موضوع عن زراعة الأشجار

'); }

زراعة الاشجار

يجب المحافظة على الأشجار والعناية بها والاستمرار في زراعة أخرى جديدة نظراً لأهميتها الكبيرة، إذ يُعتبر وجود الأشجار أحد العوامل التي تجعل الأماكن الطبيعية أكثر جمالاً وفائدةً بالنسبة للإنسان، ففضلاً عن أنّ الأشجار تزيد من جمالية المنظر للمكان الذي تتواجد فيه، فإنّها أيضاً توفّر الظلال، وتُخفّف من حدّة الرياح،[١] ومن الأمور التي يجب مراعاتها والانتباه إليها عند الرغبة في زراعة أشجار جديدة ما يأتي:

اختيار أفضل الأشجار

يجدر بالشخص الذي يريد زراعة أشجار جديدة الحرص على اختيار أشتال شجرية أو شجيرات ذات جودة عالية، بحيث تكون هذه الأشتال والشجيرات قادرةً على مواجهة الظروف الزراعية المختلفة التي قد تتعرّض لها في مكان زراعتها، وفي حال وجود الشجيرة وزراعتها في حاويات خاصة بها ينبغي أن تضم هذه الحاويات جميع جذور هذه الشجيرات، وعدم وجود الكثير من الامتدادت لهذه الجذور خارج الحاوية المزروعة فيها.[١]

'); }

يتمّ نقل الشجيرات المزروعة مُسبقاً إلى مكان زراعتها الجديد من خلال أخذها مع كرة محيطة بها من التربة ذات حجم مُحدد لا تتعرّض فيه الشجيرة إلى التمايل أثناء نقلها، وبشرط أن تكون هذه الكرة الترابية حاويةً لجميع جذور الشجيرة المُراد زراعتها في المكان الجديد، فعلى سبيل المثال فإنّ الشجرة التي يبلغ قطر جذعها 5 سم ويُراد زراعتها في مكان آخر فإنّها ستحتاج إلى أخذها مع كرة ترابية بقطر 61 سم مُحيطة بها.[١]

موعد الزراعة

يُمكن زراعة الأشجار في أوعية في جميع أوقات العام، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ فصل الخريف يُعتبر أفضل تلك الأوقات؛ ويعود ذلك إلى أنّه خلال هذا الفصل عادةً ما تتوقّف النباتات عن النمو من الأعلى فهي تكون في ما يُشبه حالة الخمول، بالإضافة إلى تساقُط الأوراق خلال فصل الخريف، حيث يؤدّي هذان الأمران إلى توفير كميات الكربوهيدرات التي تتحوّل إلى طاقة يتمّ من خلالها إنبات الجذور بشكل أسرع، الأمر الذي قد يجعلها أقل اعتماداً على عمليات الريّ خلال موسم الصيف، بينما تختلف الأشجار عن نباتات الزينة في هذه النقطة، فبعض نباتات الزينة تستمر بالنمو خلال فصلي الخريف والشتاء، بينما قد يتوقف بعضها الآخر عن النمو في فصل الشتاء.[٢]

اختيار الموقع

يُعتبر اختيار الموقع الذي يجب زراعة الأشجار فيه من الأمور المهمّة جداً والمؤثّرة في عملية الزراعة، إذ إنّه لا يقل أهميةً عن اختيار شتلة ذات جودة عالية، حيث يجب مراعاة العديد من العوامل عند اختيار المكان المُناسب، وهذه العوامل كالآتي:[٣]

التربة

يجب إجراء العديد من الفحوصات على التربة لتحديد نوعية مساماتها وقابليتها لتصريف المياه، حيث يُعدّ وجود المسامات المُعتدلة في حبيبات التربة أمراً مهمّاً لمدّ الشجرة بالأكسجين اللازم لعمليات نمو الجذر، كما أنّ الشجرة التي تتمّ زراعتها في تربة لا يتمّ تصريف المياه خلالها بشكل جيد يؤدّي إلى الحدّ من سرعة نموها وضعفها أو حتّى موتها، كما يؤدّي إلى الحدّ من تكاثر الكائنات الحية الدقيقة المُفيدة والتي تُحلّل المواد العضوية.[٣]

تختلف أنواع التربة من حيث حجم المسامات الفراغية الموجودة بين حبيباتها، فتُعتبر التربة الرملية تربةً لا تملك القدرة الجيدة على الاحتفاظ بالمياه ويعود ذلك إلى مساماتها كبيرة الحجم، وعلى العكس منها تُعتبر التربة الطينية ذات مسامات أصغر بكثير ممّا يجعل تصريف المياه خلالها أمراً صعباً الأمر الذي قد يؤدّي إلى إلحاق الضرر بالنباتات التي تتمّ زراعتها في هذا النوع من التربة، ويُمكن فحص نفاذية التربة وقابليتها لتصريف المياه من خلال حفر حفرة بعمق 46 سم، ثمّ ملئها بالمياه وتركها لليلة كاملة حيث يجب أن تكون كمية المياه قد تمّ امتصاصها بعد هذه الفترة، وفي حال بقائها في التربة فإنّ هذا يعني وجود مشكلة في التصريف، ولا يُمكن تطبيق هذا الاختبار أثناء هطول المطر.[٣]

يجب اختيار أنواع من الأشجار تتوافق احتياجاتها مع طبيعة التربة، أو يُمكن القيام بما من شأنه تحسين نوعية التربة وقابليتها لتصريف المياه، ولا تقتصر اختبارات التربة على تلك التي تختص بحجم مساماتها ونفاذية الماء من خلالها، حيث يجب فحص نقص التربة من المغذيات، بالإضافة إلى فحص درجة حموضة التربة للكشف عن طبيعتها فيما إذا كانت حمضيةً أو قلويةً، ثمّ تحديد نوع النبات المُراد زراعته فيها بناءً على نتيجة تلك الاختبارات، كما يجب التحقّق من عدم تعريض التربة إلى الضغط الكبير الذي قد يقع عليها من قِبل الأشخاص أو المركبات لتلافي تقليل مساحات مساماتها.[٣]

المياه

يؤثّر وجود المياه على أنواع النباتات التي يُمكن زراعتها، حيث إنّ الارتفاع في نسبة المياه في التربة يؤدّي إلى تقليل نسبة الأكسجين فيها، وهناك العديد من أنواع الأشجار التي يُمكن زراعتها في المناطق التي تتواجد المياه فيها بشكل زائد، حيث يكون الماء قريباً من سطح التربة أو موجوداً بشكل دائم، أو المناطق التي تكون طبيعة التربة فيها طينيةً ثقيلةً؛ كأشجار التوت، والزيتون الروسي، والقيقب الأحمر، وغيرها من الأنواع التي تحتمل العيش في مثل هذه المناطق، في حين أنّ بعضها الآخر يُمكن زراعتها في مناطق جافة لا يصلها إلّا القليل من المياه وعبر فترات زمنية طويلة، بحيث تتكيّف هذه الأشجار للعيش ضمن البيئة الرملية، ومن الأمثلة عليها أشجار السماق، والنبَق، والهاكبيري، والجنكة، وغيرها من أنواع الأشجار والشجيرات التي تحتمل العيش في ظروف جافة.[٣]

أشعة الشمس

تُعتبر أشعة الشمس مُفيدةً للحفاظ على بقاء الأشجار ونموّها، إلّا أنّ قابلية الأشجار للتعرّض المستمر لأشعة الشمس تختلف بين نوع وآخر، فقد يتطلّب بعضها مكاناً في الظل لتتمكّن من الحفاظ على أوراقها ومنعها من الجفاف، بينما يحتاج بعضها الآخر إلى وجود أشعة الشمس لفترات طويلة.[٣]

عوامل أخرى

يوجد العديد من العوامل الأخرى التي لها تأثيرها على اختيار المكان المناسب لزراعة الاشجار؛ كوجود المباني والجدران أو حتّى وجود أشجار أخرى في المكان، بالإضافة إلى درجات حرارة المكان ورطوبته، فالارتفاع الشديد في درجة الحرارة الناتجة عن الشمس في يوم من أيام الشتاء قد يُعرّض لحاء الشجرة للإصابة، وقد يتعدّى ذلك ليُصيب جذع الشجرة بالانقسام، وقد تبقى الشجرة عرضةً لمزيد من المخاطر أثناء انخفاض درجات الحرارة مرّةً أخرى، ومن الأمور الأخرى التي ينبغي مراعاتها عند زراعة الأشجار تعرّضها للرياح، حيث إنّ تعرّض الأشجار بشكل مُباشر للرياح الغربية دون وجود ما يحميها قد يتسبّب بحدوث الجفاف لها، وقد تكون بعض المواقع والاتجاهات المحيطة بالمباني أفضل من غيرها لزراعة الأشجار، حيث يُوصى بزراعة الأشجار في الجهة الجنوبية من المبنى التي تكون عادةً أكثر دفئاً وأقل رطوبةً من الجهة الشمالية له.[٣]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد العمق المناسب للحفرة التي سيتمّ زراعة الشجرة فيها من الأمور المهمّة التي ينبغي مراعاتها عند عملية الزراعة، فالعمق الزائد للحفرة التي يتمّ زراعة الشجرة فيها قد يؤدّي إلى الإضرار بها، بل إنّه يُسبب ما نسبته 57% من إجمالي حالات موت الأشجار، لذا فإنّ العمق المناسب للحفرة يُمكن تحديده من خلال الاسترشاد بالآتي:[٤]

  • جعل التربة المُحيطة والمُتكتلة حول جذر الشجرة بعد أن يتمّ نزعها من الوعاء الموجودة فيه أعلى بقليل من مستوى سطح التربة التي سيتم زراعة الشجرة فيها؛ حيث إنّ تغطية هذا التكتّل الترابي الذي يُحيط بالجذور سيجعل عملية نفاذ الماء والهواء إلى الجذر بطيئاً، ممّا قد يُعرّض الجذر للتأثيرات السلبية التي قد تنتج من انخفاض مستويات الأكسجين في التربة.
  • تحديد عمق الشجرة نفسها في كرة التراب المُتكتلة حولها؛ حيث يجب أن يتواجد ما لا يقل عن جذرين رئيسيين للشجرة ضمن 7.5 إلى 10 سم من الكرة الترابية، وفي بعض أنواع الأشجار التي تُعدّ جذورها من النوع الدائري فإنّه يجب أن يكون الجذر الرئيسي العلوي ضمن مسافة 2.5 سم من كرة التراب التي تُحيط بالشجرة، ويُعتبر ظهور الجزء العلوي من الجذور من الأمور الصحية في عملية الزراعة.
  • مراعاة أن يكون عمق الحفرة أقل بمقدار 2.5 إلى 5 سم تقريباً من ارتفاع الكرة الترابية.
  • عمل مساحة عرضية قُطرية كافية حول الكرة الترابية التي يوجد فيها الجذر، فكلّما ازداد قطر هذه المساحة كان ذلك أفضل للشجرة، ففي حال جعل تلك المسافة القطرية تبلغ 25% من إجمالي حجم كرة التراب التي يوجد فيها الجذر فإنّ ذلك سيؤدّي إلى إعاقة نمو الجذور ممّا سيؤثر على إعاقة نمو الشجرة بشكل عام، في حين أنّ جعل الحفرة تحتوي على مسافة قطرية حول كرة الجذر بنسبة تصل إلى ضعفي حجم كرة الجذر سيسمح للجذور بالنمو بشكل جيد، لكن ذلك لن يكون الأفضل بالنسبة للشجر، حيث إنّ جعل الحفرة بعرض يصل إلى ثلاثة أضعاف إجمالي حجم كرة الجذر هو التصرّف الأمثل للحصول على مستويات نمو في الجذر قد تصل إلى 400%.
  • جعل ثلث كرة الجذر ظاهراً فوق التراب المُراد زرع الشجرة فيه في حال كانت كرة جذر الشجرة مُكوّنةً من التراب الرطب، ويُرغب بزراعتها في تراب رطب أيضاً.
  • حرث مساحة محيطة بالشجرة تصل إلى خمسة أضعاف حجم كرة الجذر الترابية، وذلك في حال تمّ زراعة شجرة بكرة جذر ترابها مضغوط في أرض ترابية مضغوطة، حيث إنّ هذه الأمر يُساعد على تلافي تعرّضها للضغط مجدداً إذا تمّ السير عليها أثناء الزراعة.

الزراعة

يتمّ نزع كرة التراب المُتكتّلة حول الجذر في حال وجودها في عبوة بلاستيكية أو أيّ عبوة صلبة، أمّا في حال كانت الشجرة موجودةً ضمن كرة جذر ترابية في كيس من الخيش، فإنّه يجب إزالته إذا كان صناعياً، أمّا إذا كان من الخيش الطبيعي فيُمكن تركه لأنّه يتحلّل مع مرور الوقت، ولكن من الأفضل إزالته حتّى لا يجعل التربة المحيطة بالجذور عُرضةً للرطوبة لأنه يحبس الماء بداخله، وبعد ذلك يتمّ وضع الشجرة في الحفرة.[٢]

يُمكن استخدام إحدى الأدوات الحادة لعمل شرائح تهوية طولية على طول كرة الجذر بعمق 2.5 إلى 5 سم، حيث يوصى بأن يكون عددها من ثلاث إلى أربع شرائح، وفي حال كانت الشجرة بجذورها فقط من دون كرة ترابية محيطة بها فإنّه ينبغي تجهيز الحفرة بشكل جيد وتوسعتها بشكلٍ كافٍ بحيث لا يتمّ تكسير هذه الجذور أو إصابتها، مع الحرص على إزالة أيّ جذور ميّتة، أو جافة، أو غير سليمة، بعد ذلك يتمّ وضع الجذر الرئيسي تحت التربة في حين تكون الجذور الصغيرة موازيةً للتربة أو مغروسةً فيها بشكل مائل.[٢]

تبدأ عملية الردم بعد وضع الشجرة في الحفرة، وذلك من خلال دفنها بالتربة التي يُوصى بأن تكون مُزوّدةً بنسبة 10% إلى 20% بالسماد العضوي، مع الحرص على إزالة أيّ تكتّلات موجودة في تربة الردم؛ وذلك لمنع إنشاء ما يُعرف بالجيوب الهوائية الضارة، وتبدأ عملية الردم من خلال غمر النصف السفلي من كرة الجذر بتراب الردم، ثمّ دكّ التربة بشكل خفيف بالأقدام، ثمّ تعبئة النصف العلوي من الحفرة بتراب الردم، ثمّ دكّه مرّةً أخرى بالأقدام وبشكل لطيف، وفي النهاية يتمّ غمر منطقة الجذر بالمياه لتمتد على مسافة 7.5 سم تقريباً حول نهايات الجذور.[٢]

رعاية ما بعد الزراعة

تحتاج الأشجار إلى الرعاية والعناية المُستمرة بعد زراعتها، ويُمكن القيام بذلك من خلال ما يأتي:

التسميد

لا يُعتبر التسميد مُفيداً للأشجار حديثة الزراعة ولمدّة تتراوح بين عام واحد إلى ثلاثة أعوام من الأعوام الأولى لعمر الشجرة، حيث أشارت الأبحاث إلى أنّ معظم إنتاج النبات من الطاقة يتمّ توجيهه إلى الجذور لتنمو بسرعة، وحتّى أنّ عملية تسميد الأشجار قد لا تكون مطلوبةً أبداً حتّى في مراحل متقدمة من عمر الشجرة إذا كانت عملية نموّها تسير على نحو جيد، وجدير بالذكر أنّ مادة النتروجين الموجودة في السماد قد تُلحق الضرر بجذر النبات بدلاً من أن تكون مادةً مُعزّزةً لنموّه.[٥]

الريّ

تحتاج الأشجار إلى كميات كافية من المياه خلال الموسم الأول من نموّها؛ وذلك كي تثبت الشجرة في الأرض، فقد لا يكون الهطول المطري كافياً، وتختلف كمية المياه اللازمة للشجرة تبعاً للعديد من العوامل المختلفة؛ كنوع التربة، وموقع الشجرة، وحجم كرة جذورها، والطقس السائد، بالإضافة إلى قطر جذعها؛ حيث يجب سقاية الشجرة بنسبة 7.5 إلى 11.3 لتر من الماء لكل 2.5 سم من قطر جذعها، إلّا أنّ هذا الأمر لا ينطبق على الأشجار المزروعة حديثاً، فهي تحتاج إلى الريّ المُستمر والدوريّ لمرّة واحدة، أو مرّتين، أو حتّى ثلاث مرّات في الأسبوع الواحد، وقد يتطلّب الأمر أكثر من هذا خلال أوقات الجفاف أو في فصل الصيف، ويوصى بريّ منطقة زراعة الشجرة والتركيز على وصول الماء إلى مستويات عميقة من كرة الجذور.[٦][١]

على الرغم من أهمية الريّ بالنسبة للأشجار إلّا أنّ ريّها بكميات كبيرة قد يُشكّل ضرراً كذلك الذي يُسبّبه نقص المياه بالنسبة لها، لذا فإنّه يوصى بعدم ريّ الأشجار بكميات تزيد نسبة الرطوبة في التربة بشكل كبير، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال اللجوء إلى طريقة الري بالتنقيط، حيث يُمكن تعبئة دلو من الماء سعته حوالي 19 لتر ووضعه بجانب الشجرة، ثمّ يتمّ إحداث ثقوب صغيرة في جوانبه السفلية بحيث ينسكب منه الماء بشكل خفيف، ويتمّ تكرار هذه العملية من مرّتين إلى ثلاث مرّات خلال الأسبوع الواحد، ويُمكن حساب نسبة المياه المناسبة التي تحتاجها الشجرة من خلال تخصيص 7.5 لتر من الماء لكلّ 0.028 متر مُكعب من حجم المنطقة التي يحتلها جذر الشجرة.[٦][١]

تغطية التربة

يجب تغطية منطقة جوانب جذر الشجر بغطاء عضويّ واقٍ يُعرف بالمهاد بحيث يكون على عمق 7.6 سم، وتختلف كمية مواد المهاد التي يجب وضعها حول الشجرة، فتحتاج الشجرة التي يبلغ قطر جذعها 2.5 سم إلى تغطية جوانب جذورها بدائرة قطرها يتراوح من 60.1 سم إلى 91 سم، كما يجب الانتباه إلى عدم تراكم هذه المواد بشكل كبير على منطقة كرة الجذر تحديداً، فهذا الأمر قد يمنع وصول مياه الأمطار إلى الجذور، ويُمكن تغطية هذه المنطقة بطبقة رقيقة من مواد المهاد لا تتعدّى 2.5 سم.[٧]

يعود إحاطة وتغطية الشجرة بمواد المهاد بالعديد من الفوائد؛ كتقليل تعرّض التربة إلى تقلّبات درجات الحرارة، بالإضافة إلى الحفاظ على الرطوبة الموجودة فيها، وإضفاء المزيد من الجمال على المنظر العام للشجرة، فضلاً عمّا تُمكّنه هذه العملية من إضافة المواد العضوية إلى التربة وزيادة قدرة المُزارع على التحكّم بالأعشاب الضارّة التي تنمو حول الشجرة، إذ يجب الحرص على إبقاء هذه الأعشاب بعيدةً عن جذع الشجرة لتجنّب الضغط على التربة، ويُمكن إزالة هذه الأعشاب من خلال بعض أدوات القص الخاصة.[٧]

تتنوّع المواد التي يُمكن استخدامها كمهاد للتربة حيث تشتمل على أوراق الأشجار ولحائها، أو رقائق الخشب، أو الأسمدة، مع مراعاة عدم استخدام أيّة مواد قد تمنع نفاذ الماء بسهولة إلى التربة وتجنّب استخدام المواد العضوية والكيميائية التي قد تمنع نمو الشجرة، وتجدر الإشارة إلى تجنّب تغطية جذع الشجرة ومراكمة المهاد عليه بطريقة تُشبه شكل البركان، فهذا الأمر يؤدّي إلى تعفّن الجذع إضافةً إلى منع وصول الأكسجين والمياه إلى جذر الشجر، وفي حال رغبة المزارع بإنشاء حاجز يمنع وصول كميات كبيرة من الماء إلى منطقة جذر الشجرة، فإنّه ينبغي بناء هذا الحاجز من المهاد وليس من التراب.[٧]

التقليم

لا تُعتبر عملية تقليم الأشجار والشجيرات الصغيرة أمراً أساسياً بعد زراعتها مباشرةً أو حتّى قبلها، باستثناء بعض الحالات التي يتمّ فيها تقليم بعض الأطراف المتشابكة أو بعض الأفرع التي تكون مُمتدةً بشكل مؤذٍ أو غير مُناسب، بالإضافة إلى بعض الأطراف والأفرع التي قد تتضرّر جرّاء نقل الأشجار والشجيرات إلى مواقع زراعتها.[٣]

الإسناد

تحتاج الأشجار حديثة الزراعة إلى إسنادها بإحدى الأدوات التي من شأنها تثبيت الأشجار ودعمها أثناء التعرّض للرياح القوية التي قد تُحرّك الشجرة وتجعلها عُرضةً للتخلخُل، ولكن يُشار إلى أنّ ترك الأشجار حديثة الزراعة دون دعمها بمثل هذه الأدوات سيكون أفضل ما لم تقتضِ الحاجة لذلك، حيث إنّ الشجرة تقف بشكل ذاتي يُتيح لها حرية حركة أفرعها وأطرافها ممّا يجعلها تنمو بشكلٍ أقوى من تلك التي قد تتطلّب تزويدها بأدوات الإسناد المختلفة، ولا بدّ من الانتباه إلى بعض التأثيرات السلبية التي قد تتسبّب بها بعض المواد المُستخدمة لإسناد الأشجار؛ كالأسلاك المشدودة التي قد تقضي على الشجرة بشكل نهائي، لذا فإنّه يُوصى باستخدام شرائط من مواد لا تؤذي جذع الشجرة، وفكّها عند استقرار الشجرة أو بعد مرور عام على الأكثر.[٣]

لا تتطلّب أنواع الصنوبريات المختلفة والأشجار التي ينمو جذعها بشكل مستقيم إلى أيّة أدوات إسناد، لكن بعضاً منها قد يتطلّب ذلك عند عدم قدرة جذر الشجرة على دعم جذوعها، وعند الحاجة لوضع وترسيخ مثل هذه الدعامات فإنّه يجب تجنّب مدّها لتصل إلى قاع الشجرة؛ وذلك لتلافي إصابة أيٍّ من الفروع الجانبية، ولكن يجب رفعها إلى الأعلى بارتفاع زائد لابقاء الشجرة ثابتةً ومساعدتها على النمو بشكل مُستقيم، حيث إنّ تعرّض الشجرة لمثل هذه الإصابات الناتجة عن الدعائم يجعلها عرضةً للإصابة بالأمراض والحشرات.[٨]

يجب تحديد الارتفاع المناسب لأدوات الإسناد لئلّا تكون أعلى من اللازم، حيث يجب أن تقوم هذه الأدوات بتثبيت الشجرة بشكلٍ مُستقيم مع السماح لجزئها العلوي بالحركة، كما يُمكن تحديد الارتفاع المُناسب لأدوات الإسناد من خلال إمساك جذع الشجرة بيد واحدة ومحاولة ثني الجزء العلوي منها، ثمّ يتمّ وضع أداة الإسناد على ارتفاع الجزء الذي تمّ ثنيه وبالاتجاه الذي تمّ ثني الجذع إليه، ثمّ يتم إزالة هذه الدعامات بعد مرور سنة من تثبيتها، أو بعدما يكون الجذر قادراً على دعم الشجرة بشكل جيد.[٨]

تحتاج بعض الأشجار إلى أسياج لحمايتها من التعرّض لخطر المركبات، أو الحيوانات، أو حتّى المعدّات الزراعية المختلفة، ويجب أن تكون هذه الأسياج ظاهرةً بشكلٍ واضح حتّى لا يتعثّر بها الأشخاص، كما يُمكن أنّ تكون جذور بعض الأشجار غير قادرة على حملها، لذا فإنّها تحتاج إلى دعائم لإسنادها وإبقائها مُستقيمةً، وخاصةً في حال كانت التربة طينيةً والرياح قويةً، ففي هذه الحالة يوصى باستخدام اثنتين إلى ثلاث دعائم وبنفس الارتفاع.[٨]

نظرة عامة عن الأشجار

تُعرف الأشجار بأنّها نبات خشبي يزيد مُعدل طوله باستمرار، وتحتوي الأشجار على جذع رئيسي واحد يتكوّن من الأنسجة الخشبية ويتفرّع منه العديد من الفروع الثانوية، ويُمكن إطلاق كلمة شجرة على نبات مُعيّن في حال توافر ثلاثة شروط فيه، وهي: أن يكون له جذع رئيسي، وأن يتزايد في طوله حتّى لا يقل ارتفاعه عن 6.1 متراً كحدٍّ أدنى، وأن يكون قادراً على الوقوف بشكل ذاتي دون أيّ دعائم تسنده، ولهذه النباتات التي تُعتبر أكثر الكائنات الحية انتشاراً على اليابسة فوائد كبيرة وأهمية بالغة في الحفاظ على النظام البيئي لكوكب الأرض، ومدّه بالكثير من العناصر المهمّة.[٩][١٠]

تُعتبر الأشجار مصادر لإنتاج الأكسجين واستنفاذ ثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن دورها في إعادة تدوير العديد من الغازات المهمّة الأخرى كالنتروجين والكربون، كما أنّ أوراق هذه النباتات، وأغصانها، وجذورها، وأجزاءها المختلفة تُشكّل المادة العضوية الخاصة المفيدة للتربة عند تحلّلها، فضلاً عمّا توفّره من منتجات مُفيدة بالنسبة للإنسان؛ كثمار الفاكهة، والمُكسرات، والأخشاب ذاتها، وتُشكّل الأشجار أغلب النباتات المُكوِّنة للغابات في العالم، ومن هنا تبرز أهميتها في الحفاظ على ما تحتويه هذه الغابات من تنوّع بيولوجي، ويجدر بالذكر أنّ أشجار السيكويا تُعتبر من أكثر الأشجار المُعمّرة انتشاراً وأكثرها ضخامةً في الحجم على مستوى العالم.[٩][١٠]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Christopher J. Starbuck, “How to Plant a Tree”، extension2.missouri.edu, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Bob Polomski (16-12-2019), “PLANTING TREES CORRECTLY”، hgic.clemson.edu, Retrieved 31-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Jeffrey H. Gillman, Gary R. Johnson، “Planting and transplanting trees and shrubs”، extension.umn.edu, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  4. David Whiting, Robert Cox, Joann Jones, and Others (2007), The Science of Planting Trees , USA: Colorado State University Extension, Page 633-2 ، 633-3 ، 633-4 ، 633-6 ، 633-7. Edited.
  5. “Planting Process”, extension.umd.edu, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Deborah C. Swanson (5-2-2016), “Guidelines for Planting Trees and Shrubs”، ag.umass.edu, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت edward f. gilman , laura sadowsk (2007), Planting and establishing trees, Florida : IFAS, Page 5-6. Edited.
  8. ^ أ ب ت GARY W. HICKMAN (2001), Planting Landscape Trees, USA: University of california, Page 3-4. Edited.
  9. ^ أ ب Thomas H. Everett, Lillian M. Weber، Graeme Pierce Berlyn (5-3-2019)، “Tree”، www.britannica.com, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Tree”, www.encyclopedia.com,24-11-2019، Retrieved 1-12-2019. Edited.
Exit mobile version