محتويات
'); }
قدرة الله تعالى
إنّ قدرة الله مُطلقة أي أنّها غير قابلة للقياس أو التحديد، كما لا يصح تشبيهها أو مقارنتها بقدرة الإنسان التي تعتبر جزءاً بسيطاً جداً من قدرة الله ومردها إليه، وتتجلى قدرة الله في العديد من مظاهر هذا الكون، بدءاً بخلق السموات والأرض وما بينهما، وخلق الإنسان والملائكة، والنباتات والحيوانات، والعديد من مظاهر قدرة الله في الكون التي سنتحدث عنها في هذا المقال.
مظاهر قدرة الله تعالى في الكون
خلق السموات والأرض
خلق الله عز وجل السموات والأرض في ستة أيام، ومن بديع خلقه أنّه رفع السموات بغير أعمدة، ولو تم ذلك أي خلق الله السماء بعمد، لأصبحت الحياة على الأرض مُستحيلة، يقول سبحانه وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ) [الرعد: 2].
'); }
خلق المجرات والكواكب
جميع الكواكبوالأقمار والنجوم تسير في هذا الكون الفسيح بسرعة كبيرة ووفق نظام رباني مُعيّن، دون أن تصدم ببعضها، كما أنّها محفوظة عن السقوط على الأرض، ومع ظهور الشمس يأتي النهار، وبغيابها ينتهي، كما يطلع القمر في الليل ويختفي مع بزوغ الشمس، دون أن يؤثر أحدهما في الآخر، يقول الله عز وجل: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ*لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 38-40]، ويصل عدد المجرات إلى آلاف الملايين، موزعة بصورة مُحكمة، ويُذكر أن بعدها يبلغ مئات الملايين من السنوات الضوئيّة.
خلق الماء والهواء
يمدّ الهواء الكائنات الحيّة بعنصر الأوكسجين الذي تتنفس من خلاله، كما أنّ الكثير من الآلات المتحركة التي صنعها الإنسان يرتبط عملها بالهواء؛ كمحركات السيارة والطائرة، يقول عز وجل: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الجاثية: 5]، أما عن خلق الماء الذي يُعد سبيل الإنسان، والكائنات الحية الأُخرى، وكلّ مظاهر الكون للنمو والاستمرار في الحياة، كما سهل الله نزول الماء من السحاب إلى الأرض على شكل قطرات ليسكن باطن الأرض، ويتجمع في خزانات جوفيّة، تتفجر من باطن الأرض فيما بعد على هيئة عيونٍ وينابيع، يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ*يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَْعْنبَ وَمِن كُلِّ الَّثمَرتِ) [النحل: 10-11].
خلق الإنسان
خلق الله الإنسان في أحسن صورة، كما ميزه بالعقل والإدراك عن بقية خلقه، وحمّله أمانة الإعمار وخلافته في الأرض، بعد أن رفضت السموات والأرض والجبال حملها، والمُتدبر في خلق الله للإنسان سيطول حديثه، فجميع أعضاء جسم الإنسان وأجهزته مخلوقة بدقة لامُتناهية، ومن عظيم خلقه منحه الحواس الخمس للإنسان، ومدّ أعضائه بالحيويّة والطاقة عبر التغذي على النباتات ولحوم ومنتجات الحيوانات، التي تُشكل هي الأخرى مظهراً من مظاهر قدرة الله، وعظمته في هذا الكون.