'); }
قال الشاعر:
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ
-
-
-
-
- وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
-
-
-
هذا ما تداعى إلى ذهني فور وصولي إلى مكتبة مدرستي الغالية، وأنا أشعر بجلال ذلك المكان، استقبلتني أمينة المكتبة بابتسامة هادئة سرقني منها الهدوء الذي يعمُّ المكان، ورائحة الكتب المنتشرة في الأرجاء، والتي تذكّر الزائر بعبق التاريخ رغم وجود بعض أجهزة الحاسوب الموجودة فيه، والطريقة المنظمّة التي صُفّت فيها الكتب في الرفوف وفق نظام معيّن، والإضاءة الجيدة المناسبة للقراءة، فكانت كلها أمور تشجع الزائر على دخول المكان للبدء في رحلة جميلة تنقله بين ما أراد من العلوم كفراشة تتنقل بين زهور مختلفة الألوان.
'); }
جلست على إحدى الطاولات التي رُتبت حولها المقاعد بعناية دون أن أصدر صوتاً؛ فللمكتبة آداب يجب اتّباعها أولها احترام الهدوء وعدم إزعاج الآخرين بإصدار الأصوات العالية، أما ثانيها فعدم إدخال المأكولات والمشروبات إليها، بالإضافة إلى الحفاظ على الكتب وعدم إتلافها أو الكتابة على صفحاتها أو على الطاولات أو الجدران، كما أنّ الحفاظ على نظافة المكتبة واجب على زوارها، فالمكتبة مكان مصمم للبحث والعلم والاستزادة من المعرفة، يتوجّه إليه الباحث لإيجاد ما يريد من مصادر ومراجع لازمة في بحثه، ويقصدها الطالب للدراسة بهدوء وصفاء، كما أنّها مكان لحفظ التاريخ البشري، بالإضافة إلى أنّها توفر لنا ما نحتاج من كتب دون أن نضطر لشرائها، وهي مكان للتواصل أيضاً فيما يُعقد فيها من ندوات ونقاشات أدبيّة.
أخذت ما أردت من كتب وأنا أتذكر قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق: آية 1)، وتوجهت إلى أمينة المكتبة لاستعارتها وأنا أنوي الحفاظ عليها وإعادتها في الموعد المحدد، كما قررتُ زيارة هذا المكان الثّري الذي نغفل عنه بشكل دوري للاطلاع على ما يحويه من علوم مختلفة والاستفادة منها، فليس كالقراءة في زيادة ثقافة المرء ورفع وعيه وقدره في المجتمع.