محتويات
'); }
التعريف برواية ابن الفقير
رواية ابن الفقير هي إحدى أهم الروايات الجزائريّة المهمّة التي تنتمي إلى الأدب الكلاسيكي، والتي ألّفها الكاتب مولود فرعون، وهو أديب جزائري أمازيغي يكتب باللغة الفرنسية، يتناول الكاتب في هذه الرواية حياة القبائل الجزائرية الفقيرة، ويذكر من خلالها ما عانته هذه القبائل من هموم ومُشكلات أثناء الاحتلال الفرنسي.[١]
كذلك يضع الكاتب بين طيّات هذه الرواية جانبًا من جوانب السيرة الذّاتية، فيضع محطّات مُتنوّعة من حياته يُصوّر من خلالها ما عاناه من الفقر حتّى يصل أخيرًا إلى المدينة، ويُحسّن من مُستواه الاجتماعي نحو الأفضل، لكنّه مع ذلك، ومع بلوغه ما يُريد، إلّا أنّه لم ينسَ الفئة التي أتى منها، فبقي يتغنّى بآلامها ويذكرها أملًا بالتغيير.[١]
'); }
بهذا كانت رواية الابن الفقير نموذجًا حقيقيًّا حاضرًا يصوّر حياته، كما يُصوّر العادات والتقاليد التي كانت سائدة في الجزائر آنذاك، فكسبت الرواية بذلك إلى جانب الأهميّة الروائية القصصية أهميّة تاريخية.[١]
موضوعات رواية ابن الفقير
تنقسم رواية ابن الفقير إلى فصلين رئيسين هما “العائلة” و”الابن البكر”، وفيما يأتي تلخيص موضوعاتها:
العائلة
يتناول الكاتب في هذا الفصل من روايته جوانب مُتنوّعة أراد أن يعرضها، فيعرض عليها من خلال قصّة ذلك الطفل الفقير وعائلته، فيذكر الكاتب في البداية فقر هذه العائلة، ويُناقش من خلال هذا الفقر الذي تعيشه تلك العائلة إذا ما كان يُمكن للفقير أن يحلم بالأفضل! أن يحلم باكتساب العلم والمعرفة! أم أنّ المعرفة هي حكرٌ للأغنياء فقط دون الفقراء! وهكذا تدور الأحداث مُجيبةً عن كلّ تلك التساؤلات.[١]
يُسلّط الكاتب الضّوء من خلال قصّة يعرضها خرجت هذه القصة من تلك المدينة الفقيرة، حيث كان في تلك المدينة عائلات كانت غنية وفقدت مالها في لمح البصر، وعائلات كانت فقيرة فأصبحت غنيّةً بغتةً! ومن خلال ذلك يتوصّل الكاتب إلى حكمة.[١]
ألا وهي أنّ المال ليس أمرًا ثابتًا، والفقر والغنى كذلك أيضًا، وما يتبقّى للإنسان هو العلم فقط، فالعلم يبقى ولا شيء غيره يبقى، وتتوضّح أهميّة العلم بشكل جلي من خلال سعي العائلة المُستمر إلى أن يحصّل ولدها العلم ويتقنه.[١]
الابن البكر
يذكر الكاتب في هذا الفصل الفقراء وما عانوه في سبيل تحسين أوضاعهم، وتأمين أسباب المعيشة الرئيسة التي يعيشون بها ولها، فهم مُضطرون إلى السفر وقطع مسافات كبيرة للوصول إلى أسباب المعيشة الرئيسة وهي الطعام والمسكن والمشرب والمال، فما أصعب ذلك السّبيل الذي سيوصلهم إلى مُتطلّبات حياتهم الأساسيّة![١]
يذكر الكاتب أيضًا في تلك الرواية جانبًا مُهمًّا، وهو المنحة الدّراسية التي يأمل ذلك الابن الفقير بالحصول عليها، فيظهر الكاتب فقدان الأمل الذي يخيّم على العائلة في مجيء القبول على هذه المنحة، فيخيّل لهم أنّ الفقير لا حقّ له بشيء، ولا يُمكن أن يتحقّق لأجله أي شيء، تُرى، هل ستأتي تلك المنحة الدّراسيّة وتُغيّر حياة ذلك الابن الفقير وتسمو به نحو الأفضل؟![١]
اقتباسات من رواية ابن الفقير
من أبرز الاقتباسات في هذه الرواية ما يأتي:[١]
- “بالفعل، نحن نعلم أنّ سكان القبائل منضبطون على الأقل داخل حياتهم الأسرية، فنحن جميعًا متّفقون على نبذ الإسراف، لذا فكلّ عائلة تترك شأنها بين يدي مسؤول، يتحكّم المسؤول في المُؤن، يُقسمها طبقًا لرغبته، يُقرّر توجيه المدّخرات، كما يقرّر عمليّات البيع والشّراء”.
- “تكرّس العادات مزايا سيد أو سيّدة المنزل، يُنصفها بعض الأمثال غير القابلة للمُناقشة”.
- “عند رؤية الضمادات الداكنة والدم المُتخثّر، نفث أبي غضبًا كظيمًا، أقسم بأغلظ الأيمان أنّه إذا كان اشترك في “الحفل” الصّباحي لكان قد انتقم، رفع هراوةً وخنجرًا ومُسدسًا قديمًا في اتجاه المجلس.””
- “أراد أن ينطلق إلى الخارج، غير أنّ جدتي، وحليمة وبناتها، أمكنّ بجلبابه وبكتفيه وبذراعيه، عن طيب خاطر، أمسكت أمي بقدميه وقبّلتهم، نظر إليه عمّي بهدوء، فيما يخصّني، أشعرني صوته الرخيم ببعض السعادة، شعرت بالأمان خلف هذا الغضب.”
- “فور ولو كان يودّ أن يذهب الجميع في أسرع وقت حتّى ينفرد بوالديه، في ركن من المنزل تقبع حقيبة كبيرة ومتاع غامض، تنجذب عين فورولو إلى هناك.”
- “دون أن يحكم تصرفاته جلس على المتاع وحاول بأسنانه وأظافره قطع الخيط الذي يُغلق الحقيبة، من شدّة الغيرة حاولت زازو منعه ونتج عن ذلك معركة جذبت انتباه الكبار لفترة.”