مهنة الطبيب
إن أردتَ الشفاءَ فاقْصِدْ
-
-
-
-
- طَبيباً حَاذِقَاً ذا لطافةٍ وذكاءِ
-
-
-
واحترسْ أن يكونَ فَظَّاً غَلِيظاً
-
-
-
-
- إنَّ لُطْفَ الطبيبِ نِصْفُ الدَّواءِ
-
-
-
إنّ مهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها، هذه المهنة الإنسانيّة التي يعمل بها من يحملون الرحمة في قلوبهم، ويتجوّلون كالملائكة بأرديتهم البيضاء، وابتسامتهم النبيلة، وأخلاقهم الطيبة مخففين عن المرضى آلامهم وأحزانهم وأمراضهم، وزارعين للبسمة على وجوههم، وساهرين على راحتهم، فلا تغفى أعين الأطباء قبل الاطمئنان على أولئك المرضى والتأكد من سلامتهم، لذا هم يعتبرون نصف شفاء الإنسان بلطف أرواحهم التي تكون كالبلسم، وإنسانيّتهم العظيمة، ورقة قلوبهم.
عُرفت مهنة الطب منذ القدم، حيث كان الإنسان في البداية يداوي نفسه بشتى الأدوات التي كانت تعينه حينها، ثمّ أصبح هناك أناس متخصصون بهذه المهنة يسعون لمحاولة شفاء كل مريض، مع استخدام الأجهزة الحديثة التي تعينهم على ذلك، وإعطاء المرضى الدواء المناسب لحالاتهم، فمن دون هذه المهنة لكانت الحياة جحيماً ولما استطاع الناس أن يتابعوا حياتهم بشكل طبيعي، ولانتشرت الأمراض والأوبئة بين في المجتمعات، فالطبّ يكون في تطوّر دائم لحماية الإنسان من كلّ ما يمكن أن يضرّ صحته، وإدخال السرور على قلبه حين يُشفى من يحبهم من أمراض كانت قد تهدد حياتهم، فكما قال مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله-: (إنّ الطبيب الحكيم لا يجاري العليل وإنّما ينظر إلى العلّة)، فما أعظم هذه المهنة وما أجمل قلب من يعمل بها!
يتعب الطبيب ويسهر الليالي ويكدّ في دراسته التي تمتد بين سبع سنوات وتختلف باختلاف الدرجة العلمية التي يُنشدها الطبيب، فيما تتنوع فروع الطب بين طب أسنان وجراحة قلب، وأعصاب، وعظام ومفاصل، وغدد وغيرها من الفروع؛ ليتخرّج بعدها الطبيب إنساناً صبوراً على من يعالجهم، رؤوفاً بهم، واقفًا من أجل مساندتهم وتقديم يد المساعدة لهم في كلّ الظروف وبكلّ استطاعته، وذلك من خلال حنوّه ولين كلامه، وحُسن تدبيره وذكائه عند تشخيص حالة المريض وصرف العلاج المناسب له، بالإضافة إلى مخاطرته في حياته وتعريضها للخطر في سبيل إنقاذ المرضى في حالات الحروب والكوارث، فمهنة الطب كما يقال عنها: (إن صناعة الطب صناعة فاعلة، عن مبادئ صادقة، يلتمس بها حفظ بدن الإنسان، وإبطال المرض)، فكم هي عميقة مكانة الطبيب وكم هي عظيمة المعاني التي تحملها وتنشرها هذه المهنة!.
يبرز دور الأطباء والممرضين في أشدّ الأزمات الإنسانية كالحروب وحالات الأوبئة العالمية وغيرها، فتراهم يهبّون لنجدة إخوانهم من البشر رغم ما قد يتعرضون له من أخطار، وما قد يواجهونه من صعوبة في الابتعاد عن عائلاتهم وذويهم لأسابيع بل لأشهر طويلة أو سنوات، لكنّ ذلك لا يثنيهم عن واجبهم الإنساني، فالطب مهنة نبيلة تستحق من أصحابها ما يبذلونه في سبيل نجاة الإنسانيّة وحمايتها.
فيديو عن مهنة الطبيب
لمعرفة المزيد عن ذلك شاهد الفيديو: