الأسرة في الإسلام

جديد موضوع عن الأب

الأم والأب

كثيرون هم أولئك الأشخاص الذين يحيطون بالإنسان عندما يبدأ عهده مع هذه الحياة، غير أن اثنين منهم فقط يستحوذان على كيانه، ويتملكان مشاعره إلى أن يحين موعد الوفاة.

الأم والأب هما أعظم شخصين في عيون أبنائهما، فهما اللذان يعطيان دون مقابل، وهما من يجد الإنسان لديهما الأمان والراحة، وهما اللذان يشكلان النواة الأولى لمؤسسة الأسرة العظيمة؛ هذه المؤسسة التي كلما تأسست على أسس صحيحة كان الناتج هو مجتمع قوي، سليم، متعافٍ من الأمراض التي قد تنخر جسده، فتفككه، ومن ثم تدمره.

ومن هنا فقد حثّت الفطرة الإنسانية السليمة على بر الوالدين، ومصاحبتهما، والإحسان إليهما، وتقديم العلاقة معهما على كافة أنواع العلاقات الإنسانية الأخرى إن حصل أي نوع من أنواع التعارض، فلو أفنى الإنسان عمره كاملاً وهو جالس عند قدميهما لن يفيهما حقهما عليه، ولا حتى جزءاً يسيراً منه.

الأب

وفقاً للعادات والتقاليد المتبعة في المنطقة العربية، والإسلامية، وبين الشعوب الشرقية بشكل عام، مع وجود بعض الاستثناءات التي خرجت عن هذه القاعدة، فإن الأب هو اللبنة الأولى التي تُبنى عليها الأسرة، فهو الّذي يهمُّ باتخاذ الخطوة الأولى من خطوات الزواج، وهذه الخطوة تتطلّب التقدم لطلب يد شريكة حياته، التي بموافقتها يحصل الزواج، وتتأسس الأسرة، ليبدأ عهد جديد لكلٍّ منهما.

اختيار الأب لشريكة الحياة يعني اختياره لأهمّ عنصر في الأسرة، وهو العنصر الذي سيفوقه أثراً فيما بعد، وحتى يحسن الرجل الاختيار، يجب عليه أن ينضوي على صفات معينة، على رأسها: تقدير المرأة وإجلالها، وتحمل المسؤولية، وتحلّيه بالأخلاق الفاضلة الحسنة، وامتلاكه لقلب كبير يسع العالم بأسره.

الأب والأبناء

للأب تأثير عظيم في حياة أبنائه، وفي صياغة شخصياتهم، فالأولاد يرون في آبائهم المُثُل العليا التي يجب أن يقتدوا بها ويسيروا على نهجها، والبنات يرون فيهم أمثلة للرجال الذي يحلمون بالارتباط بهم مستقبلاً، ولطالما كانت علاقة البنات تحديداً بآبائهنَّ مثار جدل بين الفلاسفة، والمفكرين، وعلماء النفس، وسائر العلماء المختصين، فهذه العلاقة جميلة جداً، وغريبة جداً في الوقت ذاته، ولها أبعاد هامة تنعكس على كل من الأب وابنته في آن واحد، وتستحق من كل الآباء الذين ينظرون باحترام إلى المرأة، والذين يدعون ربهم ليل نهار أن يرزقهم بنات يزيِّنَّ حياتهم، تستحق منهم الوقوف عندها قليلاً، والتأمل فيها، ودراستها من كافة النواحي مباشرة من أهل الاختصاص، والاعتناء بها جيداً، والأهم من هذا كله الإحساس بالبنت، وإشعارها بالحب والحنان.

بر الأبناء بالآباء

إنّ أنجح الآباء هو الذي يبر أبناءه في صغرهم قبل أن يبروه هم في كبره، وأوّل البر أن يشعرهم بالامتنان لهم على تلك النعمة التي وهبوه إياها ألا وهي نعمة الإحساس بالأبوة، تلك النعمة التي حُرم منها العديد من الأشخاص الآخرين حول العالم؛ فالإحساس بالأبوّة من الأمور التي تساعد على تربية الأب نفسه، وتهذيب شخصيته، وإضفاء معنى على حياته لا يمكن التحصُّل عليه دون وجود الأبناء، فإذا ما شعر الأب بهذا الامتنان، بذل ما بوسعه من أجل راحة أبنائه، ومن أجل تنشئتهم التنشئة الحسنة.

من أعظم حقوق الآباء الواجبة على الأبناء أن يتواصل الأبناء معهم باستمرار، وأن يكونوا في قمة سلّم أولوياتهم، واهتماماتهم، خاصّةً بالنسبة للإناث، فالزوج ومهما علت قيمته في حياة المرأة، فإن الأب يبقى هو الملجأ، والملاذ، والمستشار، والصديق الذي لا يمكن الاستغناء عنه. وللأسف فقد شبَّ أبناء المجتمعات الذكورية على مفاهيم قد يساء استعمالها، من ضمنها طاعة الزوجة لزوجها، حتى وإن أمرها بتقليل اتصالها مع والديها؛ إذ إنّ كثيراً من الأزواج لا يسعون من خلال هذا التسلط الجائر إلّا إلى إشباع غريزة الهيمنة لديهم، فلا مبرر للغالبية العظمى لما يقومون به من أعمال سيئة بحق زوجاتهم.

من الحقوق الأخرى للآباء على الأبناء الإنفاق عليهم في حال ضيق ذات اليد، كما ويجب احترام الأب وتوقيره أمام الناس، والدعاء له بعد الوفاة، وتقريب الأحفاد منهم، كما ويجب أيضاً صلة الأرحام والأصدقاء فهذا مما يُسعد الأب ويسره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى