'); }
موقع مدينة إرم ذات العماد
تعد مدينة إرم ذات العماد مدينة رفيعة البنيان، وتقع في صحراء الربع الخالي، ولم يصدق الواقع هذه المدينة، حيث قال قوم إنَّ الله خسفها ولم يعد لها وجود، وهذه المدينة مسكن قوم عاد، والعماد هي: عماد بيوت الشعر، ويُقصد بها القبيلة، وقيل إنَّ عماد بيوتها كناية على طول أجسام قوم عاد، حيث قيل في صخر: “رفيع العماد طويل النجاد”، حيث يدل طول الأجسام على قوة أصحابها،[١] وقيل إنَّ شداد بن عاد بنى هذه المدينة في بعض صحاري مدينة عدن.[٢]
فكرة بناء مدينة إرم ذات العماد
ذكر بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)[٣]، أنَّ شداد بن عاد كان ملكاً قوياً وشديد البطش، وعندما سمع بجنة عدن التي وعد الله تعالى بها لعباده المؤمنين عزم على بناء أرض شبيهة لها في الأرض.[٢]
'); }
بنى شداد مدينة إرم ذات العماد، وهي مدينة عظيمة وقوية، حيث كانت قصورها من الذهب والفضة، وأساطينها من الياقوت والزبرجد، هذا بالإضافة إلى وجود أنواع عديدة من الأشجار والأنهار الجارية، وبعد الانتهاء من بنائها ذهب إليها بأهل مملكته، ثمَّ بعث الله تعالى عليهم عذاباً فهلكوا كلهم، ولكن شداد ومن معه لم يدخلوا هذه المدينة قبل هلاكهم، وبالتالي صار خبر هذه المدينة، وخبر ملكها من آيات الله تعالى في بلاده وعباده.[٢]
قصة عاد في القرآن
ذكر الله تعالى خبر قوم عاد في مواضع عديدة من القرآن الكريم؛ وذلك ليكونوا عبرة للمؤمنين، حيث كانوا أعظم الأقوام قوة، وأشدهم بطشاً، وأطولهم أجساماً، حتّى إنَّ الله تعالى لم يخلق مثل قوتهم في البلاد، وكانت مساكنهم عظيمة، وذات أعمدة ضخمة، وأبنية شاهقة الارتفاع، ولقد أترفوا كثيراً في بناء مساكنهم.[٤]
كانوا يبنون في كل مكان مرتفع بناءً باهراً، وهائلاً، ومحكماً، وكل ذلك من باب العبث، واللهو، وإظهار القوة، والتفاخر لا من باب الحاجة، وما كان على نبيهم إلّا أنْ يُنكر عليهم ذلك، حيث قال تعالى: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ)[٥]؛ لأن أبنيتهم هذه تضيع الوقت، وتهلك الجسد، وتشغل الإنسان في أمور الدنيا، والابتعاد عن الآخرة، بالإضافة إلى أنها مظهر من مظاهر الكبرياء.[٤]
يجدر بالذكر هنا أنَّهم اتخذوا أبراجاً مُشيدةً حتى يخلدوا في الدنيا، وفتح الله عليهم ورزقهم أموالاً، وأولاداً، وزرعاً، وعيوناً، وكان نبيهم دائماً يذكرهم بنعم الله عليهم، وأمرهم أن يتذكروا هذه النعم بشكر الله تعالى؛ حتّى يفوزوا برضا الله تعالى والجنة، ولكنهم قابلوا ذلك بالكفر، والجحود، وعبادة الأصنام، واتهموا نبيهم هود عليه السلام بالجنون والسخرية، ولم يستجيبوا لدعوته، واستكبروا عليها، وزادوا طغياناً في البلاد.[٤]
بالإضافة إلى أنهم تكبروا على خالقهم، وتجبروا على عباد الله، وكانت نهايتهم أنَّ الله تعالى استدرجهم حيث لا يعلمون، وأوقف عنهم المطر، وسلّط الله عليهم ريحاً لمدة سبع ليالٍ وثمانية أيام، ولم تنقطع هذه الريح لحظة، وكانت ريحاً عقيمةً لا خير ولا بركة فيها، حيث كانت تحمل الرجل منهم إلى أعلى ثمَّ تُنكسه على رأسه فينقطع عن جسده، وهكذا أهلكهم الله ولم يبقَ لهم باقية.[٤]
المراجع
- ↑ “أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن “، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت “قصة شداد بن عاد ، وبيان بطلانها .”، www.islamqa.info، 23-10-2015، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الفجر، آية: 6-8.
- ^ أ ب ت ث عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (27-5-2017)، “قصة عاد في القرآن”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء ، آية: 128.