نشأة الكوميديا كان غامضًا إلى يومنا هذا؛ فقد أشار (ألاردايس نيكول) إلى هذه القضية على أن الملهاة (الكوميديا) أخذت دورها بشكل واضح، ولأول مرة في مواسم ديونيوس، إلا أنها كانت مشتتة نتيجة وجودها في حقب مختلفة ومتنوعة لذلك لم يستطع المؤرخون تحديد نشأتها.[٢]

سبب نشأة الكوميديا الإغريقية

ظهرت الكوميديا الإغريقية نتيجة محاولة الناس التي تدعو إلى عدم الوقوع في مشاكلهم نفسها، أو من أجل التعلم من أخطاء غيرهم من خلال تحويل هذه القضايا إلى مادة دسمة جاهزة للسخرية الجماعية، فقد كان جل اهتمام هذا الجانب هو محاولة علاج التراجع المجتمعي لتحسين علاقاته الاجتماعية.[٣]

كما أن السخرية في الكوميديا الإغريقية كانت تحمل رسالة مهمة تدور حول نقد الأخطاء ودحضها، ومن إحدى أهم الأمور التي تسعى الكوميديا إلى تحقيقها هي مواجهة مشاكل البشر دون خوف أو تردد.[٣]

أسباب ونتائج إهمال الكوميديا

وقد أشار جميل ناصيف إلى أن السبب وراء قلة الدراسات حول الكوميديا يعود إلى ضياع الأعمال الكوميدية، والدراسات، والكتب الذي تحدثت عنها، الأمر الذي يلزم الباحث الاستعانة بالظن، والتخمين، والافتراضات وحتى التأويل؛ لأن الكوميديا كانت مادة مطروحة وموجودة كالتراجيديا، ولكن لم يصل منها إلا الجزء القليل.[٤]

إن عدم الاهتمام بالكوميديا بوصفها مادة ساخرة ومضحكة أدى إلى ضياعها، حيث تم إعطاؤها مرتبة أقل بالمقارنة مع التراجيديا، الأمر الذي تسبب بكل هذا الغموض، ولكن من الممكن قوله أن جذور هذا الجانب الأدبي مرتبط بالاحتفالات الديونيسية بأولى الصور المسرحية.[٤]

مفهوم الكوميديا عند الإغريق

تعد الكوميديا نوعاً فنياً أدبياً ساخراً يقدم قضايا المجتمع بطريقة تختلف عن (التراجيديا)؛ إذ تراها في الجهة المقابلة تحمل طابعاً فكاهياً، فهي تتناول الحياة الاجتماعية وهموم الناس بطريقة مثيرة تدعو للضحك؛ فهي ترمي نحو فرض هذه الكوميديا إلى جانب مشاكل البشر وعيوبهم؛ لطرحها بطريقة تثير الفكاهة من جهل عامة الناس وسذاجة أخطائهم.[٥]

يحمل هذا المفهوم معاني كثيرة لكنها تلتقي في فكرة الكوميديا؛ فالمعنى اللغوي لهذه التسمية يعني: (أغنية القرية) أو (النشيد الماجن)؛ إذ يشير إلى (المرح الصاخب)، أو (مغني/ مطرب)، بل هي تعني على الصعيد الأدبي: “مسرحية تؤدَى على خشبة المسرح ذات طابع مُسلٍ خفيف، ونهاية سعيدة”. [٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ارسطو، فن الشعر، صفحة 88. بتصرّف.
  2. الأردايس نيكول، المسرحية العالمية، صفحة 17. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد حمدي ابراهيم، نظرية الدراما الاغريقية، صفحة 17. بتصرّف.
  4. ^ أ ب جميل نصيف التكريتي، ترجمة الكوميديا في المونولوج في ضوء المنهج السيميائي، صفحة 225. بتصرّف.
  5. محمد حمدي ابراهيم، نظرية الدراما الاغريقية، صفحة 16. بتصرّف.
  6. مولوين ميرشنت، كليفورد ليتش، الكوميديا والتراجيديا، صفحة 15.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى