'); }
خلق الحيوانات
لقد خلق الله تعالى الحيوانات وأبدع في خلقها، واستطاع الإنسان بفعل الأدوات والأجهزة المتطورة أن يكتشف مقدار إعجازه عزّ وجلّ في هذه الكائنات، فقد قال الله تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام:38]، وقد خلق الله تعالى هذه الحيوانات بأشكالٍ وأصنافٍ وألوانٍ وصفاتٍ مختلفةً، ومنها الذكور والإناث، وأعدادها هائلةً لا يمكن حصرها، وتختلف فيما بينها في طبيعة الغذاء ونوعيته وتكيّف أجسمها مع غذائها، وتختلف أشكالها حسب طريقة التنقل من مكانٍ لآخر فمنها ما يمشي على بطنه، أو يمشي رجلين أو أربع، أوحتى يستخدم أجنحته للطيران.
مظاهر قدرة الله في الحيوانات
الإبل
قال تعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية:17]، ففي هذه الآية يخصّ الله تعالى الإبل ويطلب من الكافرين النظر إليها والتمعّن في قدراتها ليستدلوا على عظمته عزّ وجلّ، فالأذنان صغيرتان وغير بارزتين ومغطاتان بالشعر من جميع الجهات لحمايتهما من الرمل الصحراويّ، ولهمما القدرة على الانثناء إلى الخلف لتلتصق بالرأس عند هبوب العواصف الرمليّة.
'); }
كما أنّ لعيني الإبل رموشاً مكوّنةً من طبقتين على شكل الفخ بحيث تدخل إحداهما تحت الأخرى وبذلك تحمي العينين وتمنع دخول التراب فيهما، بينما يتّخذ المنخران على شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر، ولهما حوافٌ لحميّة بحيث يمكن للجمل إغلاقهما أمام الرياح الرملية لمنع دخول دقائق الرمال إلى الرئتين.
الخفاش
خلق الله تعالى أنواعاً مختلفةً من الطيور فقد أحصى العلماء وجود 289 نوعاً من الحمام، و209 أنواعٍ من الحجل، و100 ألف نوعٍ من الفراشات، ومن أنواع الطيور التي أبدع الله تعالى في خلقها (الخفاش)فهو ينزعج من ضوء الشمس على عكس بقيّة الطيور، فيطير في الظلام دون خوفٍ ويتجه في جميع الاتجاهات دون أن يصطدم بالحواجز على الرغم من مروره من خلال انحناءاتٍ وانثناءاتٍ.
كما أنّ جسده يفتقر إلى وجود الريش، وأجنحته تتكوّن من جلدٍ رقيقٍ، وممّا يلفت الانتباه في أنّ الطيور تنصب له الفخاخ بسبب العداوة التي بينهما، ممّا جعله يقضي معظم حياته منعزلاً عنهم، كما وجد العلماء بأنّ الخفاش يتناول اللحم، ويستطيع الوصول إلى فريسته مهما كان مكان اختفائها نتيجة امتلاكه لجهازٍ يعمل بالأمواج مثل الرادار، ويستخدم هذه الأمواج في تحديد العوائق التي توجد أمامه من خلال إرسال هذه الموجات من الحنجرة إلى الخارج عن طريق الأنف وبعد أن تصطدم بالأشياء المحيطة به تعود إليه ويستقبلها من خلال أذنيه.